الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى. الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد. حياكم الله جميعًا.
هذا اللقاء سيكون لقاءً مطولًا، وهو لقاءٌ فيه تأصيلٌ شرعي منهجي لقضية النصر للمؤمنين، لأن مثل هذا الموضوع لا يصلح أن يتناول عاطفة مُجرَّدة، وفي نفس الوقت لا يصلح أن نتعامل بعاطفة عكسية، وهي اليأس والإحباط.
يأتي هذا الموضوع ضمن سلسلة السنن الإلهية وأثرها في الإصلاح. السنن الإلهية كما ذكرت في هذه السلسلة، عندما نتحدث عن سنة الله، نحن نتحدث عن عادة مطردة دائمة لله سبحانه وتعالى، يفعلها الله سبحانه وتعالى كلما أوجد سبب هذه السنة. والله سبحانه وتعالى له سنن في خلقه، منها سنة إهلاك المجرمين، ومنها سنة ابتلاء المؤمنين، ومنها سنة إمهال الظالمين. هذه كلها سنن إلهية سبق أن تحدثت عنها بشكل تفصيلي. الآن أتناول السنة الأخيرة، وهي من أعظم السنن وأهمها.
أحتاج أن أتأكد يا جماعة أنه في صوت في تويتر في المساحة. طيب، فأقول إن هذه السنة، سنة النصر، هي من أعظم السنن الإلهية وأجلها. وحقيقةً، كثيرًا ما يقع سوء الفهم لها. يعني أحيانًا، المؤمن ما إن يدخل في سياق تدافعي مع الباطل، ويعني يحرص على أن ينصر دين الله سبحانه وتعالى، إلا أنه أحيانًا يعني ينتظر مباشرة. نسأل الله سبحانه وتعالى. أو حين يتابع أخبار المسلمين وأحوالهم، وينظر فيما يصيبهم من الابتلاءات والشدائد والمحن، يقول: متى نصر الله؟ متى يأتي هذا النصر؟
الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بالنصر، فمتى يأتي هذا النصر؟ من كان ينتظر جوابًا مختصرًا، فهذا الجواب المختصر يمكن أن يقدم، ولكنه ليس شافيًا. لكن في هذا اللقاء إن شاء الله سأقدم الجواب، أرجو أن يكون الجواب شافيًا، ولكن عبر تأصيل شمولي لقضية سنة النصر. طبعًا، سأتحدث عن سنتين متقاربتين: سنة النصر وسنة الاستخلاف والتمكين، وهي بلا شك مرتبطة بالنصر، يعني لا يمكن أن يستخلف المؤمنون ويُمكن لهم في الأرض إلا بنصر الله لهم سبحانه وتعالى.
إذاً، نحن نتكلم عن سنتين: سنة النصر. ما هي؟ هي السنة الإلهية القاضية بتأييد الله تعالى لرسله وأتباعهم من القائمين بدينه على عدوهم، يؤيدهم على عدوهم بغلبة السيف أو بعلو الكلمة وظهور الحجة. هذه سنة النصر.
أما سنة الاستخلاف والتمكين، فهي السنة الإلهية القاضية بتوريث الله الأرض لعباده المؤمنين واستخلافهم فيها بعد إهلاك أعدائه وتمكين دينه في الأرض. فهما سنتان متقاربتان. سؤال: هل السنة الثانية، هذه التمكين والاستخلاف، تسمى نصراً؟ نعم، تسمى نصراً. يعني إن أردت أن تجملها، ستقول سنة النصر. والنصر درجاتٌ إلى أن يصل إلى التمكين.
جيد؟ فنحن نتحدث عن سنتين، وهما في الحقيقة تعودان إلى سنة النصر. طيب، الآن عندي ما يقارب العشر ضوابط، عشر ضوابط منهجية لفهم سنة النصر.
الضابط الأول: أن هذه السنة ثابتة لا تنخرم أبدًا، دائمة لا تتخلف أبدًا. يعني حين نقرأ في كتاب الله عن أن الله سبحانه وتعالى ينصر دينه، مثل قول الله سبحانه وتعالى: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا"، فهذه الآيات ليست مقيدةً بزمانٍ دون آخر، ليست متعلقةً بزمان بعث الرسل دون الأزمنة المتأخرة. لا، هذه سنة دائمة ثابتة: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".
فأول ما نتعامل مع سنة النصر، حتى لا يأتي شخص يقول: لا، هي هذه ليست سنة، ولكن أحيانًا تأتي، لا، هي سنة دائمة. ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فهذه سنة الله وعادته في نصر عباده المؤمنين إذا قاموا بالواجب على الكافرين"، وانتقام وعقوبته للكافرين الذين بلغتهم الرسل إلى آخره. قال: "هي سنة الله التي لا توجد منتقضة قط".
فهذا أول تنبيه أو ضابط في قضية سنة النصر. الضابط الثاني: أن الله سبحانه وتعالى ذكر للنصر شروطًا تجب مراعاتها، وللهزيمة أسبابًا يجب اجتنابها، وأنه بقدر تحقيق شروط النصر واجتناب أسباب الهزيمة يتحقق النصر بإذن الله تعالى.
يعني لا يمكن أن تفهم سنة نصر الله للمؤمنين دون أن تتنبه للشروط التي علق الله هذا النصر عليها، ودون أن تتنبه للأسباب التي جعل الله الهزيمة منوطة بها. فلا تتعامل مع النصر بأنه وعود مطلقة تأتي في كل وقت، احنا كنا تأتي، هي داعمة لا تنخرم لكنها دائمة معلقة بشروط. من أين نعرف هذه الشروط؟ من كتاب الله سبحانه وتعالى؟ وسأذكر بعض الشروط التي تدل على تعلق النصر بها.
أول شرط للنصر هو الصبر. لا نصر بلا صبر. ولما نتكلم عن صبر، ما نتكلم عن صبر، اللي هو صبر ثلاث أيام ولا شهرين. نحن نتحدث عن صبر طويل تتعاور فيه الابتلاءات على الإنسان المؤمن، وهو يقدم براهين الإيمان بثباته وصبره حتى يأتي النصر.
فأول شرط من شروط النصر هو الصبر. والصبر هذا لا بد أن يكون طويلا.
ما هو الصبر؟ الصبر على الابتلاءات. الصبر في الثبات وعدم الفرار أمام الأعداء، الصبر في الاستقامة على دين الله وعدم التبديل أمام الفتن، الصبر بكل ما يتضمنه من معاني.
ما الدليل على أن نصر الله سبحانه وتعالى مرتبط بالصبر كشرط؟ قال الله سبحانه وتعالى: "إن يكن منكم عشرون صابرون، يغلبوا مئتين". وقوله: "فإن يكن منكم مئة صابرة، يغلبوا مئتين".
طيب، أيضًا من الأدلة قول الله سبحانه وتعالى: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين". وكذلك قوله سبحانه وتعالى: "فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين".
ما الدليل على أن هذا شرط؟ الدليل في الآية التي تليها أو التي تلينها حينما قال الله سبحانه وتعالى بعد أن وصفهم بالصبر: "فآتاهم الله إيش؟ ثواب الدنيا". ما هو ثواب الدنيا؟ النصر. إذا ثواب الدنيا، الذي هو النصر لم يأتي إلا بعد إيش؟ الصبر. إذاً، أول شرط من شروط النصر هو الصبر، وهذه أدلته.
الشرط الثاني: الإيمان. والإيمان هذا يتضمن معنى اليقين والتصديق وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى. وبقدر ثبات هذا الإيمان في القلب، بقدر ما يأتي النصر، كما قال سبحانه وتعالى: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا".
اسمعوا الكلام الجميل لابن القيم في التعليق على هذه الآية، قال رحمه الله: "فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد". ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه، أو ماله، أو بيدالة عدوه عليه، فإنما هي بذنبوه.
الشرط الثالث: العمل الصالح. ليس فقط اليقين أو الإيمان القلبي، لابد من عمل صالح. ما الدليل؟ على أن العمل الصالح شرط وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض. وهذا أعلى درجات النصر.
الشرط الرابع: طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله. هذه الطاعة من أهم متعلقات هذه الطاعة، الطاعة في سياق التدافع بين الحق والباطل خاصة. يعني الله سبحانه وتعالى أمرنا بأوامر متعلقة بعموم حياة الإنسان المؤمن، وهناك أوامر متعلقة بقضية التدافع بين الحق والباطل، كلما حقق المؤمنون هذه الأوامر في سياق التدافع، كان ذلك أدعى لنصر الله سبحانه وتعالى لهم.
ومن الأوامر الواردة في هذا السياق مثلًا قوله سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
السبب / الشرط الخامس: الإحسان. الإحسان المتعلق يعني تحقيق التقوى وحسن الاستجابة لله والمراقبة الدائمة والربانية، أن تعبد الله كأنك تراه. هذا سبب.
إيش الدليل أنه سبب؟ لما ذكر الله سبحانه وتعالى: "فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. ثم قال بعد ذلك: الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، والله يحب المحسنين".
السبب أو الشرط السادس: اجتماع الكلمة وعدم التفرق. يعني لو توفر في أناس مؤمنين يدافعون عن دين الله ويدفعون أعداء الله، وهم مؤمنون، وعندهم حسن ظن بالله، وعندهم صدق مع الله، ولكن يتنازعون فيما بينهم، ويتقاتلون فيما بينهم، وكلمتهم ليست مجتمعة، فهنا قد يتأخر النصر عنهم، وإن كانوا قد توفر فيهم الشروط السابقة المتعلقة بالصبر واليقين وما إلى ذلك.
إيش الدليل؟ "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". طيب، أيضًا من الأسباب اتخاذ الأسباب. من أسباب النصر، وقد ترقى إلى الشرط، اتخاذ الأسباب. يعني أن يتخذ المؤمنون في سياق دفع أعداء الله، وإعلاء كلمة الله، كل ما يمكنهم من الأسباب. هذه الأسباب تتضمن أن يتعب غاية التعب في تحقيق الأسباب المادية للنصر. وهي التي تدخل في قوله سبحانه وتعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" إلى آخر الآية.
وتطبيقها العملي في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة وغيرها. طيب، هل يمكن أن نقول إن من جملة الأسباب؟ نحن قلنا الآن من الشروط اتخاذ الأسباب، صح؟ هل نقول إن العدد، عدد المؤمنين هو من الأسباب المأمور باتخاذها، أو المأمور باتخاذه من الأسباب هو ما يتعلق بالصفات والمعاني، ولاتخاذ الأسباب المادية؟ بس العدد لا، ليس معتبرًا.
الجواب: العدد معتبر، والذي ينبغي أن يكون العدد محل اهتمام وعناية، ولكنه في نفس الوقت ليس شرطًا لنزول نصر الله. بمعنى إذا بذل المؤمنون كل ما عليهم، وكان هذا هو المتاح لديهم، فإن نصر الله سبحانه وتعالى معهم. لكن العدد معتبر.
إيش الدليل؟ أنه عدد معتبر. قول الله سبحانه وتعالى: "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين، وإن يكن منكم مئة يغلب ألفًا". ثم قال في الآية التالية: "الآن خفف الله عنكم، وعلم أن فيكم ضعفًا، فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله".
وهذه الآية أخذ منها عامة العلماء حكمًا شرعيًا في أن الثبات أمام الأعداء يكون فيما يتعلق بنسبة واحد أمام اثنين، وأن هذا هو الذي ينزل عليه الحكم الشرعي، وأن عدد الكفار إذا كان أكثر من ذلك فإنه لا يكون من انسحاب أو شيء، إنما فارًا من الزحف. هذا في تقرير كثير من العلماء.
إذا العدد معتبر، لكنه في نفس الوقت يعني هو كبر، ولكن النصر لا يعلق عليه. النصر لا يعلق عليه لعموم قوله سبحانه وتعالى: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، ولأن في التاريخ قد رأينا وثبت لنا ونقل إلينا أن الله سبحانه وتعالى قد نصر من عباده المؤمنين من هم أقل من هذه الأعداد التي ذكرت في هذه الآية.
طيب، يا جماعة الخير، نحن الآن نتحدث عن ماذا؟ لأنه ممكن البعض ينضم إلينا في البث متأخر. نتحدث عن ماذا؟ عن ضوابط منهجية لفهم سنة النصر. سنة النصر لا تفهم هكذا، يعني تأخذ آية واحدة: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا"، ها، وخلاص وانتهينا. لا، يجب أن تفهم هذه السنة بقواعد وضوابط منهجية.
كم ضابطًا أخذنا؟ وكم قاعدة؟ أخذنا قاعدتين وضابطين. طيب، الضابط الثالث: أنه إذا وجدت الهزيمة لأهل الإيمان العاملين لدين الله، والساعين لرفع راية الإسلام، والدافعين لأهل الباطل والشر والفساد، إذا وجدت لهم هزيمة، فهذه لها أو تفهم عبر إحدى وجوه.
يعني ما وجه الهزيمة؟ لماذا يمكن أن نرى هزائم لأناس توفر فيهم أنهم مؤمنون، والله قال: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا"، لماذا نرى أناسًا من الذين آمنوا يهزمون ويكسرون؟ إذا وجدت هزيمة للمؤمنين، فهي على إحدى وجوه. الوجه الأول أن تكون بسبب تحقق سنة إلهية أخرى.
ما هي سنة إلهية أخرى؟ يعني كما أن الله أخبر عن سنته في نصر المؤمنين، فقد أخبر عن سنة أخرى للمؤمنين، وهي ماذا؟ ابتلاؤهم، ابتلاؤهم. يعني نحن نفهم سنن الله سبحانه وتعالى، ما نفهم سنة دون أخرى، وإنما نفهم مجموع السنن مع بعضها.
فإذا وجدت هزيمة في مرة أو يوم على المؤمنين، فقد يكون سبب ذلك أن الله يريد أن يحقق فيهم سنة أخرى. وهذه السنة قد تكون سنة الابتلاء. وقد مر معنا في بداية دروس السنن الإلهية أن من أهم ضوابط فهم السنة الإلهية أن نفهم تداخل السنن الإلهية، هي في المحل الواحد. صح؟ طيب، هذا الوجه الأول للهزيمة.
الوجه الثاني: أن يكون ذلك بسبب إخلال المؤمنين بشرط من شروط النصر. طيب، الآن الوجه الأول. هل ممكن يكون المؤمنون أخلوا بسبب من أسباب النصر؟ ليس بالضرورة. قد يهزم المؤمنون، يعني يكسر، دعني أقول، المؤمنون ويصابون في معركة من المعارك لا لأنهم أخلوا بشرط من شروط النصر، وإنما لتتحقق فيهم سنة إلهية أخرى.
فهمت الفكرة أم لا؟ حتى يكون هناك تفريق بين الأمرين. قد تكون المصيبة والانكسار بسبب سنة أخرى، وقد تكون المصيبة والانكسار بسبب تخلف شرط من شروط النصر، مثل التنازع.
والاختلاف: الكلمة، مثل التنازع واختلاف الكلمة. طيب، طيب، هذان وجهان. هل برأيكم، طبعًا، يدخل في الوجه الثاني، أنه يكونوا أخلوا بشرط من شروط النصر؟ إما أخلوا، عفوًا، أخلوا بشرط من شروط النصر، أو ارتكبوا سببًا من أسباب الهزيمة. هذا واضح.
طيب، في وجه ثالث. الآن نقول إن الوجه الأول تكون فيه سنة أخرى. الوجه الثاني أنه يكون إيش؟ أخلوا بشرط من الشروط، أو ارتكبوا سببًا من أسباب الهزيمة. في سبب أو وجه ثالث.
الوجه الثالث: هو أن لا يكون ما أصابهم من الانكسار هزيمة أصلاً. وهذا سيأتي بعد قليل في الضابط الرابع، اللي هو: "يا جماعة الخير، ترى هناك من الأمور التي ترى وتفهم أنها"، ولكنها عند التحقيق وعند التأمل في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، نجد أن هذا لا يعرف بأنه هزيمة.
جيد. ولاجل ذلك ننتقل مباشرة إلى الضابط الرابع، اللي هو: "أن صور النصر وأنواعه مختلفة، ولا يتم فهم سنة النصر إلا بإدراك هذه الأنواع والتفاوت". طبعًا تعرف كثير من الناس لما تقول سنة النصر، أول ما يظهر في ذهنه إلا النصر، اللي هو لما تغرس الراية فوق حصن الأعداء وترفرف عاليًا، وخلاص، هذا هو النصر لا غير.
طيب، إحنا خلينا نرجع شوية نتأمل نشوف هل هناك نصر آخر يسمى نصراً في كتاب الله غير قضية يعني الغلبة على الأعداء؟ نرى، نتأمل سويًا الآن في هذه المعاني وبعض الآيات وبعض الأحاديث. جيد؟
أولًا، سأجملها، يعني سأذكر على سبيل الإجمال، ثم بعد ذلك، يعني، أو خلنا نقول نسير قليلاً مع كلام المفسرين والعلماء في أنواع النصر. جيد؟
طيب، الصورة الأولى من صور النصر هي أوضح صورة، اللي هي إيش؟ الغلبة على الأعداء والظهور عليهم بالسيف والسنان. وهذه يعني أبرز صورة منصور النصر، وهي المتبادرة إلى الذهن، وهي أيضًا، حتى هذه على درجات.
جيد، يعني فيها نصر يصل إلى التمكين في الأرض، فيها نصر في معركة، وهذه هي التي تحققت يوم بدر ويوم فتح مكة إلى آخره. تمام؟ الصورة الثانية من صور النصر، والتي تسمى نصراً: الظهور بالحجة والبيان وإظهار كلمة الحق وإبطال كلمة الباطل. وهذا نوع من أنواع النصر. النوع الثالث كله سيأتي أدلة إن شاء الله، كلام المفسرين عليه وكذا.
النوع الثالث: التخليص من الأعداء والإنجاء منهم ومنعهم من أن يحققوا مرادهم فيهم. يعني إذا وجد قتال أو مدافعة بين الحق والباطل، وكانت إرادة الأعداء في أن يبلغوا في المؤمنين واحد، اثنين، ثلاثة، فلم ينتصر عليهم المؤمنون، ولكنهم لم يبلغوا هذه الأشياء التي أرادوها. هذا في القرآن وفي ميزان الله يسمى نصراً.
ممتاز! حتى الذي يقول: أين نصر الله؟ متى نصر الله؟ هذا يسمى نصراً أيضًا. طيب، أربعة من صور النصر: إهلاك الأعداء في حياتهم، أو الانتقام منهم بعد مماتهم، يسمى نصراً. يعني إذا أخذ الله هؤلاء المجرمين الذين إما كسروا شوكة المؤمنين، أو تسلطوا عليهم، أو استضعفوهم، أو أو إذا انتقم الله من هؤلاء الأعداء ولو على غير أيدي أولئك المؤمنين، فهذا أيضًا يسمى نصراً.
ولو كان بعد وفاة المؤمنين، شف، ولو كان بعد وفاة أو قتل المؤمنين. إذا أخذ الله المعتدين عليهم والمجرمين والمكذبين لهم وأعدائهم، إذا أخذهم، فهذا يسمى نصر. طبعًا نصراً من أي جهة؟ نصراً من جهة أنه انتقم لأوليائه، وإن كانوا في قبورهم من هؤلاء الذين قتلوا وأجرموا وأسرفوا. فهذا نصر. وهذا يعين على، قبل قليل، لما تكلمنا على أنه إيش؟ وجوه الهزيمة؛ فإنه قد يكون الوجه الثالث، زي ما قلنا أنه إيش؟ أنه أصلاً ما هي هزيمة. واضح.
طيب، مم كذلك الفتح الدعوي ودخول الناس في الدين، ولو كان مصحوبًا بموت الداعي أو مقتله، فهذا نصر. يعني إنسان عنده رسالة عظيمة في الحياة يُريد أن يوصلها، جيد، سعى واجتهد وأوصل واستفاد أناس، ولكن أُصيب بمصيبة، قتل مثلاً، وكان نتيجة هذا القتل أن دخل الناس في رسالته ودعوته واستجابوا له وبلغت كلمته الآفاق. هذا مقتل، هذا نصر من الله له مثل ما حصل للغلام. نصره الله، كل الناس قالوا: آمنا برب الغلام. نصره الله حين أصاب السهم قلبه، فجثته أو جسمه يعني صار جثة في قبره، ولكنه نصر إذ تحققت رسالته التي كان يريد أن يوصلها. نصر.
جيد؟ طيب، إذاً، هذه أنواع للنصر. مهم جداً أنه نحن نفهمها ونستوعبها، حتى ما ننحصر في صورة واحدة، وبعد ذلك نقول لم يأتي نصر الله. مهم جداً أن نستوعب هذه القضية وهذه الحقيقة.
الآن أقف مع بعض الآيات وبعض كلام المفسرين في نفس المعاني التي ذكرتها قبل قليل. ممتاز. طيب قوله سبحانه وتعالى: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طبعًا، لسا نحن بعدين راح نقف مع بعض الآيات بشكل مفصل. نحن الآن بس حتى نثبت هذه القضية فقط.
"إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". قال ابن الجوزي رحمه الله فيه ثلاثة أقوال: أحدها أن ذلك بإثبات حججهم لننصر رسلنا، والذين آمنوا في الحياة الدنيا.
فهذا أول قول، الثاني بإهلاك عدوهم، الثالث بأن تكون العاقبة لهم. يقول ابن الجوزي: "وفصل الخطاب أن نصرهم حاصل لا بد منه". فتارةً يكون بإعلاء أمرهم، كما أعطى داوود وسليمان من الملك ما قهر به كل كافر، وأظهر محمدًا صلى الله عليه وسلم على مكذبيه. وتارةً يكون انتقامي من مكذبيهم، بأنجاء الرسل وإهلاك أعدائهم، وتارةً يكون بالانتقام من مكذبيهم بعد وفاة الرسل، كتسليط مختنصر على قتلة يحيى ابن زكريا.
لاحظوا يا جماعة، ترى الأمور مهمة تفهم وتستوعب أن النصر قد يكون لأولياء الله بعد مقتلهم، بانتقام الله من أعدائهم. وقد تكون بأنجائهم من أعدائهم. وعدم تبليغ مرادهم أو بلوغهم المراد الذي أرادوه من المؤمنين. ها؟ وقد تكون بإعلاء كلمته.
ممتاز. ها هنا نص أيضًا طويل ومهم وجميل لطيف، لكني لن أذكره كاملاً حتى لا يعني يكون هناك قدر من الملل للامام الشنقيطي صاحب أضواء البيان، لكنه كلام خبير وفقيه بكتاب الله سبحانه وتعالى. يتأمل في المعاني المتعلقة بالنصر. جميل الكلام.
طبعًا، هو عنده اعتراض على بعض الكلام الذي ذكره ابن الجوزي رحمه الله. وحتى بعض الكلام الذي ذكرته في الضوابط قليلاً. جيد، نذكر بعض الآراء في القضية. أول شيء، أنا اختصر الكلام، جيد.
أول شيء الشنقيطي ماذا يقول؟ يقول: الآيات القرآنية مبينة أن النبي المقاتل غير مغلوب، بل هو غالب. هذا يختلف مع فكرة أنه النبي قد يُقتل ثم يُنصر بعد موته. الشنقيطي عارض هذه الفكرة. جيد، يفرق، دعني أقول لكم أيش الفكرة.
يقول: كما صرح سبحانه بذلك في قوله: "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي". يقول: "وغلب" معاني الغلبة في القرآن. الغلبة بالسيف. وذكر الأدلة: "يغلب ومئتين"، "غلبت الروم"، "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة". "قل للذين كفروا: استغلبون". يقول لك: هذه كلها بالسيف.
ولما يقول الله: "قل: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي"، معناه هذا الغلبة اللي بالسيف. ما في نقاش. يقول: وبعدين ما في القضية أما أن تكون غالبًا أو مقتولًا. فإذا قلت إن المقتول غالب، فقد أتيت بمتناقضين. ها؟ واستدل بقوله: "ومن يقاتل في سبيل الله، فيقتل أو يغلب". يعني يا يقتل يا يغلب. ما في قال. فاتضح من هذه الآيات أن القتلى ليسوا واقعين على النبي المقاتل، لأن الله كتب وقضى له في أزل أنه غالب، وصرح بأن المقتول غير غالب.
طيب، كيف نفهم هذا الكلام؟ وإيش تبغى تقول يا آآ الشيخ الشنقيطي رحمك الله. أيوه، هنا يجي التفصيل الجميل. يقول: وقد حقق العلماء أن غلبة الأنبياء على قسمين. واحد غلبة الحجة والبيان، وهي ثابتة لجميعهم. اثنين غلبة السيف والسنان، وهي ثابتة لخصوص الذين أُمروا منهم بالقتال في سبيل الله. لأن من لم يُؤمر بالقتال ليس بغالب ولا مغلوب. لأنه لم يطالب في شيء أو يُغالب في شيء إلى آخر الكلام. ثم اعترض على كلام الطبري، واعترض على يعني بعض الكلام الآخر.
ما يسعى الكلام الآن، يعني بالتفصيل إن شاء الله، كل هذا يعني موجود مفصلًا في الكتاب الذي سيصدر قريبًا. إن شاء الله. السنن الإلهية وأثرها في الإصلاح. طيب، يا جماعة الخير، إذا كنا نتكلم عن معاني للنصر، الشنقيطي جاء قيد. قال لك تمام، لكن بشرط أن ما يكون النبي في قتال. إذا كان في قتال، فهذا لا يمكن أن يكون إلا أن يغلب. لا يمكن أن يكون إلا أن يغلب.
طبعًا يقصد في العاقبة. يقصد في العاقبة، مو معناه كلام الشنقيطي لا يقصد أنه ما يمكن أن يغلب أو أنه يُكسر في معركة من المعارك. أنا ما أقصد في العاقبة، اللي هي جعلها قضية أنه ما يُقتل إلا ويرى النصر. هذه الخلاصة. يعني راح يأتينا إن شاء الله في الدرس تفاصيل كثيرة متعلقة بضوابط.
كما ذكرت في البداية، هذه السنة التي لا يفهمها كاملة بكل مواردها في القرآن، أو أكثر مواردها في القرآن ويفهم كلام الأئمة عليها والعلماء، يعني راح يقع في خلل، أحيانًا يقع في اضطراب، أحيانًا يقع في يأس وإحباط، مثل ما نرى اليوم، يعني من أحداث غزة والمعاناة وكذا. وأنه في ناس صادقة ومؤمنة وصابرة وثابتة، فأحيانًا اللي ما يفهم القضية في القرآن بشكل تمويلي، قد يدخل أو يتسلل إلى قلبه شيء من الشك أو الريب.
طيب، أحتاج كمان تأكيد أن الصوت تمام يا أهل تويتر. طيب يا جماعة الخير، شوفوا اللفتة اللطيفة من ابن عطية رحمه الله في كتابه، إيش اسم كتابه في التفسير؟ المحرر الوجيز. شوفوا اللفتة الجميلة. يتكلم عن سورة الروم ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. تعرفوا غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
ما هو نصر الله الذي سيأتي هنا؟ جايين تعرفوا فيه من العلماء من قال نصر الله على ظاهره، اللي هو نصر الله للروم على الفرس، تمام؟ ومنهم من قال إيش؟ ومنهم من قال نصر المؤمنين يوم بدر. لأنه وافق نفس اليوم الذي صارت فيه المعركة بين الروم والفرس. ويكون هذا يعني فيه وعدان. جيد، ابن عطية يعني تمام، قال إنه المقصود بنصر الله الروم على الفرس. لكنه أشار إلى معنى جميل.
انه ليه يعني لاحظ، لاحظ، اقرأ النص. كلام جميل بصراحة، يعني نأخذه على الأقل، على الأقل استئناسًا. يقول: ويحتمل أن يُشار به إلى فرح المسلمين بنصر الله تعالى أياهم في أن صدق ما قال نبيهم صلى الله عليه وسلم في أن الروم ستغلب فارس. فإن هذا ضرب من النصر عظيم. صاروا يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
ما هو نصر الله؟ نصر الله في تصديق وعد رسوله صلى الله عليه وسلم. وتعلمون كان في مراهنة بين أبي بكر الصديق وبين المشركين، وأنه بعد عدة سنوات سيغلبون. ولما جاءت الغلبة، هذا نصر من الله بتحقيق وعده لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، يعني بعد هذا التربص.
هذا يعني زاوية من زوايا النظر، جيدة. الكلام كثير يا جماعة، أختم بكلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. تكلم فيه عن يقول: القتل إذا كان على وجه فيه عزة الدين وأهله، كان هذا من كمال النصر، فإن الموت لا بد منه. فإذا مات ميتة يكون بها سعيدًا في الآخرة، فهذا غاية النصر. ثم ذكر أحوال النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: فالمقتول إذا قتل على هذا الوجه، كان ذلك من تمام نصره ونصر أصحابه. ومن هذا الباب حديث الغلام الذي رواه مسلم إلى آخر الكلام.
طيب، الآن لا زلنا نحن في ضوابط فهم سنة النصر. ذكرنا أربعة أو أربعة ضوابط. الضابط الخامس: أن سنة النصر لابد أن تكون مسبوقة بسنة الابتلاء. لابد، يعني لا نصر بلا ابتلاء. يعني من استيقظ فجأة وانتبه أنه المسلمين في ضعف وشدة والآلام وكذا، ثم ظن أنه إذا عمل شيئًا، فإن الدين سينصر مباشرة، فهو غير مستوعب جيدًا لقضية سنن الله سبحانه وتعالى.
يعني إذا كنا نتكلم عن خارطة للسنن الإلهية أو خارطة لفهم السنن أو منظومة للسنن، لأن السنن في شيء منها يتوازى، وفي شيء منها يتتالي. في سنن تكون متوازية مع بعض، وفي سنن ما تكون، ما يكون من شيء إلا بعد شيء. جيد؟ فسنة النصر ليست من السنن التي في البدايات.
إيش الدليل على هذا الكلام؟ الدليل: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا، جاءهم نصرنا". إيش الدليل أيضًا؟ "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟ إلا إن نصر الله قريب".
الضابط السادس: وهو مرتبط بهذا، لكنه يوضح أن مقياس الزمن في موعد النصر متعلق بميزان الله تعالى، لا بميزان البشر. ولذلك قد يستبطئ البشر النصر، حتى لو كانوا من الصالحين.
حتى لو كانوا من الرسل، وهذا الاستبطاء والظن بأنه قد تأخر هو في نفس الوقت عند الله ليس بمتأخر، وإن كان من يراه من المؤمنين بعيدًا، فهو في نفس الوقت عند الله قريب. وهذا مبين في آية واحدة، بين فيها الله سبحانه وتعالى ميزان البشر وميزانه في زمن النصر. فقال بعد أن بين الابتلاءات: "حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى؟"، لاحظوا زمن، متى نصر الله.
وهذا السؤال لم يطرح إلا بعد الاستبطاء، وأنه ترى تأخر. وبالله، بس هنا نوقف شوية. تمام يا جماعة؟ لمن الرسول؟ الرسول حتى يقول الرسول طبعًا، هنا المقصود، الرسل السابقين. الرسول بنفسه يستأخر أو يستبطئ النصر ويرى أنه تأخر.
سؤال: ماذا تتوقعون حجم الابتلاءات التي كانت موجودة على الرسول والمؤمنين، وكم استغرقت في الزمن إلى أن وصل حال أن يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟
إيش تتوقعون؟ طيب نفس الشيء حدث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الذي يثبت أصحابه. فيأتي خباب، نفس القضية. يقول: يا رسول الله، ألا تستنصر لنا، وهذا معناه استبطاء للنصر. يعني إيش؟ يعني يا رسول الله، هؤلاء المشركون في مكة يعبدون الأصنام، ثلاث مئة وستين صنمًا عند الكعبة، ويشركون بالله.
وأنت رسول الله، وخاتم الأنبياء والمرسلين، وأنت المزكى والطيب والطاهر، ونحن أتباعك، ونصلي ونوحد الله، ونتبرأ من هذا الشرك. ثم بعد ذلك يتسلط علينا هؤلاء المشركون، ويسموننا سوء العذاب، وأنت يا رسول الله، يتهمونك ويكذبونك، عذبنا وأوذينا، وتعبنا. ألا تستنصر لنا؟
يعني لو كانت في الشهر الأول تحملنا، صبرنا الشهر الثاني، لكن يا رسول الله، سنة وسنتان وثلاث وأربع وخمس وست سنوات، ألا تستنصر لنا؟ هنا مباشرة النبي صلى الله عليه وسلم أخرجهم من ضيق الأزمة إلى سعة الحكمة، من ضيق الأزمة إلى سعة السنن الإلهية، أنه أنتم لستم بأول من يبتلى، ولا بأول من يتأخر عليه النصر في ميزانكم.
قد كان هذا في الأمم التي سبقتكم. افتخرجون أنفسكم من سلسلة المؤمنين هؤلاء؟ إيش استدل له النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال لهم عليه الصلاة والسلام: "لقد كان يؤتى بالرجل ممن كان قبلكم، فيوضع المنشار على رأسه، فيفرق باثنتين، ما يرده ذلك عن دينه. ويؤتى بأمشاط الحديد، فيمشط ما بين عظمه وجلده من لحم وعصب، ما يرده ذلك عن دينه. والله ليسيرن الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".
تستعجلون؟ يعني أأنا ما أتيت، ها خباب، الآن على لساني خباب، أنا ما أتيت إلا بعد ما رأيت أنه خلاص، يعني وصل الزمن مداه، ولكن مع ذلك تستعجلون. يعني من أهم ما ينبغي تصحيحه من المفاهيم، تصحيحه من المفاهيم فيما يتعلق بقضية النصر، المقياس الزمني.
المقياس الزمني ليس عندك. المقياس الزمني عند الله. ووصف الله لنا أنه حتى يعني وصف الله لنا أنه سيظل أو سيكون، وقد كان من المؤمنين من يستبطئ هذا النصر. يعني الابتلاء سيطول في سنة الله سبحانه وتعالى، ثم يأتي هذا النصر من عند الله سبحانه وتعالى.
لا، مو بس يأتي وهو في ميزان الله إيش؟ قريب. حتى يقول الرسول والذين آمنوا معهم: متى نصر الله؟ إلا إن نصر الله قريب.
طيب، إذاً، هذا الضابط كم؟ سادس ضابط من ضوابط فهم سنة النصر. الضابط السابع: أن هناك فرقا بين النصر الجزئي المرحلي وبين النصر الكلي التام. هذي مهمة. يعني ليس كل نصر في معركة أو في ميدان للمؤمنين على الكفار، فإنه هو النصر الذي لا يعقبه أو تعقبه الهزيمة.
لا، ترى يمكن أن يأتي نصر ويسمى نصرا في ميزان الله، وفي كتاب الله، ثم تعقبه مصائب وانكسارات. واضح. هذا يعيدنا عندنا تصحيح مفاهيم شوية. ليش؟ لأنه بعض الناس يظن أنه في شيء اسمه ابتلاء، ابتلاء، وبعدين يخلص. بعدين في شيء اسمه نصر، نصر لحاله كذا، ما خلاص نصر بدون. لا، لا. بدون أنكسارات.
لا ترى، عادي ممكن يجي نصر الله سبحانه وتعالى للمؤمنين وترتفع رايتهم وفي معركة، في ميدان، في جولة ثم تعقب بانكسار. ثم بنصر ثم بانكسار، إلى أن يأتي النصر النهائي. وهذا مهم، وهو واضح في القرآن.
"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة". نصرهم. نصراً مؤزراً، عزيزاً، نصراً مؤزراً واضحاً. في ذلك الميدان في ذلك اليوم، ولكنه يوم أحد، أو أعقب بيوم أحد أصيبوا بمصيبة عظيمة. أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثلها، قلتم: إن هذا قل من عند أنفسكم.
إذا النصر الجزئي المرحلي قد يعقب بانكسارات، ثم بنصر، ثم وهكذا. مثل ما قال هرقل لما قال أبو سفيان: الحرب بيننا وبينه إيش؟ سجال. ومثل ما قال الله سبحانه وتعالى: "وتلك الأيام نداولها بين الناس".
طيب، هذا مهم حتى ما يعني يساء أيضًا الفهم لقضية النصر. الأمر أو الضابط السابع هو. طيب، الضابط الثامن هو أن النصر الكلي الأعلى، الذي هو توريث الأرض والاستخلاف فيها والتمكين، هذا النوع وهذه الدرجة من النصر ليس معها أيضًا ضمان استمرار، إلا بقدر الثبات على الأسباب التي أدت إلى النصر.
تمكين الآن، هذه قريبة من الماضية، بس هذه أعلى الآن. يعني القرآن يبين بأنه حتى لو وصل المؤمنون إلى أعلى درجة من درجات النصر والتمكين، فهذه الدرجة يجب أن تحافظ على الأسباب التي جعلتك تصل إليها، وإلا قد تسلبها.
إيش الدليل؟ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم. هذه الآية ستكون لنا معها إن شاء الله وقفات في هذا الدرس.
"وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنًا". يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون. شوف، ابن عاشور الجميل رحمه الله إيش يقول؟ ومن كفر بعد ذلك، يقول: تحذير بعد البشارة، على عادة القرآن في تعقيب البشارة بالنذارة والعكس دفعًا للاعتكال.
ابن كثير لما اتكلم عن هذه الآية، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض، بدأ يجيب كيف صار هذا الاستخلاف؟ الرسول صلى الله عليه وسلم استخلف في الأرض وفتح له كذا، ثم جاء الصحابة، ثم كذا، ثم إيش قال؟ لما وصل إلى قوله: "ومن كفر بعد ذلك، فأولئك هم الفاسقون"، لاحظوا إيش كيف فهم الآية. قال: فالصحابة رضي الله تعالى عنهم لما كانوا أقوم الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأوامر الله، وأطوعهم لله، كان نصرهم بحسبهم، وأظهروا كلمة الله في المشارق والمغارب، وأيدهم تأييدًا عظيمًا، وتحكموا في سائر البلاد والعباد.
ولما قصر الناس بعدهم في بعض الأوامر، نقص فظهورهم بحسبهم. يعني إيش الفائدة من هذا الضابط؟ الفائدة من هذا الضابط أن يفكر المؤمنون دائمًا. لا يفكروا فقط في الخطوات الموصلة إلى النصر، بل يجب عليهم أن يفكروا فيما بعد النصر.
أن يفكروا في كيف يستمر هذا النصر. وهذا المعنى نبه إليه موسى عليه السلام. ونحن دائمًا نتكلم عن أنوار الأنبياء ومنهج الأنبياء الإصلاحي، وأنه هو النور وكذا. لما قال لاتباعه المؤمنين حين ابتلوا، قال لهم موسى عليه السلام: "عسى ربكم أن يهلك عدوكم، ويستخلفكم في الأرض، فينظر كيف تعملون".
هذي "فينظر كيف تعملون" هي المعنى الذي أتحدث عنه. طيب، الضابط الأخير، التاسع. إحنا قلنا قرابة عشر طوابق. الضابط التاسع: أن النصر ثواب من عند الله، يثيب به المؤمنين الصابرين الثابتين الذين يتغيرون إعلاء كلمة الله، وليس نتيجة حتمية للسعي بالأسباب المادية، وإنما هو ثواب، عطية يعطيها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين.
إذا اتخذوا من الأسباب الإيمانية والمادية ما أمر به ثواب، يعني الجهد النفسي الذي ينبغي أن تصرف قلبك إليه ليس هو: متى يأتي النصر، لأنه ثواب سيعطى، وإنما الجهد النفسي والقلبي والمعنوي الذي تبذله من داخلك هو في تحقيق أسباب النصر وشروطه.
إيش الدليل على ذلك؟ الدليل على ذلك تأملوا ثلاثة آيات. "وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين".
"وما كان قولهم إلا أن ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين. فآتاه الله ثواب الدنيا، الذي هو إيش؟ النصر". سماه ثوابًا نتيجة إيش؟ نتيجة ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا.
ها؟ وكانوا صابرين. وقالوا: "ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين". وقبل ذلك أنهم مع النبي، هذه مرجعية الوحي وكذا. أيه، هذا كله فآتاه الله ثواب الدنيا، نصر ثواب.
دائماً في القرآن تجد أن النصر مرتبط باسم الله دائمًا، دائمًا. إذا جاء نصر الله، وما النصر إلا من عند الله. وينصرك الله نصراً عزيزاً. دائماً النصر، ها نعم نصر من الله، وأخرى تحبها: نصر من الله. ولئن جاء نصر من ربك إلى آخره. كل ذلك تجد النصر في القرآن مرتبط بالله.
دائمًا، عشان كذا، الذي يعني يظن أنه النصر هو نتيجة حتمية يستجلبها هو بنفسه، فهذا غير صحيح. يحتاج الإنسان أنه يراجع، وإن كان مأمورًا باتخاذ الأسباب.
طيب، كذا احنا انتهينا من العنصر الثاني. أول شيء، احنا تكلمنا عن معنى سنة النصر والتمكين. بعدين تكلمنا عن ضوابط لفهم هذه السنة. تمام؟ الآن خلينا ننتقل إلى عنصر ثالث.
هذا العنصر هو وقفات مع آيات قرآنية مرتبطة بسنة النصر. نبغى نتأمل فيها كذا، ويعني نشوف كلام أيضًا المفسرين عليها وما إلى ذلك، عشان يعني تزداد القضية وضوحًا.
ممتاز، غير أني سأقسم هذه الآيات إلى قسمين: القسم الأول، آيات متعلقة بسنة النصر. القسم الثاني، آيات متعلقة بسنة التمكين وتوريث الأرض والاستخلاف فيها. ممتاز؟ القسم الأول طبعًا الآيات كثيرة جدًا، لكني يعني سأنتقي منها القليل في هذا المقام، والبقية والتفصيل فيها والتفسير في الكتاب بإذن الله تعالى، طيب.
أولًا، قوله سبحانه وتعالى: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طبعًا، لسا، نحن بعدين راح نقف مع بعض الآيات بشكل مفصل. نحن الآن بس حتى نثبت هذه القضية فقط.
"إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". قال ابن الجوزي رحمه الله فيه عدة أمور. أولًا: الجزم والقطع. "إنّا لننصر رسلنا". الشيء الثاني: أنه ما فيها انحصار في الرسل، وإنما والذين آمنوا.
الشيء الثالث: ما فيه انحصار في الآخرة، وإنما في الحياة الدنيا. فهي آية مهمة، لأنه فيها هذه الثلاثة أمور. جيد، أعجبني هنا صراحة الطبري أنه جالس يفكر كذا في إيش؟ في الآية وفي التاريخ. أنه "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طيب، إيش يعني من قتل من الأنبياء، من كذا، ونرجع هنا للكلام الذي قلناه قبل شوي، بس نسمع كلام إمام المفسرين الطبري رحمه الله.
نقرأ بالنص، قال الطبري: "يقول القائل وما معنى إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثلوا به كشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههما، ومنهم من هم بقتله قومه، فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيًا بنفسه كإبراهيم، الذي هاجر إلى الشام، بتعرف، خلصه الله من النار من أرضه، وفرارًا لقومه، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله. فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا، وهؤلاء أنبياؤه قد نالهم من قومهم ما قد علمت، وما نصروا على من نالهم بما نالهم به؟"، هذا الآن كلام الطبري.
قال "قيل أن قوله: إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، إنما هو وجهان كلاهما صحيح معناه. أحدهما أن يكون معناه إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا أما بإعلائنا هم من كذبنا، وأظهرناهم بالظفر ذلة كالذي فعل من ذلك بداود وسليمان، فاعطاهما من الملك والسلطان ما قهر به كل كافر".
و"أظهر محمدًا صلى الله عليه وسلم على مكذبيه"، وتارةً يكون انتقامي من مكذبيهم، بأنجاء الرسل وإهلاك أعدائهم. وتارةً يكون بالانتقام من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا، من بعد مهلكهم. كالفعل بموسى وفرعون وقومه، إذ هلكهم غرقا، ونجى موسى ومن آمن به من بني إسرائيل وغيرهم، ونحو ذلك.
أو بانتقام الله في الحياة الدنيا من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا. من بعد مهلكهم، كالذي فعلنا من نصرتنا، أشعياء، هكذا كتبها بعد مهلكه، بتسليطنا على قتله". من سلطنا حتى انتصرنا بهم من قتلته، وكفعلنا بقتلة يحيى من تسليطنا مختنصر عليهم، حتى انتصرنا بهم من قتلته له وكأنتصارنا لعيسى، أو عيسى عليه السلام، جعلها في الثالثة، وكانتصارنا لعيسى من مريد قتله بالروم، أنه سلط عليهم الروم حتى أهلكناهم بهم، فهذا أيضًا يسمى نصرًا.
طبعًا، نصرًا من أي جهة؟ نصرًا من جهة أنه انتقم لأوليائه، وإن كانوا في قبورهم من هؤلاء الذين قتلوا وأجرموا وأسرفوا. فهذا نصر. وهذا يعين على، قبل قليل، لما تكلمنا أنه إيش؟ وجوه الهزيمة، فإنه قد يكون الوجه الثالث، زي ما قلنا أنه إيش؟ أنه أصلاً ما هي هزيمة. واضح.
طيب، مم كذلك الفتح الدعوي ودخول الناس في الدين، ولو كان مصحوبًا بموت الداعي أو مقتله، فهذا نصر. يعني إنسان عنده رسالة عظيمة في الحياة يريد أن يوصلها. جيد؟ سعى واجتهد وأوصل واستفاد أناس، ولكن أُصيب بمصيبة، قتل مثلاً، وكان نتيجة هذا القتل أن دخل الناس في رسالته ودعوته واستجابوا له وبلغت كلمته الآفاق.
هذا مقتل، هذا نصر من الله له، مثل ما حصل للغلام. نصره الله، كل الناس قالوا: آمنا برب الغلام. نصره الله حين أصاب السهم قلبه، فجثته أو جسمه، يعني صار جثة في قبره، ولكنه نصر، إذ تحققت رسالته التي كان يريد أن يوصلها. نصر.
جيد؟ طيب، إذاً، هذه أنواع للنصر. مهم جدًا أنه نحن نفهمها ونستوعبها، حتى ما ننحصر في صورة واحدة، وبعد ذلك نقول لم يأتي نصر الله.
مهم جدًا أن نستوعب هذه القضية وهذه الحقيقة. الآن أقف مع بعض الآيات وبعض كلام المفسرين في نفس المعاني التي ذكرتها قبل قليل. ممتاز. طيب قوله سبحانه وتعالى: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طبعًا، لسا، نحن بعدين راح نقف مع بعض الآيات بشكل مفصل. نحن الآن بس حتى نثبت هذه القضية فقط.
"إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". قال ابن الجوزي رحمه الله فيه عدة أمور. أولًا: الجزم والقطع. "إنّا لننصر رسلنا". الشيء الثاني: أنه ما فيها انحصار في الرسل، وإنما والذين آمنوا.
الشيء الثالث: ما فيه انحصار في الآخرة، وإنما في الحياة الدنيا. فهي آية مهمة، لأنه فيها هذه الثلاثة أمور. جيد، أعجبني هنا صراحة الطبري أنه جالس يفكر كذا في إيش؟ في الآية وفي التاريخ. أنه "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طيب، إيش يعني من قتل من الأنبياء، من كذا، ونرجع هنا للكلام الذي قلناه قبل شوي، بس نسمع كلام إمام المفسرين الطبري رحمه الله.
نقرأ بالنص، قال الطبري: "يقول القائل وما معنى إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثلوا به كشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههما، ومنهم من هم بقتله قومه، فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيًا بنفسه كإبراهيم، الذي هاجر إلى الشام، بتعرف، خلصه الله من النار من أرضه، وفرارًا لقومه، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله. فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا، وهؤلاء أنبياؤه قد نالهم من قومهم ما قد علمت، وما نصروا على من نالهم بما نالهم به؟"، هذا الآن كلام الطبري.
قال "قيل أن قوله: إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، إنما هو وجهان كلاهما صحيح معناه. أحدهما أن يكون معناه إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا أما بإعلائنا هم من كذبنا، وأظهرناهم بالظفر ذلة كالذي فعل من ذلك بداود وسليمان، فاعطاهما من الملك والسلطان ما قهر به كل كافر".
و"أظهر محمدًا صلى الله عليه وسلم على مكذبيه"، وتارةً يكون انتقامي من مكذبيهم، بأنجاء الرسل وإهلاك أعدائهم. وتارةً يكون بالانتقام من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا، من بعد مهلكهم. كالفعل بموسى وفرعون وقومه، إذ هلكهم غرقا، ونجى موسى ومن آمن به من بني إسرائيل وغيرهم، ونحو ذلك.
أو بانتقام الله في الحياة الدنيا من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا. من بعد مهلكهم، كالذي فعلنا من نصرتنا، أشعياء، هكذا كتبها بعد مهلكه، بتسليطنا على قتله". من سلطنا حتى انتصرنا بهم من قتلته، وكفعلنا بقتلة يحيى من تسليطنا مختنصر عليهم، حتى انتصرنا بهم من قتلته له وكأنتصارنا لعيسى، أو عيسى عليه السلام، جعلها في الثالثة، وكانتصارنا لعيسى من مريد قتله بالروم، أنه سلط عليهم الروم حتى أهلكناهم بهم، فهذا أيضًا يسمى نصرًا.
طبعًا، نصرًا من أي جهة؟ نصرًا من جهة أنه انتقم لأوليائه، وإن كانوا في قبورهم من هؤلاء الذين قتلوا وأجرموا وأسرفوا. فهذا نصر. وهذا يعين على، قبل قليل، لما تكلمنا أنه إيش؟ وجوه الهزيمة، فإنه قد يكون الوجه الثالث، زي ما قلنا أنه إيش؟ أنه أصلاً ما هي هزيمة. واضح.
طيب، مم كذلك الفتح الدعوي ودخول الناس في الدين، ولو كان مصحوبًا بموت الداعي أو مقتله، فهذا نصر. يعني إنسان عنده رسالة عظيمة في الحياة يريد أن يوصلها. جيد؟ سعى واجتهد وأوصل واستفاد أناس، ولكن أُصيب بمصيبة، قتل مثلاً، وكان نتيجة هذا القتل أن دخل الناس في رسالته ودعوته واستجابوا له وبلغت كلمته الآفاق.
هذا مقتل، هذا نصر من الله له مثل ما حصل للغلام. نصره الله، كل الناس قالوا: آمنا برب الغلام. نصره الله حين أصاب السهم قلبه، فجثته أو جسمه، يعني صار جثة في قبره، ولكنه نصر، إذ تحققت رسالته التي كان يريد أن يوصلها. نصر.
جيد؟ طيب، إذاً، هذه أنواع للنصر. مهم جدًا أنه نحن نفهمها ونستوعبها، حتى ما ننحصر في صورة واحدة، وبعد ذلك نقول لم يأتي نصر الله.
مهم جدًا أن نستوعب هذه القضية وهذه الحقيقة. الآن أقف مع بعض الآيات وبعض كلام المفسرين في نفس المعاني التي ذكرتها قبل قليل. ممتاز. طيب قوله سبحانه وتعالى: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طبعًا، لسا، نحن بعدين راح نقف مع بعض الآيات بشكل مفصل. نحن الآن بس حتى نثبت هذه القضية فقط.
"إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". قال ابن الجوزي رحمه الله فيه عدة أمور. أولًا: الجزم والقطع. "إنّا لننصر رسلنا". الشيء الثاني: أنه ما فيها انحصار في الرسل، وإنما والذين آمنوا.
الشيء الثالث: ما فيه انحصار في الآخرة، وإنما في الحياة الدنيا. فهي آية مهمة، لأنه فيها هذه الثلاثة أمور. جيد، أعجبني هنا صراحة الطبري أنه جالس يفكر كذا في إيش؟ في الآية وفي التاريخ. أنه "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طيب، إيش يعني من قتل من الأنبياء، من كذا، ونرجع هنا للكلام الذي قلناه قبل شوي، بس نسمع كلام إمام المفسرين الطبري رحمه الله.
نقرأ بالنص، قال الطبري: "يقول القائل وما معنى إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثلوا به كشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههما، ومنهم من هم بقتله قومه، فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيًا بنفسه كإبراهيم، الذي هاجر إلى الشام، بتعرف، خلصه الله من النار من أرضه، وفرارًا لقومه، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله. فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا، وهؤلاء أنبياؤه قد نالهم من قومهم ما قد علمت، وما نصروا على من نالهم بما نالهم به؟"، هذا الآن كلام الطبري.
قال "قيل أن قوله: إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، إنما هو وجهان كلاهما صحيح معناه. أحدهما أن يكون معناه إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا أما بإعلائنا هم من كذبنا، وأظهرناهم بالظفر ذلة كالذي فعل من ذلك بداود وسليمان، فاعطاهما من الملك والسلطان ما قهر به كل كافر".
و"أظهر محمدًا صلى الله عليه وسلم على مكذبيه"، وتارةً يكون انتقامي من مكذبيهم، بأنجاء الرسل وإهلاك أعدائهم. وتارةً يكون بالانتقام من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا، من بعد مهلكهم. كالفعل بموسى وفرعون وقومه، إذ هلكهم غرقا، ونجى موسى ومن آمن به من بني إسرائيل وغيرهم، ونحو ذلك.
أو بانتقام الله في الحياة الدنيا من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا. من بعد مهلكهم، كالذي فعلنا من نصرتنا، أشعياء، هكذا كتبها بعد مهلكه، بتسليطنا على قتله". من سلطنا حتى انتصرنا بهم من قتلته، وكفعلنا بقتلة يحيى من تسليطنا مختنصر عليهم، حتى انتصرنا بهم من قتلته له وكأنتصارنا لعيسى، أو عيسى عليه السلام، جعلها في الثالثة، وكانتصارنا لعيسى من مريد قتله بالروم، أنه سلط عليهم الروم حتى أهلكناهم بهم، فهذا أيضًا يسمى نصرًا.
طبعًا، نصرًا من أي جهة؟ نصرًا من جهة أنه انتقم لأوليائه، وإن كانوا في قبورهم من هؤلاء الذين قتلوا وأجرموا وأسرفوا. فهذا نصر. وهذا يعين على، قبل قليل، لما تكلمنا أنه إيش؟ وجوه الهزيمة، فإنه قد يكون الوجه الثالث، زي ما قلنا أنه إيش؟ أنه أصلاً ما هي هزيمة. واضح.
طيب، مم كذلك الفتح الدعوي ودخول الناس في الدين، ولو كان مصحوبًا بموت الداعي أو مقتله، فهذا نصر. يعني إنسان عنده رسالة عظيمة في الحياة يريد أن يوصلها. جيد؟ سعى واجتهد وأوصل واستفاد أناس، ولكن أُصيب بمصيبة، قتل مثلاً، وكان نتيجة هذا القتل أن دخل الناس في رسالته ودعوته واستجابوا له وبلغت كلمته الآفاق.
هذا مقتل، هذا نصر من الله له مثل ما حصل للغلام. نصره الله، كل الناس قالوا: آمنا برب الغلام. نصره الله حين أصاب السهم قلبه، فجثته أو جسمه، يعني صار جثة في قبره، ولكنه نصر، إذ تحققت رسالته التي كان يريد أن يوصلها. نصر.
جيد؟ طيب، إذاً، هذه أنواع للنصر. مهم جدًا أنه نحن نفهمها ونستوعبها، حتى ما ننحصر في صورة واحدة، وبعد ذلك نقول لم يأتي نصر الله.
مهم جدًا أن نستوعب هذه القضية وهذه الحقيقة. الآن أقف مع بعض الآيات وبعض كلام المفسرين في نفس المعاني التي ذكرتها قبل قليل. ممتاز. طيب قوله سبحانه وتعالى: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طبعًا، لسا، نحن بعدين راح نقف مع بعض الآيات بشكل مفصل. نحن الآن بس حتى نثبت هذه القضية فقط.
"إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". قال ابن الجوزي رحمه الله فيه عدة أمور. أولًا: الجزم والقطع. "إنّا لننصر رسلنا". الشيء الثاني: أنه ما فيها انحصار في الرسل، وإنما والذين آمنوا.
الشيء الثالث: ما فيه انحصار في الآخرة، وإنما في الحياة الدنيا. فهي آية مهمة، لأنه فيها هذه الثلاثة أمور. جيد، أعجبني هنا صراحة الطبري أنه جالس يفكر كذا في إيش؟ في الآية وفي التاريخ. أنه "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طيب، إيش يعني من قتل من الأنبياء، من كذا، ونرجع هنا للكلام الذي قلناه قبل شوي، بس نسمع كلام إمام المفسرين الطبري رحمه الله.
نقرأ بالنص، قال الطبري: "يقول القائل وما معنى إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثلوا به كشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههما، ومنهم من هم بقتله قومه، فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيًا بنفسه كإبراهيم، الذي هاجر إلى الشام، بتعرف، خلصه الله من النار من أرضه، وفرارًا لقومه، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله. فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا، وهؤلاء أنبياؤه قد نالهم من قومهم ما قد علمت، وما نصروا على من نالهم بما نالهم به؟"، هذا الآن كلام الطبري.
قال "قيل أن قوله: إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، إنما هو وجهان كلاهما صحيح معناه. أحدهما أن يكون معناه إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا أما بإعلائنا هم من كذبنا، وأظهرناهم بالظفر ذلة كالذي فعل من ذلك بداود وسليمان، فاعطاهما من الملك والسلطان ما قهر به كل كافر".
و"أظهر محمدًا صلى الله عليه وسلم على مكذبيه"، وتارةً يكون انتقامي من مكذبيهم، بأنجاء الرسل وإهلاك أعدائهم. وتارةً يكون بالانتقام من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا، من بعد مهلكهم. كالفعل بموسى وفرعون وقومه، إذ هلكهم غرقا، ونجى موسى ومن آمن به من بني إسرائيل وغيرهم، ونحو ذلك.
أو بانتقام الله في الحياة الدنيا من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا. من بعد مهلكهم، كالذي فعلنا من نصرتنا، أشعياء، هكذا كتبها بعد مهلكه، بتسليطنا على قتله". من سلطنا حتى انتصرنا بهم من قتلته، وكفعلنا بقتلة يحيى من تسليطنا مختنصر عليهم، حتى انتصرنا بهم من قتلته له وكأنتصارنا لعيسى، أو عيسى عليه السلام، جعلها في الثالثة، وكانتصارنا لعيسى من مريد قتله بالروم، أنه سلط عليهم الروم حتى أهلكناهم بهم، فهذا أيضًا يسمى نصرًا.
طبعًا، نصرًا من أي جهة؟ نصرًا من جهة أنه انتقم لأوليائه، وإن كانوا في قبورهم من هؤلاء الذين قتلوا وأجرموا وأسرفوا. فهذا نصر. وهذا يعين على، قبل قليل، لما تكلمنا أنه إيش؟ وجوه الهزيمة، فإنه قد يكون الوجه الثالث، زي ما قلنا أنه إيش؟ أنه أصلاً ما هي هزيمة. واضح.
طيب، مم كذلك الفتح الدعوي ودخول الناس في الدين، ولو كان مصحوبًا بموت الداعي أو مقتله، فهذا نصر. يعني إنسان عنده رسالة عظيمة في الحياة يريد أن يوصلها. جيد؟ سعى واجتهد وأوصل واستفاد أناس، ولكن أُصيب بمصيبة، قتل مثلاً، وكان نتيجة هذا القتل أن دخل الناس في رسالته ودعوته واستجابوا له وبلغت كلمته الآفاق.
هذا مقتل، هذا نصر من الله له مثل ما حصل للغلام. نصره الله، كل الناس قالوا: آمنا برب الغلام. نصره الله حين أصاب السهم قلبه، فجثته أو جسمه، يعني صار جثة في قبره، ولكنه نصر، إذ تحققت رسالته التي كان يريد أن يوصلها. نصر.
جيد؟ طيب، إذاً، هذه أنواع للنصر. مهم جدًا أنه نحن نفهمها ونستوعبها، حتى ما ننحصر في صورة واحدة، وبعد ذلك نقول لم يأتي نصر الله.
مهم جدًا أن نستوعب هذه القضية وهذه الحقيقة. الآن أقف مع بعض الآيات وبعض كلام المفسرين في نفس المعاني التي ذكرتها قبل قليل. ممتاز. طيب قوله سبحانه وتعالى: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طبعًا، لسا، نحن بعدين راح نقف مع بعض الآيات بشكل مفصل. نحن الآن بس حتى نثبت هذه القضية فقط.
"إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". قال ابن الجوزي رحمه الله فيه عدة أمور. أولًا: الجزم والقطع. "إنّا لننصر رسلنا". الشيء الثاني: أنه ما فيها انحصار في الرسل، وإنما والذين آمنوا.
الشيء الثالث: ما فيه انحصار في الآخرة، وإنما في الحياة الدنيا. فهي آية مهمة، لأنه فيها هذه الثلاثة أمور. جيد، أعجبني هنا صراحة الطبري أنه جالس يفكر كذا في إيش؟ في الآية وفي التاريخ. أنه "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طيب، إيش يعني من قتل من الأنبياء، من كذا، ونرجع هنا للكلام الذي قلناه قبل شوي، بس نسمع كلام إمام المفسرين الطبري رحمه الله.
نقرأ بالنص، قال الطبري: "يقول القائل وما معنى إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثلوا به كشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههما، ومنهم من هم بقتله قومه، فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيًا بنفسه كإبراهيم، الذي هاجر إلى الشام، بتعرف، خلصه الله من النار من أرضه، وفرارًا لقومه، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله. فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا، وهؤلاء أنبياؤه قد نالهم من قومهم ما قد علمت، وما نصروا على من نالهم بما نالهم به؟"، هذا الآن كلام الطبري.
قال "قيل أن قوله: إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، إنما هو وجهان كلاهما صحيح معناه. أحدهما أن يكون معناه إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا أما بإعلائنا هم من كذبنا، وأظهرناهم بالظفر ذلة كالذي فعل من ذلك بداود وسليمان، فاعطاهما من الملك والسلطان ما قهر به كل كافر".
و"أظهر محمدًا صلى الله عليه وسلم على مكذبيه"، وتارةً يكون انتقامي من مكذبيهم، بأنجاء الرسل وإهلاك أعدائهم. وتارةً يكون بالانتقام من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا، من بعد مهلكهم. كالفعل بموسى وفرعون وقومه، إذ هلكهم غرقا، ونجى موسى ومن آمن به من بني إسرائيل وغيرهم، ونحو ذلك.
أو بانتقام الله في الحياة الدنيا من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا. من بعد مهلكهم، كالذي فعلنا من نصرتنا، أشعياء، هكذا كتبها بعد مهلكه، بتسليطنا على قتله". من سلطنا حتى انتصرنا بهم من قتلته، وكفعلنا بقتلة يحيى من تسليطنا مختنصر عليهم، حتى انتصرنا بهم من قتلته له وكأنتصارنا لعيسى، أو عيسى عليه السلام، جعلها في الثالثة، وكانتصارنا لعيسى من مريد قتله بالروم، أنه سلط عليهم الروم حتى أهلكناهم بهم، فهذا أيضًا يسمى نصرًا.
طبعًا، نصرًا من أي جهة؟ نصرًا من جهة أنه انتقم لأوليائه، وإن كانوا في قبورهم من هؤلاء الذين قتلوا وأجرموا وأسرفوا. فهذا نصر. وهذا يعين على، قبل قليل، لما تكلمنا أنه إيش؟ وجوه الهزيمة، فإنه قد يكون الوجه الثالث، زي ما قلنا أنه إيش؟ أنه أصلاً ما هي هزيمة. واضح.
طيب، مم كذلك الفتح الدعوي ودخول الناس في الدين، ولو كان مصحوبًا بموت الداعي أو مقتله، فهذا نصر. يعني إنسان عنده رسالة عظيمة في الحياة يريد أن يوصلها. جيد؟ سعى واجتهد وأوصل واستفاد أناس، ولكن أُصيب بمصيبة، قتل مثلاً، وكان نتيجة هذا القتل أن دخل الناس في رسالته ودعوته واستجابوا له وبلغت كلمته الآفاق.
هذا مقتل، هذا نصر من الله له مثل ما حصل للغلام. نصره الله، كل الناس قالوا: آمنا برب الغلام. نصره الله حين أصاب السهم قلبه، فجثته أو جسمه، يعني صار جثة في قبره، ولكنه نصر، إذ تحققت رسالته التي كان يريد أن يوصلها. نصر.
جيد؟ طيب، إذاً، هذه أنواع للنصر. مهم جدًا أنه نحن نفهمها ونستوعبها، حتى ما ننحصر في صورة واحدة، وبعد ذلك نقول لم يأتي نصر الله.
مهم جدًا أن نستوعب هذه القضية وهذه الحقيقة. الآن أقف مع بعض الآيات وبعض كلام المفسرين في نفس المعاني التي ذكرتها قبل قليل. ممتاز. طيب قوله سبحانه وتعالى: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طبعًا، لسا، نحن بعدين راح نقف مع بعض الآيات بشكل مفصل. نحن الآن بس حتى نثبت هذه القضية فقط.
"إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". قال ابن الجوزي رحمه الله فيه عدة أمور. أولًا: الجزم والقطع. "إنّا لننصر رسلنا". الشيء الثاني: أنه ما فيها انحصار في الرسل، وإنما والذين آمنوا.
الشيء الثالث: ما فيه انحصار في الآخرة، وإنما في الحياة الدنيا. فهي آية مهمة، لأنه فيها هذه الثلاثة أمور. جيد، أعجبني هنا صراحة الطبري أنه جالس يفكر كذا في إيش؟ في الآية وفي التاريخ. أنه "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا". طيب، إيش يعني من قتل من الأنبياء، من كذا، ونرجع هنا للكلام الذي قلناه قبل شوي، بس نسمع كلام إمام المفسرين الطبري رحمه الله.
نقرأ بالنص، قال الطبري: "يقول القائل وما معنى إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثلوا به كشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههما، ومنهم من هم بقتله قومه، فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيًا بنفسه كإبراهيم، الذي هاجر إلى الشام، بتعرف، خلصه الله من النار من أرضه، وفرارًا لقومه، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله. فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا، وهؤلاء أنبياؤه قد نالهم من قومهم ما قد علمت، وما نصروا على من نالهم بما نالهم به؟"، هذا الآن كلام الطبري.
قال "قيل أن قوله: إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، إنما هو وجهان كلاهما صحيح معناه. أحدهما أن يكون معناه إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا أما بإعلائنا هم من كذبنا، وأظهرناهم بالظفر ذلة كالذي فعل من ذلك بداود وسليمان، فاعطاهما من الملك والسلطان ما قهر به كل كافر".
و"أظهر محمدًا صلى الله عليه وسلم على مكذبيه"، وتارةً يكون انتقامي من مكذبيهم، بأنجاء الرسل وإهلاك أعدائهم. وتارةً يكون بالانتقام من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا، من بعد مهلكهم. كالفعل بموسى وفرعون وقومه، إذ هلكهم غرقا، ونجى موسى ومن آمن به من بني إسرائيل وغيرهم، ونحو ذلك.
أو بانتقام الله في الحياة الدنيا من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا. من بعد مهلكهم، كالذي فعلنا من نصرتنا، أشعياء، هكذا كتبها بعد مهلكه، بتسليطنا على قتله". من سلطنا حتى انتصرنا بهم من قتلته، وكفعلنا بقتلة يحيى من تسليطنا مختنصر عليهم، حتى انتصرنا بهم من قتلته له وكأنتصارنا لعيسى، أو عيسى عليه السلام، جعلها في الثالثة، وكانتصارنا لعيسى من مريد قتله بالروم، أنه سلط عليهم الروم حتى أهلكناهم بهم، فهذا أيضًا يسمى نصرًا.
طبعًا، نصرًا من أي جهة؟ نصرًا من جهة أنه انتقم لأوليائه، وإن كانوا في قبورهم من هؤلاء الذين قتلوا وأجرموا وأسرفوا. فهذا نصر. وهذا يعين على، قبل قليل، لما تكلمنا أنه إيش؟ وجوه الهزيمة، فإنه قد يكون الوجه الثالث، زي ما قلنا أنه إيش؟ أنه أصلاً ما هي هزيمة. واضح.
طيب، مم كذلك الفتح الدعوي ودخول الناس في الدين، ولو كان مصحوبًا بموت الداعي أو مقتله، فهذا نصر. يعني إنسان عنده رسالة عظيمة في الحياة يريد أن يو