83 دقائق للقراءة
تفريغ مقطع مرئي
0:00/0:00
سجل دخولك للوصول إلى ميزة التظليل والمزيد من المميزات

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. الحمدُ لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والعون والسداد والبركة، وأن يهدينا ويسددنا ويصلح أحوالنا وأحوال المسلمين. هذا مجلسٌ جديد ولقاءٌ جديد مع سلسلة الطريق إلى بيت المقدس، وهو المجلس العاشر من هذه السلسلة. نسأل الله سبحانه وتعالى التمام على خير.

اليوم في هذا المجلس عندنا أحداث كثيرة جداً، وفوائد ودروس وعِبر. وقد يكون من أزحم الدروس وأملأها وأغناها وأكثرها يعني آآ حوادث وما يتعلق بها. والحوادث التي في هذا الدرس مهمة يعني خاصةً بعضها مهم جداً جداً يعني. طبعاً احنا سنبدأ فيها من وفاة أسد الدين شيركوه رحمه الله تعالى، ولن نجاوز كثيراً في السنوات يعني آآ بالكثير بالكثير سنأخذ سنتين في هذا الدرس إن شاء الله. لكن قبل البداية، اه عندنا وصل كتاب جديد اه إلى إلى الدرس، وهذا الكتاب سينضم إلى قائمة المراجع الأساسية آآ في هذه السلسلة، وهو كتاب "سنا البرق الشامي"، ثناء البرق الشامي.

هذا الكتاب آآ مختصر من كتاب "البرق الشامي". سنا البرق هذي دلالة على الاختصار. فأصل كتاب البرق الشامي، "البرق الشامي" هو كتاب ألفه العماد الكاتب، اللي دائماً احنا نذكره في السيرة، اللي هو أصلاً كان مع نور الدين ومع صلاح الدين رحمهم الله جميعاً. آآ فكان في هذا الكتاب كتبه في هذه السيرة، ولكن الكتاب الأصل اللي هو "البرق الشامي" كتاب مفقود، اه وجدت منه بعض الأجزاء، هو كتاب كبير مجلدات يعني. وجدت منه أجزاء يسيرة آآ، ولكن حفظ هذا المختصر، واختصره اه قوام الدين الفتح بن علي البنداري أو قوام الدين الفتح بن علي البنداري. هذا المختصر مهم وجميل، والكتاب أساسي ومفيد جداً على أن هذا الكتاب وغيرهم من الكتب ومنها مثلاً هذا الكتاب الذي سيأتينا كثيراً في الدروس القادمة ليس الدروس المباشرة الآن وإنما بعدها، اللي هو كتاب "النوادر السلطانية" للقاضي بن شداد، هذا رفيق صلاح الدين الأيوبي.

هذان الكتابان اللي هم من أهم الكتب في هذه السيرة، لأنها لأناس عاصروا الأحداث. ليس فقط عاصروا الأحداث، أنهم عاشوا في ذلك الزمان، وإنما عاصروا الأحداث كانوا في غمرتها، بل وكانوا من صانعي الأحداث خاصة عماد الكاتب هذا. أقول على أن هذين الكتابين هما من أهم الكتب في تلك المرحلة، إلا أن كتاب "الروضتين" لأبي شامة المقدسي رحمه الله تعالى هو كتاب مضمن لكل هذه السير، يعني هو الآن أبو سامة يعني قل أن يُنشئ كلاماً من عنده، يعني خلنا نقول هناك نسبة من الكتاب من كلامه لكن النسبة الغالبة في الكتاب هي، نقول وهو وهو لا ينقل نقلاً توليفياً، يعني ما يجيب مثلاً نص قصير من مرجع، ثم نص قصير من مرجع نص قصير من مرجع آخر، وإنما ينقل النص كاملاً، فيقول مثلاً "قال ابن الأثير" وينقل لك صفحتين، بعدين "قال ابن شداد" اللي هو "النوادر السلطانية" ونقول لك صفحتين لنفس الحدث، بعدين يقول لك "وقال العماد" ونقول لك صفحة ونص من لنفس الحدث.

فأنت هنا في "الروضتين" تمر على نفس الحدث غالباً ثلاث مرات أربع مرات مرتين. لماذا؟ لأنه أبو شامة، لأن أبا شامة ينقل بالنص من هذه الكتب. جيد، فلو قيل إذا أردنا أن نستغني بكتاب واحد، إذا أردنا أن نستغني بكتاب واحد لكل تلك المرحلة فنقول كتاب "الروضتين". لكن من أراد أن يعني يقف على تفاصيل التفاصيل فلا بد أن يرجع إلى هذه الكتب. جيد، وبطبيعة الحال ليس كل ما في هذه الكتب بالنص كاملاً موجود هنا في "الروضتين"، يعني قد تفوت أشياء فيعني هذا فقط تنبيه. طيب من أين سنبدأ؟ قلنا احنا من وفاة أسد الدين شركوه عام خمس مئة وكم؟ أربعة وستين في مصر. وقلنا كأن أسد الدين شركوه رحمه الله تعالى، وهو ذلك القائد البطل العسكري وكأنه أنجز مهمته وأدى ما عليه، فقبض الله روحه سبحانه وتعالى. اه والمهمة التي أنجزها هي السيطرة على البلاد المصرية من ناحية قتل شاور وتخليصها من الصليبيين وما إلى ذلك.

اه دعونا نبدأ بنص، ما دام احنا يعني محتفين بالكتاب اليوم "سنا البرق الشامي" خلينا نبدأ بنص من الكتاب مباشرة في هذه الوفاة وما تبعها، ثم بعد ذلك نرجع إلى كتابنا الأصل وندخل في قضية الأحداث. طبعاً الأحداث اليوم يا جماعة الخير يعني أنا كاتب فهرس للأحداث، الأحداث يعني فوق العشرة عناوين تقريباً، اه ما أدري حتى نلحقها ولا نلحق كم نلحق منها الله يسهل إن شاء الله. طيب ناخد آآ نبدأ بالعماد في وفاة، يقول رحمه الله تعالى: "ولما تسنى أمر أسد الدين وعلى سنا سلطانه، وملك بملكه زمام زمانه، وقرأ غرار الكر وغرار الضبا في أجفانه، ففاجأه القدر وجاءه الكدر في صفائه، وقضى القضاء لأمله بانقضاءه، فخمدت ناره وغاض ماؤه، وتوفي يوم الأحد الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، ولما فرغ العسكر بعد ثلاثة أيام من التعزية اختلفت آرائهم واختلطت أهوائهم، وكاد الشمل لا ينتظم والخلل لا يلتئم.

فاجتمعت الأمراء النورية على كلمة واحدة وأيد متساعدة، وعقدوا لصلاح الدين. وقالوا هذا مقام عمه، وألزموا صاحب القصر بتوليته، ونادت السعادة بتلبيته، وشرع في ترتيب الملك وتربيته، وفض ختوم الخزائن، وفرق ما جمعه أسد الدين في حياته". ايش يعني فرقه؟ وجمع وسط الدين، أي ما جمعه من الغنائم والأموال وكذا، فرقها صلاح الدين وكان يعني آآ كريماً جداً. وفرق ما جمعه أسد به في حياته، ورأى أولياؤه تحت ألوِيَّته وراياته وأحبوه. وهنا قال كلمة برأيي أنها تلخص شخصية صلاح الدين الأيوبي، على الأقل من بعض الجوانب، يقول: "ولم تزل محبته غالبة على مهابته". هذه كلمة من يعني أجمع الكلمات في تلخيص شخصية صلاح الدين. ولم تزل محبته غالبة على مهابته، وبطبيعة الحال المحبة لها أسباب والمهابة لها أسباب. فصلاح الدين كان آخذاً بأسباب المحبة أكثر من كونه آخذاً بأسباب المهابة. وهو يبالغ في تقريبهم كان أنهم ذوو قرابته، وما زاد الملك آآ أو ما زاده الملك إلا ترفعاً، وما زاده إلا تأصلاً في السماح وتفرعاً. وكتب له العاضد من القصر منشوراً ونعته بالملك الناصر إلى آخر الكلام. جيد، تمام، هذه بداية الآن آآ طيب، هذه بداية للحدث في وفاة أسد الدين شركوم، وفي تولي صلاح الدين رحمه الله تعالى اه الوزارة.

طيب آآ الآن لما توفي أسد الدين شركوه رحمه الله تعالى، وحصل خلاف في تولية الوزارة. من الذي يتولى الوزارة بعد أسد الدين شركوه؟ طبعاً احنا نقول لمن الذي يتولى الوزارة؟ احنا الآن في دولة، هذه الدولة قد اعتادت منذ سبعين ولا ثمانين سنة أن المتصرفين أن المتصرفين فعلاً هم من هم الوزراء. لذلك منصب الوزير الآن ما هو منصب شرفي، بمعنى أنه ايهما أكثر تأثيراً في الواقع المصري؟ الحاكم الفاطمي أم الوزير؟ الوزير. فاحنا الآن أمام شخص يستلم استلام له تأثير كبير جداً. وطبعاً هذا يقودنا إلى فكرة وهي قضية اه أن صلاح الدين اه استلم وزارة في دولة فاطمة، دولة منحرفة. فكيف لصلاح الدين أن أن يأخذ وزارة آآ تحت تحت هذه السلطة المنحرفة أو تحت هذه الدولة اه التي لا شك عندها إشكالات كبيرة جداً جداً. وآآ الكلام هنا على أن صلاح الدين وعلى أن منصب الوزارة أصلاً الذي أخذه صلاح الدين هو منصب مختلف عما يمكن أن يتبادر إلى الذهن من الصور السياسية المعاصرة، يعني ممكن واحد يظن أنه صلاح الدين لما استلم الوزارة الآن فهو محكوم بسلطة الحاكم الفاطمي.

ولازم يعني يمشي على نظام الدولة الفاطمية اه، أنه في نظام شمولي، وأنه هو يصير عبارة عن منفذ ومطبق للقرارات، أنه في نظام في دستور تفصيلي، وفي مهام محددة وواضحة للوزير وهو لازم يلتزمها واحد اثنين ثلاثة، فإذا ما التزمها راح يعاقب وراح يفصل. جيد، لا القضية مختلفة تماماً. القضية هو لما استلم الوزارة هو فعلياً استلم القرار والأمر والنهي. ولذلك كان يقرر القرارات وسيأتينا إن شاء الله القرارات هذه التي قررها، كان يلغي فيها بعض ما هو من صميم فكرة الدولة. يعني دولة قائمة على التشيع، اه وبعد ذلك يأتي صلاح الدين يلغي الأذان بحي على خير العمل. فاهمين الفكرة؟ يعني هو هو مو أنه أنه بس يقدر يتصرف تصرفات مثلاً متعلقة بالجيش، لا هو استطاع أن ينزع من الدولة صميمها، صميم الفكرة التي قامت عليها، فهمتوا الفكرة؟ فهذه قضية يعني اه حتى ما ما يتمسك باللفظ أن صلاح الدين تولى وزارة تحت دولة آآ منحرفة، آآ وبالتالي يؤخذ هذا المعنى فيعمم على أي سياق سياسي، وأنه القضية لا، هي القضية مختلفة، قضية مختلفة طبيعة السياسة، طبيعة الدول، طبيعة الوزارة اه، طبيعة الدولة الفاطمية في تلك المرحلة مختلفة عن الوضع في اه اه يعني في مختلف يعني كل زمن له أنظمة سياسية معينة لها طرقها ولها آلياتها.

نحن نعيش في زمن الأنظمة الشمولية التي اه لو وجد فيها شخص اه يستلم اه يعني خلنا نقول منصب معين، فهو ضمن هذا النظام الشمولي اللي هو يكون في أقرب ما يكون للمنفذ اللي له تحيات معينة، أما صلاح الدين فبعكس ذلك كان هو هو كان مُنشئ الصلاحيات أصلاً. طيب، فهذه هذه نقطة وتنبيه مهم، وإن شاء الله حيجينا ايش اللي راح ايش اللي كان عمله صلاح الدين رحمه الله تعالى في اه في مدة حكمه. طيب قال ابن الأثير: "أما كيفية ولاية صلاح الدين، فإن جماعة من الأمراء النورية الذين كانوا بمصر طلبوا التقدم على العساكر وولاية الوزارة. منهم الأمير عين الدولة الياروقي" وإلى آخره، يسمى مجموعة. وثم اه قال: "فأرسل الخليفة العاضد إلى صلاح الدين فأمره بالحضور في قصره ليخلع عليه خلع الوزارة ويوليه الأمر بعد عمه". ابن الأثير له تفسير ليش العاضد الفاطمي اختار صلاح الدين تحديداً للوزارة، برأيه يعني. ابن أثير يقول: "وكان الذي حمل العاضد على ذلك ضعف صلاح الدين". فإنه ظن أنه إذا ولي صلاح الدين، طبعاً ضعفه لا يقصد فيه ضعفه في نفسه، وإنما ضعفه من جهة العسكر، أنه صلاح الدين ترى هو صلاح الدين كان تابع لمين؟ كان تابع أسد الدين شركه. جيد تتذكروا احنا ما قلنا أن لما نور الدين أرسل مع أسد الدين شركه أرسل أمراء حرب. صح ولا لا؟ هذول أمراء الحرب كل أمير معاه عسكر، فهمتوا الفكرة؟ آآ وصلاح الدين قد يكون هو عنده جزء من العسكر هؤلاء، لكن ليس هو مادة الجيش الأساسية مع صلاح الدين. جيد. وهذا كمان يفهمنا كيف كان يعني السيستم شغال فاهم يعني، يعني فكرة الجيوش اللي كانت موجودة هناك كيف كانت تشتغل ترى، لا تظنوا أنه في جيش موحد للدولة فهمتوا الفكرة؟ في جيش كذا كامل واحد في رتب معينة ولا لا، ترى الوضع مختلف.

وكانت الفكرة في أمراء، هذول أمراء واحد أمير حمص، وواحد أمير بعلبك، وواحد أمير حلب، واحد أمير ما ادري كذا، وكل أمير عنده مماليك وعنده جيش. فلما يجي نور الدين يبغى يبغى يعمل حملة كبيرة أو يقاتل الصليبيين قتالاً كبيراً، ايش يسوي؟ يوجه رسالة إلى صاحب مثلاً حلب وإلى صاحب حمص وإلى صاحب كذا، يقول له يا ابن الحلال عندنا قتال أرسل لنا جيش، وأحياناً يجي هو بنفسه. واضح الفكرة؟ طيب هنا عبد الأثير يقول: "وكان الذي حمل العاضد على ذلك ضعف صلاح الدين، فإنه ظن أنه إذا ولي صلاح الدين وليس له عسكر ولا رجال كان في ولايته بحكمه ولا يجسر على المخالفة". يعني كان العاضد حاط في باله هذه الفكرة، وأنه يضع على العسكر الشامي من يستميلهم إليه، فإذا صار معه البعض أخرج الباقين وتعود البلاد إليه. وفي بعض الرسائل وبعض الكتابات التاريخية تدل على أنه فعلاً كان العاضد يريد بعد ما تم له ما تم فعلاً كان يبغى يعمل آآ ايش كان بيسوي؟ كان وده أنه يطلع العسكر على اه الشرقية في مصر فيصيروا بين الفاطميين وبين مين؟ وبين الصليبيين تمام؟ في عضو مقطعات هناك ويجلسوا هناك خلاص ويعسكروا ويخيموا ويجلسوا خلاص يسكنوا هناك، فإذا جو طالبين إلى مصر يلقوا الجيش النوري ها، وأتباع صلاح الدين وأتباع نور الدين موجودين هناك فيتقاتلوا معهم. فكأنه يقول ايش خن نريح راسنا من الاثنين، من الصليبيين ومن العسكر هذول اللي بلش فيهم الفاطمي. يعني العسكر هذا، هذول عسكر كبير جداً ولذلك ترى هو أرسل إلى نور الدين، الفاطمي هذا أرسله لنور الدين، يعني قال له جزاك الله خير وكذا، بس أنه يعني لو تشيل الشباب ترجعهم عندك اه، وتبقي صلاح الدين هم المعالي هم اللي هو صار وزير أصلاً. بس البقية العسكر، لأنه في عسكر كثير، لأنه كلامنا الأثير الآن يفهم منه أنه ترى يمكن أقل واحد عنده عسكر هو صلاح الدين، جيد، وفيه عساكر أخرى. فعموماً اه طيب. قال: "فامتنع صلاح الدين وضعفت نفسه عن هذا المقام، فألزم بها وأخذ كارهاً، أن الله لا يأجر من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل، فلما حضر في القصر خلع عليه خلعة الوزارة، الدبة والعمامة وغيرها، ولقب بالملك لقب الملك الناصر، وعاد إلى دار أسد الدين، فأقام بها ولم يلتفت إليه أحد من أولئك الأمراء الذين يريدون الأمر لأنفسهم، ولا خدموه". هذا كلام ابن الأثير.

طيب يا جماعة أنا ما أبغى أدخل في كلام كثير لأنه في في أكثر من رواية في الموضوع. لكن يبدو فعلاً حصل حصل بعض الخلاف بين أمراء نور الدين بمن يتولى الوزارة. آآ النص اللي قرأناه من عماد الدين أنه ايش؟ اجتمعت الأمراء النورية. ايه لا لا هنا ما قال، هنا في "سنن البرقشان" ما ذكر. لكن هنا في عدة روايات، ومنها ذكر حتى أنا أشرت إليه ترى في اللقاء الماضي أن الفقيه عيسى العكاري كان له دور في إقناع أمراء النورية أنهم يعني ايش يكونوا مع صلاح الدين، وكان يعني ايش يستعمل أسلوب حتى في دهاء يعني في إقناعهم وجمع كلمتهم آآ إلا الياروقي، قال آآ ابن قال ابن الأثير يقول: "فلم تنفعه رقاه ولا نفذ فيه سحره". عارف رقاه وسحره يعني رقى الشيخ العكاري وسحره يقصد البيان والأسلوب اللي جالس يستعمله، ما مشي مع عين الدين اه الياروقي، وقال: "أنا لا أخدم يوسف أبداً". وعاد إلى نور الدين ومعه غيره، فأنكر عليهم فراقه وقد فات الأمر ليقضي الله أمراً كان مفعولاً. طيب.

الآن عندنا رواية راح أرجع بعد شوية عندنا رواية، وهنا تجي يا جماعة فائدة مهمة جداً في قراءة التاريخ وفي دراسة التاريخ، هل هي التأكد من صحة المصادر والمراجع، والنظر في الإشكالات التي قد تطرأ في بعض المصادر، وعدم التأثر بالمقولات السلبية التي آآ يظهر من النقد أنها سلبية من النقد العلمي. طعم مو معناه أنه احنا إذا في رواية مو عاجبتنا في التاريخ نقول لا، يعني احنا بس ندور على البطولات وندور على أشياء إيجابية، لأنه كمان هذه مشكلة ثانية. صار عندنا مشكلتان. المشكلة الأولى مشكلة الاعتماد على الروايات اللي فيها إشكال في ثبوتها أو في صحتها اه أو في شذوذها. المشكلة الثانية هي مشكلة ايش؟ ايوة انتقاء الجميل فقط ورسم صورة حالمة للتاريخ الإسلامي ما في أخطاء، ما في إشكالات، والناس كلها كانت كويسة، وأي أحد كان له فتوحات أو شيء فهو ما عنده أخطاء وأموره تمام. في غاية هذه مشكلة أيضاً. جيد، فعندنا مشكلة أن ننتبه منهما. المشكلة الأولى هذه اللي هي مصادر الضعيفة أو الروايات اللي فيها إشكال أو كذا. هذه ترى يعني وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هذه ترى تكون خطيرة اه خاصة لما تكون متعلقة بالصحابة، وكثير من من الكتب التي نقلت الأمور المتعلقة بالصحابة تعتمد على مصادر ضعيفة من حيث الثبوت. وهذه مشكلة كبيرة جداً. وحتى بعض المصادر التي كتبها علماء وأئمة وليست أنه القضية قضية مدسوسة يعني فضلاً عن الكتب التي آآ التاريخية أو الأدبية التي ينتمي أصحابها إلى التشيع مثلاً، وفي طبيعة الحال موقفهم من الصحابة أصلاً في إشكال. لكن حتى بعض الكتب السنية يعتمد في رواياتها على أمور ضعيفة. فهنا آآ اه يكون هناك إشكال.

ليش أقول هذا الكلام الآن؟ يقول هذا كلام لأنه احنا عندنا نقل طويل هنا في "الروضتين" نقله أبو شامة، نقل آآ يعني إلى الآن أطول نقل رأيته في الكتاب، وأتوقع قد يكون هو أطول نقل فيما يأتي من الأحداث، هذا المجلد الثاني الآن اللي هو عن ابن أبي طي اللي هو حنتقدم معانا أنه ايش؟ هو المؤرخ الشيعي الأهم من حيث المرجعية التاريخية بالنسبة المؤرخين الشيعة في تلك المرحلة، نقل عنه أربعين صفحة تقريباً. أربعين صفحة. طبعاً هو دايماً ينقل عنه، لكن هنا في هذا الموضع تقريباً أربعين صفحة مع التعليقات اليسيرة. فهذا النقل فيه أمور شاذة، في أمور شادة، وهذه الأمور الشاذة علق عليها أبو شامة بنفسه. ولأجل ذلك حقيقة آآ أثبت لنا أنه يعني جيد هذا المنهج النقدي، هذه طبعاً تعرف الذهبي يقوم به دائماً يعني. اه فننتبه لمثل هذه القضايا. ايش النقل اللي طبعاً هو نقل في تفاصيل كثيرة طبعاً هو مع في العموم، هل ابن أبي طي هذا الشيعي الذي ينقل عن تلك المرحلة هل هو بشكل عام رواياته عن تلك الحقبة اه موثوقة ولا غير موثوقة؟ الجواب موثوقة، جيد، الجواب بشكل عام موثوق، لكن فيها ما يستنكر اه. ايش اللي هنا ذكره؟ هو يقول لك أنه أول شي نور الدين فرح بالفتح اللي صار وقتل شاور وكذا، لكن لما تولى اه أسد الدين شاركوه الوزارة، نور الدين ما عرف ينام من الهم والقلق، طيب ليش؟ لأنه يعني صار وزير للدولة الفاطمية ويمكن يستبد في الأمر بدونه وكذا وإلى آخره، فهو جلس ثلاث أيام ما هو وقادر لا يرتاح ولا مدري ايش من الهم والقلق والكذا، فهذا الكلام اللي ذكره ابن أبي طي. وحقيقة هذا الكلام فيه ما فيه من الإشكال آآ سأقف معه الآن إن شاء الله. قبل ما ندخل في الأحداث الأخرى خلني أقول لكم بعض ما ذكره. يقول ابن أبي طي: "يقول ولما اتصل بنور الدين فتح الديار المصرية فرح بذلك فرحاً شديداً، وواصل الحمد والثناء على الله، إذ كان في زمنه وعلى يده، وأمر بضرب البشائر في جميع ولايته وتزيين جميع بلاده، وجلس الهناء بذلك، وأنشده الشعراء في فتح عدة أشعار. غير أنه لما اتصل به أن أسد الدين وزر للعاضد واستبد بالامر في ذلك الصقع، أو الصقع أمضه ذلك وأقلقه، وظهرت في مخايل قسماته وفلتات كلامه الكراهية. وأخذه وأخذ في الفكرة في أمره وسهر له ليالي، وأفضى بسره إلى ابن الداية". جيد، وبعدين نقل عن واحد أنه يقول: اه والله ما ابتهج نور الدين بفتح مصر، ولقد كان بوده أن لا أن لا يفتح، وأن لا يصير أسد الدين وصلاح الدين إلى ما صار إليه، ولقد ظهرت الكراهية منه في لذلك في ألفاظه ووجهه. ولقد اعمل الحيلة في إفساد أمر أسد الدين وصلاح الدين فما تهيأ له، لا سيما ثم بلغه حصول صلاح الدين على خزائن مصر، فإنه أقام ثلاثة أيام لا يقدر أحد أن يراه واهتم لذلك حتى أفضى عليه الهم، ولو لم يكن الفتح إليه منسوباً وعليه فضله محسوباً لما صبر على ما جرى، ولا أغضى للملك الناصر على القذى. تمام كلام واضح في تحامل اه شديد. طبعاً هذا بعدين حيجينا أنه لا في خلاف حقيقي بعدين صار، لكن ليس الآن. ليش هذا الكلام باطل؟ هذا كلام باطل من قرائن من أكثر من جهة يعني. وسيأتي كلام الآن ابو كلام أبي شامة. وقضية الروايات الأخرى أصلاً في الروايات الأخرى تخالفه.

طبيعة تعامل نور الدين مع صلاح الدين أول ما تولى الوزارة، كيف كان؟ جيد، راح يبان معانا كيف الأمور مختلفة تماماً عما قاله ابن أبي طي. وليش قال كذا ابن أبي طي أصلاً؟ طيب نسمع الآن أول شيء أبو شامة، حاول أبو أسامة استخدم أسلوب اللي هو "لو صح شيء مما قيل فهذا وجهه" هذا لو صح أصلاً، جيد، وبعدين جاب ما يعارضه من الرواية. فمنهج نقدي جيد يعني. يقول آآ أبو أسامة: "لعل نور الدين إنما أقلقه من ذلك كون أسد الدين وزر للعاضد، فخاف من ميله إلى القوم وإلى مذهبهم" شوف الحين هذا زاوية يعني من من النقد يعني. "وأن يفسد عليه جنده بذلك السبب". هذا إن صح ما نقله ابن أبي طالب. جيد، بعدين ايش يقول؟ يقول آآ أو خل نرجع هنا لسه نقل الكلام الثاني عن ابن أبي طيب، عن عن ابن أبي طي، نقل عن والده، جيد، والده كان معاصر للأحداث، جيد.

طيب بعدين يجيك أبو أسامة يقول لك: "يا حبيبي أنت اللي ناقلني عن أبوك في هذا الحدث؟ أبوه مين هو؟ أبوه كان أحد رؤوس الشيعة في حلب، وقد طرده نور الدين زنكي من حلب"، فهمتوا الفكرة؟ يعني مو بس أنه هو عنده تشيع، لا، هو الفكرة أنه بينه وبين نور الدين عداوة أصلاً. واضح؟ فأنا فهو يقول: "اه نقل نقل عن أبيه"، ثم قال اه أبو أسامة رحمه الله، شف جاب أكثر من من نفس الشيء بأكثر من خيار. يقول: "قلت هذا كله مما تقتضيه الطباع، تقتضيه الطباعة البشرية والجبلة الآدمية، وقد أجرى الله سبحانه وتعالى العادة بذلك إلا من عصى إلا من عصم الله، ومن أنصف عذر، ومن عرف صبر. والذي أنكره نور الدين إفراط صلاح الدين في تفرقة الأموال واستبداده من غير مشاورته". هذا مع أن ابن أبي طي متهم فيما ينسبه إلى نور الدين مما لا يليق به، فإن نور الدين كان قد أذل الشيعة بحلب، وأبطل شعارهم، وقوى أهل السنة. وكان والد ابن أبي طيم الرؤوس الشيعة فنفاه من حلب، وقد ذكر ذلك كله ابن أبي طيء في أبيه مفرقاً في مواضع، فلهذا هو في هذا الكتاب الذي له كثير، فلهذا هو في هذا الكتاب الذي له كثير الحمل على نور الدين رحمه الله. كثير الحمل على نور الدين، فلا يقبل منه ما ينسبه إليه مما لا يليق به، تمام ولا مو تمام يا جماعة الخير؟ تمام ولا مو تمام؟ طيب الآن باقي وجه واحد من النقد اللي هو ايش؟ ها؟ ايوا اللي هو الآن المواقف المعارضة، المواقف المعارضة. مو تفسير الموقف ولا حتى اللي هو القول أنصح اه، أو أو حتى القول بأنه في إشكال في الصحة من حيث يعني لا، وإنما النقل بما يعارضه.

قال أبو شعبة: "وقد وقفت على كتاب بخط نور الدين رحمه الله يشكر فيه من صلاح الدين، وذلك ضد ما قاله ابن أبي طيء". كتب نور الدين ذلك الكتاب إلى الشيخ شرف الدين ابن أبي عسرون رحمه الله وهو بحلب ليوليه قضاء مصر، صورته. طبعاً هذا الكتاب تتذكروه وقرأناه في الدرس الأول ها، في الدرس الأول قرأناه، القاضي لما قال له ابغاك تروح مصر، قرأناه بالدرس الأول أو الثاني. اه يقول: "حسبي الله وكفى، وفق الله الشيخ الإمام شرف الدين إلى طاعته" إلى آخر الكلام. "يقول أنت تعلم أن مصر اليوم قد لزمنا النظر فيها، فهي من الفتوحات الكبار التي جعلها الله تعالى دار إسلام بعد ما كانت دار كفر ونفاق، فلله المنة والحمد". طيب احنا الحين نبغى ناخذ الشاهد اللي هو ايش في الكتاب هذا؟ اثنين صلاح الدين. يقول اه: "وقد كتبت هذا بخطي حتى لا تبقى عليّ حجة، تصل أنت وولدك إلى عندي حتى أسيركم إلى مصر والسلام بموافقة صاحبي واتفاق منه صلاح الدين وفقه الله. فأنا منه شاكر كثيراً كثيراً كثيراً، جزاه الله خيراً وأبقاه، ففي بقاء الصالحين والأخيار عظيم منفعة لأهل الإسلام. الله تعالى يكثر من الأخيار وأعوان خير، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً زيت". هذا الآن كمان واحدة من الأمور التي اه تدل على اه بطلان كلام ابن أبي طيب. تمام ولا مو تمام يا جماعة الخير؟ أكيد تمام، يحتاج نجيب أمثلة ثانية ولا يكفي هذا المثال؟ في أمثلة ثانية. ناخد مثال مثالين سريعاً.

طيب في كلام جميل اه يقول مين اللي يقول هنا؟ ابن الأثير، أول شيء شفتوا الياروقي اللي رفض يطيع صلاح الدين؟ ورجع لنور الدين. يقول ابن الأثير: "فأنكر عليه فراقه". جيد، هذا واحد. ثم قال: "وكان نور الدين يكاتب صلاح الدين بالأمير الأسفه سيلار، أسفل سيلر، يعني مقدم الجيش أو قائد الجيش، ويكتب علامته في الكتب تعظيماً أن يكتب اسمه. ولا يفرده في كتاب بل يكتب الأمير الأسفة سيلار صلاح الدين وكافة الأمراء بالديار المصرية يفعلون كذا وكذا". طيب بعدين يقول لك اه: "وأرسل صلاح الدين يطلب من نور الدين أن يرسل إليه إخوته". هذا الآن موقف الكم يعتبر المضاد لكلام النبي طي؟ الرابع، الكلام الأول قلناه اللي هو ايش؟ كان الرسالة اللي الفقيه ابن أبي عصرون، وإنكار على اليورقي، والأسفه سيلار هذه، والحين الرابع، جيد. صلاح الدين أرسل إلى نور الدين يطلب إخوته، إخوته طبعاً قادة وخاصة هذا اه. "فلم يجبه إلى ذلك وقال: أخاف أن يخالف أحد منهم عليك فتفسد البلاد". ثم أن الفرنج اجتمعوا إلى يسيروا إلى مصر، فسيروا نور الدين عساكر وفيهم إخوة صلاح الدين. شوفوا الكلام يا جماعة الخير، منهم شمس الدولة تران شاه بن أيوب وهو أكبر من صلاح الدين سناً. طبعاً أكبر سناً هذه في ذيك الزمن فيها استحقاقات كثير. أكبر سناً هذي قصة طويلة جداً في الاستحقاقات السياسية والاستحقاقات الكذا. جيد، بمجرد أنك أكبر. شوفوا الكلام يا جماعة، الكلام المهم جداً. كلام من نور الدين إلى مين؟ لا يا جماعة مصطلح الدين إلى توران شاه بن أيوب، طيب ها يا شباب، أبو جوالات معانا ولا مركزين ولا منتوا مركزين؟ طيب واحد عريس وواحد مدري ايش، بس يمكن يكونوا مشغولين بتسهيل الفوائد في الدرس. طيب اه ايش قال لك يا أبو عمر؟ حياك الله. طيب سمعتش قلنا عن الشباب ولا؟ مع اللاب توب. طيب، بس يعني هذه رسالة مهمة، لازم لازم نشوف يعني ايش قال ابن أيوب. يقول لتورانشاه: "حنا أخوه الأكبر هو إن كنت تسير إلى مصر وتنظر إلى أخيك أنه يوسف الذي كان يقوم في خدمتك وأنت قاعد فلا تسر". جيد، "فإنك تفسد البلاد وأحضرك حينئذ وأعاقبك مما تستحقه". تذكروا احنا بنتكلم عن شخصية نور الدين ها، ما يفرق معاه أمير جيش واحد مدري ايش كبير صغير، قال له إذا أنت بتروح باعتبار أن يوسف هذاك الصغير اللي كان يخدمك ها، لا تروح. ولو ترى ها، أفسدت ولا شيء تراني سأحضرك وأعاقبك، وإن كنت تنظر إليه أنه صاحب مصر وقائم فيها مقامي وتخدمه بنفسك كما تخدمني فسر إليه وأشدد أزره وساعده على ما هو بصدده، فقال أفعل من الخدمة والطاعة ما يصل إليك إن شاء الله، فكان كما قال. يا جماعة الخير هنا عندي وقفة سريعة وهي أنه فعلاً ذلك الزمن وتلك المرحلة لو لم يقيض الله سبحانه وتعالى للأمة مثل نور الدين بمثل هذه الشخصية ترى كان صعب جداً جداً أن تتحرر الأمة من المشكلة التي كانت فيها. احنا مو دايماً نقول في القواعد الإصلاحية "لكل زمن مشكلاته" وأنه من أهم أدوار المصلحين معالجة المشكلات الكبرى. طيب هناك كان في مشكلات كبرى، مشكلة كبرى خارجية، ومشكلة كبرى داخلية. المشكلة الكبرى الخارجية ما هي؟ الاحتلال الصليبي، قولاً واحداً. احتلال صليبي لا يقارن حتى بمقدار الاحتلال آآ الصهيوني الآن لفلسطين. أوسع، كل بلاد من من جنوب تركيا إلى آآ شمال مصر أو جنوب آآ فلسطين. كل هذا كله كاملاً على الساحل بيد الصليبيين. يعني تتكلم عن احتلال، ومن جملتها طبعاً القدس وبالكامل، وما في تقسيم ولا شوي، كله محتل تماماً. ايش المشكلة الكبرى في ذلك الزمن؟ مشكلة خارجية، مشكلة الاحتلال.

طيب، كما نقول دائماً يا جماعة الخير، وهذا الكلام في غاية الأهمية. لماذا لم يتحرر المسلمون وقد أمضوا عشرات السنين قبل نور الدين؟ لماذا لم يتحرروا من ذلك العدو الصليبي؟ وترجع أنت تعيد هذا السؤال في كل زمن من الأزمنة. لما نتكلم عن مشكلة كبرى أياً كانت، مشكلة احتلال ولا أي مشكلة أخرى. لماذا لم يتحرر المسلمون من هذه المشكلة؟ احنا ما نتكلم عن سنة ولا سنتين ولا خمسة، نتكلم عن خمسين سنة ستين سنة. نرجع نقول المشكلة الكبرى التي كانت موجودة في الوضع الداخلي ما هي؟ التفرق والتنازع، واستبداد كل صاحب ملك بملكه، وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة. تحترق الدنيا الله المستعان، يعني كان فيه الله المستعان اهون من أنه ما يصير فيه الله المستعان أصلاً. فتحترق الدنيا يروح المسلمين الله المستعان، لكن ملكي أموري تمام. جيد، ترى مو أن هم يعني ترى كانوا يكرهون الإسلام ولا يبغوا الصليبيين يحتلوا، لا لا، بس هي ملك شخصي، جيد. طيب كل شيء كان ممكن يحرك المسلمين صار قبل نور الدين زنكي، يعني كل شيء من المآسي، قتل الأطفال والنساء والكبار والشيوخ، السبي، سبية نساء المسلمين واقتياد النساء إلى بلاد الصليبيين أسيرات مسبيات. كل هذا صار قبل صلاح الدين وقبل نور الدين، يعني كل الموجبات للتحرك حصلت، لكن ما صار تحرك، ما صار تحرك. لما نقول ما صار تحرك قصدي ما صار تحرك عليه الكلام يعني، صارت محاولات بسيطة من هنا من هناك كذا، شيء لا يذكر. لماذا؟ نفس الشيء، تصطدم بالمشكلة الداخلية. جيد، ايش اللي سواه نور الدين؟ اللي سواه نور الدين أنه أول شيء عمله قضى على المشكلة الداخلية، حتى ولو كان قضاء مؤقت، المهم أنه قضى على المشكلة الداخلية. وبعدين ما قضى عليها بقضية أنه الله يخليكم يا جماعة الخير وتحاولوا وكذا، الوضع في ذلك الزمان ما كان يسمح بأنه الناس تستجيب، جيد. وإنما أتى بها بالقوة، طبعاً كان يسايس، كان يداري، كان يستعمل الحيلة والدهاء وكذا، لكن ما جابها إلا بالقوة. لما انتظم أمره في بلاد الشام صارت المعادلة مختلفة مع الصليبيين، صار الصليبيون يخافون. أول، أول يا جماعة الخير قبل نور الدين إذا كان الصليبيون يريدون أن يخافوا من أحد ممن يخافون وممكن في خوف يعني بس من مين؟ والله مثلاً حصن بعلبك، لحصن حمص، فاهمة الفكرة؟ يعني يخافوا من شيء جزئي. أعلى ما فيها أنه ايش يسووا؟ يروحوا يحاصروا الحصن ويتقاتلوا معاه يطيحوه، أو على الأقل يضيقوا عليه. ما في ما في شخصية مخوفة مركزية، لما جاء عماد الدين زنكي طبعاً قبل نور الدين صار فيه خوف، بس ترى خوف جزئي. يعني خوف جزئي أنه هو بس ترى في البلاد في شمال بلاد الشام، اللي هو في حلب، جيد، في الموسم. يعني بس أنه حلب هي اللي جهة الصليبيين اه، أما شسمه بقية البلاد المحتلة ما كانوا يخافوا من أحد. دمشق كان فيها حاكم موالي لهم أصلاً، جيد. فهذه مشكلة كانت كبيرة جداً جداً. متى ازدادت المعادلة بهاء، وصارت القضية فعلاً فعلاً صارت، صار في معادلة مختلفة في الواقع وفي الواقع الإصلاحي؟ متى؟ كمان ازدادت لمن أخذ مصر، هلأ نوحد بلاد الشام زادت القضية، أخذ مصر أيضاً. لما أخذ مصر، شف يا جماعة، ترى أي واحد يقرأ في التاريخ يفهم الواقع، واقع المسلمين يعرف المعادلة. وطبعاً تزيد عليها في الأساس كقضية إيمان وتوكل على الله وصدق. النتيجة يا جماعة، النتيجة الطبيعية التي كانت ستحدث من توحد الشام ومصر هي ايش؟ إزالة المحتل. انتهينا، نقطة، خلصنا. واضح الفكرة؟ يعني نرجع مرة ثانية، لو كان نور الدين أول ما استلم الحكم في خمس مئة وواحد وأربعين، انطلق بالجيوش الإسلامية إلى بيت المقدس، قبل ما نقول أنه ما حتتحقق النتيجة، نقول ايش؟ قلت جيوش إسلامية؟ وين الجيوش إسلامية من جد؟ وين الجيوش الإسلامية راح ينطلق فيها؟ ما في شيء اسمه جيوش، جيوش أنها تجتمع على كلمة واحدة. في جيوش صح، كل واحد كل صاحب بلد عنده جيوش. بس مين اللي يجمعهم؟ ولماذا يجتمع معك؟ أنا اجتمع معاك تروح تسقط الصليبيين بعدين تاخذ أرضي، يلا عمي روح شف لك شغلة ثانية. تبي تروح تستشهد روح قاتل الصليبيين، ما راح أقول عنك إرهابي بس روح قاتل، مالي دخل فيك، بس أهم شيء ملكي يبقى، ما راح اه، لأنه لسه يحبوا الكذا إلى آخره. بس أنه بس ما تسقط ملكي. هذه هذه أهم شيء. واضح الفكرة؟ فما في شيء اسمه يقدر يروح يقاتل جيوش، يأخذ الجيوش الإسلامية ويقاتل اه الصليبيين. هذه يا جماعة من أهم الفوائد اللي احنا ممكن نخرج فيها. واضحة ولا مو واضحة؟ مهمة ولا مهمة؟ مستوعبين أهميته ولا لا؟ طيب عشان كذا كنتيجة إذا عشنا في زمن فيه مشكلات خارجية كبرى، وكانت فيه مشكلات داخلية حقيقية في قوام الصف الإسلامي ومادته، فثقوا تماماً أن المشكلات الخارجية لن تُحل إلا بحل المشكلات الداخلية في داخل الصف الإسلامي. وأنا ما قلت تُحل المشكلات يعني كل المشكلات الجزئية، ولا أنا أتكلم يُحل، تُحل المشكلات التي لها علاقة بايش؟ لها علاقة بإمكان الحل الخارجي. نقطة، معادلة واضحة ومحكمة ومهمة ومركزية. طيب ما عرفتش أحسكم نعسانين اليوم، أو أنا أسلوب بارد ومل ما أدري ايش، حاسكم كذا يعني ها؟ ماش. طيب. طيب يا جماعة الخير.

ها؟ لا لا تقول لي وين كنا جالس تتكلم من أول، طبيعي تعرف وين كنا، كنا، ما هي استنتاج خطير. وين كنا؟ قل لي وين كنا في نهاية المحاضرة السابعة، عشان تثبت لي أنك أنت مصحصح معاي. طيب آآ عشان تتخيلوا يا جماعة ايش اللي تغير من المعادلة، في واحد من احنا قلنا المراجع ميزة المرحلة ديك تلك يا جماعة أنه ترى المراجع اللي كتبت فيها وعنها من معاصرين ومقاربين ويعني متخصصين وكذا، مراجع كثيرة جداً. اه هذا الكتاب اللي تكلمت عنه أيضاً مراراً، اللي هو كتاب اه "صلاح الدين القائد وعصره". طبعاً هذا الكتاب ترى يذكر بالروضتين فيما يتعلق بصلاح الدين فقط. يذكر الروضتين من جهة واحدة، يعني الروضتين ايش قلنا؟ قلنا ينقل كلام كل المراجع الأساسية بالنص كاملاً، صح، هذا الروضتين. أما هذا لا، هذا نقول لك سطر سطر ونص ويجمعها مع بعض عشان يطلع لك الرواية ملخصة. فهمتوا الفكرة؟ طبعاً يزيد عنده بعض المراجع زائد على آآ الروضتين، بعض بعض المراجع اللي يعتمد عليها أصلاً جاء بعد الروضتين، وبعضها مثلاً عنده مرجع من المراجع المتعلقة بتاريخ الصليبيين أنفسهم يعني. فهو اللي هو ويليام الصوري دائماً اه ينقل عنه كثيراً آآ كواحد من أهم المراجع النصرانية المتعلق بتلك المرحلة آآ وهو مرجع طبعاً آآ له قيمته التاريخية. خليني أقول لكم يا جماعة نص عن ويليام الصوري نفسه، نفهم منه ايش اللي صار. كيف المعادلة تغيرت. شوفوا يا جماعة الخير، صفحة اين الصفحة، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، استغفر الله العظيم. طيب صفحة مئة وواحد وعشرين في كتاب صلاح الدين ها، لا لا مو ليس روضتين، بس شوفوا الكلام المهم. طيب، هذا كلام عن نقل عن ويليام الصوري، تمام. يقول اه: "شف لي شف لي كم توفي ويليام الصوري هذا بالضبط قبل ما نبدأ بالنص، هم كم بالهجرة كم يعني؟ ألف ومئة ألف ومئة وستة وثمانين كاتبين اه كم الهجري يعني؟ هو معاصر عموماً صح؟ لا، ها لا لا كم بالهجرة؟" خمس مئة وثمانين، خمس مئة واثنين وثمانين. طيب، فهو يعني أحد أهم المراجع المعاصرة لتلك الحقبة. ماذا يقول يا جماعة الخير كمؤرخ اه نصراني أو صليبي أو عن آآ يعني اه يمثل الجهة الأخرى؟ يقول: "اه كل موارد مصر وثرواتها الهائلة"، شوف شوف الكلام المهم، يتكلم عما قبل السقوط مصر بيد نور الدين وصلاح الدين. يقول: "كل موارد مصر وثرواتها الهائلة كانت مسخرة لصالحنا، وحدود مملكتنا كانت آمنة من هذه الجهة، ولم يكن هنالك من عدو نخشاه من الجنوب، وكان البحر يوفر ممراً آمناً، آآ بين قوسين يسوده السلام للذين يرغبون في القدوم إلى بلادنا. وكان الناس في هذه البلاد والأقاليم يستطيعون دخول الأراضي المصرية دون خوف والقيام بالتجارة فيها بشروط بشروط لصالحنا. ومن جهتهم كان التجار المصريون يجلبون إلى مملكتنا غنى وبضائع غريبة غير معروفة لنا". يعني عدو محتل وناس اه من مصر بلد من البلدان العربية يعني. يعني يرسلون البضائع إلى العدو المحتل. طيب قال: "وإضافة إلى ذلك فإن المبالغ الكبيرة التي كانوا ينفقونها في بلادنا كل سنة كانت تثري خزينة المال العام وتزيد ثراء للأفراد أيضاً. وعلى العكس من ذلك وهذا الشاهد، وعلى العكس من ذلك صار الوضع الآن فقد تغير كل شيء إلى الأسوأ". ثم يقول: "وحيثما أتوجه الآن لا أجد إلا أسباباً للخوف وعدم الاطمئنان. فالبحر يرفض أن يمنحنا مروراً سالماً، فكل البلاد حولنا تخضع للعدو، والممالك المجاورة تستعد للقضاء علينا". يقول المؤلف الدكتور ويعلق أيضاً في مكان آخر اللي هو اللي هم الصول نفسه. يقول: "وبدأ العقلاء من رجال المملكة التحقق بأن سيطرة الأتراك على مصر كانت ضربة قاسية لنا". أتراك نسبتنا لنور الدين طبعاً. "وأن أوضاعنا من الناحية المادية صارت أسوأ، وصار باستطاعة نور الدين عدونا عدونا الأكبر الأكبر قوة، صار باستطاعته إرسال أسطوله الكبير من مصر أن يطوق مملكتنا بفعالية، ويحاصر كل المدن الساحلية من البحر والبر بجيشه. أما الأمر الأكثر لعباً رعباً لنا فهو أن يستطيع فهو أنه يستطيع حقيقة إيقاف مرور الحجاج في طريقهم إلينا وحتى رفض إعطائهم الإذن بالمرور بالكلية". فازوا الممتاز تنفهم يا جماعة الخير لما نقول "الطريق إلى بيت المقدس".

ها؟ هذي "الطريق إلى بيت المقدس" الذي صار هو عبارة عن توحيد المشكلات اه عفواً حل المشكلات الداخلية، وأخذ وأخذ المكتسبات الداخلية، تحقيق المكتسبات الخارجية. وفي نفس الوقت عدم التوقف عن المقاومة، يعني مو هو أنه توقف عن قتال الصليبيين إلى أن ما تنحل المشكلات الداخلية. واضح الفكرة؟ وهذا حين يوافق الشعار العمل، يعني احنا ما احنا نقول "الطريق إلى بيت المقدس" فعلاً هو صار في الطريق إلى بيت المقدس. مو لما يجوا ناس ثانيين يقولوا "الطريق إلى القدس" ها، بعدين يخلوا المحتلين وراء ظهورهم، ويروحوا يقتلوا في المسلمين ويذبحوا فيهم ها، ويرتكبوا المجازر في المسلمين يقول لك "الطريق إلى القدس وإلى حيفا وإلى مدري مين" وإلى كذا. لا هذا هذا كلام مختلف، كلام مختلف ومشاغبات هنا وهناك، ليست هي الحقيقة. لكن لما تكون مثل هذا الطريق، فهذا هو الطريق الصحيح، وليست القضية شعارات يعني. طيب وين وصلنا يا جماعة الخير؟ وين وصلنا بعد الكلام الكثير هذا؟ ها؟ لا ما تجيب لي آخر نص، واليوم السوري، وين وصلنا في السياق؟ طيب نروح شوية بيان ونرجع، ولا ما تبغون؟ قصيدة كذا شي؟ اه العماد الكاتب نفسه كتب قصيدة يهنئ نور الدين على فتح مصر، فتح مصر والملك. طبعاً يا جماعة، شوفوا يا جماعة الخير، ترى هذه كل التهاني والقصائد ولسه ما صار ايش؟ لسه لا لا الآخر نمتني. لسا ما صار ما ألغيت ما ألغيت الدولة الفاطمية، ما هدمت. بس أنه تولى الوزارة. بس هي فعلياً نرجع للكلام السابق. أنه ما معنى أن تكون وزيراً في هذه المرحلة في الدولة الفاطمية؟ معناه أنك أنت الملك، بس لسه في الدولة الفاطمية. يعني في لسه مكونات الدولة.

ولسه في بين قوسين الخليفة الفاطمي. ولأجل ذلك كمان حيجينا في خمس مئة وسبعة وستين، في أول خمس مئة وسبعة وستين هجري، ستُلغى الخطبة للخليفة الفاطمي، وتُعاد للخليفة العباسي، وراح يموت العاضد بعدها بأسبوع واحد نفسه داخلة فاطمة، وراح تنتهي الدورة الفاطمية رسمياً. فبذاك الوقت كمان راح تيجي التهاني والدنيا وكذا وإلى آخره، بس الحدث الأكبر تأثيراً هو اللي حصل الآن بتولي صلاح الدين للوزارة، خاصة بعد ما استتب الأمن، اه لأنه كان فيه بعض الحوادث التي حصلت أمام اه صلاح الدين وواجهته في تلك في تلك المرحلة. سيأتينا إن شاء الله. بس خلونا ناخذ القصيدة كذا أمور سريعة، العماد نفسه يهنئ نور الدين يقول: "بملك مصر أهني مالك الأمم، فاسعد وأبشر بنصر الله عن أُممِ. أضحى بعدلك شمسُ الملكِ ملءَتما، وهل بعدلك شمل غير ملتئمِ. يا فاعل الخير عن طبع بلا كلف، ومولي العرف عن خُلق بلا سأمِ. ووامقاً شوف ووامقاً، سلم ثغر الكفر يعجبه لا لثم ثغر شتيت واضح شممِ. لله درك نور الدين من ملك بالعزم مفتتح بالنصر مختتمِ. أثار عزمك في الإسلام واضحة وسره لك باد غير مكتتمِ. بما من العدل والإحسان تنشره، تخاف ربك خوف المذنب الأثمِ. أوردت مصر خيول النصر عادمة ثني الأعنة أقداماً على اللجمِ. فأقبلت في سحاب من دوابلها، وقطبها بدماء الهام منسجمِ. تمكن الرعب في قلب العدو بها، تمكن النار بالإحراق في الفحمِ. سرت لتقطع مال الكفر من سبب". ايش هي اللي صارت؟ الجيوش ولا السيوف؟ الخيول؟ خيول النصر. "سرت لتقطع ما للكفر من سبب واهن، وتوصل ما للدين من رحمِ. مستسهلات وعور الطرق في طلب العلياء، مقتحمات أصعب القحمِ. وجاعلات من الإفرنج غُلهم والقيد في موضع أطواق والحزمِ. لقد شفت غلة الإسلام" لقد شافت غلة الإسلام، اللي هي الخيول هذي الجيوش. "لقد شفت غلة الإسلام وانتقمت من العدو بحد الصارم الخدمِ، أعانها الله في إطفاء جمر أذى، من شر شاور في الإسلام مضطرب. وأصبحت بك مصر بعد خيفتها للأمن والعز والإقبال كالحرمِ". والله أبيات يعني شيء عالي المستوى. "والسنة اتسقت والبدعة امحقت، وعاودت دولة الإحسان والكرم. ملوكها لك صاروا أعبدا وغدا بها عبيدك ملاكاً ذوي حرم. أنبت عنك بها أنبت عنك بها قرناً ينوب بها في البأس عن عنتر في الجود عن هرمِ". أنبت عنك بها قرناً ينوب بها بالبأس عن عنتر في الجود عن هرمِ. لله درك نور الدين من ملك عدل لحفظ لحفظ أمور الدين ملتزمِ. كانت ولاية مصر قبل عزتها بكشف دولتها لحماً على وضمِ. فالنيل ملتطم جار على خجل جاراً لبحر نوال منك ملتطمِ. أغزوا الفرنج فهذا وقت غزوهم، واحطم جموعهم بالذابل الحطمِ. وطهر القدس من رجس الصليب، وثب على البغاث وثوب الأجدل القطمِ"، اللي هو الصقر، "فملك مصر وملك الشام قد نُظم في عقد عز من الإسلام منتظمِ. محمود الملك الغازي سوسهما بالفضل والعدل والأفضال والنعمِ". آآ ثم هناك أيضاً أبيات أخرى آآ جميلة جداً سريعا نقرأها. يقول لكن هو هذه الأبيات الثانية لعلم الدين الشاتاني، يقول: "ما نال شأوك في المعالي سنجر، طنجر مين هو؟ بس لا لا، حق السلاجقة اللي تكلمنا عنها، جيد؟ وهذا يدلك أنه هو فعلاً كان له يا جماعة، ترى الأبيات هو مو بس أنه بلاغة وجمال وطرب اه في المعاني، لا، هي هي تفهم نقاط القوى اللي كانت موجودة، مين اللي يُضرب به المثل؟ مين اللي كذا؟ وهذا يخليك ترجع حتى تقرأ سير هؤلاء باعتبار ما لهم من القيمة والمكانة التي تظهر مثل هذا. يقول: "ما نال شعوك في المعالي سنجر، كلا ولا كسرى ولا الإسكندرِ. يا خير من ركب الجياد وخاض في لُجج المنايا والأسنة تقطرِ". طبعاً لا تسأل عن مستوى المبالغات في هذه، الله يغفر لنا ولهم. آآ لكن في آآ بعض الأبيات مهمة جداً يقول: "هل حاز غيرك ملك مصر وصار من أتباعه من جده المستنصرِ"؟ نرجع "هل حاز غيرك ملك ملك مصر وصار من أتباعه من جده المستنصرِ؟" مين اللي من؟ مين جده المستنصر؟ العابد، فصار من أتباعك فاهم؟ آآ المستنصر واحد من الحكام الفاطميين، آخر واحد من الخلفاء الفاطميين الأقوياء. واحنا قلنا من أربعمئة وسبعة وثمانين انحدر، هي نهاية حكم المستنصر. مستنصر كم حكم؟ تعرفوا كم حكم يا جماعة الخير؟ كم حكم كذا استمر حاكم على مصر؟ ستين! تخيل واحد يملك ستين سنة، ها؟ واحد يملك ستين سنة، متخيل؟ ها؟ أنا ما مر علي أكثر منه إلا فرعون، لا جد والله، فرعون يعني في التاريخ مثبت أنه هو ملك سبعة وستين سنة مم، بس ما أدري قد يكون في غيرهم، بس أنه يعني ستين سنة مستنصر ملكي. فهو يقول لك: "هل حاز غيرك ملك مصر وصار من أتباعه من جده المستنصرِ؟ والمستضي بالله معتد به"، مين المستضي بالله؟ خليفة العباسي. "والمستضي بالله معتد به، وبجده وبحده مستظهرِ. أوسد بالشام الثغور محامياً للدين، حتى عاد عنها قيصر. شوف ايش يقول؟ يقول: "أوما أبوك بسيفه فتح الرها" وهذا يدلك أن فتح الرهان كان فعلاً حدثاً كبيراً. فهي قصيدة مهمة صراحة. "أوما أبوك بسيفه فتح الرها، والأسد تقتنص الكماة وتزأرِ. هابت ملوك الأرض بأسمائها، فتقاعدوا عن قصدها وتأخروا آآ". طيب بعدين يقول عنه ايش؟ "في الرأي قيس، في السماحة حاتم، في النطق في النطق أس، في البسالة حيدرِ. دانت لك الدنيا وأنت تعافها، وسواك في آماله يتعثرِ. من ذا يصون الصين عنك وأنت من؟ وأنت من أسد الشورى؟ أسد الشرى منه تخاف وتحذرِ". طيب، خلاصة ايش يا جماعة الخير الحين؟ احنا كذا بس أخذنا لنا إطلالة عشان نجدد الجو شوية بالقصيدة. طيب نروح لحبيبنا آآ بن شداد، حرام سيرة صلاح الدين وما رجعنا للكتاب ولا مرة، ولا خلينا نرجع له شوية كذا، ايش رأيكم؟ شرايك يا خليل؟ ها؟ هذا القاضي بن شداد قلنا صديق من صلاح الدين، لكن متى دخل في خدمته مباشرة؟ بعد حطين السلعة. فهو الآن ينقل لذلك ترى هو، ترى بعد حطين صلاح الدين ما عاش إلا كم سنة. لكن الكتاب هذا أغلبه فيما بعد حطين، واسمه قبل حطين، يتكلم حتى يعني أحياناً شيء يسمعه من صلاح الدين مباشرة، بعدين عن ما مضى، ومنها شيء هنا ذكره. طيب يقول: "بعد وفاة صلاح الدين ها" شوفوا اسمعوا يا جماعة الخير. "وفوض الأمر بعده إلى السلطان" هو بعد كذا ترى يعني دايماً ترى في الكتب التاريخية القديمة كلمة صلاح الدين مو هي الأساس ترى. الأساس يا السلطان يا الملك الناصر، جيد؟ راح يجينا هذا بعدين إن شاء الله لما نرجع للكتاب، دايماً يقول لك "وخرج السلطان، وذهب السلطان، وأعاد السلطان" اللي هو صلاح الدين أو الملك الناصر. طيب يقول لك: "وفوض الأمر بعده إلى السلطان، واستقرت القواعد، واستتبت الأحوال على أحسن نظام. وبذل المال، وملك الرجال" هذا صلاح الدين ها. "وهانت عنده الدنيا فملكها، وشكر نعمة الله عليه" شوف شوفوا يا جماعة. "وشكر نعمة الله عليه فتاب عن الخمر". وشكر نعمة الله عليه فايش؟ فتاب عن الخمر. هذه ما يصير تسوي لها قفز، لا هذه مهمة، مهمة أنك تعرف. في الوضع اللي كان، ونرجع مرة ثانية هل كانت القضية جيل صلاح الدين اللي كان تربى تربية علمية شرعية تفصيلية في المساجد، وخرجوا هم يعني أعلى ناس وأفضل ناس؟ لا ما كانوا كذا. جيد؟ طيب ايش الفائدة من هذا الكلام ونقول ما كانوا كذا؟ يعني هل هذا هو المطلوب؟ لا، مو هذا هو المطلوب. طب ما دام تحررت، تحرر بيت المقدس ليش نقول ليس هذا هو المطلوب؟ نقول ليس هذا هو المطلوب، لأنه لما تنظر إلى كل اللي صار، تعرف أنه لما توفي نور الدين ثم صلاح الدين، انتقضت الأمور بعدهما، انتقضت الأمور بعدهما. ومن أهم الأسباب أنه الإصلاح ما كان من من الداخل في صميم التكوين للإنسان والشخصية المسلم. واضح الفكرة؟ ولكنه كان جمعاً للكلمة، وتوحيداً للجهد لمقاومة المشكلة الخارجية، مع إصلاح لما استطاعوا من الدين، من أحوال الدين بالنسبة للناس، ونجحوا بفضل الله سبحانه وتعالى، لكن كانت هناك أمور. الشاهد ايش كان أحوال العسكر الإسلامي اللي هو كان احنا احنا نقول راحوا لمصر وخلصوها من الصليبيين، وقاتلوا وكذا وإلى آخره. ايش كانت أحوالهم الشخصية؟ ترى أحوالهم الشخصية كان تقصير، جيد؟ يعني ما نظن أن هم عبارة عن أناس كان آخر مرحلة من حياتي من الجهاد أنه ما دخلوا في التربية والتحفيظ والمعاهد، صاروا أزكى الناس وأنقاهم، ثم جاهدوا. لا، هم نقول هم عسكر. تشمعنا عسكر؟ يعني هو أصلاً يقاتل. جيد؟ بس هم رزقوا بركة وخيراً، جاء رزقهم الله بمن يأخذ طاقتهم العسكرية ها الإسلامية باعتباري مقصود هم المسلمين يعني. أخذ وجه طاقاتهم العسكرية إلى المكان الصحيح، وإلا ترى من حيث الجيوش في تلك المرحلة. الجيوش الإسلامية ترى هي جيوش تقاتل تقاتل، إذا وجهتها هنا بتقاتل، إذا وجهتها هنا بتقاتل، وإذا وجهتها هناك بتقاتل. تبغاها طحن في بعض راح يطحنوا في بعض، تبغاه تثبيت ملك واحد راح يثبته ملك واحد. تبغاه على الصليبيين راح يقاتلوا الصليبيين. واضحة الفكرة؟ فايش البركة اللي صارت؟ البركة اللي صارت أنه جاء شخص عنده مشروع صحيح، وهنا يأتي أهمية المشروع، أهمية القائد، أهمية النظرة الجديدة، أهمية الفكرة الجامعة، فجاء نور الدين وجه الناس وأصلح وجه الطاقات، طاقات الأمة لتكون في هذا الاتجاه. الشاهد أن صلاح الدين الأيوبي لا شك ولا ريب أنه كان من حسنات نور الدين زنكي رحمهم الله جميعاً. وهذا بفضل الله عليه، وإلا لو كان صلاح الدين بلا نور الدين، لكان قائداً عسكرياً فذاً من سائر القادة المسلمين اللي كانوا في ذاك الوقت، اللي كان ممكن فعلاً يقاتل الصليبيين، لكن غالباً ما راح ينجح في تحرير بيت المقدس، هذا واحد، والشيء الثاني غالباً ما راح يكون بحال صلاحه بعد ذلك، لأنه صلاح الدين حيجينا إن شاء الله في بداية سيرته بإذن الله أنه بالفعل في سيرته في خاصة في الأمور المتقدمة في حياته، كان رجلاً صالحاً فعلاً، كان يجاهد لإعلاء كلمة الله في سبيل الله. لكن هذا ترى ما جاء من أول يوم، كان من مراحل توبته لما تولى مصر. بالمناسبة ترى من تولى مصر ترى ما كان كبير جداً يعني. لما تولى مصر أظنه كان بمثل عمر نور الدين لما تولى الشام، لما تولى حلب أول شيء، لواحد وثلاثين، ثلاثين واحد وثلاثين. واضح؟ طيب يقول اه، من هو اللي يقول؟ نشدها، فطبعاً الخمر أعرض عن أسباب اللهو، وتقمص بلباس الجد والاجتهاد، وما عاد عنه ولا ازداد إلا جداً، وإلى أن توفاه الله إلى رحمته. ولقد سمعت منه يقول" هذا الآن مباشرة، هيا شوف يا جماعة كمان المشروع الحين كنا نقول المشروع المشروع، ونقصد مين أول شيء؟ نور الدين. الحين لا، جانا مشروع جديد، وهذا نقل مباشر عن صلاح الدين بنفسه. سمعه من ابن شداد بنفسه. يقول: "وقد سمعته يقول: لما يسر الله لي الديار المصرية علمت أنه أراد فتح الساحل، لأنه أوقع ذلك في نفسي". حلو ولا مو حلو؟ يعني لسه عمره ثلاثين ولسه في بداية مشواره صلاح الدين هو يقول: "لما رأيت أن الله فتح مصر، قد وقع في نفسي أن الله يريد فتح الساحل". ترى كلمة مهمة جداً جداً جداً ومحورية وأساسية، وتدل على أن صلاح الدين استبطن الفكرة من أول ما استلم الحكم في مصر، الوزارة، وهذه قضية خطيرة جداً. قال ابن شداد: "ومن حين استتب له الأمر ما زال يشن الغارات على الإفرنج إلى الكرك والشوبك وبلادهما، وغشى الناس من سحائب الأفضال والنعم، ما لم يؤرخ عن غير تلك الأيام". هذا كله وهنا يجي كلام مهم جداً يقول: "هذا كله وهو وزير متابع للقوم، لكنه مقوم لمذهب السنة، غارس في أهل البلاد العلم والفقه والتصوف والدين، والناس يهرعون إليه من كل صوب، ويفدون عليه من كل جانب، وهو لا يُخيب قاصداً، ولا يُعدم وافداً، إلى سنة خمس وستين وخمسمائة، ولما عرف نور الدين استقرار أمر السلطان بمصر، أخذ حمص من نواب أسد الدين، وذلك في رجب من سنة أربعة وستين". طيب كويس ولا مو كويس يا جماعة؟ ترى احنا لسه أنا في بداية الأحداث اللي نبغى نقولها في هذا اليوم يعني، يعني يمكن جينا ربع ولا ثلثها يعني. طيب صارت مشاكل يا عمار لصلاح الدين لما تولى الوزارة، ولا الأمور سلكت؟ ما دام أنه صار الوزير بيده الأمر والنهي؟ ولا طبيعي أنه إذا جاء وزارة لدولة لها تاريخ طويل، أن يكون فيها مكونات عميقة للدولة، لم يعجبها أن يتولى مثل صلاح الدين الوزارة، وبالتالي يمكن أن يكون هناك محاولات انقلابية، أو محاولات لبعضها، أو زعزعة الوضع بحيث لا يستتب الأمر لصلاح الدين؟ بطبيعة الحال سيكون كذلك. طيب، هذا الآن من جهة. من جهة ثانية، هل من المتوقع أن يسكت الصليبيون عن تولي صلاح الدين لمصر؟ أكيد لن يسكتوا. ولأجل ذلك نحن الآن أمام حدثين كبيرين سريعين متتاليين، واحد من بعض مكونات الدولة العميقة الفاطمية، واحد من آآ الصليبيين، حصلت أحداث في بداية حكم صلاح الدين، ولا شك أنها يعني كانت كان لها دور في آآ في صناعة شخصية صلاح الدين بالتجربة. طيب يا جماعة الخير، شوفوا اه، ميزة سيرة صلاح الدين ونور الدين أنه هي السيرة ما فيها فراغات، يعني ما راح تيجي في سنوات لنور الدين، ولا سنوات في صلاح الدين، خمس سنوات مثلاً متتالية، ولا ولا سبعة ولا تحس أنك يعني ايش ما ما في شيء، وهذه سنة أصحاب المشاريع، إذا في واحد عنده مشروع فعلاً، يعني عايش لأجل مشروع لإعلاء كلمة الله لنصرة الدين، مستحيل تجد في سنواته أو في عمره سنوات، لأنه لا تحركه ردود الأفعال، وإنما يحركه المعنى الداخلي الذي يحمله، فيقوم من خلاله عمل ما ينبغي وعمل ما يلزم. واضح ولا مو واضح؟ هذه نقطة يا جماعة أيضاً مهمة جداً جداً جداً. أليس كذلك؟ طيب. طيب تبغونا نبدأ بالمشكلة الداخلية اللي واجهت صلاح الدين؟ اه، ولا المشكلة الخارجية؟ نبدأ المشكلة الداخلية. طيب حتى لو قلت الخارجية كنت حبدأ من الداخلية، أنه هذا ستيبة أصلاً. السيدة نجاة. طيب فيه اه، أعجبني أولاً اه هنا اه، صاحب كتاب "صلاح الدين القائد وعصره"، عجبني أنه هو أعطى كذا تحليل سريع ما رأيته عند غيره، للمكونات، مكونات خلنا نقول جيش صلاح الدين، ومكونات الفاطميين في تلك المرحلة، اه خلينا ناخذها سريعاً، صفحة كم؟ ثلاثة وثمانين. اه لأنه يا جماعة الخير هذا يعيننا على التصور، لا ليس صفحة ثلاثة وثمانين، وإنما صفحة كم؟ صفحة مئة وثلاثة وعشرين. ما أعرف كيف قرأتها ثلاثة وثمانين. طيب، مئة وثلاثة وعشرين، شوفوا يا جماعة الخير، هذه تحليلات جيدة ومهمة، تعين على التصور، سأقرأ لكم كلامه بالنص وانتقي منه، يقول لك: "اعتمد أسد الدين على القوة العسكرية الكبيرة التي جاء على رأسها في السيطرة على الحكم في مصر". تمام، لكن ماذا كان لدى صلاح الدين من هذه القوة؟ يقول: "فالتركمان وكبراء، أعف، فالتركمان وكبار وكبار أمراء نور الدين الذين شاركوا في الحملة الثالثة غادروا إلى الشام بعد ما تولى صلاح الدين الوزارة". ايش سووا؟ "وهذا رؤية الشام"، التركمان بسبب موقف زعيمهم من صلاح الدين، زعيمهم اليروقي طبعاً، هو ما في أحد أنه قائد لحاله، كل واحد قائد معه عسكره. هلأ نرجع نقول المكونات كيف كانت؟ "وكبار الأمراء بسبب حاجة نور الدين إليهم في الشام"، صح ولا لا؟ احنا قلنا أصلاً لأول مرة، تتذكروا لمن جاء الحدث، كنا لأول مرة نور الدين يرسل هؤلاء القادة والأمراء، اه مع أسد دين شركو، عادة أسد دين شركو هو لحاله البطل، قال لي ممكن يمد ببعض الكتائب وكذا، بس أنه يرسل نور الدين أمراؤه العسكريين الكبار غير في حملة واحدة، هذه ما صارت إلا مرة واحدة، متى؟ والحملة الثالثة على مصر لما كان فيها القضاء على شاور وهكذا. طيب، يقول لك: "التركمان بسبب اليورقي، والأمراء البقية بسبب مين؟ احتياج نور الدين إليهم، هم أمراء الدولة، ولم يبق مع الوزير اللي هو صلاح الدين سوى الأمراء الأسدية وخمس مئة مملوك يقودهم بنفسه، وبقي معهم أيضاً قواته الصغيرة التي لم تكن تكفي إلا لحمايته، وربما كانت في معظمها من الأكراد". جيد، وسمى بعض الأسماء اللي هي مهمة في هذه الشخصيات. يقول: "خاله شهاب الدين الحارمي، وقطب الدين خسرو، وسيف الدين الهكاري، والفقيه عيسى، وربما أبو الهيجاء السمين"، هذي هذي أسماء، نقول من أهم الأسماء البارزة اللي كانت مع صلاح الدين. يقول: "وإن كنا لا نعرف حجم القوة التي كانت لديه، إلا أنها لم تكن كافية لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية". واضح؟ سحب الجيش الأساسي وراح لنور الدين، رجع لمكانه، وطلب الوزير من نور الدين إرسال والده وإخوانه وما معه آآ من قوات. طيب هذه هذه أخذناها آآ بالنسبة للجيش الفاطمي، خلنا نروح الجيش الفاطمي كتكوين آآ طيب اه، عفواً خلينا نرجع هنا شوية، لأنه هي في في أحداث في في اه خلينا نقول أمور أو قرارات اتخذها صلاح الدين لترميم هذا الوضع، بس احنا خلينا نكمل الوصف بعدين نقول ايش سوى صلاح الدين عشان يرمم وضع الجيش، جيد؟ لأنه ترى مرحلة حساسة جداً وخطيرة جداً جداً. والإنجاز العظيم اللي تحقق كان ممكن يروح ترى، كان ممكن يروح. تولى الوزارة صح، صار بيده الأمر والنهي، أنه خلاص، لأنك أنت ببلد غير بلدك، حتى في بعض العبارات تقول لك أنه آآ كيف أنه ترى الوجوه غير الوجوه، النفوس غير النفوس، راحوا إلى بلد ترى مختلف عن الشام. شام بلدهم، تربوا فيه، الجيش الجيوش جيوشهم، الكل ابتعد نور الدين، أنت رايح هناك إلى مصر، أنت أمام مئتين وخمسين سنة ولا كم بحكم الفاطميين، وعارف يعني المكونات مختلفة، الوضع مختلف، الأمر كان خطيراً وكان ممكن فعلاً ينتقد آآ بسبب ذلك. طيب يقول آآ يقول الدكتور، يقول: "وأما بالنسبة لجيشه والذي عليه اعتماده فلم يكن من مماليكه، إذ لم يكن من كبار الأمراء عندما تولى الوزارة". مين اللي ما كان من كبار الأمراء؟ صلاح الدين إلى وقت ما تولى الوزارة ترى، لم يكن لم يكن من كبار أمراء دولة نور الدين. اللي كان من كبار الأمراء هو أسد الدين شركوه، والياروقي، البقية اللي سميناهم في ذاك الوقت، ها؟ يقول: "وإنما كان يتكون من أمراء ومماليك عمه بقيادة قراقوش الأسدي" هذا كأنه اللي هو ايش؟ القائد التنفيذي لقوات أسد الدين، جيد؟ وبعض الأمراء الذين ذكرنا، وولاء هؤلاء كان بالدرجة الأولى لأسيادهم، وحتى يستميلهم ويقربهم، الحين بيستميل تحقين؟ مين تبع تبع تبع أسد دين عمه، يعني الحين ما هو رايح للتركمان ولا لقادة الأمراء الباقية اللي هم أصلاً رجعوا، لا هو الآن يبغى يستميل الأمراء اللي مع عمه أصلاً. يقول اه: "حتى يستميلهم كان عليه أن يقطعهم الأراضي الغنية ذات المردود المالي المجزي للإبقاء على ولائهم وطاعتهم وإخلاصهم عند الحاجة". وبالفعل هو فعل ذلك وسيأتينا إن شاء الله. طيب أما الجيش الفاطمي كان آنذاك يتكون من خيالة الوزير عادة، ومن الرجالة السودان، والرماة بالنشاب الأرمن، وكان الجيش يسكن القاهرة كما ذكرنا، فهي مدينة عسكرية يقطنها هؤلاء، إضافة إلى قصر الخليفة ورجال الإدارة وحواشي القصر. أما الخيالة فقد قضي عليهم بالقضاء على شاور ومن قبله ضرغام، أنت جاي ترى في آخر الدولة الفاطمية، وجاي بعد ثورة ضرغام، بعدين ثورة شاور، فالخيال هؤلاء قضي عليهم، لم يبقى منهم إلا القليل.

والرجالة السودان ها؟ اللي هم طبعاً أفارقة ومأخوذين من يبدو من أكثر من من بلد، عددهم كبير جداً، ويسكنون القاهرة، ومنهم أعداد متفاوتة في كل مدينة وفي كل بلدة. يقول اه المقريزي: "كانت البلاد كلها لا تخلو مدينة ولا محل من أن يكون فيها مكان مُعد للعبيد، محمي لا يدخله والٍ ولا غيره، وكان منهم ضرر على الناس". ورأس السودان في القصر هذا اللي تحته كل الرجال السودان هؤلاء، رأسهم لقبوه "مؤتمن الخلافة" تمام؟ وهذا مؤتمر الخلافة هو اللي يسوي المشكلة أصلاً مع صلاح الدين، والقتال كله حق صلاح الدين والمشكلة الداخلية كلها كانت مع هؤلاء السودان. جوهر اسمه جوهر، كان مؤتمر الخلافة جوهر اه. "أما بقايا الأرمن الرماة الأشداء فكانوا يسكنون داراً كبيرة بين القصرين الشرقي والغربي، ولم يكن لأمراء صلاح الدين وجنده حتى ذلك الوقت سكنى داخل أسوار القاهرة". كان من المتوقع أن يتضرر كبار رجال الدولة الفاطمية والسودان من الإجراءات الإدارية الضرورية التي قام بها صلاح الدين. ووجدوا أن امتيازاتهم الكبيرة تؤخذ منهم وتعطى لرجال صلاح الدين. ايش سوى صلاح الدين؟ ايش في امتيازات لهؤلاء؟ سحبها أراضي، قطاعات، وأعطاها أمراء اللي معاه حقين أسد الدين شركة عشان يستميلهم. أصلاً هي ترى، ترى السياسة الفلسفة اللي كانت سائدة، النظام العرفي اللي كان سائد في فكرة الجيوش هناك هي فكرة الإقطاعات. دايماً تروح تقرا في شسمه في قضية نور الدين زنكي، أو قبل ذلك طبعاً الزنكية، وأظن حتى السلاجقة، فكرة الإقطاعات ايه آآ. "ووجد أن امتيازاتهم الكبيرة تؤخذ منهم، وتعطى لرجال صلاح الدين بالتدريج، فكانت حركة مؤتمن الخلافة جوهر الذي كان يستند إلى سودانه الكثر". ومن هنا بدأت ثورة، بدأت أول شي عبر الاستخبارات الصلاحية والنورية، اكتشفوا اه رسالة موجهة، ايه اكتشفوا رسالة موجهة من مؤتمر الخلافة هذا إلى الصليبيين، أنه يا الصليبيين يا جماعة اه يا عيال عمهم في الشر ها الحقونا، الوضع ما عاد هو مثل السابق، صلاح الدين تمكن وأدركوا مصر. في الطريق أحد أفراد الجيش انتبه لي واحد آآ يعني كانت هيئته فيها ريبة، وأخذ قبض عليه، ووجد الرسالة، وأرسلها لصلاح الدين. وإذا بها من مؤتمن الخلافة جوهر موجهة للفرنج. صلاح الدين سوى نفسه ما شاف شيء، تمام؟ ما استدعى مؤتمر الخلافة ولا اه قال له شيئاً. يبغى يعني يستغل الفرصة المناسبة للتصرف تجاه آآ ما حدث. فنذهب الآن لنرى سريعاً ما الذي حدث؟ وكانت حقيقة آآ يعني حدثاً كبيراً وخطيراً، كان كان بالإمكان أن يعيد الأمور اه إلى أسوأ الأحوال.

العماد صاحبنا الكاتب يقول: "وشرع صلاح الدين في نقص أقطاع المصريين فقطع منهم الدابر من أجل من معه من العساكر، وكان بالقصر خصي يدعى مؤتمن الخلافة متحكم في القصر، فأجمع هو ومن معه على أن يكاتب الفرنج، ويقبضوا على الأسدية والصلاحية، لأن صلاح الدين يخرج إلى الفرنج بمن معه، فيؤخذ من بقي من أصحابه بالقاهرة، ويتبع ويُتبع من ورائه، فتكون عليهم الدائرة". كانت الفكرة ايش؟ أنه يا الإفرنج، كانت الفكرة يا الإفرنج ترى صلاح الدين بيطلع يقاتلكم، لما يطلع يقاتلكم ترى في ذلك الوقت احنا راح نطبق عليهم من الخلف. جيد؟ احنا راح نطبق عليهم من الخلف، أنتم من الأمام ونحن من الخلف، وراح نعيد السيطرة على آآ مصر من جديد، ترى هذه ثورة اه، كانت خطيرة. وبعد ذلك ترى بعد ما ألغى الدولة الفاطمية كان في مؤامرة انقلابية أخرى آآ، لكنها ما وصلت إلى حد القتال المباشر، وإنما أيضاً تم اكتشافها، تلك كانت نخبوية، المؤامرة الثانية اللي راح تجينا كانت نخبوية، كانت بين الكبار الذين بقوا، وخططوا على الانقلاب، يعني ولكنه اكتشف وتم القضاء عليهم. أما هذه لا، وصلت إلى إلى الشارع، وصلت إلى القتال مع اه السودان. هؤلاء لما نقول السودان كان عددهم قرابة الخمسين ألف، جيد، فاحنا ما نتكلم عن يعني خمسة آلاف، أربعة آلاف، احنا نتكلم عن قرابة الخمسين اه ألف. طيب يقول: "فكاتبوا الفرنج"، ثم ذكر القصة كيف تم اكتشاف الرسالة، اه ثم اعترف بما جناه هذا اللي هو صاحب الرسالة، وشيده من الأمر وبناه، وأن الأمر به مؤتمن الخلافة، وأنه بريء من هذه الآفة، فحسن السلطان إسلامه وثبت اعتصامه، وعرف استسلامه، ورأى إخفاء هذا السر واكتتامه، واستشعر الخصي العصي، وخشي أن تشقه على شق العصا العصي، فما صار يخرج من القصر مخافة، وإذا خرج لم يبعد مسافة. وصلاح الدين عليه مُغضب وعنه مغض. لا يأمر فيه ببسط ولا قبض. إلى أن استرسل واستبسل، وظن أن ما نسله من الشر العقيم نصل أو نسل. وكان له قصر في قرية يقال لها الخرقانية لخرقه، ورقع ما يتسع عليه من خرقه، وهو بقرب قليوب. آآ فخلا فيه يوماً للذته، ولم يدري أنه يوم ذلته، وانقضاء ساعته بانقضاء دولته. فانهض إليه صلاح الدين من أخذ رأسه"، الجملة تحسها كأنه راح يشتري شيء من البقالة يعني، عارف أنه "فانهض إليه صلاح الدين من أخذ رأسه". يعني جاب اثنين بيبسي وموية وأخذ راس، قصة كذا يعني، عارف شيء "فانهض إليه صلاح الدين من أخذ رأسه، ونزع من جاء به لباسه". وذلك يوم الأربعاء الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة أربع، "فورد موارده من رداه على أدون مُشرعِ". هنا لما احنا نقول لعماد الكاتب واللغة والبيان المرتب. حلو. قال: "ولما قُتل غار السودان وثاروا، وكانوا أكثر من خمسين ألفاً" شف شف الكلام الجميل، شوف هم لهم تاريخ ترى في الدولة الفاطمية ها، شف شف الكلام الجميل. "يقول وكانوا إذا قاموا على وزير قتلوه سابقاً"، يعني "واجتاحوه وأذلوه، واستباحوه واستحلوه، فحسبوا أن كل بيضاء شحمة، وأن كل سوداء فحمة" تمام؟ يعني عادتهم أنهم إذا ثاروا على وزير يجيبوا رأسه. "لكن صلاح الدين، وحسبوا أن كل بيضاء شحمة، وأن كل سوداء فحمة، فثار أصحاب صلاح الدين إلى الهيجاء ومقدمهم الأمير أبو الهيجاء اللي قبل شوي مر معانا أبو الهيزاء السمين، واتصلت الحرب بين القصرين، وأحاطت بهم العسكرية من الجانبين، ودام الشر يومين، حتى أحس الأساحم بالخِزي، وكلما لجأوا إلى محلة أحرقوها عليهم وحووا ما حواليهم، وأخرجوا إلى الجيزة، وأُذلوا بالنفي عن منازلهم العزيزة. وذلك يوم السبت الثامن والعشرين من ذي القعدة، فما خلص السودان بعدها من الشدة، ولم يجدوا إلى الخلاص سبيلاً، وأينما ثقفوا أُخذوا وقُتلوا تقتيلاً". وكانت لهم على باب زويلة محلة تسمى المنصورة، وكانت بهم المعمرة المعمورة، فأوتي بنيانها من القواعد، فأصبحت خاوية ثم حرثها بعض الأمراء واتخذها بس فهي الآن جنة لها ساقي.

طيب، كان مما أعان صلاح الدين على ذلك وصول توران شاه أخوه، قال القصة هذيك وأنه ما أدري ايش وانتبه وتروح تخدم أخوك الصغير وكذا. "قال وكان قد وصل إلى صلاح الدين قبيل هذه النوبة أخوه الأكبر فخر الدين شمس الدولة رانشاها بن أيوب، أنفذه إليه نور الدين من دمشق يشد أزره بمصر، لما سمع بحركة الفرنج وأهل القصر، فوصل القاهرة في ثالث ذي القعدة". قال ابن أبي طي: "وباشر بنفسه" اللي هو تورانشاه "وقعت السودان هذه وكان له فيها أثر عظيم". آآ بعدين ايش كان موقف العاضد الطيب الفاطمي؟ يعني الآن هذه رواية من واحد شيعي مثله ها؟ اللي هو ابن أبي طي يعني آآ، خطيرة نقول: "ومن عجيب ما اتفق أن العاضد كان يطلع من المنظرة"، كانوا يعني غرفة أو شيء فيها إطلالة على على الساحة يعني، "ويعاين الحرب بين القصرين. فقيل أنه أمر من بالقصر أن يقذفوا العساكر الشامية بالنشاب والحجارة"، أنه انضم إلى سودان، ففعلوا، وقيل أن ذلك كان عن غير اختياره، يعني هو صار رمي بس هل هو بأمر عاضد ولا هو اجتهاد من بعض أهل القصر؟ يقول: "قيل وقيل". "فأمر شمس الدولة" اه اللي هو مين شمس الدولة؟ تورانشاه "الزراقين بإحراق منظرة العاضد، فهم أحد الزراقين بذلك، وإذا باب المنظر قد فتح، وخرج منه زعيم الخلافة، وقال: أمير المؤمنين يسلم على شمس الدولة، ويقول: دونكم العبيد الكلاب أخرجوهم من بلادكم". يقول: "وكانت العبيد مشتدة الأنفس بأن العاضد راض بأفعالهم، فلما سمعوا ذلك فت في أعضادهم فجبنوا وتخاذلوا وأدبروا" تمام؟ هذه الآن سلمكم الله اه ثورة السودان. طبعاً احنا بنقول السودان مو القصد بلد السودان، سودان يأخذ يبدو أنهم مجموعين من مناطق ودول اه متعددة. هذه الآن واحدة من الإشكالات التي حصلت على صلاح الدين الأيوبي في بداية ماشي؟ في بداية توليه الوزارة في مصر، مشاكل داخلية. لسه ما جاتنا ايش؟ الحدث الكبير كبير فعلاً من مجيء الصليبيين إلى مصر، ودخولهم إليها، واجتماعهم لأول مرة، الصليبيين، أو يعني من الممرات النادرة التي اجتمع فيها الروم والفرنج، ويقصدون هنا في هذه الكتب التاريخية الروم والفرنج؟ ايوه يقصدون الفرنج اللي هم مين؟ الفرنج لا، الفرنج اللي هم الأوروبيين هذول اللي هم الفرنسيين وغيرهم والألمان وما إلى ذلك اللي هم شكلوا الحملات الصليبية أصلاً. واللي هم موجودين في الأندلس كذلك. والروم يقصدون بهم البيزنطيين في قسطنطينية اه، اجتمعوا في هذه الحرب على مصر بعد تولي صلاح الدين، وكان حصار دمياط الذي كان حدثاً كبيراً جداً، وأثر في نور الدين كذلك، وكان تفاعل معه تفاعلاً اه عظيماً. لكن اه نقف لأجل الصلاة ثم بعد ذلك نكمل إن شاء الله. أين وصلنا؟ ثورة السودان والمشكلة الداخلية، واحدة من المشكلات الكبرى اللي واجهها صلاح الدين بعد تولي الوزارة.

الآن بدأت المشكلة الخارجية الكبيرة وهي مجيء الصليبيين. يقول ابن شداد صاحب صلاح الدين: "يقول ولما علم الإفرنج ما جرى على المسلمين وعساكرهم، وما تم للسلطان من استقامة الأمر في الديار المصرية، علموا أنه يملك بلادهم ويخرب ديارهم"، الحين كم صار عدد اللي عارفين المشروع؟ كم عددها؟ كثير، خلص واضح واضح أن المعادلة التي معطياتها كالتالي: توحيد بلاد الشام زائد ضم مصر إليها تساوي إخراج الصليبيين من الساحل الشامي وما يتبعه من فتح بيت المقدس. هذه المعادلة واضحة. الآن ابن شداد يذكر أن الصليبيين أنفسهم على علم بهذه المعادلة. يقول: "لما علموا ما تم للسلطان من استقامة الأمر في الديار المصرية، علموا أنه يملك بلادهم ويخرب ديارهم"، ايش قصدوا بلادهم وديارهم التي احتلوها "ويقلعوا آثارهم لما حدث له من القوة والملك، فاجتمع الإفرنج والروم جميعاً"، الإفرنج والروم جميعاً يقصد بالإفرنج الأوروبيين، وبالروم يقصد البيزنطيين في قسطنطينية، "وحدثوا أنفسهم بقصد الديار المصرية والاستيلاء عليها وملكها. ورأوا قصد دمياط لتمكن القاصد لها من البر والبحر، ولعلمهم أنها إن حصلت لهم حصل لهم مغرس قدم يأوون إليه، فاستصحبوا المنجنيقات والدبابات". كان عندهم دبابات طبعاً مختلفة، والجروح وآلات الحصار وغير ذلك. "ولما سمع الإفرنج بالشام ذلك اشتد أمرهم، فسرقوا حصن عكا من المسلمين وأسروا صاحبها". طيب الآن هذه بس مقدمة ومدخل، نروح لابن الأثير، كنا احنا يا شيخ خليل معانا ابن الأثير. من أفضل المؤرخين صياغة وتتبعاً للحدث، وتقديماً وعرضاً له. ابن الأثير رحمه الله يقول: "كان فرنج الساحل لما ملك أسد الدين مصر قد خافوا وأيقنوا الهلاك، فكاتبوا الفرنج الذين بالأندلس وصقلية يستمدونهم ويعرفونهم ما تجدد من ملك مصر". هذه ثاني ثاني مرة، وثاني موضع يربط ابن الأثير بين المد الصليبي الذي في الأندلس، والمد الصليبي الذي في الشام، وبين عمل الصليبيين في الأندلس، وعمل الصليبيين في الشام، هو جعل ابن الأثير حتى الحملات الصليبية نفس الحملة الصليبية الأولى أو الثانية، جعلها كأنها يعني مرتبطة بالحملة على طليطلة في الأندلس، وهذا كلام خطير، يحتاج أيضاً إلى تفكر وتأمل. ولعل الله إذا سهَّل لنا إن شاء الله سلسلة الأندلس كذلك يعني ايش؟ تشوف الأمور، بإذن الله تعالى. هنا يقول أنه كان هناك تعاون بين فرنجة أوروبا اه أو عفواً هم أوروبيين طبعاً يعتبرون اللي هم في الساحل الساحل الشامي، وبين فرنج الأندلس، كلام خطير ومهم. يقول: "فكاتبوا الفرنجة الذين بالأندلس وصقلية يستمدونهم ويعرفونهم ما تجدد من ملك مصر، وأنهم خائفون على البيت المقدس من المسلمين". ها يا أبو عمر، مين كمان عارف أنه البيت المقدس قابل للدهب بهذا السبب؟ الفرنج أيضاً، اه، لا الطبيعي نفسه من اللي يضم المسلمين نفس الملة، فاهم الفكرة؟ يعني طيب هو هو هذه المشكلة، وأنت مشكلتك أنه الصليبيين على الاختلاف اللي فيما بينهم يتوحدون، حتى لو كان مجرد خلاف بلدان، فما بالك وعندهم اختلاف مذاهب كذلك آآ. نعم كان بينهم حزازيات، وكان بينهم أحياناً يصير صراع بين الروم والفرنج هؤلاء، لكن في الأخير عندهم توحد وأمر خطير حقيقة. طيب وابتعدوا قال: "وأنهم خائفون على البيت المقدس من المسلمين، وأرسلوا جماعة من القصص والرهبان يحرضون الناس على الحركة، فأمدوهم بالمال والرجال والسلاح، وابتعدوا على النزول على دمياط ظناً منهم أنهم يملكون، ويتخذون ظهراً يملكون به ديار مصر، فلما نزلوها حصروها وضيقوا على من بها، فأرسل إليها صلاح الدين العساكر في النيل، وحشر فيها كل من عنده، وأمدهم بالمال والسلاح والذخائر، وتابع رسله إلى مين؟ إلى مين؟ إلى نور الدين". طبعاً يا جماعة وتابع رسله إلى نور الدين يشكو ما هو فيه من المخاوف، وأنه إن تخلف عن دمياط ملكها الفرنج، وأن سار إليها ايش خالفه المصريون، هذا صلاح الدين في مخلفيه ومخلف عسكره بالسوء. وخرجوا من طاعته، وساروا من خلفه، والفرنج من أمامه. فجهز إليه نور الدين العساكر إرسالاً، كلما تجهزت طائفة أرسلها، فصارت إليه يتلو بعضها بعضاً، جيد. طيب، في هنا في توقيع أنا لازم أقف عند التوقيع هذا، ما أقدر أتجاوز بصراحة. توقيع مو القضية أنه بيان، قضية يعني حكمة وتجربة، ايش يقول؟ أنه نور الدين ايش سوى؟ أرسل المدد صح؟ هذا عماد الدين الكاتب صاحبنا في "سنن البرق" يقول كلام جميل، يقول كلاماً سلمكم الله آآ جميلاً في أثر المدد على النفوس آآ، هذا سلمكم الله في احنا في أي عام أصلاً؟ في خمسة وستين صح؟ طيب شوف ايش يقول يا جماعة، شوف: "يقول ولما وصل الخبر إلى الشام اغتم نور الدين، وأمر الأمير قطب الدين خسرو الهذباني أن يسير بالعسكر، ويخوض بهم بحر العجاج الأكدر، فوصل قبل رحيل الفرنج بأسبوع"، هذا يبدو كان بعد ما بدأت المعركة، "فوقع روعه من الكفر في كل روع" شوف ايش يقول: "فإن للنجدة قليلة كانت أو كثيرة صيتاً يورث شمل العدو تشتيتاً، وحبل ذي العتو تبتيتاً"، هذه كلمة صراحة خطيرة. كلمة تجربة يعني. "فإن للنجدة قليلة كانت أو كثيرة". طيب يعني الآن بالله يا جماعة الخير تخيلوا والوضع في غزة الآن، حصار، قصف، قتل ومن كل مكانة، واجتمعت المصائب والكوارث، تخيلوا بالله هي طبعاً بس خيال كذا يعني خيال، لو كان للمسلمين نجدة ترسل إلى غزة ها بكتائبها وبقواتها، بالله كيف يكون الفرح؟ كيف يكون أثرها في النفوس؟ كيف استبشار المسلمين هناك؟ حتى لو كانوا فقدوا البيوت سيفرحون بتلك الأعلام وبتلك القوات فرحاً اه عظيماً، هذا لو كان، والله المستعان. وهذا اللي اه، لو تتذكروا الكلام اللي قلناه سابقاً أنه يا جماعة الخير مهما نزل من المصائب ببلاد المسلمين، حين يكون الوقت وقت صعود، وقت قوة، فإن المصائب تأتي محدودة، وحين تنزل المصائب في أوقات الضعف والهوان، خيانات وما إلى ذلك، فإن المصائب تأتي مضاعفة، لأن المصائب تأتي مضاعفة. الآن جاء حصار دمياط، بس في رجال هناك، فيه نور الدين، وفيه الشباب اللي معاه، وفيه المقاتلين اللي معاه، فأرسلهم إرسالاً، كلما تجهزت طائفة أرسلها، فصارت إليه يتلو بعضها بعضاً. ثم صار نور الدين في من عنده شوف شوف بالله تشوف الناس اللي همها على الإسلام. ثم صار النور في من عندهم من عساكر، فدخل بلاد الإفرنج ونهبها، يعني تلقاها من هنا يا الإفرنجي الصليبي ولا تلقاها من هناك، أول شيء يرسل لك مدد من الجيوش، وراح دخل البلاد المحتلة اه اللي احتل الفرنج وجالس يدوخ فيها، قال: "وأغار عليها واستباحها، ووصلت الغارات إلى ما لم تكن تبلغه لخلو البلاد من ممانع"، فرحم الله نور الدين على هذا الذي عمله وفعله. لو تتذكرون مم في بداية مشروع نور الدين، ترى ما كان يقدر يسوي زي كذا، في بداية مشروع نور الدين، تذكروا لما سقطت عسقلان، عسقلان حوصرت من الصليبيين، وما استطاع نور الدين يمدها المدد الحقيقي. اه، عشان دمشق، وعشان المشاكل اللي كانت موجودة إلى آخره. طيب، فلما رأى الفرنج تتابع العساكر إلى مصر، ودخول نور الدين بلادها ونهبها وإخرابها، رجعوا خائبين ولم يظفروا بشيء. وهذا موضع المثل ها؟ هذا أظن العماد قالوا صح، وابن الأثير يقول: "وهذا موضع المثل ذهبت النعامة تطلب قرنين فعادت بلا أذنين، ووصلوا إلى بلادهم فرأوها خاوية على عروشها، لا هم اللي حصلوا مصر، ولا هم اللي رجعوا زي ما كان الوضع. يعني عارف؟ تطلب قرنين راح رجعت بلا أذنين". وكان مدة مقامهم على دمياط خمسين يوماً، أخرج فيها صلاح الدين أموالاً لا تحصى. حكي لي عنه أنه قال: "ما رأيت أكرم من العاضد، أرسل إلي مدة مقام الفرنج على دمياط ألف ألف دينار مصرية سوى الثياب وغيرها"، يعني كان موقف العاضد الفاطمي موقفاً جيداً في هذا الحدث، وإن كان هو عنده ما عنده من الإشكال، لكنه كان يعني هي كانت فرصة أنه ايش؟ ايوه أنه يتحالف وينقلب على صلاح الدين، لكنه أمد صلاح الدين بأموال آآ طائلة في ذلك الحدث، وهذا موقف آآ لا شك أنه موقف آآ إيجابي. طيب يقول اه ابن شداد رحمه الله. لا هادا أبو شامة أظن. أبو شامة يقول: "ولما رأى نور الدين ظهور الفرنج، وبلغه نزولهم نزولهم على دمياط قصد شغل قلوبهم، فنزل على الكرك محاصراً لها في شعبان من هذه السنة، فقصده فرنج الساحل فرحل عنها، وقصد لقاؤهم فلم يقفوا له"، يعني يا جماعة الخير ترى الصليبيين كانوا اه أعداد كبيرة وجيوش هائلة، شيء منهم رايح لمصر وهو عدد كبير جداً. ترى في في وصف عدد السفن وهذا لعلي أجده الآن سريعاً، الأعداد ترى ما كانت قليلة أبداً، ومع ذلك راح نور الدين يحاصر الكرك، ليشغلهم؟ تحرك جيش من الساحل ليواجه آآ نور الدين. وخرج له نور الدين ليواجهه، آآ لم يواجهوه. طيب، من الأشياء اللي عملها صلاح الدين أنه قبل ما يحكم الحصار على دمياط، أرسل أخاه تورانشاه، وأظن كذلك أرسل ابن أخيه تقي الدين، أرسلهم سريعاً ليصلوا إلى دمياط قبل الحصار، وبالفعل دخلوها، فلما حاصرها الصليبيون كان داخلها من الكتائب ومن القوات آآ الشيء الجيد. طيب إذا هذه آآ بعض الأحداث المتعلقة بحصار دمياط. لم تنتهي طبعاً الأحداث هنا. يقول لك اه يقول لك أبو أسامة: "ولما علم صلاح الدين شدة قصد العدو دمياط، أنفذ إلى البلد وأودعه من الرجال والأبطال والفرسان، والميرة وآلات السلاح، ما أمن معه عليه صلاح ما نزل بنفسه". لكن أرسل هذي، أرسل أخاهم، وأرسل أظن ابن أخيه، ليش؟ لأنه خايف تتحرك، يصير شيء، لأنه هو توه اشتكى من عنده مشكلة ثورة السودان هذه اه، وإزعاج العدو عنهم أن نزل عليهم. "وبالغ في العطايا والهبات، وكان وزيراً متحكماً لا يرد أمره في شيء". هذا صلاح الدين. ثم نزل الفرنج عليها في التاريخ المذكور، واشتد زحفهم عليها وقتالهم لها، وهو رحمه الله يشن الغارات عليهم من الخارج.

ما دخل دمياط، وإنما ينزل عليهم من الخارج، والعسكر يقاتلهم من الداخل، ونصر الله ونصر الله للمسلمين يؤيدهم، وحسن قصده في نصرة دين الله يُسعدهم ويُنجدهم، حتى أبان لهم الخسران، وظهر على الكفر الإيمان، ورأوا أنهم ينجون برؤوسهم ويسلمون بنفوسهم، فرحلوا خائبين خاسرين، فحرقت مجانيقهم، ونهبت، ثم قُتل منهم خلق عظيم، وسلم البلد بحمد الله ومنه. وقال العماد: "أقام صلاح الدين بالقاهرة في دار ملكه ومدار فلكه، ينهض إليها المدد بعد المدد، ويرسل إليها العدد بعد العدد، ويسهر ليله ولا يُقيل نهاره، وقد أخلص لله سره وجهاره، ولا ينام ولا يُنيم، وعنده من ذلك المقعد المقيم. وسبق تقي الدين". تقي الدين هذا راح يجينا كثير في سيرة صلاح الدين، الدين، واضح أن صلاح الدين كان يعتبره من أهم القادة العسكريين عنده. تقي الدين مين يكون؟ ولد أخ صلاح الدين، جيد؟ يعني أكثر من ترى، بس في هذه الأحداث، بعدين تورانشاه بعد شوية بعد سنة أو سنتين راح يروح اليمن وخلاص، يعني بعد ما يروح اليمن تقريباً لن يُذكر إلا يمكن في مرات يسيرة جداً، مين اللي سيُذكر باستمرار في معارك صلاح الدين كقائد عسكري؟ هذا تقي الدين، جيد؟ اللي هو ابن أخ صلاح الدين. طيب مين أبوه؟ مين أخو صلاح؟ من أخو صلاح الدين الذي هو أبو تقي الدين؟ أيوه أظنه شاهن شاهي اللي استشهد ترى في بداية الأحداث، تذكروا قُتل في بداية الأحداث. طيب وين وصلنا؟ "وسبق تقي الدين ابن أخي الدين السلطان إلى دمياط، فدخلها، وكذلك خاله شهاب الدين محمود فنزلها، واتصل الحصار وتواصل الأنصار، ودب في الفرنج الفناء، وهب عليهم البلاء، فرحلوا عنها في الحادي والعشرين من ربيع الأول بالذل الأكمل والصغار الأشمل". وكان لما وصل الخبر إلى نور الدين بوصولهم واجتماعهم على دمياط ونزولهم، اغتم واهتم واستصعب الملم، وأنهض من عنده عسكراً ثقيلاً مقدمه الأمير قطب الدين خسرو الهذباني، وكان مقداماً مُقدماً وهَماماً مُعلماً أو مُعلِماً، وأمره أن يسير بالعسكر ويخوض بهم بحر العجاج الأكدر، فوصل في النصف من ربيع الأول قبل رحيل فرنج بأسبوع فوقع روعه من الكفر في كل رع. وهذا سبق معانا.

طيب، الآن موقفان حصلا لنور الدين في وقت هذا الحصار، وسبق أن ذكرتهما ربما أكثر من مرة في هذه السلسلة، ولكني أحب إعادتهما لجلالة هذين الموقفين، ولأنهما يكشفان عن شيء مما كان عليه حال نور الدين رحمه الله تعالى. أما الموقف الأول فيقول أبو أسامة لم أذكره في أي مرة قراءة آآ كلها ذكرتها فقط بالمعنى. هذه المرة أقرأها قراءة. "قلت" اللي هو أبو أسامة "وبلغني من شدة اهتمام نور الدين رحمه الله بأمر المسلمين، حين نزل الفرنج على دمياط، أنه قُرأ عليه جزء من حديث كان له به رواية، فجاء في جملة تلك الأحاديث حديث مُسلسل بالتبسم، فطلب منه بعض طلبة الحديث أن يتبسم لتتم السلسلة على ما عُرف من عادة أهل الحديث، فغضب من ذلك وقال: إني لأستحي من الله تعالى أن يراني متبسماً والمسلمون مُحاصرون بالفرنج". وهذا الموقف موقف عظيم جداً، ويدل على حرارة إيمانية عالية، وعلى شعور وهم بالمسلمين عظيم. وهو بطبيعة الحال متعلق بأحداث يعني استثنائية. بمعنى نور الدين في حياته عموماً ترى كان يتبسم ويضحك وعادي يعني، كان إنسان عادي يعيش حياته الطبيعية، وكان همه دائماً في الجهاد ونصرة الدين وإقامة العدل وما إلى ذلك. لكن لو كان عادي يتبسم، مع أنه في الوقت هذا اللي كان هو يعيش فيه كانت بلاد المسلمين محتلة، لكن لما تأتي أزمة استثنائية أو ساخنة الآن، أو حدث يُخاف منه على المسلمين خوفاً عاماً فيجب أن تتعامل معه شعورياً تعاملاً استثنائياً. يعني لما جاء حصار دمياط وخيف على المسلمين خوفاً عظيماً ما استطاع يتبسم ما استطعت ما استطعت بس. جيد؟ نحن نقول الآن في مثل الأحداث التي تأتي في التي تحصل في غزة الآن أو ما يشبهها، حين تأتي أحداث شديدة واستثنائية وساخنة الآن، احنا ما نقول الجماعة لا أحد يتبسم، ما نقول لا أحد يتبسم، ولا شك أن المسؤولية تختلف ما بين شخص عادي وما بين نور الدين اللي هو مسؤول عن المسلمين أصلاً. لكن أن يكون في نفس الوقت ما كأنه في شيء صاير على المسلمين وعايش حياتك طبيعي بالتفاهات، بالألعاب، بالمباريات، بالبطولات الآسيوية والأوروبية، المكسيكية وإلى آخره تمام، حفلات وطلعات ونزلات وتفاهات فمع احترامي لك يعني لو تشوف لك جزيرة في البحر كذا بعيدة وتروح تسكن فيها لحالك. إذا أنت مسلم، نمت إسلامية ماشي، ما أنت قادر تغير المعادلة. ولا شك أنه أن زماننا هذا زمن يعني بُص قُصت فيه كثير من الأجنحة التي يمكن للإنسان أن يطير بها. لكن كونك لا تستطيع أن تغير المعادلة، ليس معناه أن تعيش بارد القلب ساكت اللسان، شيطان أخرس كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى. فحقيقة هذا لا يليق، ولا يحسن، ولا ينبغي، على أننا على أني أكرر، ليس القصد أن الإنسان لا يتبسم، لا يعيش حياته الاجتماعية، لكن لا يبالغ إلا تصير القضية أنه عادي، احتفالات، خاصة لو كانت على أمور تافهة، اه مثل اه كرة القدم، وبطولات كرة القدم وما إلى ذلك. طيب، اه هذا موقف يُستفاد من اه من موقف نور الدين رحمه الله تعالى.

الموقف الثاني الذي حصل في وقت حصار دمياط يقول أبو شامة: "وبلغني أن إماماً لنور الدين رأى ليلة رحيل الفرنج عن دمياط" متى رأى؟ "ليلة رحيل الفرنجة عن دمياط". قال: "رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أعلم نور الدين أن الفرنج رحلوا عن دمياط في هذه الليلة، فقال: يا رسول الله ربما لا يُصدقني، فاذكر لي علامة يعرفها، فقال: قل له بعلامة سجودك على تل حارم، وقلت يا رب انصر دينك ولا تنصر محموداً الكلب حتى يُنصر". قال: "فانتبهت ونزلت إلى المسجد، وكان من عادة نور الدين أن ينزل إليه بغلس، ولا يزال يتركع فيه حتى يُصلي الصبح. قال فتعرضت له فسألني من أمري، فأخبرته بالمنام وذكرت له العلامة، إلا أني لم أذكر لفظ الكلب، فقال نور الدين رحمه الله: اذكر العلامة كلها، وألح علي في ذلك، فقلتها، فبكى رحمه الله، وصدق الرؤيا، وأُرخت تلك الليلة، فجاء الخبر برحيل الفرنج بعد ذلك في تلك الليلة". رحم الله نور الدين، وهذا حقيقة أنا بالنسبة لي من أجل وأجمل المواقف في سيرة نور الدين على الإطلاق. الموقف نفسه اللي بدايته اللي هو في حالم، وآآ تصديقه في آآ هذا الحدث العظيم. طيب الآن يا جماعة الخير، هذا حدث لا شك أنه حدث كبير جداً، وحدث ليس ليس بالسهل يعني آآ، لكن دعونا ننتقل الآن إلى بعض الإجراءات التي عملها طبعاً هذا كم عام؟ كم قلنا؟ خمسة وستين، خمسة الحصار خمسين يوماً. في بعض الأحداث التي الإصلاحات التي عملها نور الدين عفواً صلاح الدين، في عام خمس مئة وخمسة وستين، وربما بعضها في ستة وستين، جمعها في مكان واحد، هي مفرقة موجودة في كلام أبي شامة وغيره، آآ جمعها سلمكم الله الدكتور في كتابه "صلاح الدين القائد وعصره" اه من مجموعة من المراجع، صارت بمجموعة من الأعمال التي عملها صلاح الدين، وهي مهمة جداً.

طيب، أنتوا ملاحظين يا جماعة أنه من يوم ما بدأ صلاح الدين ما في ايش ها؟ قعدة، ما في قعدة، ما في تنفس، آآ ثورة، اه صليبيين، آآ تظبيط أمور العسكر، كذا إلى آخره. هنا سرد مجموعة من الأحداث، يقول لك: "قام صلاح الدين في أواخر سنة خمسمئة وخمسة وستين" بذكر مجموعة من الأعمال. الأمر الأول طبعاً هو شوفوا يا جماعة هو ذكرها بعد حدث اه مجيء نجم الدين أيوب، نجم الدين أيوب من هو؟ والد صلاح الدين. طيب، ما دام ذكرها بعدها خلينا نذكر اه مجيء نجم الدين أيوب بسرعة. لأنه مهم جداً، هو مين اللي طلب آآ أنه يجي أبوه؟ صلاح الدين طلب، أرسل إلى نور الدين يطلب أن يأتي أبوه إليهم. اه العجيب أنه التقاطة ابن شداد كذا يعني ايش من شدات كمان ترى زي ما قلت لكم دا راح يصير صاحبنا، مثل ما أبو شامة صاحبنا، عنده عبارة جميلة يقول: "عقد فصل ذكر طلبه والده" يقول: "ثم أنفذ في طلب" شف بالله بالله، شوفوا شوفوا الجملة اللي عبّر فيها، يقول: "ثم أنفذ في طلب والده ليكمل السرور به، ويتم الحبور، ويجمع القصة مُشاكلة ما جرى للنبي يوسف"، شايف اللفتة الغريبة؟ يعني أنه صلاح الدين يبي يسويها عشان ايش يكمل قصة يوسف عليه السلام يعني فاهم؟ آآ. طيب، فوصل طبعاً نجم الدين، لكن قبل ما يوصل لنجم الدين في قضية آآ، احنا رح نرجع بعد شوي للإصلاحات، لكن سلمكم الله هل اه نجم الدين أيوب أتى بشيء من عند جهة نور الدين؟ طبعاً نجم الدين أيوب له مكانة كبيرة عند نور الدين. تتذكروا ايش المكانة؟ ايش الوحيد اللي كان يدخل على نور الدين ويجلس بدون استئذان؟ الوحيد، ونجم الدين أيوب والد صلاح الدين، البقية كلهم، حتى أسد الدين صاحب الهيبة والسطوة ما يتجرأ، ما يتجرأ أنه يجلس قبل ما يأذن له نور الدين بالجلوس. كان صاحب هيبة وملك رحمه الله تعالى. أما نجم الدين فلما له من المكانة عند نور الدين فكان يفعل ذلك. فهو وكان أمير طبعاً، نجم الدين هو ما هو أنه بس أبوه، يعني هي مو بس أنها علاقة اجتماعية ولا نسبة، لا لا هو كان أمير من الأمراء الكبار، وكان حتى يعني قبل اه قبل ما يكون تبع نور الدين في دمشق، فهو كان في دمشق أميراً يعني. طيب آآ أي نعم، العماد يقول: "ولما نُصب نجم الدين أيوب لقصد مصر مضاربه لا قبلها". الآن في رسالة أرسلها نور الدين سلمكم الله آآ مع نجم الدين، الرسالة هذه مين اللي نقلها؟ نقلها ابن أبي طي. يقول ايه؟ يقول: "أرسل الخليفة المستنجد بالله" مين هو المستنجد بالله؟ خليفة العباسي "أرسل الخليفة المستنجد بالله من بغداد إلى نور الدين يعاتبه في تأخير إقامة الدعوة له بمصر، وأحضر الأمير نجم الدين أيوب وألزمه الخروج إلى ولده بمصر بذلك، وحمله رسالة منها، وهذا أمر يجب المبادرة إليه لتحظى به الفضيلة الجليلة والمنقبة النبيلة قبل هجوم الموت وحضور الفوت، لا سيما وإمام الوقت متطلع إلى ذلك بكليته وهو عنده من أهم أمنيته". نعم هذه آآ رسالة موجهة من الخليفة عبر نور الدين، أو إلى نور الدين، ونور الدين أرسلها إلى صلاح الدين ليقيم الدعوة للخليفة العباسي. طيب قال العماد والعماد ترى كان من اللي خرجوا بهذه السفرة، مو مع نجم الدين، مع نور الدين، لأنه نور الدين خرج مع اه مين؟ نجم الدين أيوب، خرج يشيّعوا، وصار في بعض الأحداث، فالعماد هذا كان حاضر الحدث نفسه. عشان كذا قلنا احنا الآن ميزة هذه المرحلة مصادرها مشاركة في الأحداث، بل وصانعة لبعض آآ الأمور التي جرت فيها. ثم قال العماد: "ولما نُصب نجم الدين أيوب لقصد مصر مضاربه، وسحب للعلا على روض الرضا سحائبه، خرج نور الدين إلى رأس الماء بعسكره وخيامه، وأرهف للجد في الجهاد حد اعتزامه. ثم أقام بعد توديعه، والوفاء بحق تشييعه إلى أن آل إليه عساكره، وحضر بادي جنده وحاضره، وعب بحره وماج زاخره، ثم توجهنا" يقول العماد "إلى الكرك مستهل شعبان، ونزلنا أياماً بالبلقاء على عمان، وأقمنا على الكرك أربعة أيام نحاصرها، ونصبنا عليها منجنيقين، فورد الخبر أن الفرنج قد تجمعوا ووصلوا إلى ماعين أو ماعين، فقال نور الدين نرى أن نعطف أعنتنا وبالله نستعين، فإنا إذا كسرناهم وكسرناهم وقتلناهم وأسرناهم، أدركنا المراد وملكنا البلاد"، يعني بدال ما نجلس محاصرين الكرك، خلنا نروح للجيش اللي تحرك. "فرحلنا إليهم فولوا مدبرين حين سمعوا برجوعنا، وقالوا رحيلهم عن الحصن قد حصل وهو مقصودنا، وعاد نور الدين إلى حوران أو حوران، فخيم بعشترى وصام رمضان"، هذي عشرة اللي ذكرناها أمس. "وعاد نور الدين إلى حوران فخيم بعشترة". الآن موجود الموقع اسمه تل عشترة، وأتصور أنه نفسه لأنه هو موجود كذلك بتلك الديار. طيب ليش حاصر نور الدين أصلاً الكرك؟ ليش؟ اسمعوا ليش؟ يقول ابن الأثير: "كان سبب حصر نور الدين الكرك أن نجم الدين أيوب والد صلاح الدين سار عن دمشق إلى مصر، فسير معه نور الدين عسكراً، فاجتمع معهم من التجار ومن كان له من صلاح الدين أنس ومودة ما لا يُعد، فخاف نور الدين عليهم وسار إلى الكرك"، الكرك ليش؟ ليش الكرك تحديداً دابا فالطريق، يعني الكرك هذه كانت ناسبة في حلق المسلمين، أنه قلعة صليبية وفيها واحد من أنجس الصليبيين سيأتينا بعد ذلك، لا أدري وقت هذه الحادثة كان هو نفسه أرناط هذا هو المتولي القلعة ولا جاء بعد ذلك، فهي في الطريق، يعني لو تشوف الطريق من دمشق إلى مصر ترى الكرك جاية في النص تقريباً. ايوه أكان يهجم الحجاج، وهذا بعدين حتأتينا إن شاء الله مع صلاح الدين. فالشاهد أنه الآن بغض النظر هو أو لا، الفكرة القلعة نفسها الصليبية كانت في الطريق، يقول لك: "فخاف نور الدين عليه، فسار إلى الكرك، فنزل عليه وحصره، وصار نجم الدين أيوب معه سالمين"، عشان ما يكون باشغال الصليبيين للتأمين. "ونصب نور الدين على الكرك المجانيق" إلى آخر الكلام الذي مر معنا قبل قليل. ممتاز، كذا ولا لا؟ الآن بعد ما ذكرنا هذه نرجع لايش؟ اللي كنا بنذكره وما ذكرناه. ذكرناها خلصنا، الحين نرجع للي ما ذكرناه. كنا بنذكر وما ذكرنا اللي هو إنجازات صلاح الدين من عام خمسمئة وخمسة وستين أو في خمسة وستين، في أشياء عملها هناك عند الدولة الفاطمية. واحد، وعشان نشوف أنه يعني كيف الفرق بين اه من يدخل في عمل سياسي آآ تحت شعارات أنه هو يريد الإصلاح وما إلى ذلك ثم يخسر ويفسد ويفسد ويفسد هم ويستسلم ويخضع ويخفض رأسه ورقبته، وبين من يستلم وزارة وإن كانت في النسبة للدولة الفاطمية، لكن ما الذي فعل؟ واحد أبطل الأذان بحي على خير العمل، محمد وعلي خير البشر، فكان ذلك فيما ذكر المقريزي أول وصمة دخلت على الدولة، أول وصمة دخلت على الدولة الفاطمية هذه هي، تمام؟ اثنين، أمر أن يُذكر في الخطبة يوم الجمعة الخلفاء الراشدون: أبو بكر وعمر وعثمان ثم علي، وكان ذلك يوم الجمعة عشرة ذي الحجة خمس مئة وخمسة وستين. ممتاز، ترى بعد سنة، بعد سنة وشهر بالضبط من هذا الحدث أبطل الخطبة للفاطمي من هذا عشرة ذي الحجة خمس مئة وخمسة وستين، في محرم خمس مئة وسبعة وستين انتهت الدولة الفاطمية، واضح؟ بعد سنة وكم؟ شهر صح؟ سنة وشهر. طيب، اه إجراءات مهمة يا جماعة هذه، هذه مهم أنها تُستوعب. ثلاثة، عَيَّن في نفس الشهر قاضي قضاة جديد مكان داعي الدعاة، دعي الدعاة هذا عند الفاطميين الشيعة، عين قاضي قضاة جديد مكان داعي الدعاء، ابن عبد القوي، هذا ابن عبد القوي تبع الفاطميين. داعي الدعاء هو، وهو المفضل أبو القاسم هبة الله ابن كامل التنوخي الإسماعيلي الذي شارك في الثورة ضد صلاح الدين فيما بعد كما سيأتي، وأضاف إليه قضاء مدينة مصر، هذا ورتب صلاح الدين أيضاً الفقيه عيسى الهكاري. تذكروا قلنا عيسى الهكاري هذا حيجي معنا مراراً، واضح أنه هو من رجال صلاح الدين. ورتب صلاح الدين الفقيه عيسى الهكاري في قضاء القاهرة مدينة الجند والإدارة، وبذلك حصر القضاء الإسماعيلي في مدينة مصر التي كان يسكنها عامة الناس حينما جعل القاهرة بحكم أحد أعوانه الفقيه الأمير وقاضي العسكر. تمام ولا مو تمام يا جماعة؟ إجراء قوي صح؟ وفي السنة التالية في تسعطعش جماد الآخرة كم؟ خمس مئة وكم؟ خمس مئة وكم؟ ستة وستين يا جماعة ستة وستين ستة وستين، احنا كنا نتكلم عن ذي الحجة خمسة وستين. في السنة التالية عزل صلاح الدين المفضل بن كامل عن قضاء قضاة وقضاء مصر، وولى قاضي القضاة عبدالملك ابن درباس الهذباني أو الهذباني من قبيلة كردية، وهو شافعي، وجعل إليه الحكم في جميع بلاد مصر، بعد ما أحضره من المحلة وخلع عليه، فعزل من كان بها من القضاة، واستناب عنه قضاة شافعية، يقول: "ومنذ ذلك الوقت اشتهر أو اشتهر مذهب الشافعي اه بديار مصر". طبعاً يقول ومذهب مالك، لكن مذهب مالك موجود طبعاً من قبل ذلك، لكن ربما بسبب قيصر كفاطمية بعد ذلك رجعت، رجع المذهب المالكي حاضراً. قال: "واختفى مذهب الشيعة من الإمامية والإسماعيلية، وبطل من حينئذ مجلس الدعوة بالجامع الأزهر وغيره"، هذا زي ما قلنا يا جماعة "صلاح الدين وقائد عصره" للكتاب جمع آآ من المصادر، أغلب أهم مصدر عنده في هذه الأحداث هو مصدر المقريزي "اتعاظ الحنفاء" آآ، وينقل عن الروضتين أحياناً. وفي سنة خمسمئة وستة وستين رفع صلاح الدين جميع المكوس بديار مصر وأبطلها، متبعاً في ذلك من؟ أيوه، من الذي أحيا سنة إبطال المكوس؟ الذي أحيا هذه السنة هو نور الدين زنكي، وبالتالي لا نتعجب أن كان صلاح الدين سار على سنته وطريقته. يقول: "المتبع" يقول: "متبعاً في ذلك ما عمله نور الدين في بلاد الشام قبل أكثر من عقد ونصف من الزمان، وهي سياسة صار عليها فيما بعد كل بلد خضع لسلطته المباشرة وغير المباشرة". ستة، أمر صلاح الدين بهدم سجن دار المعونة في مدينة مصر، وابتدأ عمارة مدرسة، عمارة مدرسة للشافعية في مكانها، وهي أول مدرسة عُمرت بمصر لإلقاء العلم، كما أنشأ المدرسة الملكية. هذا بحسب قول المؤلف. كما اشترى تقي الدين عمر أرضاً آآ بمصر وجعلها مدرسة للشافعية.

طيب، آخر شيء في ذلك الوقت مات ابن الخلال. من هو ابن الخلال؟ هذا اللي كان صاحب ديوان الإنشاء للفاطميين، تمام؟ ترى وظيفة مهمة جداً، كتابة هذي كتابة الإنشاء هدا واحد النخلة كان الفاطميين، ايش الفكرة الحين؟ الفكرة أنه لما مات ولى صلاح الدين القاضي الفاضل مكانه، ومن هنا سيدخل معنا القاضي الفاضل في الأحداث، وهو شخصية عظيمة ومهمة جداً جداً جداً. طيب خلينا دحين نكمل حتى لو تأخرنا كثيراً. طيب يا جماعة الخير خاص مقفل، والله باقي أهداف يا جماعة، طولنا كما اخذنا الآن في التكملة والله عندي أحداث وأحداث يا جماعة. طيب في حدث خلاص راح أتجاوزه بس إلى الحلقة القادمة ضروري أذكره أصلاً، مستحيل أتجاوزه يعني، مستحيل أني ما أذكره إن شاء الله في اللقاء القادم اللي هو اه متعلق بنور الدين لما توفي أخوه قطب الدين اللي هو حاكم ايش؟ موصل، صارت قصة طويلة عريضة وفيها حصار نور الدين الموصل، وفيها مدري ايش، ما نبغى نحرق الأحداث يعني، وهذه راح أؤجلها إلى اللقاء القادم، لأنه حدث يمكن يأخذ معانا كلام عن هو وما يتعلق به يعني ثلث ساعة إلى نصف ساعة ربما يعني. خلونا نختم الآن بحدث متعلق بصلاح الدين، وأنا اخترت هذا الحدث للختام، عشان في كلام للقاضي الفاضل، تمام؟ فعشان في كلام القاضي الفاضل فاحنا كذا نبغى نبغى نختم بهذا الحدث الجميل اه أن نختم بهذا الحدث وبالكلام الجميل الذي ذكره القاضي الفاضل. لكن أين ذكره يا ترى؟ أين كلام القاضي الفاضل؟ هل هو هنا؟ طيب نشوف إن شاء الله. هذا ايه لا مو هنا في صفحتين. طيب يا جماعة الخير الحدث ما هو؟ حدث متعلق بغزة، تمام؟ وتحديداً دير البلح، اللي هي كان اسمها ايش؟ الداروم. يقول لك هنا في كتاب "صلاح الدين القائد وعصره": "كانت داروم آنذاك دير البلح في الوقت الحاضر حصناً منيعاً بناه الصليبيون على الحدود مع مصر لأغراض الدفاع عن حدود مملكتهم، وقاعدة متقدمة على الطريق إلى مصر لعملياتهم العسكرية". ممتاز؟ طبعاً تعرفوا دير البلح أصلاً صاير جنوب غزة تقريباً في النص الجنوبي أظنه وآآ، أصلاً غزة هي على حدود مصر.

فهم جانبيها قاعدة بهذا الغرض. اه أما غزة فقد كانت خراباً عندما استولى الصليبيون على كل فلسطين كانت خراباً آآ ثم أنشأوا فيها بداية قلعة حصينة لتطويق مدينة عسقلان. ما نبغى نروح لهذه الماضي خلينا نشوف الحدث. الحدث سلمكم الله أنه صلاح الدين رحمه الله توجه إلى اه حصار منطقة الداروم هذه حقت الصليبيين. توجه صلاح الدين في خمسطعش ربيع الأول خمسمية وستة وستين لسه ما أسقطت الدولة الفاطمية. خمسطعش ربيع الأول خمس مئة وستة وستين، على رأس قواته من بركة الجب إلى العريش قرب الحدود مع فلسطين. وبعد اثني عشر يوماً وصل إلى قرب حصن الداروم أو الدير أو دير البلح، وفي اليوم التالي تقدم إلى الحصن وبدأوا محاصرته، ونصب عليه المنجنيق. ثم تقدمت القوات إلى الحصن وركزت القتال على البرج الكبير فيه. آآ طبعاً تفاصيل القتال راح أؤجلها لين ما أقرأها من كلام القاضي الفاضل، احنا لما نختم كلام القاضي الفاضل كذا خلينا يعني ايش شوف كيف الوصف الجميل. وفي اليوم التالي تقدم صلاح الدين وقواته إلى القلعة، آآ جمع الملك الصليبي القوات وتوجه إلى عسقلان، وصلاح الدين محاصر للداروم. اه ما صار اشتباك بين الملك الصليبي وبين اه صلاح الدين، كأنه هو هرب يعني، يعني هو جاء بالقوات بس راح دخل إلى عسقلان، ولم يقاتل صلاح الدين. جرت مناوشات، يقول يقول المؤلف: "التقت قوات صلاح الدين مع قوات الملك عموري في الطريق بين الداروم وغزة، وجرت بعض المناوشات بين الجانبين، وانتظر الملك الناصر أن يقوم عموري حملة الالتحام حملة للالتحام مع قواته إلا أنه لجأ إلى تجميع قواته في كتلة متراصة، وتابع سيره على تعبئة إلى الداروم حتى وصلها وتحصن بها". اه عفواً دخل في الداروم وليس في عسقلان. ولحقت قوات صلاح الدين بالملك إلى الداروم وقامت بحصاره فيه، وعندما يئس صلاح الدين من الخروج من خروج الملك لقتاله قرر فك الحصار عنها والتوجه إلى غزة، تمام؟ مين اللي بحاصر غزة؟ راح نضيف، شف دورة الأيام ودورة الزمن سبحان الله اللي بحاصر غزة صلاح الدين، ليش؟ لأنه فيها صليبية آآ طبعاً غزة صايرة بين الداروم وبين عسقلان، عسقلان طبعاً ما صعب الآن يفكر فيه اه حصارها، لأنه هي عسقلان قاعدة كبرى.

آآ يقول: "كانت بلدة غزة في ذلك الوقت بيد فرسان الداوي وآآ" يقول: "عندما اقتربت قوات صلاح الدين من غزة حاول أهل البلدة الصغيرة" اللي هي هذه غزة، غزة ترى ما كانت يعني نفس غزة بالنسبة لهم ما كانت شيء يعني، أعرف هي أصلاً كانت خراباً فعمرها الصليبيون فقط لتكون حصار العسقلان اللي كانت بيد المسلمين. آآ طيب، حاولوا اللجوء، هذا الكتيبة التي في غزة حاولت اللجوء إلى وين؟ اه حاولت اللجوء إلى اه مستوطنة البيرة شمالي القدس. اه حاولوا اللجوء إلى القلعة، ما سمحوا لهم، طلبوا منهم الدفاع عن البلدة. آآ رجعوا دخل صلاح الدين اقتحم السور، ودخل البلدة، وقتل المدافعين عند الباب، وانتشرت قوات صلاح الدين داخل البلد تقتل وتستولي على كل ما تجده في طريقها، وأفرجت عن بعض الأسرى أو أسرى المسلمين فيها، ثم أشعلت النيران، النيران فيها، وتوجهت نحو القلعة فحاصرتها بعض الوقت حاصرها عدة ساعات، ثم عاد على رأسه أو رأس قواته نحو الجنوب باتجاه الداروم وإلى آخر الكلام. هذه بس كذا بس إشارات سريعة، عشان احنا لما نختم الوصف والتفصيل من كلام القاضي الفاضل، ايش اللي سواه صلاح الدين رحمه الله في هذه الحملة؟ اه وأنت تتعجب يعني كيف؟ يعني كيف تجد اه البيان يدخل في في هذه الأشياء آآ يزيدها بهاء وجلالاً وجمالاً. طيب، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد بس دقيقة معليش. طيب، اسمعوا يا جماعة الخير، هذا ختام الدرس. كتاب القاضي الفاضل الذي يشرح فيه الأحداث التي صارت في الداروم وغزة وما إلى ذلك. طيب يقول فيه: "توجهنا من بركة من بركة الجب يوم الخميس الخامس عشر من ربيع الأول، ووصلنا بتاريخ السابع والعشرين من الشهر المذكور، والعساكر بالسهل والوعر منتظمة، والهمم على السهل والصعب مزدحمة". طبعاً هو سجع زي العماد الكاتب، بس أنا بالنسبة لي القاضي الفاضل بالنسبة لي أعلى من من عماد الكاتب، وكتبه وكتاباته أجمل بكثير برأيي. لأنه هي ليست مجرد صياغة بيانية، يعني حتى المحتوى من طبيعة الكلمات التي تُنكر. طيب يقول: "وجنود الله في الأرض المعلنة قد أيدتها جنود السماء المسومة، وصابحنا الدير" اللي هو داير البلح اللي هو الداروم هذا "شوف شوف وصابحنا الدير يوم الأربعاء بقتال ها صابحناهم بقتال جعل كل من في حصن الدين راهباً" تمام؟ من الخوف والسكون "جعل كل من بالحصن راهباً، ونصبنا عليه منجنيقاً لا يزال بشهاب القذف ضارما، فلما تعالى النهار ملكنا ربضه، وأطلقنا فيه النيران، ورملنا الرجال بالدم، وأرملنا النسوان. وزحفنا إلى أبراج وهي أبراج قد تعدت للبلاء جلباباً، فجعلنا لكل واحدة جورة مفردة وباباً، وسرحنا إليهم رسل المنايا من النشاب، وقصدنا أخذ الأبراج ها شوف وقصدنا أخذ الأبراج، والبيوت تؤتى في الحرب من غير الأبواب"، البيوت تؤتى من الأبواب، لكن في الحرب تؤتى من غير الأبواب. وين الحلبية الحالة بيرفع يده؟ ها؟ جميل. طيب يلا الله يعينا على التعليقات الحربية دحين. طيب يقول لك: "والبيوت تؤتى في الحرب من غير الأبواب، وتقدمت إليهم نقابة الحلبية فباتت ليلتها تساوره وتراجعه بألسنة المعاول وتشاوره"، النقاب اللي ينقب الحصن. "وأسفر الصبح وقد أمكن تعليقه، وتيسر تحريقه، فأودعنا تلك العقود" اللي هي كأنها الفتحات أو النقبات هذه آآ "فأودعنا تلك العقود آلات الوقود، فلم يكن إلا مقدار اشتعالها حتى خر سريعاً سريعاً" اللي هو الحصن والبرج "وعفر بين أيدينا طامعاً ومطيعاً، وانتظمت الرجال على أحجاره" بعد ما طاح "انتظمت الرجال على أحجاره، وتواثبت إلى أمثاله من الأبراج وأنظاره، فحصلت في القبضة، وعجز من كان فيها عن النهضة، واحتكم فيها العذاب بالسيف والنار، وضاق عليهم مجال النفس والقرار. واستقبلنا يوم الخميس يوم الخميس، نقبل قلعتي، وتقديم المنجنيق، وتيسير السبيل للقتال وتخليص الطريق. هذا والكسوب والنهوب قد امتارت منها العساكر، وخرجت فيها مكنونات الذخائر، وأشبه اليوم يوم تُبلى السرائر، وطهر الأرض وطهر الأرض منهم أو وطهر الأرض وطهر الأرض منهم بالدم المائل، فلما كان بُكرة الجمعة وردتنا الأخبار بأن الملك" اللي هو الصليبي "قد زحف من غزة في فارسه وراجله ورامحه ونابله وحشود دياره وجنود أنصاره، فركبنا مستبشرين بزحفه"، مستبشرين ها؟ يعني وصلهم أن الملك جاي الصليب وقواته. "فركبنا مستبشرين بزحفه، موقنين بحتفه، ولقيناه فاحطناه من بين يديه ومن خلفه، ونواشته الخيل الطراد، وأحدقت به أحداق الأغلال بالازياد". يا جماعة مين مستمتع بكتاب القاضي الفاضل؟ والله جد شيء لا يوصف، والله، شوف "أحدقت به أحداق الأغلال بالجياد بالأجيات. وانتظرت حملته التي كان لها قبل ذلك اليوم موقع وصدمته التي لها من رجال الحرب موضع، فملأ الله قلبه رعباً، وثنى آآ صدقه كذباً، ولم يزل يُقاتل ولا يُقاتل، ويواصل المسير ولا يُصاول، والقتل في أعقابه، وأيدي السيوف وسواعد الرماح لا تني في عقابه، حتى تحصل في الدير هو وخيله ورجله، ولم يبق له من ملك الشام إلا ما وطئته رجله، فناصبناه الحصار في ليلة السبت مستهل ربيع الآخر بالركوب إليه والوقوف عليه، لعله يبرز ويبارز، ويخرج ولا يحاجز، فخرست غماغمه، واستذهبت براغمه، فتركناه وراء ظهورنا وجعلنا بلاده أمام صدورنا، فكنا في توليته مرضين لله سبحانه وتعالى لا مغضبين". فهمتوا الفكرة؟ يعني احنا مت أدبرنا، بس ترى هذا ليس الأدبار الذي يكرهه الله، ها؟ "وفي تركه وراء ظهورنا ومباعدته من الله متقربين. وواجهنا غزة بعساكرنا المنصورة". الحين تذكروا الحدث، أول شيء الداروم، بعدين تحصن، فهو الآن راحوا غزة. "وأطفنا بها في أحسن صورة، وهي على ما علم من كونها بكراً لم تفترعها الحوادث، وحصاناً لم يطمثها أمل طامث، وهي معقل الديوية أو الداوية الذين هم جمرة الشرك، وداهية الإفك، وأتى الله بنيانها من القواعد، وأنجز فيها من النصر صادق الموعد. ووردناها بأيمن الموارد، وفتحناها من عدة جوانب، ووطئناها، وإذا هي كأمس الذاهب، فألقت إلينا أفلاذ أكبادها، وذخيرة يدها، فما بين مواش تخرب البلاد التي منها خرجت، وخيول مسومة كأنها لركوبنا أُسرجت وأُلجمت، وحوامل أثقال وزوامل خففت عن عساكرنا وفُرجت، وميرة كثيرة تمكنت فيها يد الأجناد وأُفرجت، وأسارى المسلمين فكوا من القيد والقد، وأنقذوا بلطف بلطف الله من سوء ملكة وشدة الجهد. وأما الرؤوس المقطوعة، وآثار الفرنج الذين أيديهم إلى أعناقهم مجموعة، فإن الفضائل فإن الفضائل فضي تعصفر من دمائهم وتذهب، وجرى منها ما به الطرم وقد الجحيم وتلهب. وفي الحال أمرنا بالنار أن تشتعل بها وتشتغل، وبالهدم أن يُنقل عنها أو أن يُنقل عنها معاوله وينتقل، فهل ترى لهم من باقية؟ أو تنظر إلا طلولاً على عروشها خاوية، وعراساً من سكانها خالية، قد بقيت عبرة للعابر، وذكرى للذاكر، وموعظة سارة للمسلم مرغمة للكافر. ثم عدنا بقية يوم السبت إلى الملك خذله الله راجين أن يحمله الثكل على الأقدام". خلصوا من غزة، وراحوا للدارون مرة ثانية اللي فيها متحصن الملك عموري هذا قائد الصليبيين. ترى هذا ملك في مملكة بيت المقدس أصلاً يعني ما هو حد عادي يعني. بعد ما خلص من غزة راحوا رجعوا حاصروه مرة ثانية، ليش؟ يقول لك: "راجينا أن يحمله الثقل على الأقدام، ويخرجه حر النار اللي يحرقه هناك في البلد ويخرجه حر النار إلى مقام الانتقام، فإذا شيطانه قد نصحه، وبطانه قد نصحه، وقتل أصحابه قد جرحه، فبتنا عليه والألسنة بقراره تعيره، واستتاره يقرعه ويقرره، وأصبحنا يوم الأحد ثاني شهر ربيع الآخر، والكسب قد أثقل المقاتلة"، يعني وعندنا غنائم أثقلتنا "ونصر الله قد بلغ الغاية المستأصلة، ورحلنا والسلامة لصغير عسكرنا وكبيره شاملة، والعدو قد غُزي في عُقره وعُقِر، وأُذل في دار ملكه واُحتقر، ووصلنا إلى مستقر سلطاننا في يوم الاثنين الحادي عشر من سهل مذكور، فاستقبلنا من مولانا صلوات الله عليه وتشريفه، واستقلال ركابه ومشافهتنا" طبعاً عادي صلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم وسلم اه، لأنه دعاء اه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم صلي على آل أبي أوفى". "ومشافهتنا بمقبول دعائه الشريف ومحابه، ما عظمت به النعم وجلت، وزالت به وعثاء الطريق آآ وتجلت" إلى آخر الكلام. ودك يعني ايش تسوي بعد ما تسمع الكلام هذا؟ ما يحتاج حتى تشاهدوا فيديو صح، مرتب مصور، جودة عالية، وعارف ايش اللي صار، والنفسيات والشرح، وحقيقة بيان يقف الإنسان عنده متعلماً آآ، وآآ يعني الحالات التي يكون فيها انتصارات على أرض الواقع، تحتاج إلى لسان ناطق، يعني لا يكفي مجرد العمل، لابد من لسان ناطق يبين يكشف، يعزز قيمة بعض الأشياء، وهذا حقيقة أمر عظيم يعني. على أية حال نحن في سنة خمسمائة وستة وستين، وقد حصلت هذه الأحداث السريعة المتتالية من اه استيلاء اه جيوش المسلمين على مصر، وكسرها للصليبيين أول مرة، يعني هي تعتبر الثالث مرة، بس أنه يعني بداية الأمر، ثم قتل كذلك شاور الوزير الفاطمي المفسد، ثم بعد ذلك وزارة اه أسد الدين شيركوه، ثم وفاته رحمه الله، ثم وزارة صلاح الدين الأيوبي. وخلال هذه آآ السنوات اليسيرة، يعني خلال سنتين عمل كل هذه الأعمال، حصلت ثورة السودان، حصل آآ آآ حصار دمياط ومجيء الصليبيين، حصل القتال، وحصلت الإغارة من صلاح الدين من جيش صلاح الدين إلى آآ جنوب البلاد المحتلة آآ، وكذلك الإصلاحات التي عملها إبطال الأذان بحي على خير العمل، بناء المدرسة آآ للشافعية، والخطبة بالخلفاء الراشدين، ومجيء أهله ونجم الدين أيوب، كذلك إعادة ترتيب بعض الأمور المتعلقة بعسكره، إلى غير ذلك من الأحداث التي لعلها تأتي إن شاء الله كذلك. يعني هذه الأحداث التي سردتها ليست هي كل شيء.

آآ إن شاء الله في اللقاء القادم نأخذ بعض الأحداث التي التي هي متعلقة أيضاً بصلاح الدين الأيوبي مما لم يذكر الآن، ومن أهمها حصار قلعة في جزيرة في خليج العقبة، مع اليوم جزيرة فرعون اه تعتبر الآن ضمن الحدود المصرية آآ، ولكنها كانت هي جزيرة صغيرة، حتى موجودة اللي في قوقل اللي يفتحها يشوف القلعة نفسها، القلعة حقت الصليبيين موجودة يعني، قلعة كذا جزيرة صغيرة هي كلها قلعة سايرة آآ صلاح الدين نفسه رحمه الله يعني جيوش صلاح الدين عملوا خطة كذا معينة جميلة واستولوا على هذه القلعة، هذا كله لسه ما سقطت الدولة الفاطمية، وكان هذا السقوط يعني لو تلاحظوا أنه يعني التركيز على المناطق اللي ايش؟ المناطق اللي لها لها علاقة بالشام، لها علاقة بالوصول إلى إلى دولة نور الدين. هذه القلعة تعتبر برضه اه قطع طريق وكذلك اه جنوب فلسطين وما إلى ذلك. ثم كذلك إن شاء الله في اللقاء القادم سنذكر الأحداث المتعلقة بوفاة قطب الدين زنكي آآ في الموصل وما تبعها من أحداث مهمة آآ مرتبطة بإصلاح نور الدين لتلك الأحوال. وبعد ذلك سننتقل إن شاء الله إلى اه سقوط الدولة الفاطمية رسمياً وتملك صلاح الدين رسمياً ودون منازع لبلاد مصر كاملة، ودخولها تحت الدولة النورية الزنكية التابعة للخلافة العباسية في آآ بغداد، وما الذي تبع ذلك. ما أظن أننا سنصل في الحلقة القادمة إلا إذا طالت جداً إلى وفاة نور الدين زنكي رحمه الله تعالى. بعد هذه القصة الجميلة والمسيرة الطويلة العظيمة الحافلة، وقد توفي رحمه الله في خمس مئة وتسعة وستين، ونحن الآن في خمس مئة وستة وستين، يعني باقي لنا ثلاث سنوات على وفاة نور الدين زنكي رحمه الله تعالى، بقيت إنجازات وبقية أمور وبقية أحوال. اه إذا استطعنا ننهيها كلها في الحلقة القادمة إلى وفاته رحمه الله فحسن، ثم بعد ذلك إن شاء الله ننتقل بالكلية إلى صلاح الدين الأيوبي اه وبداية المشروع الصلاحي لي آآ طرد المحتلين من بلاد المسلمين وتحرير اه البلاد عموماً وبيت المقدس خصوصاً. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ويرحمنا، وأن يغفر لهم ويرحمهم. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.