140 دقائق للقراءة
تفريغ مقطع مرئي
0:00/0:00
سجل دخولك للوصول إلى ميزة التظليل والمزيد من المميزات

الطريق إلى بيت المقدس | الأخيرة ٢٣ | الدفاع عن القدس ونهاية المسيرة | أحمد السيد

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى، لك الحمد يا ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، لك الحمد في الأولى والآخرة، ولك الحكم وإليك المصير. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، نستعين بالله ونستفتح المجلس الأخير من هذه السلسلة التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلها وأن يجعلها طيبة مباركة.

وبما أنه المجلس الأخير، الأحداث ستكون متزاحمة ومتقاربة ومتسارعة، وما عاد عندنا فرصة للاستطرادات الكثيرة، ونوفر الاستطرادات إلى آخر الدرس إن شاء الله، ليس للاستطرادات وإنما للملمة فوائد السلسلة، بإذن الله تعالى. الفوائد التي خرجنا بها من كل هذه المسيرة، وستكون بإذن الله تعالى يعني فوائد مهمة، نسأل الله سبحانه وتعالى العون والتوفيق والسداد والفتح.

طيب يا جماعة، ما في إمكان للمقدمات إلا يعني في دقيقتين ثلاثة بسرعة، نلملم احنا وين، إيش صار بشكل سريع جدا جدا. جيد؟ احنا الآن للتو حُرر المسجد الأقصى بعد احتلال تسعين سنة، بعد مشروع استمر لمدة أربعين سنة. هذا المشروع كان عنوانه الأساسي جمع الكلمة لتحقيق هدف آآ مقاومة المحتل الصليبي وطرده من أراضي المسلمين.

وفي نفس الوقت، خلال الأربعين سنة كانت تجري كثير من الحروب والمناوشات مع الصليبيين، ولكن لم يكن فيها شيء حاسم. فلما أن اجتمعت الكلمة على تلك الغاية وذلك الهدف، سَهُلَ جمع جيوش المسلمين على أرض الواقع، وحدثت معركة حطين، فانكسر الصليبيون كسرة لم تقم لهم بعدها قائمة في حماية البلدان التي كانوا مسيطرين عليها. أقصد لم تقم قائمة في نفس اللحظة أنه يمكن أن يحموا، فسقطت البلدان الإسلامية المحتلة واحدة تلو الأخرى، حتى أخذوا ساحل بلاد الشام كاملا سوى طرابلس وسور.

ثم بعد ذلك، بعد أن بقي الصليبيون في سور، بدأت تأتي الإمدادات من أوروبا، ولما بدأت تأتي الإمدادات من أوروبا، أصلًا تحرك الصليبيون الاثنين في الداخل، وصلوا إلى أنهم حاصروا عكا. ولما حاصروا عكا، استمروا في هذا الحصار لمدة سنتين، المسلمون داخل عكا وحولهم السور، وحول السور خندق المسلمين، وحول الخندق المسلمين معسكر الصليبيين، وحول معسكر الصليبيين خندق الصليبيين، وحول خندق الصليبيين صلاح الدين بجيشه.

حصار على أثر حصار، والبحر مفتوح لإمداد لا حصر لها من أوروبا. تأتي على طول السنتين إمدادات لا حصر لها. وإحنا الآن في رابع حلقة فقط نتكلم عن أحداث هذا الحصار، هذا الحصار. وقلنا جرت في هذه في هذا الحصار من الملاحم ما لا يكاد يستوعبه الإنسان، جرت من الملاحم ما لا يكاد يستطيعه الإنسان. ومن الصبر والثبات ما لا يكاد يصدقه الإنسان.

وجرى فيها من الدروس والعبر للعاملين لهذا الدين، سواء من جهة النصر أو من جهة الهزيمة، ما لا يقدر بثمن، ما لا يقدر بثمن. العاملون اليوم يحتاجون إلى هذه الأحداث بشكل كبير جدا. طيب إحنا كل مرة نجلس نقول اليوم راح ننتهي من أحداث عكا، وينتهي المجلس بعد ثلاث ساعات أربع ساعات أو ثلاث ساعات ونص وإحنا ما انتهينا من أحداث عكا. فإحنا اليوم إن شاء الله ننتهي من أحداث عكا، ومن بقية الأحداث فيما بعد عكا.

آآ كنا في بداية السلسلة نتناول الأعوام، اللي هو دخلت سنة خمس مئة وستة وأربعين، خمس مئة وخمسين، ونأخذ أهم الأحداث في العام، آآ يعني إذا كنا طولنا ممكن نأخذ في الحلقة عامين ونقول والله هذان العامان طويلان يعني. الآن صرنا بالأشهر، بالأشهر. وفي حلقة اليوم سنصبح بالأيام، نعم الحلقة الماضية دخلنا في الأيام، ولا دخلنا في الأيام الحلقة؟ يعني الحلقة الماضية ثلاث ساعات ونص تقريبا، أخذنا شهرين صح، أو ثلاثة أشهر.

طيب إحنا الآن نبغى نبدأ سريعا نلملم الأحداث، نبي نبدأ في الأحداث مباشرة ما نريد التأخر، ونسأل الله سبحانه وتعالى البركة والتوفيق. الآن المفروض المسلمين خلاص تعبوا، صح ولا لا؟ لأن الإمدادات التي تأتي للمسلمين محدودة، آآ والإمدادات التي تأتي للصليبيين غير محدودة. على أنه مهما كان للصليبيين من إمداد، فإن الموارد، مين اللي عنده الموارد أكثر؟ الموارد يعني اللوجستيات، الطعام، هذي هذي المسلمين هم اللي عندهم أكثر.

ليش؟ لأنه هو مفتوح على البلد، البلد له وفي ظهره بلاد المسلمين. أما الصليبيون يأتون بالسفن، فكل ما تجي سفينة وسفينة يكون فيها اللوجستيات والأغراض والأسلحة وما إلى ذلك. طيب آخر شيء أخذناه وقعة الكمين، اللي كمان فيها مجموعة من المسلمين تقدموا إلى جهة معسكر الصليبيين وسحبوهم إلى التل، وبعدين صار صارت المقتلة. كم قلنا الصليب اللي خرجوا مئتين تقريبا فارس، وأُسر منهم جماعة، وأخذهم صلاح الدين وأرسلهم إلى دمشق، وأخذ خلاهم يتواصلوا مع أهلهم، ها ويرسلوا لهم ملابس وأغراض، ومن هناك إحنا علقنا على فكرة موضوع السجون والظلم الحاصل في زماننا هذا لقضية السجون وما إلى ذلك.

طيب الآن نرجع لعكا وبسم الله، نسأل الله سبحانه وتعالى العون والبركة. إحنا قلنا في شهر كم إحنا الآن؟ شوال سنة ستة وثمانين، خمس مئة وستة وثمانين، شوال خمس مئة وستة وثمانين. كم المعركة لها الآن؟ شهرين مو كملوا الحصار. المعركة هي فعلًا القتال ما توقف لمدة سنة وشهرين جيد. طيب قلنا في الشتاء يخف القتال، ومن يوم ما يخلص الشتا يرجع القتال ثاني. وحتى في الشتاء ما نقول ما نقول أنه يتوقف تماما يعني.

طيب ولما هجم الشتاء وهاج البحر، إحنا اليوم صاحبنا حيكون ابن شداد خلاص صراحة اعتمد بن شداد، بس لو تعطيني الكتاب من هنا، أعطيني الكتب هذي، راح نشوف نلحق شي من، اه نلحق شيء من إيش اسمه الروضتين لأبي شامة ولا ما نلحق الله يسهل الأمور. طيب ولما هجم الشتاء وهاج البحر، وأمن العدو أن يضرب مصافا، وأمن العدو أن يضرب مصافا وأن يبالغ في طلب البلد وحصاره من شدة الأمطار وتواترها.

إذا أذن السلطان قدس الله روحه للعساكر الإسلامية في العود إلى بلادها لتأخذ نصيبا من الراحة وتجم خيولها إلى وقت العمل. وكان أول من سار عماد الدين صاحب سنجار، هذا اللي كان أصلًا كل شوي يقول أبغى أروح أبغى أمشي، السلطان قال له: إذا فقدتني ليت شعري مدري من تجد، مدري كذا، آآ جلس. اه طيب لما كان عنده من القلق في طلب الدستور، وكان مصيره يوم الاثنين الخامس عشر شوال، وصار عقيمه في ذلك اليوم ابن أخيه سنجرشاه. سنجرشاه مين هو؟ هو اللي راح وقال ما أدري إيش وكذا ورجع بعدين.

رجعوا تقييد دين عمر بالقوة. تمام وسار علاء الدين ابن صاحب الموصل. تمام هذول الثلاثة الآن ثلاثة، كل واحد بجيشه انصرفوا من اه جيش صلاح الدين الأيوبي، رجعوا إلى بلدانهم. وتأخر في الانصراف آآ تقي الدين والظاهر، فالملك الظاهر ذهب إلى حلب بمحرم السنة اللي بعدها. وأما المظفر تقي الدين ففي صفر جاهزين. طيب الآن وقت الشتاء كم صار المسلمين كم لهم الآن محاصرون في بعكا سنة وشوية صح؟ الآن يبغى يصير تبديل للمحاصرين بعسكر جديد يأتون من الخارج، وكيف ممكن يدخلوا والبلد محاصر؟ ما ما في إمكان للدخول والخروج. اه ما في إلا استغلال وقت الشتاء.

ليش؟ لما يجي وقت الشتا المراكب الصليبية ياخذوها، وأظن يطلعوها حتى على الساحل خلاص، لأنه أمواج وأمطار وعواصف وكذا. ففي هذا الوقت أراد السلطان أنه هو يدخل البدل. يقول: ولما هاج البحر وأمنت غائلة مراكب العدو رفع ما كان له في البحر من الشواني إلى البر، اشتغل السلطان في إدخال البدل إلى عكا، وحمل المير والذخائر والنفقة، والعدد إليها، وإخراج من كان بها من الأمراء لعظم شكايتهم من طول المقام بها، ومعاناة التعب والسهر وملازمة القتال ليلا ونهارا.

وكان مقدم البدل الداخل سيف الدين المشطوب اللي اتكلمنا عنه، دخل يوم الأربعاء سطعشر محرم. سنة سبعة وثمانين. وفي ذلك اليوم خرج المقدم الذي كان بها، وهو الأمير حسام الدين أبو الهيجاء، هذا أبو الهيجاء السمين، وخرج أصحابه ومن كان بها من الأمراء، ودخل مع المشطوب خلق من الأمراء وأعيان من الخلق. وتقدم إلى كل من دخل أن يسحب معه ميرة سنة كاملة. وانتقل الملك عادل بعسكره إلى حيفا. وين سارة حيفا من اليوم معانا الخريطة هذي؟ حيفا مباشرة جنوب جنوب عكا قريبة منها جدا.

وين المسلمين يجهزوا مراكبهم وكذا من حيفا من طرفها، يعني يبدو الشمالي، على أساس يدخل على عكا، وهو الموضع آآ الذي تحمل منه المراكب وتدخل إلى البلد، وإذا خرجت تخرج إليه. فأقام العادل، العادل هو اللي تولى فكرة إدخال البدن. جيد؟ لما تقرأ في بعض الكتب التاريخية الأساسية، يعني يحملون العادل اللي هو أخو صلاح الدين رحمه الله يحملونه شيئا من اه وزر سقوط عكا. بأنه يعني ما كان فيه آآ اهتمام بالغ بفكرة مين يدخل ومين ما يدخل، وهل اللي دخلوا عدد كافي ولا لا؟ وهل كذا وأنه يعني هذي رواية من الروايات أنه يعني ما كان السلطان ما تابع بنفسه الدخول والخروج، وأنه العادل يعني اجتهد بس ما يعني ما وفى كل ما ينبغي توفيته في الأعداد الكافية التي ينبغي أن تدخل إلى عكا لتحفظها.

طيب في حدث يعني حدث آآ محزن حصل فيه ذي الحجة، بذي الحجة في ستة ستة وثمانين، أنه كانت وصلت من مصر المحروسة، ولا من محروسة مصر آآ وصلت سبع سفن جيد، مملوء أميرة وذخائر ونفقات، وصلت ثاني ذي الحجة ستة وثمانين. فانكسر منها مركب على الصخر الذي هو قريب الميناء، فانقلب كل من في البلد من المقاتلة إلى جانب البحر لتلقي البطس وأخذ ما فيها. ولما علم العدو انقلاب المقاتلة، انقلاب المقاتلة اللي هم الناس اللي يقاتلوا.

الحين في بحر وفي بر، العدو من جهة البر لما جات هذه السفن انكسرت وحدة، طبعا مات ناس وراحت مير وراحت ذخائر وراحت أشياء كثير، فالكل المقاتلين أو كثير منهم راحوا إلى جهة البحر إيش؟ يتداركوا الأمر ويتلقوا المؤن. استخبارات العدو شغالة أربعة وعشرين ساعة بدون انقطاع، مباشرة عرفوا أنه العدو أنه المسلمين راحوا إلى جهة البحر، فاجتمعوا في خلق عظيم وزحفوا على البلد من جانب البر زحفة عظيمة.

وقاربوا الأسوار وصعدوا في سلم واحد، أو في سلم واحد، فاندق بهم السلم كما شاء الله تعالى، هذي اللي هي ولكن الله سلم، وتداركهم أهل البلد، فقتلوا منهم خلقا عظيما، وعادوا خائبين خاسرين. وأما البطس اللي هي السفن، فإن البحر هاج هيجا عظيما، وضرب بعضها ببعض فهلكت، وهلك جميع ما كان فيها، وهلك فيها خلق عظيم. قيل كان عددهم ستين نفرا، وستون نفرا كان عددهم ستين نفرا، وكان فيها ميرة عظيمة، لو سلمت لكفت البلد سنة كاملة، وذلك بتقدير العزيز العليم، ودخل على المسلمين من ذلك وهن عظيم وحرج السلطان بذلك حرجا شديدا، واستخلف ذلك في سبيل الله. وما عند الله خير وأبقى.

إيش يقول ابن شداد؟ يقول: وكان ذلك أول علائم، يعني أول علامات أخذ البلد، كأنه يقول في كذا مؤشرات جات، هذه المؤشرات كل ما جاه مؤشر كأنها إشارة كذا أنه البلد راح تسقط، أسباب يعني. طيب بعدين على طول العنوان الثاني ذكر وقوع قطعة من السور، فهي العلامة الثانية. يقول: ولما كانت ليلة السبت سابع ذي الحجة من السنة الخالية، قصده ستة وثمانين، قضى الله وقدر بأن وقع من السور قطعة عظيمة، فوقعت مهيئة تندك لها سنة كاملة بالمجانيق. سنة كاملة وهو السور اندك، ووقعت بثقله على الباشورة فهدمت أيضا منها قطعة. فداخل العدو الطمع وهاج للزحف هيجا عظيما، وجاؤوا إلى البلد كقطع الليل المدلهم.

هذي إحنا ما نقدر نتصورها صح، يعني يعني إذا مثلًا في وحدة من الأوقات كان في من الرجالة حول البلد مئة ألف مقاتل، ومن الفرسان والله ما أعرف كم، فيعني تتخيل مئة ألف مع بعض بيزحفوا ولا جزء كبير منهم بيزحف على البلد بهذا، فيقول لك كقطع اللين المدلهم من كل جانب، فتحايا الناس في البلد، وثارت هممهم فقتلوا من العدو وجرحوا خلقا عظيما، وقاتلوهم قتالا شديدا، حتى ضرسوا وأيِسوا من أن ينالوا خيرا، ووقفوا كالسد في موضع القطعة الواقعة.

يعني المسلمون فدوا البلد وفدوا أنفسهم بأنفسهم، أن هذه القطعة اللي سقطت وقفوا مكانها، وجمعوا جميع من في البلد من البنائين والصناع، ووضعوا ووضعوهم في ذلك المكان، وحموهم بالنشاب والجروح والمجانيق، فما مرت إلا ليال يسيرة حتى انتظمت وعاد بناؤها أحسن مما كان. طيب إحنا وين صرنا الآن؟ ذي الحجة تقريبا محرم صح؟ إحنا في الشتاء الآن، هذي هذي أحداث الشتاء الآن لسا ما ما جات أحداث القتال اللي هي في الربيع وفي.

طيب اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، في آآ باختصار، في وحدة من المكاسب الجميلة أنه اه في مركب للصليبيين، اه بس هذا هذا بس صار بشيء عجيب يعني، اللي هو فيه أناس من الصليبيين جو للسلطان صلاح الدين، وقالوا له إحنا آآ طبعا هو ابن شداد يقول حملهم إلينا الجوع، وقالوا إحنا ممكن، إحنا عندنا براكيس، هذي براكيس يعني زي القوارب الصغيرة، ونكسب من العدو، ويكون الكسب بيننا وبين المسلمين، يقول: إحنا ترى مستعدين نتعاون معاك ها؟ ونروح نأخذ مكاسب من السفن الصليبيين الكبيرة، ونتقاسمها بينا وبينك، وأذن لهم وأعطاهم بركوسا وهو المركب الصغير، فركبوا فيه وظفروا بمراكب للتجار من العدو وهي قاصدة إلى عسكرهم.

المهم وأتوا بفضة كثيرة وكذا وإلى آخره، وأحضروها إلى مائدة السلطان صلاح الدين. قال: فأعطاهم الجميع ولم يأخذ منهم شيئا، وفرح المسلمون بنصر الله عليهم هنا في اه في اه أبو شامة في عند أبي سامة نقل عن نقل عن العماد، بس ما أدري عدوان ألقاها سريعا، أظن هنا أسلم منهم جماعة، أسلم من الصليبيين هذول جماعة لما رأوا أخلاق السلطان رحمه الله تعالى في أنه إيش؟ اه بأنه يعطيهم ما أخذ منهم شي.

طيب في نفس تلك المرحلة ملك ابن ملك الألمان اللي جاء مشي مشيا على الأقدام أو على دابته من ألمانيا إلى عكا عن طريق البر. هو وجيشه الكبير، هذا ابن ملك الألمان مات في تلك المرحلة وفي تلك اللحظة، ولما مات حزن الصليبيون عليه آآ حزنا شديدا وكبيرا جدا، وأشعلوا نيرانا هائلة بحيث لم يبقى لهم خيمة إلا واشتعل فيها نيران. الصليبيون إذا جاه شيء كويس يشعل النيران بمعسكرهم، وإذا جاء شيء يحزن لأجله أيضا يشعل النيران فهي علامة دائما يعني يقومون فيها. طيب يلاه إحنا الآن أنا أنا حاب أنه إيش؟ أهم الأشياء اللي تصير خلال هذي خلال ما بقي من الحصار أشير لها إشارات. وإذا في شي يستدعي التفصيل بفصل فيه عشان اليوم نبغى نمشي بسرعة شوية، جيد؟ هذي المنفصل فيها شوية. شوية بسيطة. ثالث ربيع الأول، سنة كم؟ شوفوا أيام الشتا تمشي بسرعة. ما في أحداث كثيرة كان اليزك للحلقة السلطانية.

اليزك قلنا اللي هو جزء من الجيش كتيبة طلائع من الجيش. هم اللي دائما يحرسوا الجيش، هم اللي دائما يكونوا قريبين من الصليبيين. النوبة كانت على مين؟ على الحلقة السلطانية. يعني الكتيبة اللي هي من خواص أو من التابعة لصلاح الدين الأيوبي، لأنه اليزك هذا من انتماءات كثيرة كانوا اليزك طبعا، اليزك زي ما قلنا هم أقرب شيء للصليبيين. إحنا قلنا بين الجيشين أحيانا خمسة كيلو، ممكن أكثر عشرة كيلو. اه بحسب المعسكر بحسب وين. أما الليزك يكونوا قريبين من الصليبيين جدا، خرج من العدو إليهم خلق عظيم وجرى بينهم وقعة شنيعة، قتل فيها من عدو جماعة، وقتل منهم رجل كبير على ما قيل. ولم يفقد من المسلمين إلا خادم كان للسلطان يسمى قرقوش. وكان شجاعا عظيما له وقعات عظيمة. ديرة استشهد في ذلك اليوم رحمه الله، وكان يوم السبت التاسع من ربيع الأول سنة سبع وثمانين.

طيب يا جماعة الخير، اه أيوه أثناء القتال والاشتباك والكمين هذا اللي صار مع اليزك، طبعا السلطان لحقهم بنفسه. يقول أثناء ذلك كان في مركب للصليبيين من بيروت، هذا ما هو من المحاصرين في عكا أُخذ وفيه خمسة وأربعين وفيه خمسة وأربعون أسيرًا، جيد كانوا أخذوا من بيروت. شوفوا يا جماعة لما نرجع مرة ثانية التعامل مع الأسرى، وفي لفتة تربوية عجيبة جدا قام فيها صلاح الدين في هذا الموقف. عجيبة جدا جدا، هما موقفان مع الأسرى. يقول لك وصل خمسة وأربعون نفرا من أسارى الفرنج، كانوا قد أخذوا في بيروت وسيروا إليه. فوصلوا في ذلك اليوم إلى ذلك المكان.

ولقد شاهدت منه رقة قلب ورحمة في ذلك اليوم لم يرى أعظم منها. وذلك أنه كان فيهم شيخ كبير طاعن في السن، لم يبق في فمه ضرس واحد من الصليبيين دول ما في فمه ضرس كبير، ولم يبق له قوة إلا مقدار ما يتحرك بها لا غير، فقال للترجمان: سله ما الذي حملك على المجيء وأنت في هذه السن، وكم من ها هنا إلى بلاده، صلاح الدين يسأله. فقال: أما بلادي فبيني وبينها مسيرة عدة أشهر، جاي من أوروبا الشايب دا، جاي من أوروبا. قال: وأما مجيئي فإنما كان للحج إلى القيامة، إلى كنيسة القيامة في القدس، فرق له السلطان، ومنَّ عليه وأطلقه وأعاده راكبا على فرس إلى عسكر العدو.

تمام وهذي طبعا زقنا ما هي مستغربة من صلاح الدين هذي عادته ومعروفة عنه يعني. حزن عليه ورق عليه وأطلقه وركبه فرس، أعطاه فرس وقال له روح يلا. تمام، لكن شوف شوف الموقف التربوي الحين، كم باقي من الأسرى؟ أربعة وربعين. يقول: ولقد طلب أولاده الصغار، أولاد صلاح الدين طلبوا أن يأذن لهم في قتل أسير، عون السلطان بالنسبة للتعامل مع الأسرى عادة إذا كانوا من الفرسان الداوية والسبيتارية يقتلهم، اللي هم هذول يتخنوا في المسلمين جدا. ولعوا من الفرنج الصليبيين اللي مقاتلين بحسب يبادل فيهم أسرى، أحيانا يسجنهم عشان يبعد، أحيانا لا، أحيانا بحسب. فإذا سجنهم يتعامل معهم تعامل حسن كما مر معنا في اللقاء الماضي.

طيب الآن طلب أولاده الصغار أن يقتلوا واحدا من الأسرى، يعني في لياقة كذا في الأثناء القتال، عارف أنه يعني أعطيني هذا خليني أقتله، شوف الموقف التربوي. قال: فلم يفعل، لم يأذن لهم، فسألته، يسأل ابن شداد. فسألته رحمه الله عن سبب المنع، وكنت حاجبهم فيما طلبوه، يعني هم الأولاد كلموا القاضي بن شداد قالوا له روح قل للسلطان صلاح الدين نبغى نقتل واحد من الأسرى.

تسمح لنا ولا لا؟ فرفض، فسأله ابن شداد: لماذا؟ ليش منعتهم؟ شوفوا بالله يا جماعة، شوفوا، شوفوا الكلمة وسطروها كذا واسمعوها، هذي أشياء ما يفهمها الواحد المادي، ما يفهمها، ما يفهموها المعسكر الآخر، هذا ما يفهمها. ايش يقول صلاح الدين؟ قال: "لأن لا يعتادوا من الصغر على سفك الدماء ويهون عليهم ذلك، وهم الآن لا يفرقون بين المسلم والكافر" تمام في القتال، تمام. روح، جبنا الأسرى.

ها، ملكته الآن، تبي تريد أن تقتله؟ أنت ما أبغى أثير فيك الشهية هذي، ها، شهية شهية سفك الدم وأنت الآن لساعك بزر صغير لا تفرق بين المسلم والكافر، ها؟ فمنعهم بسبب ذلك رحمه الله تعالى. قال: "ولا يخفى ما في طي ذلك من الرأفة والرحمة للمسلمين." هذي كلها بعدين المقصود بها المسلمون، إيوه. الآن احنا متى ينتهي الشتا؟ قلنا الأشهر الهجرية في ذاك الوقت. ربيع، ربيع، ها؟ تمام، الحين انفتح، جا ربيع وانفتح الطريق، وهنا ومن هنا يا جماعة الخير بدأت الأحداث الكبيرة والساخنة والشديدة والصعبة جدا. قال: ذكر وصول العساكر الإسلامية ووصول ملك الفرنسيس.

يقول من ذلك الوقت انفتح البحر وطاب الزمان وجاء، وان عود العساكر إلى الجهاد من الطائفتين. فذكر مين اللي جا من المسلمين؟ ذكر سماهم. قال: "وأما عساكر العدو المخذول فإنهم كانوا يتواعدون اليزك ومن يقاربهم من عساكر المسلمين بقدوم ملك الفرنسيس." وكان عظيماً عندهم، مقدماً محترماً من كبار ملوكهم، ينقاد إليه الموجودون في العسكر بأسرهم، بحيث إذا حضر حكم على الجميع. ولم يزالوا يتواعدون قدومه حتى قدم لعنه الله في ست بطس تحمله وتحمل ميرته وما يحتاج إليه من الخيل وخواص أصحابه. وكان قدومه يوم السبت ثالث وعشرين من ربيع الأول الأول شهور سنة ثمانية وخمسين لسبعة وخمسين سبعة وثمانين يا جماعة. شفتوا سبعة وثمانين؟ أنا أتوقع أنه أطول سنة إلى الآن، طولت معانا السنة الماضية ستة وثمانين، أنا أقول لكم سبعة وثمانين ذي ما تخلص.

أبدًا سبعة وثمانين ذي ما هي مخلصة. سبعة وثمانين خمس مئة، شوف الحين احنا في ربيع ثلاثة وعشرين ثلاثة خمس مئة وسبعة وثمانين، وصل ملك فرنسا بست بطس يعني بطس سفن كبيرة. ومن معه من العسكر والميرا والجنود وما إلى ذلك. وين وصلوا؟ وصلوا على الساحل الشمالي غالباً لعكا ونزلوا على معسكر الصليبيين مباشرة. وكان صاحبه من بلاده باز عظيم عندهم، اللي هو زي الصقر كذا، تمام؟ جايبه معاه أبيض اللون، نادر الجنس، وكان يعزه ويحبه حباً عظيماً. فشذ البازي من يده وطار وهو يستجيب ولا يجيبه حتى سقط على سور عكا، فاصطاده أصحابنا وأنفذوه إلى السلطان رحمه الله. وكان لقدومه روعة عظيمة واستبشار عظيم بالظفر.

ولقد رأيته وهو يضرب إلى البياض مشرق اللون، ما رأيت بازياً أحسن منه. فتفائل المسلمون بذلك وبذل فيه الفرنج ألف دينار فلم يجابوا. تمام؟ طيب مين اللي وصل الآن يا جماعة الخير؟ ملك الفرنسيس، الملكة فرانسيس، ما هو الداعية، ملك الفرنسيس ما هو الداهية، ملك الفرانسيس طبعاً هو القائد الأعلى في الرتبة، لكن الداهية، قال: ذكر خبر ملك الانكتار لعنه الله. هكذا يقول، اللي هو ملك الإنجليز ريتشارد الملقب بقلب الأسد. أنا قلت الحمد لله يعني رب العالمين، لكن بس من ناحية الأمنيات، تمنيت إنه جا من بداية حصار عكا عشان يلحق له شيء من من الضرب والشوي.

ها والقتال اللي اللي الشديد اللي لحق الصليبيين اللي لهم سنة وشيء، لكن وكان أمر الله قدراً مقدوراً. فهذا الملك اللي هو ريتشارد وصل، هو يقول، يقول عنه ابن شداد: "وكان شديد البأس بينهم، عظيم الشجاعة، قوي الهمة، له وقعات عظيمة وله جسارة على الحرب، وهو دون الفرنسيس في الرتبة، لكنه أكثر مالاً وأشهر في الحرب والشجاعة." طيب، ولما كان يوم الأحد سلخ ربيع الآخر من سنة سبع، وصلت كتب من بيروت تخبر أنه كان قد أخذ من مراتب الانكتار خمس مراكب. لسى ما وصل ترى هذا الآن، بس يقول ايش خبره؟ هو بدأ يتكلم إنه هو ترى خرج من أوروبا وبعدين وصل إلى وين؟

قبرص وصار في قتال بينه وكذا ووصل إلى بيروت. المسلمين قدروا ياخذوا منه كم سفينة، ها؟ فخلينا من هذي الآن، خلينا بعدين لما نوصل نشوف ايش ايش الوضع. طيب إيوه، خلينا نكمل خبر الإنجليزي هذا. يقول: "ولما كان يوم السبت ثالث عشر جمادى الأولى ثلطعشر، كم؟ ثلاث عشر، خمسة سبعة وثمانين، قدم ملك الانكتار الانكتار الملعون بعد مصالحته لصاحب جزيرة قبرص، وكان لقدومه روعة عظيمة." اسمعوا يا جماعة أنتم تخيلوا هذا المشهد.

"وكان لقدومه روعة عظيمة، وصل في خمسة وعشرين شانيا، يعني سفينة مملوءة بالرجال والسلاح والعدد، وأظهر الفرنجوس سروراً عظيماً بقدومه وفرحاً شديداً حتى أنهم أوقدوا في تلك الليلة نيراناً عظيمة في خيامهم فرحاً به. ولقد كانت تلك النيران مهولة عظيمة تدل على نجدة عظيمة كثيرة. وكان ملوكهم يتواعدون به، وكان المستأمنون منهم يخبرون عنهم أنهم متوقفون بما يريدون فعله من مضايقة البلد إلى حين قدومه."

يعني يقولوا لهم ترى كل اللي سويناه فيكم خلال سنة ونص من الحصار ترى هذا ترى ما هجمنا عليكم الهجمة الصح، نستنى مين؟ ريتشارد جي، فإنه ذو رأي في الحرب مجرب. وأثر قدومه في قلوب المسلمين خشية ورهبة. هذا والسلطان رحمه الله يتلقى كل كل ذلك بالصبر والاحتساب والاتكال على الله تعالى. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. سؤال: ايش اللي كان يصبر السلطان صلاح الدين ويثبته؟ ايش اللي كان يصبر ويثبته؟ مم، في شيء قديم لا الصحيحة هذي مواقف، بس أنا أقصد في مكون إيماني قديم جالس يتزود منه الآن صلاح الدين الأيوبي خلال هذه الفترة، يعني تذكروا احنا قلنا كان يترقى حاله شيئاً فشيئاً.

أول ما بدأ صلاح الدين رحمه الله كان جندي عادي، كان حتى عادي يشرب الخمر. وبعدين لما استلم الوزارة بدأ يصلح حاله، وبدأ يترقى شيئاً فشيئاً، واستفاد من نور الدين زنكي وبدأ يترقى شيئاً فشيئاً، ثم سلك طريق الجهاد في سبيل الله. واستفاد من القاضي الفاضل كثيراً، ها؟ ولا أشك أن يعني مكوناً أساسياً إن لم يكن كل شيء هو ما أراد الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة من الرحمة، أن جعل فيها من هو مؤمن هذا الإيمان وثابت هذا الثبات. لأنه لم يكن مواجهة تلك الإمداد إلا بمثل هذا الإيمان. يا جماعة في بعض الروايات التاريخية يذكروا أنه عدد من بلغ من مجموع من بلغ من الصليبيين خلال هذه الإمدادات إلى إلى عكا فقط، أنهم حول ست مئة ألف جندي.

هذي مئة ألف، يعني هذا في كان في وقت واحد بس، أنه هذول اللي يجوا ويروحوا ويجوا ويجوا ويخلصوا، مات منهم ما شفته، أنت واحد من التقديرات أنه اللي قتل منهم على عكا ستين ألف. جيد، شفنا من صبرهم وثباتهم وبأسهم الشيء العجيب، ولسه جاي من بأسهم وثباتهم وصبرهم تضحياتهم هم الصليبيين شيء عجيب يعني. طيب المهم يقول لك وأظهروا فرحاً شديداً حتى أنهم أوقدوا نيراناً شديدة، والسلطان يتلقى كل ذلك بالصبر والاحتساب، آه عند الله سبحانه وتعالى. طيب هذا كم قلنا التاريخ؟ تلاتطعشر خمسة سبعة وثمانين. نرجع جماد الأولى لأنه هذا أصول، آه، ريتشارد متأخر شوية.

تسعة جماد الأولى، تسعة كم؟ يعني تسعة أربعة جماد الأولى تسعة خمسة. طيب تسعة خمسة سبعة وثمانين آآ، جاء خبر للسلطان أنه الفرنج تقدموا على البلد مرة ثانية وركبوا عليه المجانيق. فأمر الجيوش أن تصاحب الناس وركب لركوبه العسكر راجلهم وفارسهم، وصار حتى أتى الخروب وقوى اليزك بتسييره جماعة من العسكر المنصور إليه. فلم يخرج العدو، واشتد زحفهم على البلد.

اشتد زحفهم على البلد، والسلطان جاء من وراهم قرب منهم على أساس ايش؟ ينشغلوا فضايقهم مضايقة عظيمة حتى قاتلهم قتالاً شديداً. وهجم عليهم في خنادقهم، الوصول للخنادق خلاص يعني وصل إلى المعسكر الصليبي. ولم يزل كذلك حتى عادوا عن الزحف ظهيرة نهار الثلاثاء المذكور، وعاد العدو إلى خيمه ليأسه من أمر البلد. وعاد السلطان إلى خيمة لطيفة ضربت له هناك، وقوى اليزك وأمر الناس بالعود إلى المخيم. وكنت في خدمته رحمه الله، فكاين، فبينما هو كذلك إذ وصل من اليزك من أخبر أن القوم عادوا إلى الزحف، ها؟ ما في هدوء، عادوا إلى الزحف لما أحسوا بانصراف السلطان. رجع للخيام هو، فأمر من تبع الناس وأمرهم بالعود، فتراجعت العساكر إلى جهة المخذولي اطلاباً اطلاباً، وأمرهم بالمبيت على أخذ لمة الحرب، وأقامه هناك على أزم المبيت. وفارقت خدمته آخر نهار الثلاثاء وعدت إلى الخيمة.

وبات هو وجميع العسكر على تعبئة القتال طول الليل، وأمر طائفة منهم بمضايقة العدو، ثم سار العساكر آخر ليلة الأربعاء إلى تل العياضية قبالة العدو، وضربت له خيمة لطيفة، وأمر الناس أن ينزلوا على التل على العادة في منازلهم العام الماضي. ونازل العدو في ذلك اليوم أجمع بالقتال الشديد والضرب المبرح أو المبرح المتواتر الذي لا يفتر، شغلاً لهم عن الزحف إلى البلد من جميع جوانبه. وهو بنفسه يدور بين الأطلاب، ويحثهم على الجهاد ويرغبهم في كل ذلك لشغل العدو عن مضايقة البلد. ولما رأى العدو تلك المنازلة العظيمة والملازمة الهائلة خاف من الهجوم على خيمهم، فتراجعوا عن الزحف واشتغلوا بحفظ الخنادق وحراسة الخيم. ولما رأى فتورهم عن الزحف عاد إلى خيمه ورتب على خنادقهم من يخبره بحالهم ساعة فساعة إذا رجعوا إلى الزحف. كل ذلك والعدو على إصراره في مضايقة البلد والزحف إليه، ها يا معاذ ايش الوضع؟ ها شو الوضع يا أسامة؟ ما في تنفس، ما في تنفس.

قتال قتال قتال قتال هذا والقتال اللي هو زي ما قلت لك هي ما هي معركة هي من سنة ونص والقتال ما فيه تنفس. ما فيه راحة. طيب تخيل شوفوا شوفوا بالله يا جماعة. شوفوا شوفوا. هنا هنا في جملة مهمة جداً وشوفوا وين وصلت؟ وين وصل الاحتدام؟ احنا قلنا في خندق بين الصليبيين وبين عكا. وفي خندق بين صلاح الدين وبين الصليبيين، صح؟ يقول: "وقد بلغ من مضايقتهم البلد ومبالغتهم في طم خندقه خندق البلد أنهم كانوا يلقون فيه موتى دوابهم بأسرها، وإلى الأمر حتى كانوا يلقون فيه موتاهم." جيد؟ وقالوا كانوا قال هذه يروى يعني يقول كانوا إذا جرح منهم واحد جراح ميؤوس منها مثخنة جداً خلاص على الموت، ألقوك أيضاً معاهم.

أنه خلاص يعني خلاص يعني نبغى ندخل البلد. الآن البلد ما يقدر يدخل إلا إذا طموا الخنادق. طبعاً ايش كانوا يسووا المسلمين؟ تخيل: "وأما أهل البلد فإنهم انقسموا أقساماً، قسم ينزلون إلى خندق يفتحوا الأبواب ويخرجوا مع الخندق، تمام، ويقطعون الموتى والدواب التي يلقونها فيه قطعا ليسهل نقلها" ينزل الخندق معاهم سيوفهم يقطعوا الدواب الميتة ويقطعوا أموات الميتين عشان يقدروا يشيلوهم أكياس ولا شي، يروحوا يرموهم في البحر ويرجعوا، عشان يشيلوا طمة الخندق عشان ما يعبروا الصليبيين إليهم.

صور، يقول: "ويقطعون الموتى والدواب التي يلقونها فيه قطعاً يسهل نقلها، وقسم ينقلون ما يقطعه هذا، قسم اللي يقطع، وقسم ينقلون ما يقطعه ذلك القسم ويلقونه في البحر، وقسم يذبون عنهم ويدفعون حتى يتمكنون من ذلك، وقسم في المنجنيقات وحراسة الأسوار وأخذ منهم التعب والنصب، وتواترت شكايتهم من ذلك." اسمع الكلمة يقول: "وهذا ابتلاء لم يبلى بمثله أحد ولا يصبر عليه جلد، وكانوا يصبرون والله مع الصابرين." هذا والسلطان رحمه الله لا يقطع الزحف عنهم والمضايقة على خناقهم بنفسه وخواصه وأولاده ليلاً ونهاراً. حتى يشغلهم عن البلد. وصوبوا منجنيقاتهم إلى برج عين البقر وتواترت عليه أحجار منجنيقات ليلاً ونهاراً. أنت تخيل إنك في المدينة، أنت لما تصير نوبتك عساس تروح ترتاح، ها؟ أنت تروح ترتاح هي البلد كلها شبرين، بلد من البلد القديمة، البلدان القديمة يعني زمان يعني كلها مسافتها كم؟ فتخيل أنت عساس تروح ترتاح المنجنيقات ما توقف أبداً ضرب على على الأسوار. يقول: "وصوبوا من جنيقاتهم إلى برج وتواترت الأحجار ليلاً ونهاراً حتى أثرت فيه الأثر البين. وكلما ازدادوا في قتال البلد ازداد السلطان في قتالهم وكبس خنادقهم والهجوم عليهم، حتى خرج منهم شخص يطلب من يتحدث معه، فلما أخبر السلطان بذلك قال: إن كان لكم حاجة فليخرج منكم واحد يحدثنا، فإما نحن فليس إليكم شغل". ودام ذلك متصلاً مع الليل والنهار حتى وصل الانكتار. هذا الحين كله قبل ما يوصل، هذا قبل ما يوصل لسى. تخيل، هذا عرفت شارد كمان جايك، لسه ما بدأ المعركة.

ما بعد هذا كله، اللسان يقول: "العلامة الثالثة على أخذ البلد غريق البطسة الإسلامية"، يقول: "لما كان السادس عشر من جماد الأولى من شهور سنة سبعة وثمانين وصلت بطسة بطسة من بيروت عظيمة هائلة مشحونة بالآلات والأسلحة والمير، والأهم ايش؟ والرجال الأبطال، مشحونة بالرجال الأبطال." هذي عكة بيروت صايرة على نفس الساحل فوق، نعم، فهم يجوا من البحر على عكا. "وكان السلطان قد أمر بتعبئتها في بيروت وتسييرها ووضع في وضع فيها من المقاتلة خلقاً عظيماً حتى تدخل إلى البلد مراغمة للعدو. وكان عدة رجالها المقاتلة ست مئة وخمسين رجلاً، هذا كلهم سفينة واحدة. فاعترضها الانكتار، هذا هو جاي، لسى لسى ما وصل. هذا هو جاي، ولما قرب، ولا هذه السفينة واصلة، فاعترضها في عدة شوان، قيل كان في أربعين قلعاً، واحتطوا بها من جميع جوانبها واشتدوا في قتالها." هذا في البحر الآن. وجرى القضاء بأن وقف الهواء، وقف الهواء يعني ما في ما يمديك تروح تراوغ أو ايش؟ اه، يعني تراوغ بالسفينة لتهرب يعني.

الآن أو يعني تروح للبلد الآن ما في إلا وقف وقف الهوا. خلاص ما في غير تاني، فقاتلوها قتالاً عظيماً وقتل من العدو عليها خلق عظيم وأحرقوا على العدو شانيا كبيراً فيه خلق، فهلكوا عن آخرهم. وتكاثروا على أهل البطسة، وكان مقدمهم رجلاً جيداً شجاعاً مجرباً في الحرب، فلما رأى أمارات الغلب عليهم ورأى أنهم لابد وأن يقتلوا هنا، سوى تصرف. هذا هذا رئيس السفينة حلبي، حلبي شجاع مقاتل بطل وجرب في الحرب شجاع آآ سوى تصرف، هذا التصرف يعني ايش ممكن يصير في مناقشة وبحث وكلام حتى أنا ممكن أقرأ عليكم بس بعض الفتاوى المشكلة ما في وقت سريعاً. لصورة قد لا تكون نفس هذه الصورة ولكنها مقاربة يذكرها الفقهاء في القتال مع الأعداء. في كتاب في باب الجهاد يعني وأحياناً يذكرونها في في أبواب في القواعد الفقهية وما إلى ذلك.

ايش سوى هذا الحلبي؟ لما خلاص عرف إن الدنيا مقتولة مقتولة رايحين رايحين قال والله لا نقتل إلا عن عز. ايش هو العز؟ إنه هم ما ما يتسلموا هذي السفينة اللي هم معاهم. يعني هم ما يسيطروا عليها. آآ ولا نسلم إليهم من هذه البطسة شيئاً، فوقعوا في البطسة من جوانبها بالمعاول يهدمونها، ولم يزالوا كذلك حتى فتحوها من كل جانب أبواباً فامتلأت ماءً. وغرق جميع من فيها من المسلمين، يعني هو قال: "احنا مقتولين مقتولين بس بدال ما تقتلونا وتاخذوا بطستنا علي وعلى أعدائي". فهمت الفكرة؟ وكسروا السفينة الين ما انفتحت فيه أبواب وغرق كلهم، بما فيها بالمؤونة بالكذا إلى آخره. آآ ولم يظفر العدو منها بشيء أصلاً. وكان اسم المقدم يعقوب من رجال حلب، وتلقف العدو بعض من كان فيها قبل ما يغرقوا، قدروا يشيلون لهم كم واحد وأخذوه إلى الشواني في من البحر وخلصوه من الغرق ومثلوا به. وانفذوه إلى البلد ليخبرهم بالوقعة، وحزن الناس بذلك حزناً شديداً، والسلطان يتلقى ذلك بيد الاحتساب في سبيل الله والصبر على بلائه، والله لا يضيع أجر المحسنين. هذا الحين كمان واحدة من الوقائع.

أحداث مهولة مهولة، احنا احنا الحلقة اللي قبل قبل الماضي نذكر فيها أحداث نقول خلاص خلصت الأحداث الصعبة، فخلني أقول أقرأ عليكم سريعاً بعض الفتاوى، يعني أنا ما أبغى أناقش هذي الصورة وتفاصيلها، لكن من باب الاستطراد في الفائدة. آآ مثلاً ابن قدامة في المغني يقول: "فصل إذا ألقى الكفار ناراً في سفينة فيها مسلمون فاشتعلت فيها" هو المسألة الفقهية، طبعاً كل المذاهب يناقشوها وموجودة في كتب الفقه الكبيرة والمعتمدة تلقاها يعني في مختلف الكتب. اللي هي صورتها اللي دايم يناقشوها العلماء إذا جاء عدو للمسلمين ألقى نار في سفينة فيها المسلمين يجوز لهم يقفزوا في البحر ويموتوا غرق ولا ما يجوز؟ فهمت الفكرة؟ يعني أنت الآن حتموت يا بالنار يا بالموية. بس إذا مت بالنار فهو العدو هو اللي أحرقك. إذا مت بالموية ايش؟ أنت اللي قفزت ورحت البحر، فهمت الفكرة؟ فيجوز لك تقفز ولا ما يجوز لك تقفز؟ هذه هي المسألة يعني.

فابن قدامة يقول: "فما غلب على ظنهم السلام فيه من بقائهم في مركبهم أو لقاء نفوسهم في الماء، فالأولى لهم فعله لأنه في احتمال سلامة في هنا أو هنا فهو المطلوب". وإن استوى عندهم الأمران، فقال أحمد، الإمام أحمد يعني تكلم عن المسألة بعينها، يعني كيف؟ كيف شاء يصنع. قال الأوزاعي: "هما موتتان فاختر أيسرهما". جيد؟ وقال أبو الخطاب في، فيه رواية أخرى أنه يلزمهم المقام لأنهم إذا رموا أنفسهم في الماء كان موتهم بفعلهم، وإن أقاموا فموتهم بفعل غيرهم. آه، ابن رجب رحمه الله في القواعد يقول: "إذا ألقي في السفينة نار واستوى الأمران في الهلاك أعني المقام في النار. وإلقاء النفوس في الماء فهل يجوز إلقاء النفوس في الماء أو يلزم المقام على روايتين؟" الإمام أحمد والمنقول عن أحمد في رواية مهنى أنه قال: "أكره طرح نفوسهم في البحر". وقال في رواية أبي داوود: "يصنع كيف كيف شاء". قيل له هو في اللج لا يطمع في النجاة. قال: "لا أدري"، فتوقف. ورجح ابن عقيل وغيره وجوب المقام مع تيقن الهلاك. إلى آخر الكلام.

المهم كذلك في الكتاب المبسوط السرخسي في الفقه الحنفي يقول: "وإذا كان المسلمون في سفينة فالقيت بهم النار لم يضيق عليهم في آآ لم يضيق على أحد منهم أن يصبر على النار أو يلقي نفسه في البحر". أما إذا كان يرجو النجاة في أحد الجانبين تعين عليه ذلك، إلى آخر الكلام. واضح عاد هم كيف قدروا الجماعة هذولا الله يرحمهم، اه، هل هو هالمشكلة هنا إنه يعني ها. لا هي المشكلة هنا إنه كان في إمكان للقتال، إلا إذا كانوا قدروا أن هم ستحرق وما أعرف، يعني صراحة احنا عموماً ما نتعامل مع سير معصومة يعني، لكن احنا في الأخير هذا موقف في فائدة إنه أذكر بمسألة يذكرها العلماء والفقهاء تمام ولا متمم يا جماعة الخير؟ طيب، بس هي في الأخير كمشهد تدلك على ايش؟ على حرارة الوضع واستداد ومن كل مكان، خلاص يعني، طيب، ذكر حريق الدبابة.

ذكر حريق الدبابة، وذلك أن العدو المخذول كان قد اصطنع دبابة عظيمة هائلة بأربع طبقات. الطبقة الأولى من الخشب، والثانية من الرصاص، والثالثة من الحديد، والرابعة من النحاس، وكانت تعلو على السور وتركب فيها المقاتلة. وخاف أهل البلد منها خوفاً عظيماً، وحدثوا نفوسهم بطلب الأمان من العدو، وكانوا قد قربوها من السور بحيث لم يبق بينها وبين السور إلا مقدار خمسة أذرع، وأخذ أهل البلد في تواتر ضربها ليلاً ونهاراً بالنفط، حتى قدر الله حريقها واشتعال النار فيها، وظهرت لها ذؤابة نار نحو السماء. واشتدت الأصوات بالتكبير والتهليل، ورأى الناس ذلك جبراً لذلك الوهن ومحواً لذلك الأثر.

يعني هذه بايش؟ بالسفينة اللي من بيروت، ونعمة بعد نقمة، وأناسا بعد إياس، وكان ذلك في يوم غريق البطسة. فوقع من المسلمين موقعًا وكان مسليًا لحزنهم وكآبتهم، تمام ولا مو تمام يا معاذ؟ ايه الله المستعان. تخيلوا ايش العناوين الفصول القادمة الآن في الكتاب ذكر وقعات عدة. العنوان التالي وقعة أخرى، العنوان التالي وقعة أخرى، العنوان التالي وقعة أخرى.

وقعة أخرى، وقعة أخرى، وقعة أخرى، لا احنا ما حنقدر يعني ناخذ هذي الواقعات كلها. لكن سبحان الله لما كان يوم الجمعة تسعتاش خمسة، تاسع جماد الأولى، تسعطاشر جماد الأولى، احنا متى متى؟ ها؟ كيف؟ ايه ماشي ستطعش. ايش كانت؟ ايش كان في ستطعش طريق السفينة؟ ستطعش أيوه غريق البطسة فيه ستطعش. طيب الان تسعطعش، تمام. زحف العدو على البلد زحفًا عظيمًا. انت ما تدري تتعجب من ذول، من صبر هؤلاء ولا صبر هؤلاء؟

الحين توه محترق لكم برج فيه مدري كم وفيه كل شي، بعد ثلاث ايام زحفوا على البلد زحفًا عظيمًا وضايقوه مضايقة شنيعة. وكان قد استقر بيننا وبينهم، بين المسلمين، انه ما تزاحف العدو عليهم، دقوا كوسهم، وضربوا كوسهم. فاحنا قلنا الكوسات هي آلة صوت بس هي هذي من النحاس يبدو أنها تنضرب بعض كذا طن، كذا الكوسات هذي، هذي اللي تطلع صوت قوي جدا.

فضرب المسلمون الكوسات، وأجابتهم كوس السلطان، هم دول طلبوا من السور، وهذولاك ردوا عليهم يعني تمام. وركبت وركبت العساكر وضايقهم السلطان من خارج وزحف عليهم حتى هجم المسلمون عليهم في خيامهم، وتجاوزوا خنادقهم، وأخذوا القدور من أثاثيها، وحضر من الغنيمة المأخوذة من خيامهم شيء عند السلطان، وأنا حاضر، ولم يزل قتال يعمل حتى أيقن العدو أنه قد هجم عليه وأخذ فتراجعوا عن قتال البلد.

وشرعوا في قتال العسكر وانتشبت الحرب بينهم. ولم تزل ناشبة حتى قام قائم الظهيرة. وغشي الناس من الحر أمر عظيم من الجانبين. فتراجعت الطائفتان إلى خيامهم وقد أخذ منهم التعب والحرب، وانفض القتال في ذلك اليوم. ها يا جماعة الخير، اللي يقول أنا تعبان، ها أنا تعبت من القراءة، من القراءة تعبت، ها؟ اني تعبت من سماع الدروس، ها يا أحمد، شايف ساعة كاملة أسمع في اليوم درس، أعوذ يا الله. اجلس كذا كذا جلس كاملة.

طيب لما كان يوم الاثنين ثالث عشرين جماد الأولى، ايه أيضًا ثار قتال آخر. ما ما أبغى أذكر تفاصيل، اه لكن ثبت المسلمون ثباتًا عظيمًا، لم يتحركوا عن أماكنهم. التحم القتال من الجانبين. اشتد الضرب من الطائفتين. صبر المسلمون صبر الكرام. قالوا في الحرب باقتحام، لما رأى العدو ذلك الصبر المزعج والإقدام، ذلك الصبر المعجز والإقدام المزعج، أنفذ رسولا في غضون ذلك، جيد، اه أنفذ وقت القتال، أنفذ رسول السلطان صلاح الدين الأيوبي.

فأذن له، وكان حاصلها أنه الملك ريتشارد يبغى يلتقي بالسلطان، تمام. فلما سمع السلطان تلك الرسالة قال: الملوك لا يجتمعون إلا عن قاعدة. قاعدة احنا قلنا معناها هنا عندهم قاعدة أنه زي زي الخطة المتفق عليها أو شيء. وما يحسن منهم، شف يعني احنا نتعلم شوية من الصبر والثبات وهذا من صلاح الدين ونتعلم أشياء من الأخلاق والمروءة. يقول: وما يحسن منهم الحرب بعد الاجتماع والمؤاكلة.

يقول إذا اجتمعنا وأكلنا وكذا ترى ما ما تزبط الحرب بعدها، يعني في مروءات، يعني كلتك من أكلي وأكلت من هذا ما هي زابطة بعدين نروح نتقاتل. يقول لهم: الملوك لا يجتمعون إلا عن قاعدة، وما يحصل منهم الحرب بعد الاجتماع والمؤاكلة. وإذا أراد ذلك، فلابد من تقرير قاعدة قبل هذه الحالة. ولابد من ترجمان نثق فيه اللي في الوسط، إلى آخر الكلام.

طيب، الله المستعان. ثم وقعة أخرى ما قلتها. وقعة أخرى أيضا ما قلتها، لكن فيها لم تزل الأخبار تتواصل من أهل البلد باستفحال أمر العدو. بدت الرسائل توصل من جوة أنه يا صلاح الدين ترى الوضع يعني مختلف، خلاص يعني الوضع وصل، والشكوى من ملازمتهم قتالهم ليلًا ونهارًا. وذكر ما ينالهم من التعب العظيم من تواتر الأعمال المختلفة عليهم من حين قدوم الانكتير الملعون، جيد اللي هو التشارد. ثم مرض مرضا شديدا هذا ريتشارد، أشرف فيه على الهلاك، وجرح الفرنسيس، ولا يزيدهم ذلك إلا إصرارًا وعتوًا.

طيب تذكروا الماركيس هو حق الصورة ذاك اللي رسمها وهو اللي جاب الناس ايش، ايش يا حسام؟ أي صاحب صور ما شاء الله عليك، أحسنت. تذكر عنه شيء؟ انجرح بوقعة غير كذا، ما تتذكر عنه شي ثاني؟ هو اللي، ايه صح، هو اللي اللي قال لهم ايش تعوا، ايه كيف قال تعوا ولا ايش قال؟ ها؟ صح، أحسنت. هو اللي رسم الصورة اللي فيها قبر يزعمون أنه قبر المسيح.

صح وفي عليها فارس مسلم وكأنه الفرس يبول على القبر وهذي الصورة أرسلها إلى أوروبا ويداروا فيها في الأسواق يستثيرون ايش عاطفة الناس تتجه القتال، صح ما شاء الله عليك. بس هو آآ اللي اللي قلنا إنه جا أكثر شي نصرة اللول هو الألماني، جيد، أحسنت ما شاء الله عليك. طيب هذا المركيس هذا ايش سوى؟ تذكروا هو أصلا قلنا هو ما هو من جيش الصليبيين أصلا تذكروا؟

ايوا هو جاي بمركب وبعدين أخذ سور ما فيه أحد واشترط أنه يصير قائد. لما كان يوم الثلاثاء سلخ جماد الأولى، استشعر المركيس من أنه إن أقام قبضوا عليه نفس الصليبيين، وأعطوا سور للملك القديم الذي كان قد أسره السلطان لما عاناه من الأسر في نصرة دين المسيح، تمام. فلما صح ذلك عنده هرب إلى سور، انسحب من حصار عكا وراح إلى سور.

حتى ما ايش؟ ما ياخذوا، حتى ما ياخذوا سور منه، وأنفذوا خلفه قسوسًا ليردوه فلم يفعل، وصار في البحر حتى أتى سور وشق ذلك عليهم. طيب في نهاية جماد الأولى قدمت بعض عساكر المسلمين، حاولوا تعيشوا النفسيات شوي يا جماعة في ذاك الوقت، ها؟ المدد له أثر، جيد. فجاء عسكر سنجار يقدمه مجاهد الدين يرنكش أو يرنقش، أنزله السلطان في الميسرة، أكرمه فرح بقدومه فرحًا شديدًا.

بعدين قدمت قطعة من عساكر المصرية، وبعد ذلك قدم علاء الدين اللي هو مين؟ علاء الدين ابن ملك الموصل عز الدين مسعود زنكي. وفي يوم الجمعة ثالث جمادى الآخرة، قدمت طائفة من عسكر مصر أيضًا، واشتد مرض ريتشارد بحيث شغل الفرنج مرضه وشدته عن الزحف، وكان ذلك خيرة عظيمة من الله تعالى، فإن البلد كان قد ضعف من فيه ضعفًا عظيمًا.

واشتد بهم الخناق شدة عظيمة، وهدمت المنجنية وهدمت المنجنيقات من السور مقدار قامة الرجل، تمام. هذا واللصوص يدخلون إلى خيامهم ويسرقون أقمشتهم ونفوسهم، ويأخذون الرجال في عافية، يتسللوا ناس لمعسكر الصليبيين، يقول ايش؟ يقول بأن يجيئوا إلى الواحد وهو نائم فيضعون السكين على حلقه ويوقظوه ويقولون له بالإشارة: انت كلمت ذبحناك، ويحملونه ويخرجون به إلى عسكر المسلمين. وجرى ذلك مرارًا كثيرًا، وعساكر المسلمين تجتمع ويتواتر وصولها من كل جانب حتى تكامل الوصول.

يبغالنا نسوي سلسلة اناك ما تخلص الأحداث ما تخلص، أنا جالس اختصر ترى، ايوه ايوه هنا هنا بس بس كذا ركزوا معايا، هنا ركزوا ركزوا هنا هنا ركزوا معايا لازم تركزوا. أنا كاتب التعليق هنا، شوف التعليق كاتب كاتب: من أشد الفصول في القتال، هذا العنوان الآن، هذا من أشد الفصول في القتال اللي حصل في عكا. اسمعوا اسمعوا يا جماعة، هذا لازم نقراه كاملا، فصل يعني صفحتين ونص تقريبا أو صفحتين، هذي يعني مهمة جدا في القتال جدا جدا جدا.

يقول: لم يزل يوالون على الأسوار بالمنجنيقات المتواصلة الضرب، ويثقل أحجارها، واختصروا من القتال على هذا القدر. يقول هذي الفترة ايش؟ بس رمي رمي رمي رمي بالمنجنيقات وهم قدهم سنة وهذا هم يرموا يرموا يرموا وين سنوا شهرين، احنا الحين خلاص قررنا سنتين. احنا قربنا سنتين جماد الآخرة، هم جو في شعبان قبل سنتين، حتى خلخلوا سور البلد وأضعفوا بنيانه، وأنهك التعب والسهر أهل البلد لقلة عددهم وكثرة الأعمال، حتى أن جماعة منهم بقوا ليالي عدة، لا ينامون أصلا، لا ليلا ولا نهارا، والخلق الذين عليهم عدد كثير يتناوبون على قتالهم.

وهم نفر يسير قد تقسموا على الأسوار والخنادق والمنجنيقات والسفن. ولم يزل الضرب بالمنجنيقات حتى تخلخل السور، وظهر للعدو تخلخله وضعفه وتقلقل بنيانه. ولما أحس العدو بذلك شرعوا بالزحف في الزحف من كل جانب، وانقسموا أقسامًا، وتناوبوا فرقًا، كلما تعب قسم استراح وقام غيره، وشرعوا في ذلك شروعًا عظيمًا براجلهم وفارسهم، وذلك يوم الثلاثاء سابع جمادى الآخرة.

هذا مع عمارتهم أسوارهم الدائرة على خنادقهم بالرجالة والمقاتلة ليلًا ونهارًا. فلما علم السلطان بذلك بأخبار من شاهده وإظهار العلامة التي بيننا وبين البلد وهي دق الكوس، ركب وركب العسكر بأسرهم وجميع الراجل والفارس. ووعدهم ورغبهم، وزحف على خنادق القوم حتى دخل فيها العسكر عليهم. وجرى في ذلك اليوم قتال عظيم من الجانبين وهو رحمه الله كالوالدة الثكلى يتحرك بفرسه من طلب إلى طلب ويحث الناس على الجهاد.

ولقد بلغنا أن الملك العادل حامل بنفسه دفعتين في ذلك اليوم. والسلطان يطوف بين الأطلاب وينادي بنفسه: يا للإسلام يا للإسلام وعيناه تذرفان الدمع. وكلما نظر إلى عكا وما حل بها من البلاء وما يجري على ساكنيها من المصاب العظيم اشتد في الزحف والحث على القتال. ولم يطعن في ذلك اليوم طعامًا البتة. وإنما شرب أقداح مشروب كان يشير بها الطبيب. وتأخرت عن حضور هذا الزحف لما عراني من مرض شوش مزاجي. فكنت يا جماعة هذا مرض مزاجي ترى هي مو الفكرة زي احنا اليوم

أنه اليوم أنا مروق ولا ماني مروق. لا هم أصلا يعبروا عن الأمراض وقضية المزاج، التيّاث المزاج وما التيّث المزاج. فيقول وأنا تأخرت عن حضور هذا الزحف لما أراني من مرض شوش مزاجي، فكنت في الخيمة في تل العياضية وأنا أشاهد الجميع. ولما هجم الليل عاد رحمه الله إلى الخيمة بعد العشاء الآخرة، وقد أخذ منه التعب والكآبة والحزن، فنام لا عن غفو. ولما كان سحر تلك الليلة أمر الكوس فدقت، وركبت العساكر من كل جانب، وأصبحوا على ما أمسوا عليه.

وفي ذلك اليوم وصلت مطالعة من البلد يقولون فيها: أنا قد بلغ منا العجز إلى غاية ما بعدها إلا التسليم ونحن في الغد، يعني يوم الأربعاء ثمانية جماد الآخرة، إن لم تعملوا معنا شيئًا، هذا أرسلوها للسلطان صلاح الدين من جوة عكا. إن لم تعملوا معنا شيئًا نطلب الأمان ونسلم البلد. ونشتري مجرد رقابنا. وكان هذا أعظم خبر ورد على المسلمين وأنكأ في قلوبهم. فإن عكا كانت قد احتوت جميع سلاح الساحل والقدس ودمشق وحلب ومصر أيضا وجميع البلاد الإسلامية. السلاح كله كان في عكا.

واحتوت على كبار من أمراء العسكر وشجعان الإسلام كسيف الدين المشطوب وبهاء الدين قراقوش وغيرهما. وكان بهاء الدين قراقوش ملزمًا بحراستها منذ نزل العدو المخذول عليها. وأصاب السلطان من ذلك ما لم يصبه شيء غيره. وخيف على مزاجه التشوش وهو لا يقطع ذكر الله والرجوع إليه في جميع ذلك، صابرًا محتسبًا ملازمًا مجتهدًا، والله لا يضيع أجر المحسنين. فرأى الدخول على القوم مهاجمتهم، فصاح في العساكر الإسلامية الصائح وركبت الأطلاب.

واجتمع الراجل والفارس واشتد الزحف في ذلك اليوم، ولم يساعده العسكر في ذلك اليوم على الهجوم على العدو، فإن الرجالة من الفرنج وقفوا كالسور المحكم البناء بالسلاح والزنبرك والنشاب، والنشاب من وراء أسوارهم. وهجم عليهم بعض الناس من بعض أطرافهم، فثبتوا وذبوا غاية الذب. ولقد حكى بعض من دخل عليهم أسوارهم ها أنه كان هناك راجل فرنجي وأنه صعد سور خندقهم واستدبر المسلمين، وإلى جانبه جماعة يناولونه الحجارة وهو يرميه على المسلمين الذين يلاصقون سور خندقهم.

وقال أنه وقع فيه بهذا الصليب زهاء خمسين سهمًا وحجرًا وهو يتلقاها، تخيل، ولا يمنعه ذلك عما هو بصدده من الذب والقتال. حتى ضربه زراق مسلم بقارورة نفط فأحرقه. ولقد حكى لي شيخ عاقل جندي أنه كان من جملة من دخل قال وكان داخل سورهم امرأة عليها ملوطة خضراء، فما زالت ترمينا بقوس من خشب حتى جرحت منا جماعة وتكاثرنا عليها وقتلناها وأخذنا قوسها وحملناها إلى السلطان رحمه الله، فعجب من ذلك عجبًا عظيمًا. ولم يزل حرب، تزل الحرب تعمل بين الطائفتين، أما قتلًا وأما جرحًا.

حتى فصل الليل بين الطائفتين، ولا كأنك في رواية خيالية واحنا قلنا الميزة أنه هذا هذي كتابة شاهد، شاهد على الحدث حاضر بنفسه، ها؟ حتى لما تمر بالمسلمين كمان شدائد في مثل هذا الزمن ولا شيء يتذكروا يعني يعني جيد الاستئناف بمثل هذه الأحداث أنه ترى ما هي أول شي يعني، والله أحداث مهولة، مهولة مهولة مهولة شديدة. ولما اشتد زحفهم عن البلد وتكاثروا عليه من كل جانب وتناوبوا عليه، وقلت رجال البلد وخيالته بكثرة القتل منهم وقلة البدن،

خلاص الآن ما عاد في إمداد تدخل البلد، انتهى ما عاد في إمداد تدخل البلد. هم مجموعة، اللي ينقتل ما عاد منه بديل، ضعفت نفوس أهل البلد لما رأوه من عين الهلاك، واستشعروا الضعف والعجز عن الدفع، وتمكن العدو، وتمكن العدو من الخنادق فملأوه، وتمكنوا من سور البلد الباشورة، اللي قلنا هذا اللي في البداية في المقدمة، فنقبوه وأشعلوا فيه النار بعد حشو النقب، ووقعت بدنة من الباشورة، كأنه قطعة يعني، ودخل العدو إلى الباشورة.

هذا أول دخول يعتبر ايش السور، لكن لما دخلوا قتل منهم زهاء مائة وخمسين، مائة وخمسين نفسًا من الصليبيين، وكان منهم ستة أنفس من كبارهم. فقال لهم واحد لا تقتلوني حتى أرحل الفرنج عنكم بالكلية. من الست هذول. وبعد رجل من الأكراد فقتله وقتل الخمسة الباقية. وفي الغد ناداهم الفرنج احفظوا الستة فانا نطلقكم كلكم بهم. فقالوا قد قتلناهم فحزن الفرنج لذلك حزنًا عظيمًا وبطلوا عن الزحف بعد ذلك أيامًا ثلاثة.

تا بالستة. وبلغنا أن سيف الدين المشطوب خرج بنفسه إلى ملك الأفران، وكان هو مقدم الجماعة اللي هو الفرنسيس في المرتبة. خرج إليه بأمان وقال: أنا أخذنا منكم بلادًا عدة وكنا نهدم البلد وندخل فيه، ومع هذا إذا سألونا الأمان أعطيناهم. تعرفوا كل الفتوحات الماضية تذكروا، يقعدوا ينقبوا ينطموا الين ما يشعروا الناس أنه خلاص راح يؤخذ البلد ينزل لصلاح الدين. صلاح الدين خلاص نطلب الصلح نسلم البلد ونخرج آمنين، سووها في القدس وكثير من البلدان.

فالآن المشطوبي يذكر الصليب يقول له: ترى احنا كنا نسوي فيكم كذا وكذا، آآ وايش يقول؟ ونحن فنحن الآن نسلم البلد وتعطينا الأمانة على أنفسنا. فأجابه بأن هؤلاء الملوك الذين أخذتموهم منا وأنتم أيضًا مماليكي وعبيدي، فأرى فيكم رأيي. هذا رد الفرنسي. وبلغنا أن المشطوب أغلظ له في القول وقال أقاويل كثيرة في ذلك المقام منها: إنما نسلم البلد حتى نقتل بأجمعنا ولا يقتل يقتل واحد منا حتى يقتل خمسين نفسًا من كباركم.

وانصرف عنه. لما دخل المشطوب بهذا الخبر أنه ما في تسليم بالأمان هنا تناوبت المشاعر والقرارات على نفوس الداخلين، تارة يرجحون مبدأ الاستماتة وتارة يرجحون مبدأ الايش؟ التسليم أو خلاص استسلام للأمر الواقع يعني، مرة مرة كذا ومرة كذا، لكن قبل المرة كذا ومرة كذا في اثنين أو ثلاثة، اه أو جماعة، لما رجع المشطوب وقال الخبر، أخذوا بركوسًا صغيرًا ها، وركبوا فيه ليلًا فخرجوا من من عكا إلى المعسكر الإسلامي، يعني فروا. وذلك في ليلة الخميس التاسع من جماد الآخرة. سنة سبعة وثمانين. وكان فيهم من المعروف من المعروفين أرسل وهو ابن الجابر الكبير وسنقر الوشاقي. فأما أرسل أو أرسل وسنقر فإنهما لما وصلا المعسكر تغيب ولم يعرف لهما مكان خشية من نقمة السلطان. وأما ابن الجولي فإنه ظفر به ورمي في الزردخانة، اللي هو كأنه بيت السلاح أو شيء. وفي واحد طبعًا زي ما قلت لك احنا ما عندنا فرصة مع الأسف نرجع هنا لكتابات العماد وكذا.

لكن آآ كان ذكر هنا في كتاب الروضتين أنه في واحد منهم اه لما شاف أن السلطان بيزعل منه وكذا قالوا خلاص ارجع وراح رجع اه راح رجع البلد دخل مرة ثانية. على أساس أنه يعني طيب، آآ واضح الأمور وين وصلت الآن؟ صح، اختلفت، اختلفت الأوضاع يعني خلاص يعني الآن بعد كل هذا الضرب وكل هذا الزمن وكل هذي الأحوال يعني واضح أن الأمور رايحة إلى الاستسلام.

وفي اه سحر تلك الليلة ركب السلطان مشعرًا أنه يريد الكبس القوم ومعه المساحي وآلات طم الخنادق، فما ساعده العسكر على ذلك وتخاذلوا عن ذلك وقالوا: نخاطر بالإسلام كله ولا مصلحة في ذلك. حتى العسكر اللي مع صلاح الدين قالوا خلاص ما عاد فيه ايش؟ ذيك الفائدة يعني، وتقدم آآ إلى السلطان تقدم إلى صارم الدين قايماز النجم، حتى يدخل هو عليهم وترجى الجماعة من أمراء الأكراد كالجناح إلى أسوارهم وأصحابه أو أصحابه، وهو أخو المشطوب، آآ ولاء.

هذي وأصحابها ما يعني ما ادري شو المقصود فيها هو وأصحابه يمكن، المهم بلغوا أسوار الفرنج، ونصب قايماز النجمي علمه بنفسه على سورهم، سور الصليبيين من معسكرهم. وقاتل عن العلم قطعة من النهار. موقف بطولي جدا. وفي ذلك اليوم وصل عز الدين جورديك ذكروا صاحبنا القديم النوري هذا من أيام نور الدين زنكي هو من القادة والأمراء، وصل وسوق الزحف قائم فترجل هو ما كان يبدو ما كان يعرف يعني وصل وقت القتال.

فوصل وسوق وسوق الزحف قائم فترجل هو وجماعته وقاتلوا قتالًا شديدًا، واجتهد الناس في ذلك اليوم اجتهادًا عظيمًا. ولما كان يوم الجمعة العاشر من جماد الآخرة، صايرين يوم بيوم، أصبح القوم ساكنين من الزحف والعساكر الإسلامية محدقة بهم. وقد باتوا ليلتهم شاكين في السلاح راكبين ظهور خيولهم هذا في الليل منتظرين عسى ما يمكنهم أو عسى يمكنهم مساعدة إخوانهم في عكا، يهجمون على طرف ما يهجمون على طرف من فرنج فيكسرونهم. ويخرجون يحمي بعضهم بعضًا ويخرقون العسكر وتجاوبه العسكر من الجانب، فيسلم من يسلم ويؤخذ من يؤخذ.

فلم يقدروا على الخروج وكان ثبت ذلك قد ثبت ذلك معهم، فلم يتهيأ لهم في تلك الليلة خروج بسبب أنه كان هرب منهم بعض الغلمان بعض الغلمان إلى آخره. طيب. كان هنا آآ في آخر شي لما يعني السلطان صلاح الدين الأيوبي لما عرف أنه الأمور ايش؟ خلاص اقترح مقترح على أهل البلد، ايش تتوقعوا؟ واقترح عليهم يا جماعة ها؟ ماذا تتوقعون أنه اقترح عليهم؟ ها؟ يبدل الجنود. ها مين عنده مقترح ثاني كاف؟ يهجم بعض، ايش يسووا؟ ها؟ لا يوم شاف الوضع بهذي الطريقة أرسل لأهل البلد أنه استعدوا ويخرجوا من أبواب البلد بكامل سلاحهم وبخيولهم خرجة واحدة، خرجت استماتة ليست للقتال والهزيمة بس عشان يخرج، يعني اخترقوا الطوق الصليبي ويخرجوا برا البلد وبرا المعسكر خلاص البلد تسقط. بس هم ينجوا.

وخلال هذا الخروج مين يقتل مين يؤسر؟ الله يعوض علينا. بس أهم شي ايش تخرج بهذه الاستماتة وتكون مفاجئة، اه؟ فا ايش اللي صار سلمكم الله جميعا؟ اللي صار أنه مع الأسف الشباب، شباب أصحابنا اللي في البلد تأخروا يجمعوا الأشياء اللي ممكن يأخذوها معاهم وهم خارجين، تمام. اللي ياخذ أغراضه واللي ياخذ ملابسه واللي ياخذ ما ادري ايش.

يأخذ بعض الأموال اللي باقية، واللي يأخذ كذا، بدأ يجهز الين ما راح الوقت. يوم جا اليوم الثاني، هو أظن كانت الخرجة عأساس تكون بالليل أو شيء، اه، أو ما أعرف متى الوقت، بس المهم يعني، جا الليل خرج الصباح.

اليوم الثاني تقريبًا، اليوم الثاني وصل الخبر للعدو، فإيش سووا؟ سووا حمايات على الأبواب، بحيث ما يقدروا، ما يصير في مفاجأة في الخروج من البلد. أثناء ذلك وفي هذه الأوقات، ترجح هنا في هذه المرة جانب الصمود أكثر. حتى بعد كل هذا اللي صار يقول: "يوم الأحد ثاني عشر جماد الآخر وصل من البلد كتب يقولون فيها: إنا تبايعنا على الموت، وإنا لا نزال نقاتل حتى نقتل ولا نسلم هذا البلد ونحن أحياء، فأبصروا كيف تصنعون في شغل العدو عنا، ودفعي عن قتالنا، فهذه عزائمنا، وإياكم أن تخضعوا لهذا العدو أو تلينوا له، فإما نحن فقد فات أمرنا".

واضح أنه كان في فئة خلاص، يعني التبايع على الموت. آآ وذكر طيب بعدين ايش؟ تتابعت العساكر الإسلامية وتواصلت، واندفع كيد العدو عن القوم في تلك الأيام، بعد أن كان قد أُشْفِعَ للأخذ. شفتوا الموجات الأخيرة، هذه الدخلة والخرجة، طلع هاه، آآ صار فيها كسرة، كسرة تهدئة عند الصليبيين. وذلك أنه قد حصل صوت، في صوت جاء في الليل، كأنه اه، صوته قوي، يعني زي صوت العسكر أو الهجوم أو كذا. فالصليبيون ترجح عندهم أنه في كتيبة كبيرة دخلت عكا، قدرت توصل لعكا، فتوقفوا لأجل ذلك، كانوا يبعدوا ترتيب الأمور شوية. حتى يقولوا أنه في واحد من من الإفرنج جاء إلى قريب السور، وصاح إلى بعض من على السور، وقال: "بحق دينك إلا أخبرتني كم عدد العسكر الذي دخل إليكم البارح؟" وكان قد وقع في الليل صوت وانزعجت طائفتان، ولم يكن له حقيقة. ما كان فيه شيء.

حتى هنا وهنا يروي يقول: "آآ هو دون دون الألف، يعني هذا الفرنجي يقول: أنا آآ إيش أنا رأيتهم وهم لابسون ثيابًا خضرا". ثم تتابعت العساكر الإسلامية وتواصلت، واندفع كيد العدو عن القوم في تلك الأيام. طيب، الله المستعان، لا حول ولا قوة إلا بالله. واشتد ضعف البلد، وكثرت ثغور سوره، وجاهد المقيمون فيه، وبنوا عوض الثلمة سورًا من داخلها. حتى إذا تم انهدامها قاتلوا عليه، واشتد ثبات الفرنج لعنهم الله، على أنهم لا يصالحون، ولا يعطون الذين في البلد أمانًا، حتى يطلق جميع الأسرى الذين في أيدي المسلمين، وتُعاد البلاد الساحلية إليهم. وبُذِل لهم أو بُذِل لهم تسليم البلد وما فيه دون من فيه، فلم يفعلوا. بُذِل لهم تسليم البلد بما فيه دون من فيه، وبُذِل لهم في مقابل كل واحد من الذين في البلد واحدًا من أسراهم، فلم يفعلوا. وبُذِل لهم أيضًا مع ذلك صليب الصلبوت، فلم يفعلوا. واشتد عتوهم، واستفحل أمرهم، وضاقت الحيل عنهم، ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.

ولما كان يوم الجمعة السابع عشر جماد الآخرة، خرج العوام من الثغر. احنا قلنا العوام هذا في الساعة وشغال، يروح يسبح سباحة، اه؟ يسبح من البحر ويرجع يدخل. ونطقت كتبه أن أهل البلد ضاق بهم الأمر، وكثرت الثغرات، وعجزوا وعجزوا عن الحفظ والدفع، ورأوا عين الهلاك وتيقنوا أنه متى أُخذ البلد عنوة، ضُربت أعناقهم عن آخرهم، وأُخذ جميع ما فيه. فصالحوهم على أنهم يسلمون إليهم البلد، وجميع ما فيه من الآلات والعدد والمراكب ومئتي ألف دينار، هذا الآن بغير ترتيب من السلطان. نزل مرة ثانية واحد منهم واتفق مع اه ريتشارد أظن، مع ريتشارد بشكل مباشر، أو مع الفرنسيس، لأنه هيجيني بعد شوية يشتغلوا الفرنسيس. اتفقوا معاهم على مئتين ألف دينار، وألف وخمس مئة أسير مجاهيل الأحوال، أسير صليبي مجاهيل الأحوال يسلمون، ومئة أسير معينين من جانبهم، جيد، وصليب الصلبوت، على أن يخرجوا بأنفسهم سالمين. وما معهم من الأموال والأقمشة المختصة بهم وذراريهم ونسائهم. وضَمِّنوا للمركيس الملعون، فإنه كان قد استرضى وعاد، اه، عشرة آلاف دينار، لأنه كان واسطة، ولأصحابه أربعة آلاف دينار، واستقرت القاعدة على ذلك بينهم وبين الفرنج، خلاص اتفقوا مع الفرنج على هذا التصالح هاه، مئتين ألف دينار، ألف وخمس مئة أسير صليبي غير معين، مئة قالوا مئة أسير صليبي معين يعينوه الصليبيين أنفسهم، وصليب الصلبوت على أن يخرجوا سالمين.

ولما وقف السلطان على كتبهم، وعلم مضمونها، أنكر ذلك إنكارًا عظيمًا، وعظم عليه الأمر، وجمع أرباب ما كان يبغى هذا الصلح أبدًا، وجمع أرباب المشورة من أرباب دولته وأكابرها، وعرفهم ذلك وشاورهم فيما يصنع، واضطربت به آراؤه، وتقسم فكره، وتشوش حاله، وعزم على أن يكتب في تلك الليلة مع العوام وينكر عليهم المصالحة من هذا الوجه، وهو في مثل الحال، وهو في مثل هذا الحال، تمام.

الآن هذا كان يوم، قالوا يوم الجمعة، هذا المفروض يوم الجمعة، يوم الجمعة سبعطعشر جماد، جماد الآخرة طول شهر جماد الآخر صح ولا طيب، أربعة عشر ستة، كنت بكتب، كنت بكتب ألف وأربع مئة وخمسة وأربعين، سبعة وثمانين، خمس مئة وسبعة وثمانين هذا يوم الجمعة. السلطان لما وصلته هذه الأخبار، كأنه كانت يوم أمس يعني، والعوام رايح جاي طبعًا. فالآن السلطان يبغى يكتب كتاب لأهل البلد يمنعهم من هذا الاستسلام بهذه الشروط. تمام. اسمعوا يا جماعة الخير، يقول الآن هو في نفس في نفس التردد أنه ايش؟ لا يا جماعة إلا، مو إلا كذا، ما يصير هذا. الحين ما يكلم أهل بلد يكلم اللي معاه.

وخلاص قرر أنه هو بيرسل الآن الرسالة، قال: "فما أحس المسلمون إلا وقد ارتفعت أعلام الكفر وصلبانه وشعاره وناره على أسوار البلد، وذلك في ظهيرة نهار الجمعة سابع عشر جماد الآخرة سنة سبعة وثمانين وخمس مئة، وصاح الفرنج صيحة واحدة، وعظمت المصيبة على المسلمين، واشتد حزن الموحدين، وانحصر كلام العقلاء من الناس في تلاوة إنا لله وإنا إليه راجعون، وغشي الناس بهتة عظيمة وحيرة شديدة، ووقع في العسكر الصياح والعويل والبكاء والنحيب". وكان لكل لكل قلب حظ في ذلك على قدر إيمانه، ولكل إنسان نصيب من هذا الحظ على قدر ديانته ونخوته. وانقشعت الحال على أنه استقرت تلك القاعدة بين أهل البلد وبين الفرنجة على ذلك الحال المتقدم.

تمام. وحِيزَ المسلمون إلى بعض أطراف البلد، وجرى على أهل الإسلام المشاهدين لذلك الحال ما كثر التعجب من الحياة معه، ومثلت بخدمة السلطان وهو أشد حالًا من الوالدة الثكلى، والولهة الحيرة، فسليته بما تيسر من التسلية، وأذكرته الفكر فيما قد استقبله من الأمر في معنى البلاد الساحلية والقدس الشريف، وكيفية الحال في ذلك، وأعمال الفكر في خلاص مسؤولين الآن في البلد، وذلك في ليلة السبت الثامن عشر منه. وانفصل الحال على أن رأى التأخر عن تلك المنزلة مصلحة، فإنه لم يبق غرض في المضايقة، فتقدم بنقل الأثقال ليلاً إلى المنزلة التي كان عليها أولاً بشفرعم، وأقام هو جريدة رحمه الله في مكانه لينظر ماذا يكون من أمر العدو وحال أهل البلد، فانتقل الناس في تلك الليلة إلى الصباح، وأقام هو جريدة راجيًا. شوف راجيًا من الله تعالى، إيش راجي؟ إيش يرجو؟ راجيًا من الله تعالى أنه ربما حملهم غرورهم وجهلهم بالخروج إليه والهجوم عليه، فينال منهم غرضًا، هذا الآن نفسه يقول يا رب بس يغتروا زيادة ويخرجوا، الآن الآن أبغى أقاتل، الآن القتال فوق كل ما مضى. يقول ايش؟ فينال منهم غرضًا ويلقي نفسه عليهم، ويعطي ويعطي الله النصر لمن يشاء.

فلم يفعل العدو شيئًا من ذلك، واشتغلوا بالاستيلاء على البلد والتمكن منهم، فأقام رحمه الله إلى بكرة التاسع عشر من الشهر، وانتقل سحر تلك كالليلة إلى الثقل. وفي ذلك اليوم خرج منهم ثلاثة نفر ومعهم الحاجب قوش صاحب بهاء الدين قراقوش، فكان لسانه، فإنه كان رجلاً عاقلاً، مستنجزين ما وقع عليه عقد الصلح من المال والأسرى. الآن جو الصليبيين يطلبوا ايش؟ اطلب المئتين ألف دينار والصليبوت والأسرى. فأقاموا ليلة مكرمين، وساروا إلى دمشق يبصرون الأسرى سيرهم إلى دمشق، شوفوا الأسرى يشيكوا عليهم، يتأكدوا. وأنْفَذَ السلطان رسولًا إلى الفرنج يسأل منهم كيف جرت الحال، ويستعلم كم مدة تحصيل ما وقعت عليه المصالحة واستقرت عليه المهادنة.

تمام دحين احنا في أي يوم آآ طيب مشيت الأيام لو راحوا دمشق، الآن لما كان الخميس سلخ جماد الآخرة، خرج الفرنج من جانب البحر شمالي البلد، ومن جانب القبة، وانتشروا انتشارًا عظيمًا، رجلهم وفارسهم، وضربوا اطلابًا للقتال. اطلابًا هي تقسيمات. فأخبر اليزك السلطان بذلك، فدقت الكوس، وركب، وأنْفَذَ إلى اليزك وقواه برجال كثيرة، لسا ما جا الجيش، بس أرسل لليزك يقويهم شوية. وتوقف حتى ركبت العساكر واجتمعوا، فوقع بين يزك وبين العدو وقعة عظيمة وقتال شديد قبل اتصال العسكر باليزك، وكان اليزيد قد قوي بمن أنْفَذَ إليه، فحملوا على العدو حملة عظيمة، وانكسر العدو بين أيديهم، وانهزمت الخيالة، وأسلمت الرجالة، وظنوا أن وراء اليزك كمينًا، فاشتدوا نحو خيامهم، فوقع ليزك في الرجالة، فقتل منهم زهاء خمسين نفرًا، وجرح خلق عظيم، ولم يزل السيف فيهم حتى دخلوا خنادقهم. وفي ذلك اليوم وصل رُسُل الفرنج الذين بُعِثوا إلى دمشق لتفقد أحوال أسراهم.

في آخر جماد الآخرة رجع اللي راحوا دمشق من الصليبيين عشان يشوفوا الأسرى، تمام، ووصل معهم من مُيِّزَ أسراهم أربعة نفر، ووصل معهم في عشية أيضًا دروس إلى السلطان في تحرير أمر الأسرى والمسلمين الذين كانوا بعكا. ولم تزل الرسل تتردد بين الطائفتين حتى كان يوم الجمعة تاسع رجب سنة سبعة وثمانين، دخلنا رجب. طيب في ذلك اليوم خرج حسام الدين ومعه اثنان من أصحاب الانكتار، فأخبر أن ملك الفرنسيس سار إلى سور يسر الله فتحها، وذكروا أشياء من تحريم أمر الأسرى حين هذا الشسمو حق هذا الفرنسيس، أخذ له مجموعة من أسرى المسلمين وراح، تمام. المهم وصل هذا، وذكروا أشياء من تحرير أمور الأسرى، وطلبوا أن يشاهدوا صليب الصلبوت، يتأكدوا أنه صليب الطلبوت موجود، وأنه هل هو في العسكر أو حُمِلَ إلى بغداد؟ فأُحْضِرَ صليب الصلبوت وشاهدوه، وعظموه، ورموا نفوسهم على الأرض، ومرغوا وجوههم على التراب، وخضعوا خضوعًا عظيمًا لم يُرى مثله.

وذكروا أن الملوك قد أجابوا السلطان إلى ما يكون قد وقع عليه القرار، يُدفع في ترم، أي نجوم ثلاثة ترامب، كل تيم شهر يعني تدفعوا الأموال في ثلاث شهور بثلاثة تروم، كل ترم شهر. ثم أرسل السلطان رحمه الله إلى الفرنسيس رسولًا سار إليه إلى سور بهدايا سنية وطيب كثير وثياب جميلة، وعاد ابن بريك ورفيقه إلى الانكتار. وفي صبيحة يوم السبت العاشر من رجب انتقل السلطان بحلقته وخاصته إلى تل ملاصق لشفرعم، ونزل العساكر في منازلهم على حالهم وهو قريب من منزلته الأولى. طيب، المهم لم يزل لم يزالوا يطاولون ويقضون الزمان حتى انقضى الترم الأول، فكان انقضاؤه في ثمان عشر بثامن عشر رجب. ثم أنفذوا في ذلك اليوم يطلبون ذلك، فقال لهم السلطان: "إما أن تنفذوا إلينا أصحابنا وتتسلموا الذي عُين لكم في هذا الترم، ونعطيكم رهائن على الباقي يصل إليكم في تروومكم الباقية، وإما أن تعطونا رهائن على ما نسلمه إليكم حتى تخرجوا إلينا أصحابنا". الآن السلطان صلاح الدين ما يبغى يسلمهم صليب الصلبوت والأسرى والأموال قبل ما يخرجوا إيش؟ الأسرى المسلمين. ليش خايف أنهم يغدروا، أسرى طبعًا حقين عكا كلهم أسرى، الآن كلهم أسرى. الآن السلطان خايف أنه تجتمع عليه مصيبتين، مصيبة سقوط عكا ومصيبة الغدر، وإذا صارت هذه مع هذه خلاص يعني. يعني ما يبقى شيء في النفسيات، في يعني تكون المصيبة عظيمة جدًا، فهو الآن خايف من الغدر خايف من الغدر.

فأبى السلطان ذلك لعلمه أنهم إن تسلموا المال والصليب والأسرى وأصحابنا عندهم، لا يؤمن غدرهم، ويكون وهن الإسلام عند ذلك عظيم لا يكاد يُجْبَر. لما رأوهم امتنع من ذلك، أخرجوا خيامهم إلى ظاهر خنادقهم مبرزين، وذلك في نهاء نهار الأربعاء الحادي والعشرين من رجب، وكان الذي برز ملك الانكتار ومعه خلق عظيم عظيم من الخيالة والرجالة. ولما رأى الانكتار الملعون توقف السلطان في بذل المال والأسرى والصليب، إيش غدر بأسرى المسلمين، وكان قد صالحهم وتسلم البلد منهم على أن يكونوا آمنين على نفوسهم على كل حال. وأنه إن دفع السلطان إليهم ما استقر أطلقهم بأموالهم وذراريهم ونسائهم، وإن امتنع من ذلك ضرب عليهم الرق، وأخذهم أسرى، وساره، فغدر بهم الملعون، وأظهر ما كان أبطن، وفعل ما أراد أن يفعله بعد أخذ المال والأسرى على ما أخبر به على ما أخبر به عنه أهل ملته فيما بعد. وركب هو وجميع العسكر الفرنجي راجلهم وفارسهم في وقت العصر من يوم الثلاثاء سابع وعشرين رجب، وساروا حتى أتوا الآبار تحت تل الرياضية، وقدموا خيامهم إليها، وساروا حتى توسطوا المرج بين تلك وتل العياضيين، وكان اليزك الإسلامي قد تأخروا إلى تلك لما قدموا خيامهم إلى إلى تل الرياضية. ثم أحضروا أسر المسلمين وكانوا زهاء ثلاثة آلاف مسلم في الحبال وأوثقوهم في الحبال، وحملوا عليهم حملة الرجل الواحد والله المستعان، وقتلوهم صبرًا طعنًا وضربًا بالسيف ثلاثة آلاف مسلم بلحظة واحدة، وليزك الإسلامي يشاهدهم ولا يعلم ماذا يصنعون لبعدهم عنهم، بمسافة شايفين شايفين أنهم استيقوا، والعسكر هناك اسمهم ما هم شايفين ايش صاير ولا يعلم ماذا يصنعون لبعدهم عنهم، وكان اليزك قد أنفذ إلى السلطان وأعلمه بركوب القوم ووقوفهم، فأنْفَذَ إلى اليزك من قواه، وبعد أن فرغوا حمل المسلمون عليهم، وجرت بينهم حمراء حرب عظيمة، جرى فيها قتل وجرح من الجانبين، ودام القتال إلى أن فصل الليل بين الطائفتين.

وأصبح المسلمون يكشفون الحال، ووجدوا المسلمين الشهداء في مصارعهم، وعرفوا من عرفوه منهم، وغشي المسلمين بذلك حزن عظيم وكآبة عظيمة، ولم يبقوا من المسلمين إلا رجلاً معروفًا مقدمًا أو قويًا أيدًا، الصليبيين أبقوا بس المعروفين الكبار أو قويًا أيدًا صاحب قوة، عشان يستعملوه في الأعمال الشاقة بناء الأسوار وما إلى ذلك. للعمل في عمائرهم. وذُكر لقتلهم أسباب منها أنهم قتلوهم في مقابلة ما في مقابل من قتل منهم، وقيل أن الانكتار كان قد عزم على المسير إلى عسقلان الاستيلاء عليها، فما رأى أن يخلف تلك العدة في ذلك في البلد وراءه، في البلد وراءه. إيش سوى قال؟ إيش سوى؟ ما دام أني ما أقدر شسمه، بدل ما أخليهم ورايا وبعدين ما أدري ايش يسووا اه خلاص اقتلهم وقتلهم جميعًا، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة، وبهذا انتهت أحداث عكا، الله المستعان. ولكن والله يا جماعة فيها عِبَر، وفيها فوائد، وفيها دروس عجيبة عجيبة عجيبة جدًا سبحان الله. طيب طيب يا جماعة، هم الآن صح احنا زعلانين وكذا، والله المستعان، لكن الصليبيون ما أتوا من هناك إلا عشان ايش؟ مشان نحارب القدس، عشان يحرروا القدس، وعشان يستردوا بلاد الساحل، فإذا ما استردوا القدس ولست رد بلاد الساحل، فمعناه أنه جيتهم ايش؟ هاه؟ معناه أنه بالضبط، معناه أنهم رجعوا خاسرين، ولم يرجعوا آآ رابحين، الله المستعان.

طيب طيب يا جماعة الخير، طيب يا جماعة الخير، طيب طيب، الآن هنحتاج الخريطة هذي. الآن نبغى نأخذ الأحداث اللي باقية بشكل سريع، وهي أصلًا يعني إيش آآ أحداث صعبة وسريعة ومتتالية ومهمة جدًا. ما أنتم مفتقدين أحد يا جماعة؟ منتو مفتقدين أحد القاضي الفاضل صح؟ طيب أول شيء العماد ايش يقول؟ يقول: "ولم نشعر إلا بالرايات الفرنجية على عكة مركوزة، وأعطاف أعلامها مهزوزة، وعم البلاء وتم القضاء، وعز العزاء وقنط وقنط الرجاء، وحضرنا عند السلطان وهو مغتم وبالتدبير للمستقبل مهتم، فعزيناه وسليناه، وقلنا هذه بلدة مما فتحه الله قد استعادها عداه أو عداه، وقلت له إن ذهبت مدينة فما ذهب الدين، ولا ضعف في نصر الله اليقين". قال: "ودخلوا عكا وتسلموها ولم يقفوا على الشرائط التي أحكموها". القاضي الفاضل كتب كتابة إلى اه شمس الدولة ابن منقذ تتذكروه اللي كان أرسلوه إلى مين؟ الموحدين، يقول: "لقد تجاوزت عدة من قتل على عكا من الفرنج الخمسين ألفًا، قولًا لا يطلقه التسامح بل بل يحزره التصفح، فانبروا في هذه السنة آآ فانبروا في هذه السنة ملكة افرانسيس وان وانجلتير وملوك آخرون في مراكب بحرية وحمالة، حملوا فيها الخيول والخيالة والمقاتلة والآلة، ووصلت كل سفينة تحمل تحمل كل مدينة، وأحدقت بالثغر، فمنعت الناقلة بالسلاح إليه، والداخل للمير عليه". قال: "وأخذ البلد على سلم كالحرب، ودخله العدو ولم يدخله من الباب دخل من النقب، وما وهنا لما أصابنا في سبيل الله، وما ضعفنا ولا رجعنا وراءنا، ولا انصرفنا، بل نحن بمكاننا ننتظر أن يبرزوا فنبارزهم، ويخرجوا فنناجزهم، وينتشروا فنطويهم، وينبثوا فنزويهم، وأقمنا على طرقهم، وخيمنا على مخناقهم، وأخذنا بأطرار خندقهم، وأحوج ما كنا الآن إلى النجدة البحرية والأساطيل المغربية، فإن عاليتنا بها تُرد، وعاديتنا بها تشتد". هذا الآن رسالة ثانية لحق.

طيب يا جماعة الخير، الآن ايش اللي راح يصير؟ احنا وين الآن؟ احنا الآن في عكا، تمام، واحنا الخارطة هذه بس فلسطين، بس احنا الأحداث تتعلق بفلسطين ولبنان وسوريا والأردن. هذه البلاد كلها هي هي مسرح الأحداث هنا. طبعًا في شمال غزة في عسقلان، جيد، عسقلان طبعًا أهم مدينة، أهم مدينة بفلسطين في ذلك الوقت بعد القدس، أما أن تقول بعد القدس، أو بعد القدس وعكا، يعني المدينة الثانية في الأهمية إما عكا وإما عسقلان، لكن قد تكون عكا ثم عسقلان.

طبعًا هي الآن تعتبر في شمال غزة، الآن ريتشارد هذا بيخرج من عكا وحيمشي على هذا الساحل. جيد، حيمشي على هذا الساحل، راح تكون في أحداث كثيرة في هذا الساحل. الآن في هذا المشي حيمشي على هذا الساحل، هو الهدف الآن الأساسي عنده، الهدف الأساسي عنده إما عسقلان وإما القدس.

زيد في نقاش كبير جدًا بين الصليبيين، إنه وين يتوجهوا الآن؟ على عسقلان ولا عالقدس؟ لكن بعد النزول على الساحل، خلال النزول على الساحل، هذا الطريق يا جماعة اللي عالساحل صارت فيه اشتباكات كثير جدًا. تذكروا طريق الصليبيين اللي حطين، لما السلطان كان يرسل لهم اليا زكاة أو اليا زكية ويضايقوهم كل شوي بالرماح، عفوًا بالسهام. الآن طول هذا الطريق اشتباكات اشتباكات اشتباكات.

يعني ها الصليبيين يمشوا على البحر، والرجال هم اللي يحموهم أثناء الطريق، وصاروا يلبسوا بعض الدروع الواقية اللي يلبسوها لبس فما تؤثر فيهم السهام كثيرًا. وماشي والخيالة خلفهم، وكل ما يعني تأخر مجموعة ولا شيء دخلوا عليهم الكتائب الإسلامية وقاتلوهم، أو كلما استطاعوا أنهم يخطفوا لهم أحد أو شيء، لأنه الجيش الصليبي كبير جدًا. فهذي المسيرة طالت جدًا جدًا.

جيد، صارت أحداث مهمة وكبيرة، في حدث صار في أرسوف. أقول لكم المسافات بالضبط. أرسوف صايرة ثلاثة وثمانين كيلو جنوب عكا، تمام؟ فين يعني؟ بالضبط فين أرسوف؟ فوق يافا صح؟ على هذي على هذي، يعني فوق يافا، تمام؟ هذي أرسوف، صارت فيها معركة كبيرة، راح تجيني بعد شوي.

آه وبعدين يافا راح تصير مسرح أحداث كبير جدًا جدًا. يافا الصليبيون استولوا على يافا، وجا صلاح الدين حاصرها، وصار عندها قتال كبير وصعب جدًا جدًا. وبعدين صار الكلام على عسقلان. إيش يسوي صلاح الدين والمسلمون؟ ماذا يعملون في مقابل عسقلان؟ وكان هناك تردد كبير جدًا في ماذا يفعلون أمام عسقلان، لأنه في معلومة، معلومة عسكرية مهمة ذُكرت أثناء الكلام في الكتب، هذه مهمة بصراحة.

أنه مدينة مثل عسقلان تحتاج إلى أن تُشحن بثلاثين ألف مقاتل، إذا أُريد المحافظة على مدينة مثل عسقلان، لا بد من ثلاثين ألف مقاتل داخلها، طبعًا مثل عسقلان أو القدس. وصار الخيار عند صلاح الدين، يا يحمي القدس يا يحمي عسقلان لقلة العساكر الإسلامية. تخيل لقلة العساكر الإسلامية ما يقدر يحمي المدينتين. يعني ما عنده ثلاثين ألف يحطهم هنا، وثلاثين ألف يحطهم هنا.

وإذا جو العساكر اللي هم حقين الموصل وحقين الجزيرة الفراتية وحقين هذا إيش يسووا؟ يجوا أيوه يجوا الصيف ويمشوا الشتاء وكذا. تمام؟ الآن الخلاصة، إنه هذه المسيرة كانت مسيرة دامية بكل ما تعنيه الكلمة، مسيرة دامية دامية، وفيها وقعات متتاليات، لكن أقواها وقت المسيرة وقعت أرسوف، موجودة منطقة أرسوف إلى الآن بنفس الاسم. تمام يا جماعة ولا مو تمام؟ خلينا ناخذ، آخذ لكم لقطات بس سريعة، لقطات من من الطريق، تمام؟

طيب، ضربوا الخيام، ضرب العدو الخيام على طريق عسقلان، وأظهروا العزم على المسير على شاطئ البحر. وأمر، أنا دحين بدل ما أقول عن الكتار ولا خلاص بقول من الآن، تمام؟ وعمل ريتشارد بباقي الناس أن يدخلوا إلى البلد، وكانوا قد سدوا ثغره وثلمه. طيب، لما كان يوم الأحد، سجل التاريخ عشان نشبك معاه التسلسل الأيام، سنة سبعة وثمانين. كل هذه الأحداث وإحنا نستعين الآن في مستهل شعبان سبعة وثمانين، تخيل في شعبان سبعة وثمانين، اشتعلت نيران العدو في صحراء ذلك اليوم، وعادتهم إنهم إذا أرادوا الرحيل أشعلوا نيرانهم، تمام؟ وتفرقوا قِطَعًا ثلاثة، كل قطعة تحمل نفسها.

وقوى السلطان رحمه الله ليزك، وأنفذ معظم العساكر تسير قبالتهم، هذا العدو صاير من هنا، وسلطان صلاح الدين الأيوبي اللي معه سايرين جنبه جنبه، يعني مو ملاصقين، في مسافة شوية، بمسافة الله أعلم كم بالضبط، كيلو كيلوين ثلاثة كيلو أربعة، المهم أنه في مسافة. آه بحيث إنه اليزك هذي، الكتائب المنفصلة تروح وتهاجم وترجع، وتروح وتهاجم وترجع للأصل، تمام؟ طيب.

وقوى السلطان اليزك، وأنفذ معظم العساكر تسير قبالتهم، فمضوا وقاتلوهم قتالًا شديدًا، وأنفذ ولده، ولده الملك الأفضل. هذا الأفضل كان معاه كتيبة ونزل على العسكر، على الصليبيين، نزل على مؤخرتهم، وقدر شبه يفصلهم، وهم كانوا متأخرين شوية، اشتبك معاهم ذاك الوقت. أرسل لصلاح الدين، قال له بسرعة أرسل لي مدد، لأنه إذا أرسلت للي الآن ممكن نفصلهم عن باقي الجيش ونطحنهم طحن.

فتجهز صلاح الدين وأرسله كذا، بس لما وصلوا رجعوا إيش؟ شبكوا في الجيش. الآن طبعًا صلاح الدين أي أسير من هؤلاء الصليبيين تحركوا من هنا يجي على طول يطق رقبته، على طول يطق رقبته بعد الثلاث آلاف اللي قتلوهم. وعشان كذا كل شوية تقول لك وقبضوا على اثنين فأمر بقتلهم، قبضوا على أمر بقتلهم. طيب، آه كيف رتبها بن شداد؟

من شدة ما هذه الأحداث مرة مهمة، حقت المسيرة، يعنون لها، يعنون لها بالمنزل الأول، المنزل الثاني، المنزل الثالث. يعني وين ينزلوا؟ فهو بدأ المسير، بعدين قال المنزل الثاني. تمام؟ المنزل الثالث، المنزل الرابع، أنا بس أختار لكم قفشات، يعني في المنزل الرابع يقول في ذلك المنزل أُتي باثنين من الفرنج قد تخطفهم اليزك من العدو، فأمر بضرب رقابهما فقتلا، وتكاثر الناس عليهما بالسيوف تشقيا من اللي ايش واجدينه في أنفسهم من اليسار قيصرية. وين قيصرية هذي؟ هذي سلمكم الله بعيد عن أرسوف خمسة وثلاثين كيلو جنوب جنوبها صح؟ شوف لي جنوبها جنوب أرتوب صح؟

طيب عمومًا تأتينا إن شاء الله. الشاهد إنه في المنزل الرابع ركب رحمه الله في وقت عادته، وسار إلى جهة العدو، وأشرف على قيسارية، وعاد إلى الثقل قريب الظهر، وأحضر عنده اثنان أيضًا، أُخذا من من أطراف العدو فقتل أيضًا، وقُتلا، وكان في حدة الغيظ فرحتين لما جرى على أسرى عكا، ثم أخذ جزءًا من الراحة. الآن صار التفصيل بالساعات، صلاة الظهر بعد العصر بعد المغرب، فعلًا هذا التفصيل الأخير صار صار بن شداد فصلها بالساعات.

حضرت عنده يقول ابن شداد، وقد أُحضر بين يديه من عدو فارس مذكور قد أُخذ، وهيئته تخبر على أنه متقدم فيهم. فأحضر ترجمان وبحث عنه عن أحوال القوم، فقال كم آه ذكر أسئلة في الطعام وكذا، كم كذا؟ من ناحية السعر. ثم سُئل عن سبب تأخرهم في المنازل. يقول ليش أنتم ليش تتأخروا في المنازل؟ فقال الصليبي لانتظار وصول المراكب بالرجال والميرة، إنه في مراكب من البحر المفروض تجي معانا فيها رجال وفيها طعام. آآ فقال، فسُئل عن القتلى والجرحى يوم رحيلهم، فقال كثير. فسُئل عن الخيل التي هلكت في ذلك اليوم، الاشتباكات اللي كانت في يوم الرحيل آآ فقال مقدار أربع مئة فرس. فأمر بضرب عنقه، بعيد لسه ما ضرب، أمر بضرب عنقه، ونهى عن التمثيل به. هذا الأمر.

فسأل الترجمة عن الصليب، يسأل الترجمان عن عن ما قال السلطان، فأخبره بما قال، فتغير تغيرًا عظيمًا، وقال أنا أخلص لكم أسيرًا من عكا، قاله بل أميرًا، وقال لا أقدر على خلاص أمير. المهم أخره السلطان صلاح الدين والصفد. ثم عاتبه على ما بدا منهم من الغدر بقتل الأسرى. فاعترف بأنه قبيح وأنه لم يجري إلا برضا الملك وحده، وحده اللي هو. ثم ركب السلطان رحمه الله بعد صلاة العصر على عادته، هذا كله في يوم الخميس خامس شعبان.

وبعد أن نزل السلطان أمر بقتل الفارس المذكور، فقتل وضع خلاص بعد كل الغدر هذا. طيب المنزل الخامس وأتاه اثنان من الفرق هذا بس أختار لكم بس من من المنزل كذا بس فاهم ولا ما منزلك فيه تفاصيل، وين راحوا وين المكان. أتاه اثنان من الفرنج قد نهبا، فأمر بقتلهما فقتلا، ثم أُوتي باثنين آخرين فقتلا أيضًا، وذلك يوم الجمعة سادس شعبان. وجيء في أواخر النهار باثنين فقتل، وعاد من الركوب في آخر النهار، صلاة المغرب، فصلى وجلس على عادته. فاهم يعني فهم المضايقات قديش؟ هذول كلهم من العسكر نفسهم اللي كانوا عند عكا، كل شوية يخطفوا منهم جماعة، يؤسروا منهم جماعة. الليزك هذول حاصروهم محاصرة عجيبة.

طيب لما كان صبيحة يوم الأحد الثامن من شعبان، هذا المنزل السادس، صرت معه يقول ابن شداد في خدمته، حتى أتى عسكر العدو وصف الأطلاب حوله وأمر بقتالهم، وأخرج الجليس. فكان النشاب أو النشاب بينهم كالمطر، وكان عسكر العدو المخذول قد ترتب، فكانت الرجالة حوله كالسور عليه، كالسور عليهم الكبور الثخينة، والزرديات السابقة المحكمة. كان أنواع من الدروع أو شيء، بحيث يقع فيهم النشاب ولا يتأثرون، وهم يرمون بالزمبورك، فيخرج فيجرح خيول المسلمين وخيالتهم. ولقد شاهدتهم وينغرز في ظهر الواحد منهم النشابة والعشرة، وهو يسير على هيئته من غير انزعاج من الصبغات هذي.

طيب وساروا على هذا المثال وسوق الحرب قائمة بين الطائفتين، الحين هذي الحرب اللي بدون بدون وقوف، الحرب اللي عالماشي، والمسلمون يرمونهم من جميع جوانبهم بالنشاب، ويحركون عزائمهم حتى يخرجوا وهم يحفظون أنفسهم حفظًا عظيمًا، ويقطعون الطريق على هذا الوضع، ويسيرون سيرًا رفيقًا، ومراكبهم تسير في مقابلتهم في البحر، إلى أن أتوا المنزل ونزلوا، وكانت منازلهم قريبة، لأجل الرجالة، فإن المستريحين منهم كانوا يحمون أثقالهم وخيامهم لقلة الظهر عندهم، فانظر إلى صبر هؤلاء القوم على الأعمال الشاقة من غير ديوان ولا نفع.

وكان منزلهم قاطعًا آآ النهر قيسارية، في المنزل السابع صارت في مواجهة قوية، اللي هو هذي هذي خلاص يوم يوم. المنزل السابع اللي هو الاثنين تسعة شعبان، صارت مواجهة قوية، أتيناهم وهم سائرون على عادتهم ثلاثة أقسام، فطاف الجليس حولهم من كل جانب ولزوهم بالنشاب بالنشاب، وهم سائرون على المثال الذي حكيته، وكلما ضعف قسم عاونه الذي يليه، والمسلمون محدقون بهم من ثلاث جوانب، والقتال عليهم شديد، والسلطان يقرب الأطلاب. ورأيته يسير بنفسه بين الجاليس، ونشاب القوم يتجاوزه، وليس معه إلا صبيان بجنيبين لا غير، جانبين من الخيول يعني، وهو يسير من طلب إلى طلب، يحثهم على التقدم، ويأمرهم بمضايقة القوم ومقاتلتهم، والكوسات تخفق والبوقات تنعر والصياح بالتهليل والتكبير يرتفع.

هذا والقوم على أتم ثبات على ترتيبهم، لا يتغيرون ولا ينزعجون، كأنهم آلات ماشيين نفس المشية، نفس طريقة الحراسة، نفس طريقة الترتيب، وماشيين والمسلمين حولهم يرموا يقاتلوا، يخطفوا لهم كم واحد، والناس ماشية زي ما هي. وفي ذلك اليوم هذا والقوم على أتم ثبات وترتيب. وجرت حملات كثيرة، ورجالتهم تجرح المسلمين، وخيولهم تجرح المسلمين وخيولهم مبارك والنشاب، ولم يزل الناس حولهم يقاتلونهم من كل جانب، ويحملون عليهم وهم ينكرون بين أيديهم، ثم يعكرون عليهم إلى أن أتوا إلى نهر نهر القصب فنزلوا عليه، وقد قام قائم الظهيرة، وضربوا خيامهم وتراجع الناس عنهم، فإنهم كانوا إذا نزلوا أيس الناس من أي من أمر يتم معهم ورجعوا عن قتاله.

يعني نقول احنا ترى جالسين نستغل فترة مشيهم للقتال، بس إذا وقفوا ونزلوا قتالهم يصير صعب من شدتهم وبأسهم. وفي ذلك اليوم قتل من فرسان الإسلام، هذا مر معانا قبل أيام، قبل أيام من ناحية تاريخ خمس مئة وستة وثمانين يمكن معانا في اللقاء الماضي، ذكروا إياس الطويل اللي أثخن فيهم وشو راح كان يقاتلهم قتال عجيب. يقول لك في هذا اليوم قتل إياز الطويل من مماليك السلطان، وكان قد قتل فيهم، قتل خلقًا عظيمًا من خيالتهم وشجعانهم، وكانت قد استفاضت شجاعته بين العسكريين، بحيث إنه جرت له وقعات كثيرة. شوف شوف الكلمة، شوف شوف الكلمة يا شيخ، يقول بحيث إنه جرت له وقعات كثيرة، صدقت أخبار الأوائل، صدقت أخبار الأوائل. يعني رأينا بأم أعيننا من إياس الطويل من الشجاعة والإقدام والصبر والثبات، ما صدق عندنا ما قرأناه عن الأوائل، من أخبار البطولة والشجاعة والجهاد. والله يا جماعة كلمة تُسطر، أيوه.

طيب فرحمه الله وحزن المسلمون عليه حزنًا عظيمًا رحمه الله تعالى، المهم الوقعات مع التخلص، كل شوية وقعة وقعة وقعة ما راح أتجاوز، ما راح أذكر إني إلا أرسوف. قلنا أرسوف هذي وين كانت قلنا إيه، هذي أرسوف هذي وقعة عجيبة جدًا جدًا وقوية جدًا، وفيها فيها أشكال يعني. طيب في شيء ثاني ما راح أذكره، ما راح أذكر تفاصيله، لأنه يعل القلب، تمام؟ اللي هو من الآن إلى بعد كم ما أعرف بعد كم يمكن بعد سنة ولا بعد أشهر، هل هي رسل المصالحات.

الحين يبغى يرجع بلده، تمام؟ بس يعني أول شيء لازم يحقق إنجاز معين غير عكا، يا ياي يرد القدس يا ياخذ عسقلان. هو باله عسقلان كذلك جدًا، أو حتى يهجم على مصر. كان في كان في رأي عنده إنه يهجم على مصر، ولو سواها كان أثخن إدخال عجيب. هو يا جماعة شوفوا إيش باقي له تحت ترى ما باقي له شيء، وصل مصر، فاهمة الفكرة؟ فكانت الفكرة آآ هي بعدين أثناء هذه الأحداث، صارت تجي أخبار إنه أمور إنجلترا نفسها، أمور مملكته فيها اضطراب. هو طبعًا مُوَكِّل هناك، فصار في اضطرابات معينة، صار باله مشغول يبغى يرجع. بس ما يبغى يرجع بدون إنجاز.

وصار كل شوية يرسل لصلاح الدين في المصالحة، كل شوي كل شوي يرسل لصلاح الدين في الصلح. أول شي بدأ بعين قوية طبعًا، عين قوية جدًا جدًا جدًا يعني. فيقول له يعني بكل بساطة يا صلاح الدين، آآ شروط الصلح هو الآن يبغى يبغى يقول له بس ترجعوا لنا كل المدن اللي أخذتوها وخلاص أرجع أنا ونتصالح وخلاص خلصني، وبعدين بدأ ينزل ينزل ينزل ينزل ينزل في الطلبات، ينزل ينزل ينزل، الين ما عكوا وعكروا ووقفوا عند عسقلان، إلا يبغى عسقلان. وصلاح الدين يقول له عسقلان ما تدخل في المصالحة، هي إيش المصالحة؟ إنه إيش البلدان اللي تكون لكم وإيش البلدان اللي تكون للمسلمين وإيش البلدان اللي تكون مناصفة؟ مناصفة يعني، آه أبرز صورة فيها اللي هي الغلات اللي تخرج منها. فهمتوا الفكرة؟ الغلات الزراعية هذي تصير مثلًا نسبة كذا تروح للصليبيين نسبة كذا تروح للمسلمين. هذي طبعًا كل الفترة حقت المناوشات والقتال اللي حيجي هذا القادم كله متخلل برسائل.

إيش إلى درجة طبعًا مين أكثر واحد يراسله؟ العادل الملك العادل أخو صلاح الدين، أكثر شيء إلى درجة إنه عرض عليه عرض مذكور بالتفصيل هنا وثابت، يعني عرضوا عليه عرض إنه يزوجه أخته، ريتشارد يزوج العادل أخته، وبعدين أخته تصير تدخل تصير في القدس، ويصير معاها مدري قساوسة ورهبان ومدري إيش وكذا، والعادل وافق. وبعدين روح القساوسة والجنود من الأمراء راحوا لأخته قالت واعيبة، تتزوجي هذا المسلم وتعطي الدنية في دينك ها، ورفضت إيه يقول لك صليبيين مو سهلين يعني، شيء أنت ما ما تتعامل مع ناس بسيطة أبدًا. الشاهد هذا الحين، وهذا اللي ما راح أذكره، لا من جد ما ذكرت شيء، لأنه الكتب الآن هذي اللي باقي نصه بس مراسلات الصلح، كل مرة شي بس بذكر بعضنا. وهو يرسل لصلاح الدين يقول له ترى مثلًا، يقول لا تحسب إني أنا خايف منك ولا شي. تمام؟

يقول له فالكبش آآ قبل أن ينطح يرجع خطوة إلى الوراء كذا يقول. طبعًا هو هو مصيبة، هو مصيب في حتى بعدين في الاشتباكات حيجي بعد شوي، مصيبة مصيبة. حتى مرة كذا جالس يعني زي ما تقول يعني مستغرب من صلاح الدين وليش ما توقف قدامي؟ يعني يرسل لكذا إنه ليش مو ليش ما يعني، عارف في غرور وفي اه اه شجاعة وإقدام، وصلح الدين ما تركهم ما تركهم ما تركهم ما تركهم الحمد لله. طبعًا انتهت الأمور آخر شيء إلى أنه ما ما حقق اللي في رأسه، من ناحية الصلح، هذي الخلاصة النهائية يعني، ولا هو اللي أخذ عسقلان ولا هو اللي أخذ القدس. وبالتالي حتى لو أخذوا عكا أو يافا أو بعض المدن، حيفا كذلك أخذوها أظن، فبعض المدن هذي بالنسبة لهم وتم الصلح عليها، والصلح على بعض المدن يعني القريبة يعني آآ إلا أنه الأمر الأهم هو عسقلان القدس. فلم لم يأخذها الصليبيون. طيب لكن احنا الآن في الطريق خلينا ناخذ أرسوف، أرسوف هذي مهمة جدًا جدًا. لما كان يوم السبت رابع عشر شعبان.

سنة كم أطول سنة ولا ولا كان في أطول منها؟ إي والله لا، احنا لو كنا صرنا بنفس السير الماضي بذكر كل التفاصيل كان راح تكون فعلًا أطول شي. طيب المهم لما كان يوم السبت أربعطعشر شعبان، بلغ السلطان أن العدو قد تحرك للرحيل نحو أرسوف، فركب وركب ورتب الأطلاب. شوف لما وصل أرسوف هذي وصلت مع الصليبيين إنه أنتم طول الطريق ذبحتوا منا وقتلتوا وكل شوية ما خليتونا نشم هوا، والصليبيين زي ما قال يسيرون سيرًا واحدًا ببطء ولا على نفس ولا كأنه في شيء. لما وصل أرسوف قرروا إنهم يتقاتلوا القتال الكامل اللي هو جيش مقابل جيش، واللي بعد ما نزلوا على الأرض.

آآ السلطان كان لما نزلوا يقرب الأطلاب، يوقف بعضها ليكون ردءًا وضايق العدو مضايقة عظيمة، والتحم القتال واضطرمت ناره من الجانبين، وقُتل منهم وجُرح، جيد؟ واشتدوا في السير، هذا الحين قبل ما ينزلوا. اشتدوا هذا وهم نازلين ضيق عليهم ضيق عليهم صلاح الدين، لين ما اشتد القتال جدًا، هم يقاتلوا هم على أساس سايرين يعني. واشتدوا في السير عساهم يبلغون المنزلة فينزلون، آه واشتد بهم الأمر وضاق بهم الخنق، والسلطان رحمه الله يطوف من الميمنة إلى الميسرة يحث الناس على الجهاد، مع الخيل نروح للميمنة ثم الميسرة، يا للإسلام يا رجال الإسلام يا إلى آخره، يحثهم على الجهاد. ولم يزل الأمر إيه طيب، لقيته مرارًا هكذا يقول ابن شداد، لقيته مرارًا وليس معه إلا صبيان بجانبين لا غير، ولقيت أخاه وهو على مثل الحال، والنشاب يتجاوزهما رحمه الله رحمهم الله آه. ولم يزل الأمر يشتد بالعدو وطمع المسلمين فيهم فيهم، وطمع المسلمون فيهم طمعًا عظيمًا، حتى وصل أوائل راجلهم إلى بساتين أرسف.

ثم اجتمعت الخيالة وتواضعوا على الحملة خشية القوم، ورأوا أنهم لا ينجيهم إلا الحملة، حملة يعني إيش الفرسان يعني، إحنا قلنا الفرسان يكونوا محميين بالإيش بنرجع لك. الآن قرروا في أرسوف إنه ينطلقوا بالخيل. شفت سباق الخيل؟ الخيل تكون في الغرفة الصغيرة هذي وأمامها الحاجز، شوف كذا انفكّت كيف تنطلق؟ ها بس أنت هذي تخيلها مثلًا ما أدري كم ألف خيل عليه أقوى الفرسان الصليبيين، الرجالة راح يفكوا عنهم فكة وحدة انطلقوا انطلاقة وحدة على جيش المسلمين. طيب يقول ولقد رأيتهم هكذا يقول، لقد رأيتهم وقد اجتمعوا في وسط الرجالة وأخذوا رماحهم وصاحوا صيحة الرجل الواحد.

وفرج لهم أو وفرج لهم رجالتهم وحملوا حملة واحدة من الجوانب كلها، فحملت طائفة على الميمنة وطائفة على الميسرة وطائفة على القلب، فاندفع الناس بين أيديهم، وش معنى ندافع الناس بين أيديهم؟ اندفع الناس بين أيديهم.

راحوا فحملت طائفة عن الميمنة وطائفة عن الميسرة وطائفة على القلب، فاندفع الناس بين أيديهم. واتفق أني كنت في القلب، ففر القلب فرارًا عظيمًا، فنويت التحيز إلى الميسرة وكانت أقرب إلي. ووصلتها وقد انكسرت كسرة عظيمة، فنويت التحيز إلى الميمنة، ورأيتها وقد فرت أشد فرارًا من الكل. طبعا والله كمان هو بطل صراحة، والآن ما راح لورا يقول انكسر، هو كان فين؟ في القلب صح.

كسر راح للميمنة، راح الميسرة، الجهة انهزمت راح، رجع للميمنة لقيها انكسرت، فنويت التحيز إلى السلطان إلى طلب السلطان، وكان ردء الأطلاب كلها، رد على الأطلاب كلها. تعرفون في ميمنة ميسرة، في ميمنة قلب ميسرة، الردء اللي يسند الجميع في الخلف هو أمين طلب السلطان، وكان ردء الأطلاب كلها كما جرت العادة. فأتيته ولم يبق السلطان فيه إلا سبعة عشر مقاتلًا لا غير، ربعطاش تمام.

أخذ الباقين إلى القتال، لكن الأعلام باقية والكوس تدق لا تفتر. وأما السلطان رحمه الله فإنه لما رأى ما نزل بالمسلمين من هذه النازلة، سار حتى أتى طلبه فوجد فيه هذا النفر القليل. فوقف فيه، والناس يفرون من الجوانب، وهو يأمر أصحاب الكوس بالدق بحيث لا يفترون. وكل من رآه فارًا يأمر من يحضره عنده، السلطان من اللي معه، روح روح جيب له هذاك بسرعة بسرعة الحقه تاعه.

جيب جيب جيب الشباب اللي هناك، تمام؟ يروح يرسل مجموعة يجيبوهم. لا لا لا يهربوا. تعال جيبهم، وصار يلقط الفارين تلقيط، تمام. وكل من رآه فارًا يأمره، يأمر من يحضره، يحضره عنده. وفي الجملة ما أقصر المسلمون في فرارهم، فإن العدو حمل حملة ففروا ثم وقف خوفًا من الكمين فوقفوا، يعني مو زي هذيك الكسرة، تذكروا الكسرة ذيك وينها كانت؟ أي حادثة؟ في المصاف الأعظم اللي في عكا اللي في ناس ما وقفوا إلا في الطبرية، وفي ناس كملوا دمشق أظن صح قلنا؟ ايه لا هالمرة هذي إيش، وطبعا هو هذا الساحل.

هنا الساحل، وجنب الساحل على طول في غابات. يعني بين الساحل أول شي الساحل، بعده الجيش الصليبي، بعدين الجيش الإسلامي، وبعد الجيش الإسلامي على طول فيه كانه مرتفعات وغابات شوية. فلما فر المسلمون فروا على الغابات هذي، الصليبيون طاردوهم إلى الغابات فوقفوا، ظنوا أنه في كمين، تمام. هو يقول الحمد لله أنه الفرة كانت قصيرة، يعني إلى الغابات هذي بس. فإن العدو حمل حملة فروا، ثم وقف خوفًا من الكمين فوقفوا وقاتلوا. ثم حمل حملة ثانية ففروا وهم مقاتلون في فرارهم، ثم وقف فوقفوا. ثم حمل حملة ثالثة حتى بلغ إلى رؤوس روابي، الروابي هناك وأعالي تلول، أو روابي هناك وأعالي تلول. ففروا إلى أن وقف العدو فوقفوا، وكان كل من رأى طلب السلطان واقفًا والكوس تدق، يستحي أن يجاوزه ويخاف غائرة ذلك فيعود إلى الطلب. فاجتمع في الطلب خلق عظيم، ووقف العدو قبالتهم على رأس التلول والروابي، والسلطان واقف في طلبه، والناس يجتمعون إليه حتى ثابت العسكر بأسرها، وخاف العدو أن يكون في الشعراء كمين، وتراجعوا يطلبون المنزل. أو عاد السلطان رحمه الله إلى تل في أوائل الشعراء. ونزل عليه لا في خيمة.

ولقد كنت في خدمته رحمه الله أسليه وهو لا يقبل السلو، وأظلل عليه بمنديل، وظلل هو عليه بمنديل. وسألناه أن يطعم شيئًا من الطعام، فأحضر له شيء يطيف لطيف، فتناول منه شيئًا يسيرًا. وبعث الناس خيولهم إلى السقي، فإن الماء كان بعيدًا منهم. وجلس ينتظر الناس في العود، أو من العود من السقي، والجرحى يحظرون بين يديه وهو يتقدم بمداواتهم وحملهم. وقتل في ذلك اليوم رجالة كثيرة وجرح جماعة من الطائفتين. وكان ممن ثبت الملك العادل والطواشي قايماز النجمي، والملك الأفضل ولده. وصدم في ذلك اليوم، انفتح دمل كان في وجهه، وسال منه دم كثير وهو صابر محتسب في ذلك كله رحمه الله. وثبت ذلك اليوم طلب الموصل ومقدمه علاء الدين، وشكره السلطان على ذلك.

وتفقد الناس بعضهم بعضًا، فوجد آآ أو فوجد جماعة من العسكر قد استشهدوا آآ، وسمى بعض الأسماء، وجرح خلق كثير، وقتل من العدو جماعة، وأسر واحد، وأحضر فأمر رحمه الله بضرب عنقه فقتل. وأخذت منهم خيول أربعة. وكان قد تقدم رحمه الله إلى النقل أن يسير إلى العوجة إلى آخر الكلب. هذي وحدة من الاشتباكات في الطريق. مم هل صدقت في قولي أنه الأحداث الحقيقية تبدأ من حطين؟ ها بالله تتذكر الحلقات اللي قبلها اللي قبل حطين؟ ايش كان فيها؟ ايش كان فيها؟ قتال مع الصليبيين بسيط جدًا، أيوه أقوى وحدة يمكن كانت حقت بيت الأحزان. بيصير اصطلاح الدين صح ولا لا، واللي دخل فيها إلى الرملة وصارت كسرت الرملة وكذا، لكن الحين إيش بالله إيش سوى صلاح الدين؟ كله كله جهاد، كله جهة، كل الوقت جهاد. لا والعجيب إنه يعني ترى الناس ليسوا في أحسن أحوالهم. يعني شوف اللي معاه هذول يحملوا عليهم يحملوا عليهم، رحم الله الجميع. طيب أيوه هنا جت آآ قضية خطيرة جدًا، وهو التشاور في أمر آآ التشاور في أمر عسقلان، هذا في المنزل العاشر. يوم سبعطعشر شعبان، بس هذا أطول أطول شهر في السلسلة صح؟ طيب في سبعتاشر شعبان آآ وقف، توقف السلطان أو كان عقد اجتماع في أمر عسقلان. الآن هو ما يعرف وين بيروح هذا ريتشارد بالجيش اللي معه.

إيش التشاور؟ إيش التشاور؟ هل نخربها ولا نخليها؟ هذا هذي نقطة الاختلاف، نخرب عسقلان ولا نخليها؟ إذا خربناها إيش الميزة؟ العدو ما راح يستفيد، يعني ما راح يقدر ما راح يقدر يجلس فيها. أو نخليها. طبعًا الآن يا جماعة، شوفوا إيش إيش ممكن نسميه، عقدة عكا ولا شبح عكا يطارد الجميع، شبح عكا يطارد الجميع. تمام؟ في عقدة حاضرة اسمها عكا. ليه احنا جلسنا في عكا وحاصرنا؟ هذي حتجي بعدين في القدس كذلك نفس العقدة، أنه نجلس. طيب ممكن يصير لنا زي اللي صار في عكا. فهمت الفكرة؟ فإيش نسوي؟ فالآن هذا هذا النقاش اتفق الرأي على، أول شي قبلها أنه الملك العادل يتخلف، يكون معه طائفة قريبة من العدو ليعرف أخباره وإيصالها. آآ طيب خلينا الحين قبل الرأي، خلينا خلينا قبل القرار النهائي خلينا نشوف النقاش اللي صار، أيوه خلينا نشوف هنا يمكن يكون في أحسن، لأنه هذا صراحة حدث عسقلان مهم جدًا. احنا ترى باقي لنا تقريبًا حدثين بس مهمين قبل آآ الصلح وانتهاء الأمور، يعني اللي هي الأشرحة الاثنين المهمين اللي باقية، عسقلان والقدس. تقرأ وحصار القدس. قال القاضي أشاروا عليه بخراب عسقلان، قاضي اللي هو بن شداد. وسننقل الآن من روضتين.

خشية أن يستولي عليها الفرنج وهي عامرة. إيش المشكلات؟ فيتلف من بها من المسلمين، ويأخذ بها القدس الشريف، ويقطع بها طريق مصر. شوف شوف شوف الحين هذا هذا الحين النقاش الاستراتيجي العسكري. ها؟ ترى نقاش خطير جدًا الحين مو بس أنه ياخذوا عسقلان ويستولوا عليها، الفكرة أنه إذا أخذوا عسقلان صارت قاعدة أمام القدس، وإذا أخذوا عسقلان يسهل عليهم عليهم أن تكون قاعدة ينزلوا من خلالها إلى مصر. وإذا أخذوا عسقلان يتلف من بها من المسلمين. وخشي السلطان من ذلك، وعلم عجز المسلمين عن حفظها لقرب عهدهم من عكا، وما جرى على من كان مقيمًا بها. فسار حتى أتى عسقلان وقد ضربت خيامه، فما عليها. فبات هناك مهمومًا بسبب خراب عسقلان. لسا ما خربوها. وما نام تلك الليلة إلا قليلًا. ولقد دعاني إلى خدمته سحرًا، وكنت فارقته بعد منتصف الليل، وحظرت. وبدأ الحديث معي في معنى خرابها. وأحضر ولده الأفضل وشاوره في ذلك، وطال الحديث. ولقد قال لي: والله لأن أفقد أولادي بأسرهم أحب إلي من أن أهدم منها حجرًا واحدًا. ولكن إذا قضى الله بذلك وعينه لحفظ مصلحة المسلمين طريقًا، فكيف أصنع. ثم استخار الله تعالى، فأوقع في نفسه أن المصلحة في خرابها. استخضر الوالي وأمره بذلك في تاسع عشر شعبان. ولقد رأيته وقد اجتاز بالسوق والوطاق بنفسه، يستنفر الناس للخراب. وقسم السور على الناس. وجعل لكل أمير وطائفة من العسكر بدنة معلومة كأنه زي القطعة يعني وبرجًا معلومًا يخربونه. ودخل الناس إلى البلد ووقع فيه الضجيج والبكاء، وكان بلدًا نضرًا. خفيفًا على القلب، محكم الأسوار عظيم البناء مرغوبًا في سكناه. فلحق الناس عليه حزن عظيم. وكان هو بنفسه وولده الأفضل يستعملان الناس في الخراب. الناس في الخراب خشية أن يسمع العدو فيحضر، ولا يمكن من خرابها. وأباح الناس الهري الذي كان ذخيرة في البلد للعجز عن نقله. وضيق الوقت والخوف من هجوم الفرنج. وأمر بحريق البلد، وأظلمت النار فيه. والأخبار تتواتر من جانب العدو بعمارة يافا. صلاح الدين يخرب عسقلان، والعدو استولى على يافا وجالس يعمرها. وخرب من سوري، وخرب وخرب من سوريا عسقلان معظمه. وكان عظيم البناء بحيث أنه كان في موضع تسع أذرع. وفي موضع عشرة. وذكر بعض الحجاجين للسلطان وأنا حاضر أن عرض البرج الذي ينقبون فيه مقدار رمح الروح، هذا عرض السور. فلم يزل الخراب والحريق يعمل في البلد وأسواره حتى سلك شعبان. ها؟

ايه من تسعتاش والحريق شغال إلى آخر الشهر. قال العماد ونقض منها الأبراج التي على ساحل البحر، ودخلتها فرأيتها أحسن مدينة منيعة حصينة. فطال بكائي على رسومها، وفض ختومها، وقبض أرواحها من جسومها، وحلول الدوائر بدورها، ونزول السوء بسورها. فما برح السلطان منها حتى رأينا طول لها دوارس ورسومها طوامس. والرؤوس حياء من معاهدها نواكس. قال: ولو حفظت لكان حفظها متعينًا وصونها ممكنًا. لكن وجد، اه وجد السلطان كلًا له متجنبًا متجبنًا، وقد راعتهم نوبة عكاء. قد رعتهم نوبة عكا. وآآ حفظها في ثلاث سنين، وعادت بعد ذلك بمضرة على المسلمين. وقال من تعلل واعتذر عن دخولها، ها تدخلها أنت، ويقول للسلطان بعض جنود ويكلم السلطان صلاح الدين، يقول تدخلها أنت أو أحد أولادك فندخلها اتباعًا لمرادك. يعني ما راح نصمد فيها لحالنا. فحينئذ لم يجد بدًا من نقض أسوارها وفض سوارها، وسكانها وسكانها كانوا في رفاهية، فانتقلوا عنها عن كراهية، وباعوا أنفس العلائق بأبخس الأثمان، وفجعوا بالأوتار والأوطان. حادث مؤلم، الله المستعان لا حول ولا قوة إلا بالله. ايه طيب، يقول لابن شداد نرجع له، يقول ودام على ذلك يستعمل الناس في التخريب، ويطوف عليهم بنفسه حثهم على ذلك حتى التاث مزاجه التياثًا. امتنع بسببه من الركوب والغذاء يومين. وأخبار العدو تتواصل إليه في كل وقت، ويجري بينهم وبين اليزك والعسكر القريب وقعات وقلبات. والأخبار تتواصل إلينا وهو يواظب على الحث على الخراب ونقل الثقل إلى قريب البلد. هذا معناه إيش يا جماعة الخير؟ إيش إيش تفهم من المشهد هذا كله؟ هم إيش اللي يحد صلاح الدين على هذا الخيار الصعب المر؟ أول شي قلة الرجال اللي يقدروا يصمدوا أكثر من كذا. ها؟ وهنا تجي فكرة يعني إيش منهم العصبة الباقية التي يمكن أن آآ تثبت. يعني ومن جهة إيش؟ شدة العدو وشدة بأسه وكثرة شيء، ومن جهة أخرى خذلان الأطراف. طيب المهم رحل بعد ذلك إلى الرملة، وفي قصة في الرملة، وبعد ذلك آآ اه كان من الأحداث في واحد غايب وأنتم مفتقدينه، تقي الدين صح؟ احنا الآن في شعبان، هو متى راح، وتتذكروا متى راح؟ انصفر لا لا بعد الشتاء بنهاية الشتا تذكروا راح سفر. مين اللي تأخر إلى إلى محرم؟ قال الأفضل صح؟ ولا الظاهر؟ الظاهر الظاهر اللي في حلب ابن صلاح الدين تأخر إلى خرج من عكا في محرم، أما تقييد الدين خرج في سفر. تقي الدين يعني له في هذه الأحداث أياد بيضاء عظيمة وكبيرة، ولكن في نهاية الأحداث يعني حصلت بعض الأمور، لكن لعل الله سبحانه وتعالى يكتب له من الخير الكبير لما ثبت وصبر. من هو إيش؟ راح تتذكروا ليش السلطة؟ لا لا لا المرة الأولى راح يحمي الثغور. بعدين رجع بعدين أعطاه مناطق جديدة. فراح على أساس يضبط الأمور في المناطق الجديدة، وإيش ويرجع؟ إيش اللي صار؟ اللي صار لمن راح المناطق الجديدة انفتحت شهيته إلى مناطق أكبر منها وأكثر. وصار يضبط الأمور هنا ويروح للمنطقة اللي هنا، وهو شخصية كبيرة ومعروفة، وصارت المشكلة مضاعفة. إيش؟ هذا نص عليها المؤرخون هنا. المشكلة ليست في تأخره فقط، والذي كما نقل عن صلاح الدين الأيوبي، أنه يرى أن من أسباب سقوط عكا تأخر تقييد الدين، طبعًا يقول ليس في تأخره فقط. وإنما في شي ما تتوقعه المناطق الأخرى اللي كانت تيجي إمداد، خافوا من تقي الدين، إذا تركوا مناطقهم اللي حوله جهة الموصل والجزيرة أنهم يجوا، لأن هو شخص مو أي واحد. ويقدر بسهولة يكوش على المناطق، فهمت الفكرة؟ فلا هو اللي رجع ولا هم اللي جو. طبعا هم مو خايفين أنه يقطع عليهم الطريق وراح يسوي لهم شي، بس خافوا إذا جو ما يأمنوا كويس على مناطقهم اللي خرجوا منها. فهمت الفكرة؟ المشكلة من الطرفين وليست منه فقط. طيب خلينا نشوف اه تقي الدين بس خلينا خليه في البال يعني ها؟ طيب دخلنا رمضان ولا لسا؟ في شعبان؟ لا ما دام انتهى الحريق إلى نهاية شعبان خلاص دخلنا رمضان. طيب. في اه ما راح اقرأ لكم الرسائل اه ريتشارد اللي في الصلح الا بعضها اللي فيها دروس وعبر. بيقول اه ابن شداد أرسل الان كلتير إلى السلطان، أن الفرنج والمسلمين قد هلكوا وخربت البلاد وتلفت الأموال والأرواح، وقد أخذ هذا الأمر حقه. لو أنتم إيش تقولوا، حاج حاج خلص الحج بقى ولا مو حبل؟ يعني حاج يعني خلاص بقى يعني. وأنه هذا الأمر أخذ حقه، وليس هناك حديث، شف شف ريتشارد شف الوقاحة. يعني يقول وليس هناك حديث، يعني ما عندنا طلب ما عندنا شيء نتكلم فيه، إلا إيش؟ خلاص ترى تعبنا وهذا خلاص خلنا نوقف. وليس عندنا حديث سوى القدس والصليب والبلاد. القدس والصليب والبلاد بس. ليش يعني ليش نطور القضية؟ خلاص. والقدس متعبدنا ما ننزل عنه ولو لم يبق منا واحد. عشان تعرفوا يا جماعة أنه بعدين لما نجي نقيم أنه هل كان منتصرًا رحمه الله صلاح الدين ولا لا؟ لا كان منتصرًا. البلد تسعين تسعين سنة محتلة، جاء حرر أبوه ما شاء الله في ثلاثة شهور بعد حطين. بعدين سقطت منه عكا بعد سنتين من الصبر، ويافا وبعض المناطق في الساحل يسيرة لا تعتبر كثيرة وكبيرة. ولكن هذا اللي يقول لك احنا ما راح نتنازل عن القدس ولو لم يبقى فينا واحد، غصبًا عنه رجع من فلسطين ومن بلاد الشام بدون ما ياخذ القدس. وحيجينا بعدين إن شاء الله من الفوائد. هذا لأن الله سبحانه وتعالى جعل القائم على هذا الأمر في ذلك الوقت صلاح الدين. لكن ترى لا تظنوا أنه هذا أي واحد كان راح يسويها. لأنه راح يجينا بعدين. أو ما راح يجينا يمكن بس إشارة كذا، أنه في ناس من الأيوبيين من الأيوبيين عقدوا مصالحة بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، خمسة وثلاثين سنة مع امبراطور ألمانيا. وكان من بنود المصالحة تسليم القدس. ترى صار يا جماعة تحسبوا أنه يعني بس مزحة اللي صار هذا؟ مين؟ الكامل ولد العادل، تمام؟ فكان الولد العادل كان ملك مصر وقتها. صارت قطاع المعصرين ما ادري إيش وكذا، وآخر شي بنود مصالحة ومنها تسليم القدس بشرط ما يبنوا فيها قلاع ولا مدري إيش يسووا فيها ولا ما يسووا فيها. وكل يعني صح ما صارت قلعة عسكرية، بس بالأخير هكذا تكون ضمن المملكة الصليبية أو ضمن السلطان الصليبي. لا وإيش شبه مجانًا يعني، مو جات بعد مثل عكا والهلال لا شبه مجانًا يعني. هو صح صار في قتال مع الصليبيين وكذا. بس هذي حقت القدس هذي جاية كذا يعني. يعني يعني لدرجة أنه يعني كأنهم مو مصدقين يعني. فلا تظنوا أنه يا جماعة ترى الوضع كان أنه يعني لا صلاح الدين الآن جالس ينافح منافحة استثنائية جدًا عن القدس. وحتشوفوا إيش إيش راح يسوي عشان القدس. شاهد أنه هذا يقول له ترى ما راح، لو بقي منا واحد ما راح نسلمك، ما راح نسكت عن القدس. وأما البلاد، ها، فيعاد إلينا ما هو قاطع الأردن. وأما الصليب فهو خشبة عندكم لا مقدار له، وهو عندنا عظيم فيمن به السلطان علينا ونستريح من هذا العناء الدائم. فأرسل السلطان بجوابه. القدس لنا كما هو لكم، وهو عندنا أعظم مما هو عندكم. فإنه مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، ومجتمع الملائكة فلا يتصور أن ننزل عنه، ولا نقدر على أن نتلفظ بذلك بين المسلمين. وأما البلاد فهي لنا أيضًا في الأصل، واستيلاؤكم كان طارئًا عليها لضعف من كان بها من المسلمين في ذلك الوقت. وأما الصليب فهلاكه عندنا قربة عظيمة، لا يجوز أن نفرط فيه إلا لمصلحة راجعة إلى الإسلام هي أوفى منها. هذي واحد من المفاوضات اللي صارت، حسام الدين ابن اللاجئين مر معنا واحد من الأمراء، مر معنا الا وتوفي اه في تلك المرحلة، وشقت وفاته، شقت وفاته على السلطان. طيب خلينا ناخذ كذا فاصل كذا حلو لما كان أواخر نهار الجمعة سادس عشري، سادس عشري من رمضان. آآ المذكور وصل شركوه ابن باخل الزرزاري، كده من اسم وش جنسه شيركو كردي، وهو من جملة الأمراء المأسورين بعكا، مو قلنا بقوا الأمراء هذا واحد من الأمراء، وشوي الا هو واصل عند السلطان. وكان من قصته أنه هرب ليلة الأحد الحادي والعشرين من شهر رمضان. سادس عشرة أو عشرين اللي هو عشرين. وذلك أنه كان ادخر حبلًا في مخدته. تمام؟ وكان الأمير حسين بن مالك رحمه الله ادخر له حبلًا في بيت الطهارة، فاتفقا على الهرب. ونزل من طاقة كانت في بيت الطهارة وانحدر من السور الأول، وعبر شركوه من البشورة أيضًا. وكان ابن مبارك حالة نزوله انقطع به الحبل ونزل شركوه سليمًا، فرآه وقد تغير من الوقعة. فكلمه فلم يجب، فلم يجب. وحركه فلم يتحرك. فهزه عساه ينشط معه ويسير معه فلم يقدر. فعلم أنه أن أقام عنده أخذا جميعًا وتركه وانصرف، واشتد هربًا في قيوده حتى أتى تل العياضية. وقد وقد طلع الصبح فأكمل في الجبل حتى على النهار وكسر قيوده. وسار وستر الله عليه، حتى أتى المعسكر المنصور في ذلك الوقت. ومثلوا بخدمة السلطان، اه قدس الله روحه، النظر حلو فيه شيء من الترويح. ولما كان يوم الجمعة الحادي عشر شوال، ركب السلطان إلى جهة العدو، فأشرف عليهم ثم عاد، وأمرني بالإشارة إلى أخيه الملك العادل بأن يحضر معه علم الدين سليمان ابن جندر، وسابق الدين ابن الداية، وعز الدين ابن المقدم الأمراء. فلما مثلوا الجماعة بخدمته، أمر خادمًا أن أخلى المكان عن سوى الحاضرين وكنت في جملتهم، وأمره بابعاد الناس عن الخيمة. ثم أخرج كتابًا من قضاه، ها وفضه. ووقف عليه وبدرت دموعه رحمه الله، وغلبه البكاء والنحيب حتى وافقناه حتى وافقناه من غير أن نعلم السبب. يعني هو جالس يبكي وينحب رحمه الله. وهم اللي معاه ما هم عارفين إيش فيه في الكتاب. فمن بكاء صلاح الدين جالسين يبكوا. قال حتى وافقناه من غير أن نعلم السبب. ما هو في أثناء ذلك ذكر أنه يتضمن وفاة الملك المظفر تقي الدين، تقييد الدين عمر توفي في ذلك الوقت رحمه الله، وهو محاصر خلاط، اخلاط على بحيرة في تركيا. آآ فأخذ الجماعة، ما هي منطقة الصليبين تعتبر من المناطق. فأخذ الجماعة في البكاء حتى أتوا بوظيفتي، ثم ذكرته بالله وإمضاء قضائه وقدره، فقال استغفر الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم قال المصلحة كتم ذلك وإخفاؤه لئلا يتصل بالعدو ونحن منازلوه.

العدو يخاف من اسمه، عمر جننهم سنة كاملة في عكا، كما أخلى فيهم. ثم أحضر الطعام وأكل الجماعة وانفصلوا، وكان الكتاب الواصل متضمنًا نعيه، هو غير الكتاب الواصل إلى حماه بنعيه في طي كتاب وصل من النائب فيها. وكانت وفاته في تطبيق خلاط عائدًا إلى من يا فارقين، عائدًا فحُمل ميتًا حتى وصل إلى المية فارقين، ثم عُملت له تربة إلى آخره.

طيب وقعت ذكر واقعة الكمين التي استشهد فيها إياس المهراني قدس الله روحه وسنتجاوزها. ذكر ما جرى للملك العادل والأنكتار، ذكر الرسالة التي أنفذها الأنكتار إلى السلطان في معنى الاجتماع به. ذكر حضور صاحب صيدا بين يدي السلطان وأداء الرسالة والحديث الذي وصل إليه. ذكر وصول رسول إلى نكتار.

مراسلات، مفاوضات ما تنتهي. يعني على قد ما كان في قتال في عكا، على قد ما في مفاوضات سياسية ودبلوماسية في هذه المرحلة كلها. بس ايش تخلونا وايش نخلي لكم، ويلا يا ابن الحلال خلاص تعبنا. ومرة يهدد ومرة يوعد حتى مدحه ابن شداد يقول شوف كيف، مرة يجي باللين مرة يجي بالشدة، مرة يجي بالليل مرة يجي بالشدة.

في سنة ثمانية وثمانين وخمسمئة خلاص طعن، أنا تجاوزت أشياء داوست أشياء كبيرة. يعني خلاص دخلنا في ثمانية وثمانين خلاص خلصنا. صلاح الدين توفي تسعة وثمانين رحمه الله. إيه في ثمانية وثمانين يا جماعة الخير وصلت العساكر الإسلامية في ربيع الأول، شهر ربيع شهرنا حق اه ايش اسمه حق انقضاء الشتاء. وفي جمادى الآخرة خرج وصل إلى القدس، إلى القدس سيف الدين المشطوب، اللي كان قائد العسكر في عكا، هو قائد الكتيبة الإسلامية المحاصرة في عكا.

قال ودخل على السلطان قدس الله روحه بغتة، وعنده أخوه الملك العادل، فنهض إليه واعتنقه وسُرَّ به سرورًا عظيمًا وأخلى المكان. وتحدث بطرف من أحاديث العدو وسُئل عن حديث الصلح، فذكر أن الأنكتار سكت عنه. طيب هو كيف خرج؟ خرج بفدية. اه طيب في سادس عشر ربيع الآخر، أنت طبعًا التواريخ فيها تقديم وتأخير.

جاء خبر عن من؟ جاء خبر من سور، جاء خبر منصور. المفترض منصور اللي هو المركيس بالكيس اللي جاب لنا كل البلاوي هذي، هذا سلمكم الله جاء الخبر في سادس عشر ربيع الآخر أنه قتل. قتل مين؟ قتله نعمل حشاشين. جد والله، اثنين من الحشاشين، ها كيف يقول لك؟ اه دخلوا معاه على أساس أنهم من حقين العبادة مدري قساوسة وجلسوا معاه في الكنيسة، تعرف جلسة معاه كم؟ ست شهور. ست شهور تمثيل، جد والله ست شهور. الين ما أمن لهم تمامًا قتلوه. طبعًا في روايات أنه ليش، اه بروايات أنه ليش. مو ليش مين اللي أمر، مين يراسل الحشاشين. في يعني كلام عند الصليبيين يقول لك أنه هذا من من لأ من ريتشارد أو ايه أو من الفرنسية أظن من التشاد. أنه من جهة الصليبيين أنفسهم، ما تتذكر هو انسحب أصلًا من عكا وخاف كذا وهو مو معاهم كذا، وإلى آخره.

وحتى قبل فترة قبل هذه الأيام، جاء إلى السلطان صلاح الدين أظن. وكان أصلًا صلاح الدين يستغل هذا الانقسام في المعسكر الصليبي. اه أما في رواية أخرى أن صلاح الدين هو اللي أرسل الحشاشين بقتله. هذه رواية أخرى. طيب. طيب يا جماعة الخير، إحنا الآن قربنا إلى القدس. خلاص هذا تقريبًا شبه آخر الأحداث بهذه المرحلة الكبيرة والشديدة والعظيمة. شوفوا يا جماعة الخير، فلما أبصره أحد الجارحين، طبعًا مين؟ فأخذ الفرنج الرفيقين فالفهما الفداوية الإسماعيلية. فسألوه من وضعهما على تدبير هذا التدبير؟ فقال ملك الان كلتير اللي هو ريتشارد. وقُتل شر قتلة فيا لله من كافرين سفك دم كافر وفاجرين فتك الفاجر. يبدو أنه هذا هو الأرجح من أصله حتى من ناحية المصلحة بالنسبة لصلاح الدين. يعني البعض يذكر أنه كان في إشكال عليه أصلًا في هذا القتل من ناحية أن هو كان يستغل وجود هذا الانقسام أصلًا ويستفيد منه في قضية المفاوضات.

طيب طيب يا جماعة الخير، القدس ثلاثة وعشرين جمادى الأولى وصل قاصد من العسكر يخبر أن العدو قد خرج في راجله وفارسه بسواد عظيم، وخيّم على تل الصافية. وسير السلطان إلى العساكر الإسلامية ينذرها ويحذرها ويستدعي الأمراء جريدة إلى عنده، ليعقدوا رأيًا فيما يقع العمل بمقتضاه. الآن طبعًا يا جماعة الخير، الفترة هذه كلها السلطان صلاح الدين اعتنى عناية كبيرة جدًا بتجهيز القدس وتعمير أسوارها والحفاظ عليها وترميمها وآآ يعني تجهيزها جاهزية تامة، لأنه يعرف أن هدف الصليبيين الأساسي والأكبر هو القدس. الآن الاستماتة عند صلاح الدين في قضية ايش؟ في قضية حماية القدس. وصل خبر أن الصليبيين بدأوا ايش؟ يجهزون يعني اه يخرجون بأعداد كبيرة جدًا. طيب آآ خلال خلال ما السلطان رحمه الله تعالى في القدس، خلال ما السلطان رحمه الله في القدس كان في قافلة جاية من مصر.

قافلة كبيرة جدًا. الآن السلطان جالس في القدس يتجهز ويرتب الأمور ويتشاور مع الجنود والعسكر. والصليبيون مقيمون في منطقة يعني ليست بذلك البعد عن عن اه عن القدس. يعني ما هو حصار لسا بس في مسافة اه وليست بعيدة. ففي ذاك الوقت كان فيه قافلة كبيرة للمسلمين جاية من مصر. كان السلطان أوصاهم بالاحتراز والاحتياط عند مقاربة العدو. وقاموا ببلبيس أيامًا حتى اجتمعت القوافل إليهم واتصل خبرهم بالعدو المخذول. ثم صاروا طالبين البلاد، والعدو يترقب أخبارهم. ويتوصل إليهم بالعرب المفسدين أو المفسدين اللي أفسدهم العدو. ولما تحقق العدو خبر القفل، أمر عسكره بالانحياز إلى سفح الجبل، وركب في ألف راكب مرافقين ألف رجل هذا بقيادة ريتشارد نفسه لبس لبس عربي ترى وراح لين ما شاف القافلة وصلت دخلت فلسطين يعني. وصلت حتى قريب من القدس جهة الخليل أظن هنا وآآ كانوا ستس وقفوا للاستراحة يعني. نعسانين وتعبانين. هو جاء شافهم شيك يتأكد من الوضع هذا باختصار يعني اه.

قال وأما الأنكتار الملعون، فإنه بلغنا أنه لما بلغه الخبر لم يصدق به. فركب مع العرب بجمع يسير وسار حتى أتى القفل، وطاف حوله في صورة عربي. ورآهم ساكنين قد غشيهم النعاس. فعاد واستركب عسكره، وكانت الكبسة قريبة من الصباح. فبغت الناس ودفع بخيله ورجله. فكان الشجاع الأيد القوي الذي ركب فرسه ونجى، وانهزم الناس إلى جهة القفل والعدو أو القفل والعدو يتلوهم. فلما رأوا القفلة أو القفلة أعرضوا عن قتال العسكر. طيب الشاهد يقول شوفوا يا جماعة شوفوا يقول وكانت وقعة شنعاء لم يصب لم يصب الإسلام بمثلها من مدة مديدة. وكان في العسكر المصري جماعة من المذكورين كحسين الجراحي وفلك الدين. وإلى آخره سمى اه من الأسماء. وقتل من العدو مائة فارس على رواية وعشرة أنفس على رواية. ولم يقتل من المسلمين معروف سوى الحاجب يوسف وابن الجاوي الصغير في أنهم استشهدا رحمهم الله تعالى.

لكن يبدو قُتل من الناس اللي هم خادم القافلة هذا كثير يعني. والجمال كانت تناهز ثلاثة آلاف جمل باش يقول لك لم يصب ثلاثة آلاف جمل فيها كل شيء، كل شيء. والأسرى اللي أسروا من هذه الواقعة خمسمائة مسلم. آآ وكانت هذه الواقعة صبيحة الثلاثاء، أحد عشر جمادى. ووصل الخبر إلى السلطان وهو في القدس. قال وأنا جالس في خدمته ووصل بالخبر شاب من الإسطبلية. فما مر بالسلطان خبر أنكى منه في قلبه ولا أكثر تشويشًا منه لباطنه. وأخذت في تسكينه وتسليته وهو لا يكاد يقبل التسليم. وكان أصل القضية، ثم ذكر أصل القضية بالتفصيل يبغاها يراجعها. طيب موقف موقف القدس هذا حين ندخل في القدس هذا يعني آخر حدث كبير في هذه السيرة.

لما كانت ليلة الخميس التاسع عشر جمادى الآخرة، أحضر السلطان الأمراء عنده. فحظر الأمير أبو الهيجاء بمشقة عظيمة وجلس على كرسي في خدمة السلطان. وحضر والأسدية بأسرهم وجماعة الأمراء. ثم أمرني أن أكلمهم وأحثهم على الجهاد. وذكرت ما يسر الله ذلك، وكان مما قلت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتد به الأمر بايعه الصحابة على الموت بلقاء العدو، ونحن أولى من تأسى به صلى الله عليه وسلم. الآن السلطان صلاح الدين خايف أن اللي معاه كمان ما يجمله معاه كثير. الآن موضوع القدس ما عاد فيه.

قال يقول ابن شداد ونحن أولى من تأسى به والمصلحة الاجتماعية عند الصخرة، ها القدس، والتحالف على الموت. فلعل ببركة هذه النية يندفع العدو. فاستحسن الجماعة ذلك ووافقوا عليه. ثم شرع السلطان بعد أن سكت زمانًا في صورة مفكر والناس سكوت كأن على رؤوسهم الطير. ثم شرع وقال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اعلموا أنكم جند الإسلام اليوم ومنعته، وأنتم تعلمون أن دماء المسلمين وأموالهم وذراريهم معلقة في ذممكم. فإن هذا العدو أمن، ها فإن هذا العدو أمن من المسلمين من يلقاه إلا أنتم. فإن لويتم أعنتكم والعياذ بالله، طوى البلاد كطي السجل للكتاب وكان ذلك في ذمتكم. فإنكم أنتم الذين تصديتم لهذا، وأكلتم مال بيت المال. يعني جالس ينصرف عليكم من من بيت المال أموال لا تحصى.

لهذا الجهاد ولهذا القتال ولهذا الصمود. فالمسلمون في سائر البلاد متعلقون بكم والسلام. هذا من شداد حاضر من مشهد يقول لك هذا اللي سمعته الآن من صلاح الدين الأيوبي. فانتدب لجوابه سيف الدين المشطوب فقال يا مولانا نحن مماليك وعبيدك وأنت الذي أنعمت علينا وكبرتنا وعظمتنا وأعطيتنا وأغنيتنا. وليس لنا إلا رقابنا هذه وهي بين يديك. والله ما يرجع أحد منا عن نصرتك إلى أن يموت. فقال الجماعة مثل ما يقول. فانبسطت نفسه بذلك المجلس وطاب قلبه وأطعمهم ممن صرفوا. ثم انقضى يوم الخميس على أشد حال من التأهب والاهتمام. الدفاع عن القدس، لأنه العدو قريب نازل ترى نازل جهة اه شسمه جهة الغرب عن القدس. ما أدري والله كم كيلو يعني أو أظن والله أعلم أنه في فلك العشرين كيلو أو أقرب حتى.

ثم انقضى يوم الخميس على أشد حال من التأهب والاهتمام حتى كان عشاء الآخرة. واجتمعوا في خدمة السلطان عادة واستمررنا حتى مضى هزيع من الليل وهو غير منبسط على عادته. ثم صلينا العشاء وكانت الصلاة هي الدستور العام. الإذن وصلينا وأخذ اخذنا في الانصراف فاستدعاني. فلما جلست في خدمته قال لي علمت ما الذي تجدد؟ قلت وما الذي تجدد؟ قال أن أبا الهيجاء أنفذ إلي اليوم وقال إنه اجتمع عندي جماعة المماليك والأمراء وأنكروا علينا موافقتنا لك على الحصار والتأهب له تخيل. وقالوا لا مصلحة في ذلك. فإنا نخاف أن نحصر ويجري علينا ما جرى على أهل عكا. وعند ذلك تؤخذ بلاد الإسلام أجمع. والرأي أن نلقى مصافًا يعني ننزل برا كل العسكر ونروح نتصاف معاهم معركة. فإن قدر الله أن نهزمهم ملكنا بقية بلادهم. وإن تكن الأخرى سلم العسكر ومضى القدس وقد انخفضت وقد انحفظت بلاد الإسلام بعساكرها مدة بغير القدس. وكان رحمه الله اسمعوا يا جماعة عنده من القدس أمر عظيم لا تحمله الجبال. وكان عندهم من القدس أمر عظيم لا تحمله الجبال.

فشقت عليه هذه الرسالة وأقمت تلك الليلة في خدمتي حتى الصباح وهي من الليالي التي أحياها في سبيل الله. وكان مما قالوه في الرسالة أنك أن أردتنا فتكون معنا أو بعض أهلك. يعني ما تصير زي عكا قاعد تكون أنت معانا جوا يا ولدك الأفضل ولا الظاهر ولا العادل ولا أي أحد تكون معنا أو بعض أهلك حتى نجتمع عندك. وإلا فالأكراد لا يدينون للأتراك والأتراك لا يدينون للأكراد. هكذا يقولون في الرسالة هم العسكر نصهم أكراد ونصهم أتراك. قالوا يعني إذا من تصير تحاصر القدس احنا الكتيبة مثلا كردية والأمير تركي، ولا الكتيبة التركية والأمير كردي ما هي زابطة.

أما أنت تجي أنت السلطان أو واحد أولادك باعتبارنا ايش؟ تابعين لكم أصلًا وهم ملك لكم أصلًا ندين ندين لكم بالطاعة. عشان نعرف يا جماعة نفس الكلام اللي نقوله دائمًا أنه فكرة جيل صلاح الدين وكلهم أصلًا تربوا في المدارس اللي ما أدري ايش وتكون لا لا يا جماعة ترى ثقافات مختلفة ومتنوعة في بقايا ثقافات جاهلية وفي بقايا مدري ايش وفي كذا وفي كله كان موجود. ومع ذلك كثر الله خيرهم فيما فعلوه من الصبر في عكا وغيرها. ورضي الله عنهم وأرضاهم على ذلك الصبر والجهاد، وغفر الله لنا ولهم. وطبعًا متفاوتين هم مو كلهم كذا احنا مر معانا الأبطال مر معانا الناس اللي مضحية في سبيل الله.

طيب وانفصل الحال على أن يقيم من أهله مجد الدين ابن فرخشاه في الرخشاه صاحبنا الله يرحمه. والله يعني فعلًا مفتقد في هذه الأحداث، إيه هذا ولده مجد الدين خلاص قرر السلطان صلاح الدين أنه يخليه هو اللي يمسك القدس. تمام. وكان رحمه الله تحدثه نفسه بالمقام، ثم منعه رأيه عنه لما فيه من خطر الإسلام. فلما قارب الصبح أشفقت عليه وخاطبته بأن يستريح ساعة لعل العين تأخذ حظها من النوم وانصرفت عنه إلى داري فما وصلت إلا والمؤذن قد أذن. ثم قلت له قد وقع لي واقع أعرضه. فأذن فيه فقلت المولى يعني أنت يا صلاح الدين باهتمامه وما قد حمل نفسه من هذا الأمر مجتهد فيما هو فيه، وقد عجزت أسبابه الأرضية، فينبغي أن يرجع إلى الله تعالى. وهذا يوم الجمعة وهو أبرك أيام الأسبوع وفيه دعوة مستجابة في صحيح الأحاديث. ونحن في أبرك موضع نقدر أن نكون فيه في يومنا هذا، يعني في القدس. فالسلطان يغتسل للجمعة ويتصدق بشيء خفية أو خفية بحيث لا يشعر يشعر أنه منك، وتصلي بين الأذان والإقامة ركعتين تناجي فيهما ربك. هذا نفسه المؤلف الكتاب ابن شداد يتكلم مع السلطان بما دونه هنا. وتفوض مقاليد أمرك إليه، وتعترف بعجزك عما تصديت له. فلعل الله يرحمك ويستجيب دعائك. وكان رحمه الله حسن العقيدة تامة الإيمان يتلقى الأمور الشرعية بأكمل انقياد وقبول. ثم انفصلنا فلما كان وقت الجمعة صليت إلى جانبه في الأقصى وصلى ركعتين ورأيته ساجدًا وهو يذكر كلمات ودموعه تتقاطر على مصلاه. في رواية في نسخة أخرى تتقاطر على شيبته. ثم انقضت الجمعة بخير.

فلما كان عشيتها ونحن في خدمته على العادة وصلت رقعة، رقعة آآ جورديك جورجيك النوري هذا كان يبدو جهة الصليبيين. يعني من اليزك يبدو المرابطين. وصلت الرقعة منه اه يقول فيها أن القوم ركبوا بأسرهم ووقفوا في البر على ظهر، ثم عادوا إلى خيامهم. وقد سيرنا جواسيس تكشف أخبارهم. هذا الجمعة ولما كان يوم السبت وصلت رقعة أخرى يخبر فيها الجواسيس آآ أن القوم اختلفوا في الصعود إلى القدس والرحيل إلى بلادهم. طبعًا رأي ريتشارد أصلًا من البداية ما كان يروح القدس. كان أصلًا من رأيه أنه يروح مصر أصلًا. وحتى وعسقلان طبعًا. أما الفرنسيس هم اللي كان رأيهم القدس وخالفوا يعني حتى من سووا طريقة في التشاور وترى زي قريب من فكرة البرلمانات يعني بس في المجلس العسكري. يعني أنهم فوضوا يعني هم ثلاثمائة كانوا أظن أهل التشاور فوضوا اثنعشر والاثنعشر فوضوا ثلاثة وأنه مهما كان الرأي فما يخرج عن الرأي الثلاثة. أمير من فرانسيس ركبوا رؤوسهم والا يروحوا القدس.

فذهب للفرنسيسة إلى الفرنسية إلى الصعود إلى القدس، وقالوا نحن إنما جئنا من بلادنا بسبب القدس ولا نرجع دونه. وقال ريتشارد أن هذا الموقع قد أفسدت مياهه. أيوة صلاح الدين إيش سوى؟ وقت ما كان في القدس من جهة جالس يرمم البلد، ومن جهة إيش؟ في بئر ماء أو مكان مجتمع مياه من هنا إلى معسكر الصليبيين، أفسدوا أفسد كل المياه الموجودة. تذكروا حطين نفس خطة حطين. فهذه نفعت هنا. ريتشارد إيش يقول لهم؟ يقول لهم أن هذا الموضع قد أفسدت مياهه ولم يبقى حوله ماء أصلًا. فمن أين نشرب؟ وقالوا له نشرب من ماء نقوع أو نقوع وبينه وبين القدس مقدار فرسخ. فقال كيف نذهب إلى السقيا؟ هذا كان جنب القدس تمامًا. آآ فالشاهد أنه إيش؟ ايوا هنا اللي عينه هنا اللي عينه الثلاثمائة اللي يعينوا اثناعشر اللي عينوا ثلاثة فانفصل الحال على أنهم حكموا ثلاثمائة الفرنسيين يبغوا القدس، الإنجليزي هذا يبغى جهة عسقلان ومصر.

فحكموا وحكموا وحكموا وباتوا على حكم الثلاثة فما يأمرونهم به فعل. فلما أصبحوا حكموا عليهم بالرحيل حكم عليهم بالرحيل من القدس فلم يمكنهم المخالفة وأصبحوا في بكرة الحادي والعشرين. أنت الحين هذي كل الرواية عشان فكرة الدعاء. أنت الفكرة هو جاي من هنا عشان فكرة الدعاء. بيقول لك يعني لما عجز عن كل الأسباب ووصاه بذلك الدعاء. قال فرأيته ساجدًا يدعو ها ودموعه تتقاطع على شيبته وعلى مصلاه. أنه ما عاد في يعني ها إيه انقضى رأيهم على الانفصال عن آآ القدس ثم نزلوا بالرملة وتواتر الخبر بذلك فركب السلطان وركب بالناس وركب الناس، وكان يوم سرور وفرح. لكن السلطان خاف على مصر المحروسة بما حصلوا عليه من الجمال والظهر من القافلة. وقد وقد كان ذكر الأنكتار مثل هذا الحديث مرارًا. طيب بعد ذلك خلاص احنا أغلقنا الآن كتاب ابن شداد.

اه رحنا إلى كتاب آآ أبي شامة. طيب يا جماعة الخير بعدين اه إيش باقي الحين غير إيش باقي شيء؟ أهم شيء أهم حدث باقي إيش هو؟ الصلح صح ولا لا؟ طيب باقي الصلح راحوا ونزلوا وطلعوا آخر شيء، آخر شيء، آخر شيء تنازل راغمًا ريتشارد عن شروطه وعن طلباته التي كان يطلبها من السلطان صلاح الدين وأهمها عسقلان بتنازل عن أخذ آآ عسكر أول شيء قال خلاص طيب خلاص. يعني شوف إذا ما تبي تعطيني عسقلان تعطيني العوض المالي على الدستور اللي بنيناه. هي صح هم إيش يسوون الصليبيين روحوا عسقلان وبنوا السور شفت لي السور اللي خربه صلاح الدين راحوا الصليبيين جو بدأوا بنوا السور. فتأخذ لي منه عوضًا على خسارتي على على عن خسارتي على عمارة سوريا لأنه ما أتوقع أنه أكملوه، لأنه اه يعني نشوف بعدين إن شاء الله إذا كان إذا كان مر حدث يعني. ثم أن هذا نزل عن عسقلان وعن العوض عنها واستوثق منه على ذلك. فأحضر السلطان الديواني يوم السبت الثامن عشر شعبان وذكر يافا وعملها. هذي الآن اللي لهم قال لي لهم. طبعًا ما ذكرت لكم معركة يافا صارت معركة طويلة لازم تقرؤوها والله.

جيد، لأنه يعني باختصار في ثنايا هذه الأحداث تنعي التفاوضات أصلًا. جاه السلطان حاصر يافا وكانت الحرب قائمة يعني وكانت مع الصليبيين، إذا استولوا عليها يعني فتحوها وتحصن الصليبيون في الداخل في القلعة، تعرفوا القلعة الداخلية. وسبحان الله جلسوا يتفاوضوا معاهم يتفاوظ معاهم على أساس يخرجوا. وصار في تأخر من بعض الأمراء أنه يخرجوهم خلاص بيخرجون من البلد تأخروا تأخروا تأخروا لين ما وصل تشارد من البحر ووقف في البحر ما نزل. ليش؟ لأنه كل المدينة عليها أعلام المسلمين. وهو يتوقع أنه ما بقي أحد من الصليبين جوه. بعدين واحد يا أخي والله العبارة كانت عجيبة. ايوه شوف شوف شوف شوفوا العبارة يا أخي مو طبيعيين الصليبيين. يقول وكان سبب امتناع نزول النجدة حقت اه ريتشارد أنه رأى البلد مشحونًا ببيارق المسلمين ورجالهم. فخافوا أن تكون القلعة قد أخذت وكان البحر يمنع من سماع الصوت وكثرة الضجيج والتهليل والتكبير.

لأنه توهم فاتحين دخلوا فاتحين المسلمين، فلما رأى من في القلعة شدة الزحف عليهم وامتناع النجدة من النزول مع كثرتها، فإنها بلغت نيفًا وخمسين مركبًا، منها خمسة عشر من الشواني، علموا أن النجدة قد ظنوا أن البلد أُخذ. شوف الجملة، فوهب رجل منهم نفسه للمسيح وقفز من القلعة، فهمتوا الفكرة؟ قفز من القلعة على جهة الساحل عشان يوصل للمراكب عشان يقول لهم ترى القلعة لسه ما اتاخذت وإحنا موجودين فيها عشان ينزلوا، أنتوا الفكرة؟

فقفز من القلعة إلى الميناء وكان رملًا فلم يصبه شيء، وعاد إلى البحر فحدث الإنجلتير بالحديث، وما كان إلا ساعة حتى نزل كل من في الشوارع إلى الميناء، هذا كله وأنا أشاهد ذلك، فحملوا على المسلمين فأخرجوهم من الميناء، فقبض السلطان على الرسل، المهم قصة ودخل وحيفا وقاتلوا الين ما استولوا عليها، مو حيفا يافا. شاهد الصلح آخر شيء إيش؟ شوفوا يا جماعة ذكر يافا وعملها، عملها اللي هي القرى التابعة لها والكذا، وأخرج الرمل منها، تمام؟ وُلِد ومجد اليابا هذي كلها أخرجها من، اه من يا فاي ما تكون معهم.

ثم ذكر قيصرية وأعمالها، وأرسوف وعملها، وحيفا وعملها، وعكا وعملها، وأخرج منها الناصرة وصفورية، الناصرة وصفورية يتذكر، وإحنا قلنا صفورية هنا فيش شمال غرب الناصرة، هي أصلًا قريبة من طبرية مكان آآ حطين. وأثبت الجميع في ورقة وقال للرسول: هذه حدود البلاد التي تبقى في أيديكم، فإن صالحتُم على ذلك فمبارك، وقد أعطيتكم يدي لينفذ الملك من يحلف ببكرة لبكرة غد، وإلا فنعلم أن هذا تدفيع ومماطلة. وكان من القاعدة أن تكون عسقلان خرابًا، وأن يتفق في شرط أنه عسقلان مُقَرَّبَة، وأن يتفق أصحابنا وأصحابهم على خرابها إلى آخر الكلام. المهم قضية تفصيل الحلف وكيف هذي كلها كلها ذكرت بالتفصيل يعني.

آآ وهنا جاء القاضي الفاضل بهذا الكتاب قال: وقد فعلت الأقدار في رياضة عرائكهم ما كان سببه هذه الحركات المباركة، وكيف يشنع ملك الإنجلتير بالغدر وهو لعنه الله قد أتى بأقبح الغدر وأفحشه في أهل عكا نهارًا جهارًا، القوم هادوا لما ضعفوا ويفسخون إذا قووا. ونحن ننتظر في ملك ما تفصح عنه المقادير في أمره، أما الهلاك وشاباش لها، شاباش يعني كأنها آآ تعرف هذي الكلمة يا شباش، يقول كلمة فارسية معبرة تقال في التهنئة والفرح يعني كأنها يعني ويا حبذا يعني هكذا فهمت. يقول: أنا ننتظره في ريتشارد، أما الهلاك وشاباش لها فيلقى الأحبة المركيس ودوك وملك الألمان ويؤنس في النار غربته.

القاضي الفاضل ما له حل ما له حل، بيقول: أما الهلاك لها فيلقى الأحبة المراكيس وملك الألمان ويؤنس في النار غربته ويكثر عدتهم، وأما أن يعافى والعياذ بالله فهو بين أمرين، إما أن يرجع إلى لعنة الله وإلى مروءة البحر في تغريقه، وإما أن يقيم فهنالك قد أبدى الشر اه ناجذيه ونقص الملعون من الوفاء على قدميه، وانتظر الفرصة لتنتهز والعورة ليثلم. طيب لما عقد الصلح خلاص تمام؟ تم الصلح، وافقوا، مصر مدة الصلح ثلاث سنوات وشيء، مدة الصلح ثلاث سنوات وشيء، أظن ثلاث سنوات ثمانية أشهر.

لما تم الصلح أمر السلطان أن ينادى في البطاقات والأسواق إلا أن الصلح قد انتظم، ومن شاء من بلادهم أن يدخل بلادنا فليفعل، ومن شاء من بلادنا أن يدخل إلى بلادهم فليفعل، وأشاع أن طريق الحج قد فتح من الشام اللي هو حج الصليبيين اه، وأمر أن يسير مئة نقاب لتخريب سور عسقلان اللي بنوه مرة ثانية الصليبيين، ولإخراج الفرنج منها، وكان يوم الصلح يومًا مشهودًا، غشي الناس من الطائفتين من الفرح والسرور ما لا يعلمه إلا الله تعالى.

والله العلي، هكذا يقول ابن شداد، يقول: والله العليم أن الصلح لم يكن من إيثاره، صلاح الدين يعني مو هو أفضل شيء يبغاه، فإنه قال لي في بعض محاوراته في الصلح. ارفعوا لي كده مستوى الاهتمام، فعليه أبو عمر سوى الاهتمام فعلي فعلي فعلوا مستوى الاهتمام بالله شوفوا الناس اللي فاهمة واللي واعية، ها وعارفة ايش يصير عارف، عارف هو مين يعني ايش الأوضاع صلاح الدين؟ شوفوا يا جماعة الجملة ما هي طويلة بس عشان تفهموا كيف هي مهمة جدًا ليش الآن هو مو مرة مؤثر الصلح؟ يقول: أخاف أن أصالح وما أدري ايش يكون مني؟ يعني إني ممكن أموت مثلًا فيقوى هذا العدو وقد بقي لهم هذه البلاد اللي هي تصالحنا عليها فيخرجون لاستعادة بقية بلادهم، هم طب وين المسلمين؟ وترى كل واحد من هؤلاء الجماعة، هذي الجملة. وترى كل واحد من هذه الجماعة من هؤلاء الجماعة قد قعد في رأس تلده يعني حصنه وقال لا أنزل ويهلك المسلمون، يقول ابن شداد فهذا كلامه وكان كما قال.

عارف الجماعة وعارف الكذا وعارف وعارف فكان دور القائد، فكان دور القائد لا دور الجيل، وهاظا استعجل احنا كررنا الدرس هذا بس عشان نختم نختم الدروس إن شاء الله نأكد على هذا الدرس المهم جدًا اللي هو موضوع القائد والفرق بين دور القائد وبين دور الجيل. طيب يا جماعة هذا كان قضية الصلح. لما تم الأمر وتم الصلح واستقرت الأمور أمن الناس، بقي شيء يريد أن يفعله صلاح الدين اللي هو إيش؟ الحج ما حج، فلما أراد أن خلاص أشاع في الناس وبدأ يستعد وكذا أرسل له القاضي الفاضل، اه لازم نروح لكتاب بن شداد لأنه هو يجيب التواريخ بسهولة، طبعًا هو في ثمانية وثمانين اه كانه كانه في جهة المنتصف والله أعلم.

ذكر خراب عسقلان، هذا كان في خمسة وعشرين شعبان. هذا بعد الصلح تمام؟ الصلح تقريبًا اثنين وعشرين شعبان، اثنين وعشرين ثمانية ثمانية وثمانين، اه قرر إنه يحج لأنه ما حج، فمين اللي زعل؟ اللي زعل سلمكم الله القاضي الفاضل، قال له: ما تحج؟ ايه، قال له: إن الفرنج لم يخرجوا بعد من الشام ولا سلوا، أو سلوا عن القدس، ولا وُثِقَ بعهدهم في الصلح، فلا يؤمن مع بقاء الفرنج على حالهم وافتراق عسكرنا وسفر سلطاننا سفرًا مقدرًا معلومًا مدة الغيب فيه أن يَسْروا ليلة فيصبح القدس على غفلة فيدخل إليه والعياذ بالله، ويفرط من يد الإسلام، ويصير الحج يقول له، كلم السلطان، يقول له: ويصير الحج كبيرة من الكبائر التي لا تغتفر، تخيل، ومن العثرات التي لا تُقال.

قال: بعدين ذكر شسمه ايوه، بعدين بدأ يقول له أشياء، يقول: يا مولانا مظالم الخلق كشفها أهم من كل ما يتقرب به إلى الله، وما هي بواحدة أعمال دمشق في أعمال دمشق من المظالم من الفلاحين ما يستغرب، ما يستغرب معه وقوع القطر، بنستغرب كيف ينزل المطر؟ ومن تسلط المقطعين على المنقطعين ما لا ينادى وليده، وفي وادي بردة والزبداني من الفتنة القائمة والسيف الذي يقطر دمًا ما لا زاجر عنه، وللمسلمين ثغور تريد التحصين والذخيرة، ومن المهمات إقامة وجوه الدخل وتقدير الخرج بحسبها، فمن المستحيل نفقة من غير حاصل وفرع من غير أصل، وهذا أمر قد تقدم فيه حديث كثير وعرضت للمولى شواغل دونه، ومشت الأحوال مشيًا على ضلع، فلما خلت النوب أعاذ الله من عودها. كان خلو بيت المال أشد ما في الشدة، وليس المملوك مطالبًا بذخيرة تحصل إنما يطلب تمشية من حيث من حيث تستقر إلى آخر الكلام. واضح؟

ثم يقول: لم يزل البيت آآ المقدس مشرفة ملحوظًا بالعمارة والتحصين من عهد السلطان، شوفوا الكلمة المؤلمة، يقول هو لأنه كان يذكر كيف صدم مرة السلطان حط رأسه رحمه الله في في العناية بالقدس مرة، بعدين يقول: ولم يزل البيت المقدس ملحوظًا بالعمارة والتحصين من عهد السلطان إلى سنة ست عشر وستمئة يا سنة ستة عشر وستمئة، يعني بعد كم؟ خمسة وعشرين، فإنه خرب في المحرم منها، خرب في المحرم منها بسبب خروج الفرنج لعنهم الله وانتشارهم في البلاد، فخيف من استيلائهم عليه. هذا غير التسليم، هذا لما جو الفرنج بعدين قاموا إيش سووا؟ هدموا السور حق القدس.

وفي السنة التي قبلها هل هي خمستاش توفي العادل الملك العادل أبو بكر أخو السلطان وتشتت الناس بعد خرابه بعد خراب القدس ورغبوا أن الستنة به ورثه الرئيس الفاضل شهاب الدين أبو يوسف يعقوب محمد بيت المقدس على البيت المقدس بأبيات. وفيها: ويا قلب اسعر نار وجدك كلما خبت بذكراك يبعث الحسرات، ويا فم بحب الشجو منك لعله يروح ما القى من الكربات. على المسجد الأقصى الذي جل قدره على موطن الإخبات والصلوات. على منزل الأملاك والوحي والهدى على مشهد الأبدال والبدلات. على سلم المعراج والصخرة التي أنافت بما في الأرض من صخرات، على القبلة الأولى التي اتجهت لها صلاة راية في اختلاف جهاته على خير معمول وأكرم عامر وأشرف مبني لخير بناة. وما زال فيه للنبيين معبد يوالون في أرجائه السجدات. عفا المسجد الأقصى، مبارك حوله الرفيع العماد العالي الشرفات، عفا بعدما كان للخير موسمًا وللبر والإحسان والقربات. خلا من صلاة لا لا يمل من قيمها توسع توشح بالآيات والسورات. خلا من حنين التائبين وحزنهم، فما بين نواح وبين بكاتي، لتبكي على القدس البلاد بأسرها وتعلن بالأحزان والترحات.

لتبكي عليها مكة فهي أختها، وتشكو الذي لاقت إلى عرفات. لتبكي على ما حل بالقدس طيبة، وتشرحه في أكرم الحجرات. لقد أشمتوا وعكا وصور بهدمها، ويا طالما غادتهما بشماتي. لقد شتتوا عنها جماعة أهلها، وكل اجتماع مؤذن بشتات. وقد هدموا مسجد الصلاح وقد هدموا مجد الصلاح صلاح الدين وبهدمها، وقد كان مجدًا باذخ الغرفات. وقد أخمدوا صوتًا وصيتًا آثاره لهم عظم ما والوا من الغزوات. أما علمت أبناء أيوب أنهم بمسعاته يعدوا من الصلوات. وأن افتتاح القدس زهرة ملكه زهرة ملكهم، وهل ثمر إلا من الزهرات؟ فمن لي بنواح ينحن على الذي شجاني بأصوات لهن يرددن بيتًا للخزاعي قاله يأبن فيه خيرة خيرة الخيرات. مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفل العرصات والله المستعان.

ثم بعد ذلك وبعد أن استقر كل هذا الأمر، وبعد أن سار السلطان صلاح الدين على الثغور وعلى المدن يرتبها ويرتب أمورها، يرتب يراجع أحوال المدن أحوال الناس كذا، قرر أخيرًا أن يعود إلى مستقره في دمشق، وكان قد غاب عن دمشق أربع سنوات بالجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى. أربع سنوات كلها جهاد، رجع إلى دمشق بعد ذلك ولا تسل، ولا تسأل عن تلقي الناس وعن سعادتهم وعن ارتياحهم، يقول العماد: ونزلنا يوم الثلاثاء بالعرادة وجرى الملتقون بالطرف والتحف على العادة، وأصبحنا يوم الأربعاء إلى جنة دمشق داخلين بسلام آمنين لولا أننا غير خالدين.

وكانت غيبة السلطان عنها طالت أربع سنوات، وأخرجت دمشق أثقالها وأبرزت نساءها ورجالها، فكان يوم الزينة، وخرج كل من في المدينة وحشر الناس ضحى، وأشاعوا استبشارًا وفرحًا، وكانت غيبة السلطان في الجهاد طالت، واهتزت بقدومه واغتال وقرت بفضائله الأعين وأقرت بفواضله الألسن والألسن، وأبدوا وجوه الاستبشار والسن الاستغفار وأعين الاستعبار ورفعوا أيدي الابتهال بصالح الدعاء إلى آخر آآ الكلام. ثم قال: وانفك من الأسر، مين؟ قلقوش، هل هو كان الأمين العام للقوات المسلحة الإسلامية في عكا نواءك أكبر من المشطوب، هو أصلًا هو لما صارت نوبة التبديل ما تبدل هو كل السنتين كاملة في عكة.

قال: وانفك بهاء الدين قرقوش من الأسر الحادي عشر شوال، ومُثِّل بالخدمة السلطانية فرح به فرحًا شديدًا، وكان له حقوق كثيرة، كان له حقوق كثيرة على السلطان والإسلام هكذا يقول. واستأذن السلطان رحمه الله في المسير إلى دمشق بتحصيل القطيعة، القطيعة اللي هي مبلغ الفدية اللي يدفعها للصليبيين على تحريره له، وكانت القطيعة على ما بلغني ثمانين ألف دينار، ثمانين ألف دينار، على كل المبلغ أصلًا اللي طلبوه الصليبيين مقابل عكا مئتين ألف. هذا قريب النص، اللي أرسلوه خلافة العباسية نصرة صلاح الدين في الجهاد عشرين ألف تذكروا؟ وأقام السلطان بدمشق أخيرًا، أخيرًا يتصيد هو وأخوه وأولاده ويتفرجون في أراضي دمشق ومواطن الصبا، وكأنه وجد به راحة مما كان فيه من ملازمة التعب والنصب وسهر وسهر الليل ونصب النهار. وما كان ذلك إلا كالوداع لأولاده، ومرابع نزهه وهو لا يشعر رحمه الله، ونسي عزمه المصري، كان ناوي يروح مصر وعرض له أمور أخر وعزمات غير تلك، ووصلني كتابه إلى القدس يستدعيني إلى خدمته، وكان شتاء شديدًا ووحلاً عظيمًا.

ثم سلمكم الله بعد ذلك لكل بداية نهاية، دخلت سنة تسعة وثمانين وخمسمئة، قال القاضي بن شداد: خرجت من القدس الشريف يوم الجمعة الثالث والعشرين من محرم، وكان الوصول إلى دمشق ثاني عشر صفر، وكان الأفضل حاضر في الإيوان الشمالي وفي خدمة خلق من أمراء وأرباب المناصب ينتظرون جلوس السلطان، فلم فما شعر فلما شعر بحضوره استحضرني هو وحده كان غايب شوي عنه بن شداد، فدخلت عليهم فقام ولقيني ملقى ما رأيت أشد من بشره في ولقد ضمني إليه ودمعت عينه.

هذول فاق الشدة وأعوان الصدق، هذول حملة حملة المشروع فعلًا وحملة الدين فعلًا، اللي هو هذول اللي ما هو عشان كذا هذا اللي هو اللي كان يذكر هو واللي يذكره بقضية الدعاء ذاك اليوم في القدس وكذا. آآ فلما كان يوم السبت يقول القاضي وجد كسلًا عظيمًا فما انتصف الليل حتى غشيته حمى صفراوية هذا الكلام سطعشر صفر اه، وأصبح يوم السبت سادس عشر صفر عليه أثر الحمى ولم يظهر ذلك للناس. لكن حضرت عنده أنا والقاضي الفاضل ودخل ولده الأفضل وطال جلوسنا عنده وأخذ يشكو من قلقه بالليل وطاب له الحديث إلى قريب الظهر ثم انصرفنا والقلوب عنده. صرفنا والقلوب عنده.

فتقدم إلينا بالحضور على الطعام في خدمة ولده الأفضل، ولم يكن للقاضي عاد بذلك فانصرف، وبكى في ذلك اليوم جماعة تفاؤلًا بجلوس ولده في موضعه، لما دخل الأفضل هو كان مريض فالأفضل جاء وجلس في موضعه، وبالعكس كان يعني كان أظن رأيي بن شداد نفسه أو العماد إنه بالعكس كانت حركة ما هي حلوة يعني من الأفضل إنه يروح يجلس مكان أبوه، بس إيش جا الناس واجتمعوا عند الأفضل، هو طبعًا بالمناسبة صلاح الدين أخذ أخذ توصيات ضمانات الناس الأفضل بعده وزع للبلاد يعني آآ. أما ابن شداد ما استطاع إنه يجلس عند الأفضل استيحاشًا اللي كان مع صلاح الدين ما يعني ايه يقول: ولقد كنت أنا والقاضي الفاضل نقعد كل ليلة ها؟ لا بس عفوًا شف.

ما نقدرش نجلسناه في السادس من مرضه. سادس يوم وأسندنا ظهره إلى مخدة وأحضر ماء فاتر يشربه عقب شراب يلين الطبع، فشربه فوجده شديد الحرارة فشكى من شدة حره فغير، وعرض عليه ثانيًا فشكى من برده ولم يغضب ولم يسخط، ولم يقل سوى هذه الكلمات. سبحان الله لا يمكن أحد من تعديله الماء، فخرجت أنا والقاضي من عنده وقد اشتد منا البكاء، والقاضي الفاضل يقول لي: أبصر هذه الأخلاق التي قد أشرف المسلمون على مفارقتها، والله لو أن هذا بعض الناس كان قد ضرب بالقدح رأس من أحضره، واشتد مرضه في السادس والسابع والثامن من أيام ولم يزل متزايدًا وتغيب ذهنه، ولما كان التاسع حدثت به رعشة وامتنع من تناول المشروب واشتد الإرجاف في البلد. وخاف الناس ونقلوا الأقمشة من الأسواق ليش؟ لأنه العادة لما يموت السلطان أي سلطان إيش يصير، لا ناهب وسرقة طبعًا فهم شالوا الأقمشة عشان ما يصير اه وغشي الناس من الكآبة والحزن ما لا يمكن حكايته.

ولقد كنت أنا والقاضي الفاضل نقعد كل ليلة إلى أن يمضي من الليل ثلثه أو قريب منه، ثم نحضر في باب الدار فإن وجدنا طريقًا دخلنا وشاهدناه وانصرفنا، وإلا تعرفنا أحواله وانصرفنا، وكنا نجد الناس يرتقبون خروجنا إلى بيوتنا حتى يقرأوا أحواله من صفحات وجوهنا، الناس برا القصر كل يوم ينتظروا متى نطلع أنا والقاضي الفاضل؟ هذا العماد ها؟ ومن أحوال وجهنا يعرفوا صحة إيش؟ صلاح الدين رحمه الله تعالى واه، ولما كان العاشر من يوم مرضي حقن دفعة دفعتين وحصل من الحقنة راحة وحصل بعض الخف وتناول من ماء الشعير مقدارًا صالحًا، فرح الناس وفرحًا شديدًا. وأقمنا على العادة إلى أن مضى من الليل هزيع ثم أتينا باب الدار إلى آخر الكلام فشكرنا الله على ذلك يعني كان في تحسن وصرفنا طيبة قلوبنا، ثم أصبحنا فأخبرنا أن العرق أفرط حتى نفذ بالفرش وتأثرت به الأرض وأن اليبس قد تزايد به تزايدًا عظيمًا وخالت القوة واستشعر الأطباء.

ولما رأى الملك الأفضل مات ما حل بوالده وتحقق اليأس منه شرع في تحريف الناس وجلس في دار الرضوان المعروفة بسكنه، واستحظر القضاة أنا بستحليف الناس عفوًا اه، أنا قلت السلطان هو نفسه حلف هني بس أتأكد إنه هو ولا الأفضل هو اللي حلف، حتى بس ما يكون في إشكال ها؟ الأفضل هو اللي حلف. قال: ولما رأى الملك الأفضل ما حل ولده نفس الكلام هذا، وليس أن السلطان أخذ التحليل في الوادي لكنه آآ هو اللي كان قد عين أصلًا المناطق بالنسبة للأفضل وغيرها من وغيره من أولاده، الظاهر في حلب والعزيز في مصر والأفضل بدمشق فالأفضل بدأ يحلف الناس وجلس في دار رضوان المعروفة بسكنة أو سكنه طيب، واستحضر القضاة وعمل له نسخة يمين مختصرة ثم آآ لما كان ليلة الأربعاء السابع والعشرين من صفر وهي ليلة الثاني عشر من مرضه اشتد مرضه وضعفت قوته ووقع في أوائل الأمر من أوائل الليل وحال بيننا وبينه النساء واستحضرت أنا والقاضي الفاضل في تلك الليلة وابن الزكي ذكروه ابن الزكي اللي خطب في المسجد الأقصى.

ولم تكن عادته الحضور في ذلك الوقت وعرض علينا الملك الأفضل أن نبيت عنده فلم يرى الفاضل ذلك رأيًا فإن الناس كانوا في كل ليلة ينتظرون نزولنا من القلعة فخاف ألا ننزل فيقع الصوت في البلد، وربما نهب الناس بعضهم بعضًا فرأى المصلحة في نزولنا واستحضار الشيخ أبي جعفر اه حتى حتى إذا احتضر بالليل حضر عنده وحال بينه وبين النساء آآ وذكره ايوه حال بينه هذا الشيخ اللي يجي يحول بينه وبين النساء ويذكره بالشهادة وذكر الله تعالى ففعل ذلك، ونزلنا وكل منا يود لو فداه بنفسه وبات في تلك الليلة على حال المنتقلين إلى الله تعالى، والشيخ أبو جعفر يقرأ عنده القرآن ويذكره بالله وكان ذهنه غائبًا من ليلة التاسع لا يكاد يفيق إلا في بعض الأحيان، وذكر الشيخ أبو جعفر أنه لما انتهى إلى قوله: "وَاللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ" (الحشر:22) سمعه وهو يقول صحيح، وهذه يقظة في وقت الحاجة.

وعناية من الله تعالى، فلله الحمد على ذلك. يقول ابن شداد: "يقول وكانت وفاته رحمه الله بعد صلاة الصبح من يوم الأربعاء السابع والعشرين من صفر سنة تسعة وثمانين وخمسمئة. وبادر القاضي الفاضل بعد طلوع الصبح فحضر وفاته، ووصلت أنا وقد مات وانتقل إلى رضوان الله تعالى ومحل كرامته".

ولقد حُكي لي أنه لما بلغ الشيخ أبو جعفر إلى قوله: "لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ" (الرعد: 30)، تبسم وتهلل وجهه وسلمها إلى ربه. وكان يومًا -هكذا يقول ابن شداد- وكان يومًا لم يُصب الإسلام والمسلمون بمثله منذ فقد الخلفاء الراشدون. وغشي القلعة والبلد والدنيا من الوحشة ما لا يعلمه إلا الله تعالى.

يقول ابن شداد: "وتالله لقد كنت أسمع من بعض الناس أنهم يتمنون فداء من يعز عليهم بنفوسهم، فكنت أحمل ذلك على ضرب من التجوز والترخص، إلى ذلك اليوم. فإني علمت من نفسي ومن غيري أنه لو قُبل الفداء لفُدي بالنفس". يقول: "وكان الناس قد شغلهم الحزن والبكاء عن الاشتغال بالنهب والفساد، فما يوجد قلب إلا حزين ولا عين إلا باكية إلا ما شاء الله".

ثم رجع الناس إلى بيوتهم أقبح رجوع، ولم يعد منا أحد في تلك الليلة إلا أنا. حضرنا وقرأنا وجددنا حالًا من الحزن. واشتغل ذلك اليوم الملك الأفضل بكتب الكتب إلى إخوته وعمه، يخبرهم بهذا الحادث. وفي اليوم الثاني جلس للعزاء جلوسًا عامًا، وأطلق باب القلعة للفقهاء والعلماء. وتكلم المتكلمون ولم ينشد شاعر. ثم انفض المجلس في ظهيرة ذلك اليوم. واستمر الحال في حضور الناس بكرة وعشية لقراءة القرآن والدعاء له.

وأراد العلماء والفقهاء حمله على أعناقهم وقت ما سألوه، فقال الأفضل: "آآ كفته دعواتكم الصالحة التي هي في الميعاد جنته". وحمله ممالكه وخدمه وأولياؤه وحشمه، وأخرج من باب القلعة بالبلد على دار الحديث إلى باب البريد، وأُدخل منه إلى الجامع ووضعه قدام باء، ووضع قدام باب النصر. وصلى عليه القاضي محيي الدين محمد بن علي القرشي (اللي هو ابن زكي الدين أظنه)، ثم حُمل منه على الرؤوس إلى بطن ملحده.

ثم جاء الأفضل وحده ودخل لحده وأودعه، وخرج وسد الباب على أبيه. وجلس هناك في الجامع ثلاثة أيام للعزاء، وأنفقت ست الشام أخت السلطان في هذه النوبة أموالًا كثيرة. ثم ختم العماد كتابه "البرق الشامي" بقصيدة رثى فيها السلطان، فقال: "أين الذي مذ لم يزل مخشية مرجوة هباته وهباته؟ أين الذي كانت له طاعاتنا مبذولة ولربه طاعاته؟ بالله أين الناصر الملك الذي لله خالصة صفت نياته؟ أين الذي ما زال سلطانًا لنا يرجع نداه وتتقى سطواته؟ أين الذين أين الذي عنت الفرنج لبأسه ذلا ومنها أدركت تاراته؟ من في الجهاد صفاحه ما أغمدت بالنصر حتى أغمدت صفحاته؟ من في صدور الكفر صدر قناته حتى توارت بالصفيح قناته؟" آآ إلى آخر القصيدة.

رحم الله صلاح الدين الأيوبي. ولما توفي -ذكر ابن شداد- أنه لم يخلف في خزانته من الذهب والفضة إلا سبعة وأربعين درهمًا ناصريًا وجرمًا واحدًا ذهبًا صوريًا. ولم يخلف مُلكًا لا دارًا ولا عقارًا ولا بستانًا ولا قرية ولا مزرعة، يعني لا في البلد مُثقفًا ولا ظاهرًا مستغلًا من أنواع الأملاك. رحمه الله تعالى.

بعد ذلك، قبل أن نقف سريعًا مع أهم الدروس، بعد أن توفي السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى، صار المُلك كما هي عادة الملوك في تلك المرحلة وفي غيرها (الملوك)، وهذا خلاف نظام الخلافة طبعًا، آآ إلى أولاده. وأولاده رحمهم الله تعالى، يعني اللي كان لهم المدار والأساس ثلاثة: هم كثير حتى اللي كان لهم بعض الأمور، يعني، لكن اللي لهم الأساس ثلاثة: الأفضل، والظاهر، والعزيز (اللي مر معانا كثيرًا)، والعادل طبعًا أخوه. هؤلاء الأربعة هي أهم الشخصيات للسنوات القادمة.

ولا شك ومما يؤسف له أنه لم تستقم أحوالهم، آآ من حيث اجتماع الكلمة، فبدأوا بالخلافات والإشكالات والحصار والقتال وما إلى ذلك، في قصة طويلة، آآ ألت في الأخير إلى استيلاء العادل -أخيه الملك العادل- على الحكم، وصارت المملكة الأيوبية بقيادة العادل. وبعد ذلك انتقل الأمر في بنيه بين عادل، كمان هم ثلاثة الأشهر شيء يعني، وفي غيرهم طبعًا وشاركوا وكذا، بس آآ المعظم والأشرف والكامل.

وهذه السنوات التالية طبعًا بعد هؤلاء الأيوبيين، يعني جاءت استمر طبعًا بعد أولاد بعد الكامل في مصر، جاءت يعني فترة بسيطة للأيوبيين، ثم بعد ذلك في منتصف القرن السابع الهجري، انتقل الحكم من المملكة الأيوبية إلى المماليك، وكانت يعني فاصلة، يعني هي المباشرة من الأيوبيين المماليك، عن طريق زوجة أحد الأيوبيين اللي صارت زوجة واحد من المماليك، هي هي حلقة الوصل كانت في انتقال الحكم من الأيوبيين إلى المماليك.

لما انتقل الأمر إلى المماليك، طبعًا، ايش كان؟ هذه الفترة مليئة بالأحداث، يعني كنت أفكر ألخص الأحداث وكذا، بس هي يبغالها سلسلة لحالها. إن كانت النية -تتذكره زمان- كانت النية أصلًا سلسلة آآ على أساس أنها تُعنون "في مواجهة المغول". لأنه آآ قبل المغول طبعًا جات الحملات الصليبية اللي بعدها، وجات حروب في مصر شديدة جدًا جدًا جدًا، وصارت القاعدة أصلًا في مصر، وبالتالي صار الصليبيون يستهدفون مصر.

صارت حروب وأمور وأهوال وقتال في دمياط خاصة، آآ وفي نفس الوقت الصليبيون آآ رجعوا فاحتلوا بلدانًا من بلدان الشام التي كان قد حررها صلاح الدين رحمه الله تعالى، ولكن لم تقل، لم تقم لهم قائمة حقيقية كبرى بعد حطين. نعم، استولوا على بعض البلدان، رجعت بعض البلدان إليهم، يعني استولوا على بيروت وصيدا وعدد من البلدان التي حررها صلاح الدين الأيوبي، لكن لم تقم لهم قائمة حقيقية.

جيد، وبقوا حتى نهاية آآ القرن السابع الهجري. جاء المماليك في أكثر من جولة، الجولة الأولى الكبيرة آآ عن طريق بيبرس الظاهر بيبرس، جعل وصال في الساحل الشامي العجيب. ايش أنك لما تقرأ، شفتوا القلاع اللي كنا نتكلم مع صلاح الدين تمر عليك نفس القلاع، يعني مثلًا، شفتوا شقيق أرنون ذاك اللي تعبنا، رجعوا استردوا الصليبيين مثلًا، فهمت؟

بعدين تشوف مثلًا، ما أدري هو بيبرس ولا ولا مين هو؟ قلاوون ولا كذا، اللي فتح قلعة المرقب اللي كانت عند بانياس اللي عالبحر، ترجع لنفس الحصون، وحصن أظن حصن صلاح الدين اللي هو ايش كان اسمه؟ ما أدري هو إيه هو؟ هذا صهيون، بس ما أدري هو اللي كمان مر في الأحداث. بس الشاهد ترجع لك نفس المناطق ونفس الأشياء. مرة ثانية صار في تحرير للبلدان الشامية من جولة الصليبيين أو جولات الصليبيين الثانية، التي لم تبلغ أبدًا مقدار ما بلغت في السابق، ولم ينتظم لهم حال متين، آآ كما انتظم لهم في السابق، إلى أن اعترضوا على أيدي المماليك.

آآ بعد بيبرس في آخر يعني في ستمئة وتسعين، في التسعينات ستمئة وتسعين، في هذا العقد آآ أو العقد، آآ أخذوا في العقد الأخير من القرن السابع أخذوا أنطاكية. لأول مرة استولوا الممالك على أنطاكيا وعلى طرابلس، وطهروا كامل بلاد الشام من الصليبيين في نهاية القرن السابع، يعني بعد صلاح الدين مئة سنة، وبعد احتلالهم هم بمئتي سنة لبلاد الصليبيين. هذه البقايا اللي بقيت من الصليبيين نفسهم، اسمتارية والداوية والحصون والقلاع وإلى آخره، كل هذه بقيت بعد صلاح الدين لمدة مئة سنة، إلى أن جاء بقايا المماليك وأخرجوها.

لا شك أن في هذه الأحوال عبرة. الآن نريد أن يعني إيش؟ نلخص سريعًا أهم الفوائد التي نخرج بها من هذه السلسلة. أولًا، آآ قبل أن نذكر الفوائد، أولًا نحمد الله سبحانه وتعالى ونثني عليه ونحمده أن أتم علينا هذه السلسلة. ولله الحمد أولًا وآخرًا، فقد كانت يعني إيش؟ أمنية وشيئًا بعيدًا، فقربه الله ويسره. فلا الظروف التي يعني في هذه الفترة تسمح بأن تقدم هذه السلسلة، ولا المتعلقات وما إلى ذلك تسمح. لكن إذا أراد الله سبحانه وتعالى ويسر، فإن العقبات والظروف لا تقف أمام آآ توفيق الله سبحانه وتعالى، فالحمد لله. هذا أولًا.

ثانيًا، هناك دروس كثيرة حقيقة نخرج بها من هذه السلسلة، وقد نُثر الكثير منها في ثنايا هذه اللقاء. هذه الحلقات التي هذه الحلقة هي الثالثة والعشرون صح؟ آآ في نهاية هذه السلسلة التي آآ يعني ربما آآ أتوقع امتدت ساعاتها ربما إلى الأربعين ساعة أو نحو ذلك. تصور آآ لأنه احنا عندنا الحلقات الأخيرة صارت كلها ثلاث ساعات وفوق يعني، فقد تكون أربعين أو خمسين ساعة، والله ما أعرف كم وصلنا. آآ فالكلام فيها كثير، ويعني المساحات كانت واسعة وهائلة، فالحمد لله أولًا وآخرًا.

من أهم الدروس والفوائد والعبر، أولًا، آآ أهمية التاريخ، أهمية دراسة التاريخ، وأهمية تدوين التاريخ، وأهمية القراءة الصحيحة للتاريخ، وأهمية الإطار الذي تنظر من خلاله إلى التاريخ، وأهمية الزاوية التي تدخل منها إلى التاريخ، وأهمية العلوم المسبقة التي لديك حين تدخل إلى التاريخ. هذه عدة فوائد في فائدة واحدة. الفائدة الأولى قلنا أهمية التاريخ، مو ليس فقط أهمية التاريخ ولا أحداث التاريخ، أهمية الزوايا التي تنظر من خلالها إلى التاريخ.

يعني يا جماعة الخير ترى كان لهذه السلسلة، كانت هذه السلسلة بالإمكان أنه إيش؟ يعني أقصد كان بالإمكان أنها تتناول من جهة الأحداث بغير الزاوية التي تم تناولها فيها هذه الأحداث، يا جماعة. اه هي اه تم تناولها بزاوية معينة صح ولا لا؟ واضح الزاوية اللي احنا ماشيين فيها في إطار معين. المعلومات اه نفسها هي معلومات موجودة حتى في المصادر الصليبية والنصرانية، لمن يتعب في جمع المعلومات طبعًا. لازم يتعب فعلًا، لأنه فعلًا المعلومات هذه لجمع التفاصيل صعب جدًا جدًا.

فيعني أول درس وأول فائدة نخرج منها من هذه السلسلة فعلًا يا جماعة الخير، كيف نقرأ التاريخ؟ ما هي المصادر التي نعتمدها لقراءة التاريخ؟ ما هي الزاوية التي ننظر من خلالها التاريخ؟ ما هي العلوم التي تكون لديك حين تدخل إلى التاريخ؟ هذه كلها مجموعة فوائد في فائدة واحدة، وكل واحدة منها ودك تفصل فيها، لأنه ليس كل من يقرأ سيرة صلاح الدين ونور الدين سيخرج بنفس الفوائد، صح ولا لا؟ ليس كل من يقرأ سيخرج بنفس الفوائد.

ايش اللي اللي يعني خلينا نقول يخلي الإنسان يخرج بهذا فوائد؟ بتوفيق الله سبحانه وتعالى عدة أشياء، أولًا أنه الإنسان دخل بإطار معين، بزاوية معينة، وهذا الإطار آآ تم الحديث عنه وتأصيله مثلًا في بوصلة المصلح، وفي غيرها من من المواد الإصلاحية، فهو الإطار الإصلاحي جيد، في السنن الإلهية، كلها هذه أفراد من مكونات الإطار اللي دخلنا من خلاله إلى سيرة صلاح الدين. الشيء الثاني المصادر تفرق، مصادر تفرق.

لو احنا كنا أتمنى يا جماعة بعض الكتب اللي هي تسرد الأحداث سردًا مرتبًا جميلًا آآ بأسلوب أدبي، بدون عناية بدقة المعلومة، له مواد ببعض التفاصيل وكذا وإلى آخره. لذلك اسمع، ترى، ترى ممكن في ناس يشاهدوا هذه السلسلة ويملوا، اللي متعودين أنه أنه أنت تجيب الحكاية، عارف يعني؟ بس تختار الأحداث اللي اللي هي رواية، اللي هي حكاية. احنا جالسين نقرأ رسائل القاضي الفاضل، طولنا فيها، ونجيب أسلوب العماد، بعدين نقارن بيننا وبين شداد، بعدين نجيب كذا، وبعدين نجيب كذا.

هذه تفاصيل تفاصيل. ايش اللي أوجب علينا الدخول في هذه التفاصيل؟ اللي أوجب علينا الدخول في هذه التفاصيل الإطار نفسه، أنه احنا نبغى فوائد إصلاحية، احنا نبغى فوايد، الفوايد هذه بتيجي في التفاصيل، بتيجي في كثير من الأحداث. زين، والشيء الثاني هو المنهج الذي دخل من خلاله للتاريخ، في اعتناء تام بقضية التوثيق، التوثيق، أهمية صحة المعلومة، أهمية صفاء المعلومة، أهمية أن تكون يعني اه مأخوذة من المصادر الأصلية والمراجع الأصلية. ما يصلح كذا التعامل مع التاريخ، تشوف أي كتاب بعنوان تروح المكتبة، عنوان عن أي مرحلة، وتروح تاخذه وتقرا، والله أسلوبه جميل، والله قصص حلوة، ما يصلح جيد.

في أشياء كثيرة تكلمنا عنها متعلقة بهذه الفائدة الأولى. العلوم التي تكون عند الإنسان قبل أن يقرأ التاريخ مهمة جدًا جدًا جدًا. تثري عنده التاريخ، يعني من يقرأ التاريخ ولديه علوم آآ مسبقة، غير من يقرأ التاريخ وليس عنده هذه العلوم، ويكون التاريخ هو علمه الذي أسس فيه نفسه. فرق بين إنسان لا يقرأ إلا التاريخ وليس عنده تخصص إلا التاريخ، وبين إنسان عنده علوم متعددة ثم دخل إلى التاريخ. واضح الفرق؟ هذه مثل، يعني حتى بعض العلوم الأخرى، قد بعضها يحتاج إلى هذا التنوع حتى تدخل. جيد.

هذه الآن الفائدة الأولى بشكل مجمل جدًا جدًا جدًا. وبناء على هذه الفائدة الأولى، نقول أنه كما يسر الله لنا هذه السلسلة ودراسة هذه الحقبة، والخروج منها بفضل الله بهذه الفوائد، فإننا بإذن الله سنستمر في دراسة التاريخ، وسندخل بنفس الإطار، من زوايا ومن زاوية اه أو من زوايا مختلفة ومتنوعة، يجمعها إطار معين، وبنفس المنهج التوثيقي والحرص على ذلك. وأهم سلسلة إن شاء الله هي التي تكلمت عنها في هذه السلسلة قبل ذلك، وهي سلسلة آآ القرون المفضلة، ودراسة تاريخها سنة سنة عامًا عامًا، من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، والأهداف فيها متعددة، وسأذكرها إن شاء الله في بداية السلسلة الجديدة. تمام. ولعل الله ييسر حقب تاريخية أخرى. هذا واحد.

هذه الفائدة الأولى. الفائدة الثانية: الفائدة الثانية في أهمية معرفة السنن الإلهية فيما يتعلق بالإصلاح وتغيير أحوال الأمة الإسلامية، فإن حقبة نور الدين وصلاح الدين هي حقبة مهمة جدًا في فهم هذه السنن، في فهم هذه السنن. يعني ممكن أنت تقول المسجد الأقصى عظيم عند الله، مسجد الأنبياء، مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، هل يمكن في سنن الله أن هو يبقى حبيسًا للاحتلال؟ احتلال الكفار مدة طويلة؟ ولا أن هو من يحتله سيصاب بقارعة؟ ولا سيصاب بشيء؟ ولا أنه يعني ستنزل عليه ملائكة من السماء تأخذه أو شيء؟

فلما تقرأ هذه الحقبة، تعرف أنه وإن كان المكان مقدسًا، وإن كان كذا، وإن كان كذا، إلا أن هناك سنن إلهية بكيفية التعامل مع هذه الأزمات التي تحدث على الأمة الإسلامية. كم ظل حبيسًا عند الصليبيين تسعين سنة؟ كم منها بدون مقاومة حقيقية تذكر؟ كل خمسين سنة إيش صار في الخمسين سنة هذه؟ ولا شيء، ولا شيء، لا ضيق ولا أزعج ولا شيء، إلا بأشياء لا تذكر، إلا بأشياء بسيطة جدًا جدًا جدًا لا تذكر.

جيد. احنا ممكن نقول أنه بداية المضايقات الحقيقية كانت وقت عماد الدين، ليس باعتبار مشروع، وإنما باعتبار مجموعة من الاشتباكات القوية جدًا. ثم بدأ المشروع مع نور الدين، ثم كذا كذا كذا إلى آخره. طيب، إذا في سنن الله يمكن أن يحتل المسجد الأقصى ويظل حبيسًا سنوات طويلة، وفي سنن الله لابد من حملة أو مصلحين أو رجال أو مجاهدين يقومون بواجب تحرير الأرض أو تحرير المقدسات. جيد. طيب هذا الآن كذا بشكل مجمل. لما تدخل تفتح العنوان المغلق هذا تدخل جوة، تقولها ما هو مجرد أنه وجود ناس يقولوا يلا بسم الله ونروح، ما صار كذا. صار في أربعين سنة من العمل.

أربعين سنة هذه من العمل، نقدر نقول أنه عنوانه الأهم والأساسي كان إيش؟ جمع الكلمة وتوحيد الطاقات لوجهة ولهدف واحد، صح ولا لا؟ واحنا عارفين بعد ما، يعني هذا كلام حلو ومجمل، بس أحلى منه لما نكون أخذنا التفاصيل، وعارفين المناطق، ومشينا مع بعض، وعرفنا، الآن لما نقول لكم هذا الكلام، لمن أقول لكم الآن معلومة، المعلومة التالية: ترى يا جماعة الخير ما كان يمكن أن تحدث معركة حطين قبل خمسمئة وثلاثة وثمانين، ما كان ممكن تكون حطين تحدث قبلها بثلاثين سنة أو بخمسين سنة، أنتوا الآن بعد معرفتكم بكل التفاصيل إيش تقولوا؟ صح.

طيب شيء آخر. هل كان يمكن أن تصمد عكا لمدة سنتين قبل أربعين سنة ولا ثلاثين سنة؟ مين راح يصمد أنت؟ مين راح يصمد؟ الصليبيين كم أخذهم يحتلوا، جاوا طيحوا البلدان كلها، شوف في وقت يسير جدًا، أخذوا البلدان من أنطاكيا إلى جنوب غزة كله مع بعض، يلا ورا بعض. ما صمد إلا بعض المناطق، أسقلان تأخر إسقاطها، يمكن بعض المناطق يسيرة جدًا، الباب كله راح بسرعة ورا بعض. ما أخذت. طيب شف شف، قارن، هاه، أربعمئة واثنين وتسعين، أخذوا كل البلدان ومنها القدس، كذا كذا، أخذوها بسرعة.

هذا أربعمئة واثنين وتسعين، خمسمئة وسبعة وثمانين، ستة وثمانين، جلسوا عند مدينة واحدة، مدينة واحدة اسمها عكا سنتين، سنتين، ما بقي فيهم شنب إلا قتله، ستين ألف قتيل، قُتل ستين ألف قتيل من الصليبيين، قتل على أسوار عكا فوق الخمسين ألف. عاد هذه عاد شوف كم الناس تحزن فوق الخمسين، ستين، أكثر، أقل، لكن فوق الخمسين، هذول اللي قتلوا من المسلمين يوم فتحوا، يوم أخذوا الصليبيين، يوم احتل الصليبيون القدس، قتلوا سبعين ألف. هذي الآن ستين ألف صليبي قتلوا على أسوار عكا وهم يهاجمونها، والمسلمون يصمدون.

سؤال: هل كان بإمكان المسلمين أن يصمدوا كل ذلك الصمود فيما قبل ذلك؟ الجواب: لا، ما كان في إمكان، كان مصيرها مصير البلدان الساحلية، تسلم بكل سهولة. واضح الفكرة؟ فوائد لا حصر لها مرتبطة بهذا المعنى، اللي هي معنى سنة النصر والهزيمة. سنة النصر يعني سيرة صلاح الدين ونور الدين مرتبطة بسنة النصر والهزيمة ارتباط وثيق جدًا جدًا جدًا. فواحدة من جوانب الارتباط النصر مع تفرق الكلمة والأهداف يكاد يكون كالمستحيل، ما في. طيب، هل يمكن أن يكون مع اتحاد الوجهة واختلاف كثير من الاختلافات الداخلية يمكن أن يكون؟ يعني لسه الفكرة هي الوحدة، اللي هي وحدة معنوية وعلمية وفكرية وعقدية ومنهجية، لا، الوحدة وحدة غاية، وحدة هدف بحيث ما نتضارب أثناء الطريق. نكمل. جيد. هذه واحدة من الأشياء.

وفوائد لا تنتهي متعلقة بسنة النصر والهزيمة. الحين لما نجي نتكلم، ما أدري يمكن تطلع لكم صور من الأحداث وكذا، وفي ذاك اليوم، وذيك المعركة، وذاك الواقع، وذاك الحدث، وذاك الكذا وكذا، هذه مثلاً من الفوائد المهمة جدًا.

من الفوائد أيضًا، خرجنا فيها، هذه طبعًا، هذه مو أرقام، فائدة ثالثة، هذا العنوان الثالث من الفوائد، اللي هو متعلق آآ يعني قيمة المنجزات التراكمية، قيمة التقييم التراكمي للإنجازات، وخطورة تراكم السلبيات، أو تراكم الإخفاقات.

كل واحدة منها يعني لها آثار خطيرة جدًا جدًا. تراكم الإنجازات، ها يا جماعة، الحين شوفوا مثلاً، الآن عكا سقطت، لكن عكا لما جاءت بعد حطين والقدس والدنيا، وفيه صلاح الدين، وفيه جيش إسلامي موحد الغاية، ها، تم تدارك الوضع، صح ولا لا؟

تم تدارك الوضع، وهذا يؤكد العنوان الأساسي في هذه الفائدة الثالثة بهذا العنوان، اللي هو ايش؟ كررته مرارًا، اللي هو: حين تأتي المصائب في أوقات ضعف المسلمين، فإنها تأتي مضاعفة، وحين تأتي الانتصارات في أوقات ضعف المسلمين، فإنها تأتي محدودة. وحين تأتي المصاعب في أوقات عزة المسلمين، فإنها تأتي محدودة، وحين تأتي الانتصارات في أوقات عزة المسلمين، فإنها تأتي مضاعفة.

وقتان ونتيجتان، وقت انتصارات أو عز أو حالة متماسكة، ووقت ضعف وذل. لما تأتي الانتصارات في وقت العز، فإنه تأتي مضاعفة، يمكن البناء عليها. ولما تأتي المصائب في هذا الوقت، مثل مصيبة عكا، فإنها تأتي ايش؟ محدودة، ولو كانت عظيمة في ذاتها.

واعكس القضية، لما تأتي المصائب في أوقات الذل والهوان والإشكالات، فإن المصيبة وإن كانت ضعيفة أو خفيفة فتأتي كبيرة، ويمكن أن تتضاعف وتترتب عليها آثار شديدة جدًا. وحين تأتي ايش؟ الانتصارات، وإن كانت كبيرة في ذاتها، إلا أنها تأتي محدودة، تأتي محدودة، ما يمكن البناء عليها.

وبناء ليش؟ لأنه قضية أسماء تكون بالمشروع، أشنو غتكون بالمشروع. واضحة الفكرة؟ هذه ترى ممكن تكون يعني هذه تكون يعني تقدر تفهمها في السياقات البشرية المختلفة، صح ولا لأ؟ حتى بالمناسبة في الدول نفسها، نفس الدول. دائمًا لما تقرأ في تاريخ الدول، الدول أحيانًا لما تجي في وقت الصعود، ووقت القوة، ووقت التأسيس، ووقت تثبيت الأركان، أحيانًا تحدث هزائم كبيرة، تحدث هزائم كبيرة جدًا.

تبتلع هذه الهزيمة في طور الصعود، الطيارة في طور الإقلاع، واضح؟ فتبتلع هذه المصائب، ما تسقط الدولة. لما تأتي المصائب الصغيرة في وقت أصلًا تضعضع القوة وتفرق المدري ايش والكذا، اه، تجيها مصيبة ضعيفة ومصيبة صغيرة ومصيبة صغيرة تسقطها، ليش؟ لأنه الظرف يختلف.

في الإشكالية يا جماعة الخير، وهذه نسميها فائدة رابعة أو شيء أيًا كان. الإشكالية دائمًا ليست في الحدث، الإشكالية في الظرف. مرة أخرى، من أهم الفوائد الإصلاحية التي نخرج منها، أن المشكلة ليست في الحدث، سواء كان مصيبة عظيمة على المسلمين أو كان نصرًا عظيمًا للمسلمين، والشأن ليس في هذا النصر ولا في تلك الهزيمة.

الشأن هو في الظرف الزماني وأحوال الأمة وقت هذا الحدث. هذه هذه هي المصيبة. ولذلك من يتقصد أو يقصد أو يتطلب في التغيير الأحداث فقط، صدقوني سيكون أثره محدودًا. ومن يتطلب في التغيير الظروف المحيطة بالأحداث سيكون أثره بإذن الله كبيرًا.

واضح الفكرة؟ فالأحداث مهما كانت عظيمة، إذا كان الظرف فيه إشكال، فإن الظرف قد ابتلع الحدث. الظرف السيء قد يبتلع الحدث الإيجابي، وهكذا بالعكس، واضح الفكرة؟ هذه فائدة واضحة في سيرة صلاح الدين. واضحة ونور الدين وما بعدهما.

واضح الفكرة؟ هذه من الفوائد المهمة. من الفوائد المهمة والأساسية والتي تكرر ذكرها في السلسلة، اللي هي قضية الإصلاح من الأعلى أم الإصلاح من الأسفل. وقلنا لكل منهما إيجابيات، لكل منهما إيجابيات، وهناك بعض السلبيات التي تنبه لها.

مشروع نور الدين، ومشروع صلاح الدين، وإن زعم البعض، بعض الباحثين، أنه كان إصلاحًا مسبوقًا بإصلاح من أسفل، فإن الحقيقة أنه كان إصلاحًا من الأعلى. ملك هو اللي وحد واشتغل وأحدث حالة، حالة منتظمة. جيد.

وتعب ولا ما تعب؟ تعب، إلى درجة أن الملك الأول اللي هو نور الدين زنكي من خمسمية وواحد وثلاثين كان تولى، ولا واحد وأربعين، خمسمية واحد وأربعين، خمسمية وتسعة وستين، واحد وخمسين، واحد وستين، يعني قريب ثلاثين سنة، وحقق الإنجاز الكبير ولا لا؟ اللي هو فتح حالة النقص ما حققه، مع أنه إصلاح من الأعلى، تعبوا تعبوا تعبوا تعبوا، لكن في الأخير تحقق الإنجاز، ولكنه لم يبقى، ولم يثبت، ولم يقع الموقع التام الشامل. وبدأت الانتكاسات بعد الإنجازات.

نظرًا لكونه كان إصلاحًا من الأعلى، مشوبًا بشيء من الإصلاح الداخلي، بشيء من الإصلاح الداخلي، واضح الفكرة؟ وبالتالي ايش ميزة الإصلاح من الأعلى؟ ميزة الإصلاح من الأعلى أنه هو ممكن يحقق إنجازات سريعة، جيد، خاصة إذا كان في ظروف مواتية. فزي كذا أن نور الدين ملك ما عنده جيش، يقدر يروح يوحد الجهود، ما تبغى أجيبك بالقوة، يروح من هنا، كذا كذا كذا.

صح أنها أخذت أربعين سنة، بس ترى ها، يعني أربعين سنة ما هي ترى كثيرة جدًا، مع أنها يعني في إيطاليا هي وحدها كثيرة، لكن زي ما قلنا، توفي نور الدين، اختلت الأحوال. كم جلس صلاح الدين؟ قرابة عشر سنوات قبل ما قبل ما يفتح القدس، وهو في المشاكل الداخلية، راح اشتغل قرابة عشر سنوات ثانية، توفي صلاح الدين رحمه الله تعالى.

إن فسدت الأحوال بعده، هذه مشكلة الإصلاح من الأعلى فقط. أن الإصلاح من الأعلى هو مرتبط بوجود آآ شخصيات المشروع أو القادة، وفي نفس الوقت ليس مرتبطًا فقط بوجودهم، لا، أحيانًا ممكن يخذلوا وهم موجودون، مثل ما رأينا في اه بعض الأحداث التي أردت عنها.

الإصلاح من الأسفل، وتكلمت عن هذا كثيرًا. الإصلاح من الأسفل على قسمين، في إصلاح من الأسفل حق إصلاح عزلة، لو تبقى في الأسفل، وفي إصلاح من الأسفل اللي هو أسفل أسفل وبناء، ثم يصعد تلقائيًا ليكون شاملاً. وهذا الذي حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم. واضح؟

ما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالإصلاح من الأعلى مباشرة، ما بدأ من الأسفل، لكنه بدأ بداية وأسس تأسيسا من معاييره أنه يرتفع ليصل إلى كل المستويات. ايش ميزة الخيار الثاني؟ ميزة الخيار الثاني أنه يكون عصيًا على أن يكسر، ولو وجدت اضطرابات من الأعلى، على خلاف ما يتوقع البعض. البعض يقول ايش؟ الصحن من الأسفل، بعدين تجي ضربة من الآلة تبدد كل شيء.

ليش؟ صحيح، أنا إذا كان على الصورة اللي احنا نتكلم عنها، واضح؟ أما إذا كان على الدرجة الثانية، القسم الأول اللي هو إصلاح، أشهر ما يكون بالإصلاح في جانب معين، أو يجعل طبقات معينة، أو درجات معينة، أو يجعل إنسان معتزلًا أو إلى آخره، فهذا ممكن.

والأدلة على ذلك كثيرة في سيرة القرن الأول، والقرن الثاني، والقرن الثالث، التي كانت فيه مصائب كبيرة من الأعلى، مصائب كبيرة من الأعلى، ومع ذلك بقي الحال من الأسفل كما هو، في الخير والعطاء والتدفق وحفظ الدين وإلى آخره. هذه أيضًا من الفوائد الأساسية والكبيرة جدًا والمهمة، واللي ظهرت فيه آآ سيرة صلاح الدين الأيوبي، وسيرة نور الدين زنكي رحم الله الجميع.

من الفوائد كذلك، أهمية القادة، أهمية الرموز، أهمية حملة الراية، والذين يكون عملهم أكثر من قولهم، ووجودهم على أرض الواقع أكثر من استعراضهم على اه يعني بمجالسهم الخاصة، على المنابر ولا إلى آخره. وهذا الذي حصل في تلك السيرة، سيرة كلها عمل. شايفين أنتم السنوات الماضية كنا نتكلم عنها، خمسمية وستة وثمانين وسبعة وثمانين ها؟ وخمسمية وثلاثة وثمانين وأربعة، وكلهم كل عمل عمل عمل.

وهذا العمل لابد فيه من تضحية، وهذه السيرة أنموذج عن التضحية، ونموذج عن التركيز، ونموذج على التفاني في الهدف، التفاني في الفكر السامي العلي العظيم. من الفوائد كذلك أن الأمة فيها طاقات كثيرة وهائلة ومركزة وعجيبة وعظيمة، وأنها بطبيعة الحال إما أن تكون معطلة، أو أن تكون منصرفة إلى أماكن سيئة، ما لم توجد لها مظلة صحيحة تستوعبها وتوجه.

وهذا الذي حصل مع نور الدين ومع صلاح الدين. هالأبطال هذولي تكلمنا عنهم من من وقت أسد الدين شركوه، من عز الدين فروخ شاه، والناس القوية هذه جدًا، هي كانت عبارة عن طاقات موجودة في هذه الأمة، وجد مثلها قبل ذلك وقتها، ولكنها كانت مصروفة في الدفاع عن الملك. لما وجدت حالة توجهها إلى وجهة صحيحة، انتظمت هذه الطاقات في هذه الوجهة الصحيحة.

فانتقلت إلى. أزعم أنا اليوم أزعم أن الأمة اليوم تمتلك طاقات أكثر بكثير من التي كانت في زمن نور الدين وزمن صلاح الدين. بكثير. في مختلف المجالات. ولكن المشكلة أنها طاقات معطلة، أو طاقات مسروقة، أو طاقات مستغلة من الأعداء والمنافقين والمجرمين والظالمين. لتوجه هذه الطاقات إما في خدمة مشاريع فاسدة، أو محاربة مشاريع إصلاحية، أو اه أن تكون معطلة، أو أن تكون مهدرة.

ولذلك لو قلنا اليوم أنه من أعظم مصائب الأمة الإسلامية مثلاً ما يجري من الدماء وما يستنزف منها وكذا، فإن من أعظم مصائبهم الإسلامية في الحقيقة، مضافًا إلى ذلك، هو تبدد طاقات أبنائها. تبدد طاقات أبنائها. طاقات كثير رايحة. والأمة لم تصل في يوم من الأيام أن يكون عدد أبنائها بهذا العدد الذين تعيش الأمنية. ما ما وصل قبل كذا أبدًا.

وفي دراسات، وفي تخصصات، وفي مجالات، وفي ناس، وفي نيات كويسة، وفي ناس، لكن آآ يعني كثير مما يمكن أن يعني خلنا نقول مما يمكن أن نشبه به أو أهم من أهم ما يمكن أن نشبه به حال الأمة اليوم، من جهة الطاقات وانتثارها، اللي هي الغنم بلا راعي. فيها السمينة، وفيها الحلوب، وفيها ذات الصوف، وفيها ذات اللحم، وفيها ذات الشحم، وفيها ذات وذات وذات وذات وذات، ولكنها في مرعى، في ليلة شاتية مطيرة، كل غنمة منها رايحة في جهة، بالكاد تحمي نفسها.

وهذه من الفوائد المهمة جدًا، اللي خرجنا فيها بهذه. كانت الطاقات معطلة. كلهم ذول ترى كانوا رتب عسكرية، واللي قبلهم رتب عسكرية وموجودين ومسلمين وشغالين، بس كل واحد يدافع عن سيده اللي كان موجود. وهذا يدافع عن بعلبك، وهذا يدافع عن حمص، وهذا يدافع عن يدافع عن حلب، وهذا يدافع عن الموصل.

وبالفعل لما جاء نور الدين، ولما جاء صلاح الدين، حاربوه. ولما اضطر الأمر، راحوا أرسلوا الحشاشين عشان يغتالوا صلاح الدين الأيوبي. تروح تقول لهم هيا أبو الشباب، السلام عليكم. أنتم مين؟ يقول لك أبدًا احنا مسلمين. شوف الجوامع، وشوف القضاة، وشوف الفقهاء، وشوف المدارس، وشوف الأوقاف اللي احنا حاطينها.

لكن مين هذا صلاح الدين اللي جاي ايش؟ نقتله، نقتل أبوه كمان وجده. ما زبطوا الحشاشين، نروح ايش نسوي؟ نرسل للصليبيين، وأرسل للطالبين، وراحوا اشغلوا صلاح الدين، وراح صار ولا ما صار؟ صار. هذول كل الأسماء اللي جالسين نقولها، هذول اللي صبروا في عكا سنة، ايش اسمه سنتين، واللي راحوا وقاوموا وقاتلوا وطلعوا ونزلوا، كلهم ترى حالتهم الطبيعية التي كانت قبل أربعين سنة وثلاثين سنة وخمسين سنة، في أمثالهم من الأمراء كل واحد تبع سيده، الأمير اللي يدافع عن منطقة معينة، وهم مستميتين في الدفاع عنه.

نقطة بس النصمة، أو مثل ما قال صلاح الدين، حين قال أنه ليس مع الصلح كثيرًا، لأنه ما يدري متى يموت، وما يدري قد ينطلق الأعداء من هذه المدن، ثم ترى هؤلاء الجماعة، ثم ترى كل واحد منهم في تلة، ها؟ يقول والله لا أنزل ولا يبالي ما جرى على المسلمين. وطبعًا بقيت منهم بقايا صالحة ومجاهدة وكذا، لكن هذا الحين بعد الإصلاح. أنا ذلحين كل واحد في تلة وحسنه، إذا بعد الإصلاح، فما بالك ما قبل الإصلاح؟ ما بالك ما قبل نور الدين وصلاح الدين؟

اه، فلأجل ذلك يعني فكرة فكرة مقدار إدراك مقدار الخسارة التي تخسرها الأمة بدون وجود وجهة تنطلق إليها طاقاتها وتستثمر فيها مصيبة ترى. مصيبة عظيمة جدًا. والمصيبة الأعظم هي أن يستثمرها أعداؤها. استثمر أعداؤها طاقات أبنائها.

وكثير من هذا الاستثمار ليس بالجبر، وبالمناسبة، كثير منهم حتى ليس بالترغيب، وإنما كثير منه سببه الأساسي هو قلة الوعي من أبناء الأمة بحقيقة أعدائها. ولذلك إذا لم يكن من أهم مكونات الأجيال الصاعدة والشباب وطلاب العلم، إذا لم يكن من أهم مكوناتهم الوعي الحقيقي بحقيقة أعداء هذه الأمة، سواء من أعدائها من غير المسلمين، أو من أعدائها ممن ينتسب إلى الإسلام، وهو يفني ليله ونهاره في محاربة الإسلام والمسلمين.

إذا ما كان في وعي، إذا ما كان في وعي، أنت ليش تنتظر شيء؟ ليش ننتظر شيء؟ من فين جالس تفكرني؟ هو النصر ينباع في السوبر ماركت؟ معلش، من زمان، ما عندي نصر، تعطيني كم حبة نصر، وكم حبة تمكين، وكم حبة ما في شيء زي كذا، ما في طب. إذا أعدائك، إذا كان أعدائك هم المتحكم الذين يتحكمون في هذه في في مقدرات وطاقات وقرارات، أو خلنا نقول في كثير من الواقع حتى ما نعمم يعني ها؟

وأنت ما أنت واعي، ولا أنت داري، ولا أنت فاهم، ولا أنت مستوعب، وعندك معارك شخصية وحدودك لمتر ونص، وأصلاً قد تستهجن هذا الكلام، وتعيشونه في مؤامرات وما أدري ايش. أنتم فين عايشين يا عمي؟ احنا بخير وعافية والحمد لله والأمور. فما تنتظر شيء يعني، فهذي كمان من الفوائد.

والفوائد كثيرة وكثيرة وكثيرة، مضى كثير منها في هذه السلسلة، وفي بطنها أشياء قد يكون غفل الذهن عنها، أو سهت النفس، أو ألهى الشيطان عنها، أو يكفي الإشارة فيها أو إليها بما يغني عن التفصيل. يعني كثير من الفوائد الموجودة في هذه السلسلة، بفضل الله سبحانه وتعالى، يمكن استخراجها واستنباطه.

ولا أدري حقيقة، وفي النفس أشياء كثيرة، وفي يعني خلنا نقول، وفي الشعور هالات واسعة من تأثيرات هذه الحقبة التاريخية التي درسناها. هناك قدر كبير من من العاطفة حتى في هذه الأحداث الصعبة الكبيرة، الجميلة المحزنة المبكية المضحكة المفرحة المحزنة، وفيها عبر لا تحصى. فالإنسان يعز عليه أنه أنه ايش؟ يعني يعني كذا يغلقها إغلاقًا بدون أن يستوفي ما فيها من الفوائد ومن الثمرات.

لكن يعني خلص، خير إن شاء الله، ما وضع فيه خير، ونسأل الله أن يبارك. يحمل المشاهدون والمتابعون والحاضرون والطلاب جزءًا كبيرًا من مسؤولية ما قدم في هذه السلسلة، من جهة إبراز أهم ما فيها، وخدمتها بما يمكن أن يقربها، أن يوصلها بطريقة معينة. لأنه حقيقة تم تناول، تم فيها تناول كثير كثير من المناطق والموضوعات التي ربما لم تتناول قبل ذلك، في كثير من اه السلاسل، وفي كثير من الدروس، وارتباطها بالواقع كذلك كبير جدًا.

والفضل لله أولاً وآخرًا، والحمد له سبحانه وتعالى أولاً وآخرًا، فلك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، ثم نسألك اللهم أن تصلي وتسلم وتبارك على عبدك ورسولك محمد. ختامًا نلتقي بإذن الله تعالى قريبًا في دراسة أخرى آآ لحقبة أهم منها تاريخيًا، لنربطها كذلك بواقعنا، ونفهم كثيرًا من القضايا المتصلة بي، اه هذا الإطار الإصلاحي والمنهجي وما إليه.

لعل الله سبحانه وتعالى بفضله ورحمته كما يسر لنا هذه، أن ييسر لنا تلك، وكما أعاننا على هذه، أن يعيننا على تلك، وكما بارك لنا في هذه، أن يبارك لنا في تلك. فهو أهل الثناء والمجد، وهو أهل الفضل والجود والإحسان، إنه حميد مجيد، والحمد لله رب العالمين أولاً وآخرًا.