الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. اللهم ربنا لك الحمد، لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر لنا تدارس هذا الموضوع الشريف المتعلق بالله سبحانه وتعالى وبحكمته وبأقداره، وهو موضوع السنن الإلهية. كما أسلفت في المحاضرة السابقة، قد جاءتنا هذه السلسلة موافقة لأحداث في الأمة الإسلامية، أحداث مؤثرة كثيرًا وعميقة، وتستثير موضوع السنن.
وإن كنا ابتدأنا قبل هذه الأحداث ربما بأسابيع يسيرة، فمثل هذه الأحداث تزيد من الاهتمام بقضية السنن والعناية بها. أريد أن أنبه على قضية في هذا الدرس، وإن كان هذا الدرس هو الخامس في السلسلة، لكن أريد أن أنبه على قضية: كيف سنتناول كل سنة من السنن.
حتى الآن أخذنا سنة واحدة، وهي سنة إهلاك المجرمين، وقلنا إنها تتضمن الاستدراج والمهل، وبعض السنن المرتبطة بالكفار. كذلك تناولت العناصر أو السنة هذه من خلال ستة عناصر، والآن سأزيدها عنصرًا، وستكون سبعة عناصر ثابتة مع كل سنة.
جيد، كل سنة من السنن نتناولها من خلال سبعة عناصر أو محاور، وستكون بالترتيب التالي في كل السنن القادمة:
- تعريف السنة وبيانها.
- ضوابط منهجية لفهم هذه السنة.
- الأدلة من الوحي على تثبيت أو بيان هذه السنة.
- علاقة هذه السنة بغيرها من السنن.
- الحكم والمقاصد الإلهية من تقدير هذه السنة.
- الثمرات المترتبة على الوعي بهذه السنة.
- تنزيل هذه السنة على الواقع.
عندي سؤال، لكن حتى لا يذهب الوقت، لا ننتظر الجواب، سأطرح السؤال وأجيب مباشرة. في سنة الإهلاك، كم عنصراً أخذنا من هذه العناصر؟ طبعًا حتى تبحثوا، لأنه لم نرتبها بهذا الترتيب بالضبط، فقد أخذنا ستة. أخذنا ستة، وبقي واحد، وهو أيش؟ حد يعرف؟ الحكم والمقاصد، دخلناه في الدرس الماضي. علاقتها بغير السنة، أخذناها، صح؟ الثمرات، ثمرات المترتبة على الوعي بهذه السنة، لم نأخذها، صح أم لا؟
طيب، إذا الآن قبل أن نبدأ بالسنة الجديدة، ننهي العنصر الأخير المرتبط بالثمرات التي تترتب على الوعي بسنة الإهلاك. ما هي هذه الثمرات؟
أولاً: الصبر على الأذى الذي ينال المؤمن من الأعداء، لأنه يعلم أن سنة المجرمين واحدة على مر التاريخ، وأنهم يتسلطون على المؤمنين ويفسدون في الأرض ويتجبرون ويظلمون ويستهزئون. فإذا نال المؤمن شيئًا من أذى المشركين أو المجرمين أو الظالمين، مما يعينه على الصبر أن يعلم أنها سنة ماضية.
جيد، نحن كيف هذه العلاقة بالإهلاك؟ نحن نتحدث عن سنة الإهلاك. ما علاقتها بالإهلاك؟ لأننا ذكرنا أن الإهلاك مرتبط بالصفات، الإجرام، والافساد في الأرض، صح أم لا؟ فلما تعلم أن الله يهلك من جمع هذه الصفات، وآثار هذه الصفات هي الأذى على المؤمنين، غالبًا يعينه هذا على الصبر.
الأمر الثاني: الثمرة الثانية، عدم استعجال الثمرة والصبر الطويل حتى يتحقق النصر وإهلاك المجرمين. لأن من يعي سنة الإهلاك، سيخرج بنتيجة أنها مرتبطة بسنن أخرى، الاستدراج، الإمهال، الإملاء. يعني لا ينتظر المؤمن الذي يعي سنن الله، والذي يعي سنة الإهلاك وضوابطها، لا ينتظر أن يأتي الإهلاك مباشرة، وإنما سيكون مصحوبًا بالاستدراج والإمهال للكفار والمجرمين.
وبالتالي، أنا حين أعي هذه السنة ثم أرى ظلم الظالمين وإجرامهم، فإن مما يعينني على الصبر وعدم استعجال الثمرة، أنني أعلم أن هذه مرتبطة بالزمن.
الثمرة الثالثة: إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، وذلك لأن من لا يعي السنن ثم يرى تسلط المجرمين والظالمين، قد يسيء الظن بالله لأنه لا يعلم سنته وطريقته وعادته، بينما الذي يعي سنة الله في إهلاك المجرمين، وأنها لا تكون إلا بعد زمن وبعد إملاء وإمهال، أنه أخبرنا بذلك، فإن النتيجة أن المؤمن يحسن الظن بالله إذا رأى مثل ذلك ولا يرى أن ذلك يختلف أو يتعارض مع حكمة الله سبحانه وتعالى.
من الثمرات التي تترتب على سنة الإهلاك كوعي للمؤمن، أنه يلتفت إلى العمل الواجب ولا يقعد، ويعلم أن النهاية والثمرة وحسم النتيجة ليس عليه، وأن سلطان المجرمين تحت سلطان رب العالمين، وأنه عليهم قادر، ولكن لكل أجل كتاب، وكل أمة لها كتاب معلوم وأجل مسمى.
فما يقعد محبطًا عن العمل، وإنما يلتفت إلى ما عليه، ويطلب من الله سبحانه وتعالى الذي وعد به. هذه إشارة سريعة إلى قضية الثمرات المرتبطة بسنة الإهلاك.
الآن عندنا الموضوع الجديد والأساسي في هذا اليوم. سننتقل إلى سنة جديدة، وهذه السنة هي في الحقيقة ثلاث سنن. نحن سنتكلم اليوم عن ثلاث سنن وليس عن سنة واحدة. وهذه السنن الثلاث مرتبطة ببعضها، ولذلك جمعتها مع بعضها.
هذه السنن الثلاث:
- سنة وجود أعداء الحق.
- سنة التدافع بين الحق والباطل.
- سنة المداولة، مداولة الأيام بين الناس.
هي ثلاث سنن، ولكنها مرتبطة ببعضها، ولذلك سأذكرها مع بعضها.
الآن، أول عنصر، ما هو؟ أول شيء، دائمًا، لا، لا، أول عنصر تعريف بهذه السنة. نحن قلنا سبعة عناصر، أول عنصر التعريف بهذه السنة.
أما سنة وجود أعداء الحق، فهي السنة الإلهية القاضية بأن الله سبحانه وتعالى يجعل لأنبيائه واتباعهم أعداء يقاتلونهم ويعادونهم ويكيدون لهم. السنة الإلهية القاضية بأن الله يجعل لأنبيائه واتباعهم أعداء يقاتلونهم ويعادونهم ويكيدون لهم.
لما نقول سنة، معناه أيش؟ يعني معناه أمر مستمر، عادة الله سبحانه وتعالى، وهذا مهم جدًا، سيأتينا إن شاء الله ثمرات وكذا.
السنة الثانية، ما هي؟ سنة التدافع، وهي السنة الإلهية القاضية بأن يكف الله عادية المفسدين بالمصلحين، سنة القاضية بأن يكف الله عادية المفسدين بأيش؟ بالمصلحين، ويدفع الناس بعضهم على بعض.
وأن يقذف سبحانه وتعالى بالحق على الباطل، فيدمغه فإذا هو زاهق. تمام، سنة التداول أو المداولة، هي السنة الإلهية القاضية بأن يجعل الله الأيام دولًا بين الحق والباطل، بين أهل الحق وأهل الباطل.
فلا ينتصر الحق مباشرة، وإنما يدين الله الباطل عليه في بعض المراحل والجولات، ثم تكون العاقبة لأهل الحق. فهي سنة قريبة من سنة التدافع، ولكنها محددة لبعض جولات هذا التدافع، بحيث لا يُفهم أن الدولة، ها؟ أن الدولة من التداول، ها، للإسلام دائمًا.
طيب، مفهوم الترابط بين هذه الثلاث من السنن من خلال التعريف، واضح؟ وقلنا السنة الأولى: سنة إيجاد أعداء الحق، هذه الآن أنه دائمًا أينما وجد الحق، وجد له أعداء. دائمًا سنة، سنة إلهية، يعني الله يقدر ذلك.
ثانيًا: سنة التدافع بين الحق والباطل، وهو أنه حيثما وجد الباطل والافساد والإجرام، فإن الله سبحانه وتعالى يدفع هذا الباطل وهذا الافساد بالحق.
السنة الثالثة: إن هذا التدافع لن يكون محسوم النتيجة من البداية، ولكنه تدافع محكوم بسنة أخرى، وهي سنة المداولة. فتارة للجولة تكون أو الدولة تكون لأهل الحق، وتارة لأهل الباطل.
تمام، بينما العاقبة النهائية للمتقين. هذا إذا العنصر الأول، الذي هو، إيش، العنصر الثاني، ما هو؟ ضوابط منهجية لفهم هذه السنة. طبعًا تنبيه، هذه السلسلة، سلسلة السنة الإلهية، من أهم أهدافها الضبط المنهجي لفهم السنن، وهي نتيجة مهمة جدًا نريد أن نصل منها أو من خلالها أو من خلال هذه السلسلة إليها، حتى ما نتعامل مع السنن الإلهية بسطحية.
خلاص، نقول والله في سنة النصر للمؤمنين، الذي يوجد مؤمنين يوجد نصر. وتعلمون الآن مع الأحداث تأتي بعظ الرسائل والتعليقات، متى يأتي النصر؟ لماذا لا ينصر الله عباده المؤمنين؟ لماذا تأخر النصر؟ لماذا كذا؟
أين الجواب؟ دائمًا الجواب في السنن الإلهية. افهم السنن، تفهم الواقع. افهم السنن، تفهم الواقع. فلذلك كل سنة سأتناول ضوابط، بعض الضوابط المنهجية المتعلقة بها، وقبل ذلك عملت مقدمة شمولية لكل السنن اسمها قواعد منهجية، اللي هي الحلقة الأولى. صح أم لا؟
طيب، العنصر الثاني: ضوابط منهجية لفهم سنة التدافع والمداولة. أولاً، أولاً، إيجاد أعداء الحق، وتحقيق التدافع بين الصراع والباطل، لا ينحصر في الأمر المشاهد المحسوس، بل يدخل في ذلك شيء من عالم الغيب.
فالصراع أو إيجاد الأعداء للحق وحملته يبدأ من إيجاد الشيطان. فهذا الصراع لا يعني الصراع في المعارك التي تأتي فيها القذائف أو السيوف والدروع والرماح فقط، وإنما من أهم صور إيجاد أعداء الحق هو إيجاد الشيطان وذريته، وبالتالي من أهم ما يدخل في هذه السنة هو أن الله جعل الشياطين تحوم في هذه الأرض تعادل الحق وحملته.
فالسنة لا تنحصر في قضية الاشتباك بين الحق والباطل بالجيوش. ويتصل بهذه السنة من عالم الغيب كذلك موضوع الملائكة. فالملائكة تدخل في هذه السنة من جهة الإهلاك المباشر للكفار أحيانًا، مثل الصيحة، ومثل إهلاك قوم لوط، أو من جهة المشاركة المباشرة في القتال، كما في يوم بدر.
الملائكة نزلت ترى على خيول وتقاتل ودخلوا في القتال، وكانوا يضربون المشركين أثناء المعركة وتعرفون للمسلم ما كان يلحق بالمشرك ويسمع أقدم حيزوم، هذا يقتل، وكان المشركون حتى الله سبحانه وتعالى قال: "فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان". هذا أمر للملائكة: "فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان"، ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله.
هذه الآية في سورة الأنفال في سياق بدر. فالملائكة شاركت مباشرة في التدافع بين الحق والباطل، وكذلك ليس فقط في القتال، وإنما تشارك في صراع بين الحق والباطل من جهة تثبيت قلوب المؤمنين وتأييد المؤمنين.
وفي ذلك: "إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا". وفي ذلك أيضًا: "أجبريل معك. أجبهم وروح القدس معك". وهذا جزء من المعنوي باللسان.
فلذلك لما نتكلم عن سنة الصراع بين الحق والباطل والتدافع فيما بينهم، فنحن لا نتكلم عن عالم محسوس فقط، وإنما نتكلم عن عالم محسوس محفوف بعالم الغيب سواء في الخير أو في الشر، ملائكة والشياطين.
وهذا أيضًا قضية معينة في تصور هذه السنة. النقطة الثانية: إن سنة التدافع بين الحق والباطل، وإن كانت في الأصل متعلقة بالمؤمنين في مقابل الكفار أو بالمصلحين في مقابل المفسدين، إلا أنها لا تختص بهم.
ما معنى لا تختص بهم؟ يعني، سنة التدافع هذه قد تشمل غير المؤمنين مع غير المؤمنين. جيد. فليست خاصة، وإن كانت في الأصل – والغالب – هي دفع الله الناس بعضهم ببعض، يعني دفع أهل الظلم بأهل الصلاح، وأهل الكفر بأهل الإيمان، ولكنها صيغتها العامة تشمل حتى غير المسلمين، ولاجل ذلك قال الله سبحانه وتعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". أكمل الآية.
ولكن الله ذو فضل على العالمين. قال ابن عاشور: "علق الفضل بالعالمين كلهم، لأن هذه المنة لا تختص". جيد. طيب. النقطة الثالثة طبعًا سؤال هنا. هل هذا خاص بالتدافع، أم حتى المداولة؟ يعني حتى المداولة أيضًا، تداول الأيام بين الناس، اللي هم الناس، حتى لو كانوا كفار.
أه نعم، من العلماء من فسر الآية: "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، بين الناس، يعني بعمومها، وليس بالضرورة أن تكون بين أهل الحق والباطل فقط. جيد. طيب، يجينا إن شاء الله، بس أنا أقول لك بعض المفسرين فسرها بهذا العموم، وإن كانت في الأصل مرتبطة بالحق والباطل.
النقطة الثالثة: أن أظهر صورة من صور هذا الدفع الذي يدفع الله به الباطل ويدفع به الفساد عن الأرض، أظهر صورة في هذا الدفع هي الجهاد في سبيل الله.
يعني هذه السنة ليست خاصة بالجهاد، ولكن أظهر صورة منصور دفع الباطل المرتبط بسنة الله سبحانه وتعالى لدفع الفساد عن الأرض هو بالجهاد في سبيل الله. واضح؟ وليجعل لذلك تجد أن الآيات أو كثيرًا من الآيات التي وردت في هذه السنة آتية في سياق القتال.
ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". هذه في أي سياق؟ طالوت وجالوت والقتال، صح؟ وقتل داوود وجالوت، وآتاه الله الملك والحكمة، وعلمه مما يشاء. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض. صحيح.
طيب، لاحظوا التعبير عن السنة أتى في سياق القتال، وأيضًا في قوله سبحانه وتعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ها ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا".
إيش الدليل أنها في سياق قتال؟ نحن نقول: أيضًا هذه السنة، هذه الجملة أتيت في سياق القتال. إيش الدليل؟ لا أريد أن أتكلم أنه بين الحق والباطل، أتكلم بالقتال، الدفع بالقتال.
تمامًا. أقول: السياق، أيوه، إيش إذن: "للذين يقاتلون بأنهم ظلموا". وتعلمون أن هذه الآية أول آية في قضية الإذن بالقتال، وأن الله على نصر قدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا: "ربنا الله". ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع إلى آخر الآية.
ولأجل ذلك طبعًا، لما تقرأ كلام المفسرين: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" ستجد أنهم يذكرون أنواعًا من التدافع، ولكن تأتي إشارة من مثل إشارة ابن عطية رحمه الله ليقول لك: "هذه تقوية للأمر بالقتال، وذكر الحجة بالمصلحة فيه، وذكر أنه متقدم في الأمم".
إيش الدليل أنه متقدم في الأمم؟ لهدمت صوامع وبيع، ها. طيب، وبه صلحت الشرائع، واجتمعت المتعبدات. فكأنه قال: إذن في القتال، فليقاتل المؤمنون، ولولا القتال والجهاد لتغلب على الحق، أو لتغلب على الحق لكل أمة.
يعني ابن عطية ماذا فسرها؟ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض. يقول: "ولولا الجهاد". فهمتوا الفكرة؟ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامعه. يقول ابن عطية: "ولولا الجهاد لتغلب على الحق في كل أمة". أي لهدمت صوامع بيان.
واضح الفكرة، قال ابن عطية: "هذا أصوب التأويلات في الآية". قال: ثم ما قيل بعد من مثل الدفاع من مثل الدفاع، أو من مثل الدفاع ربما تبع للجهاد.
الطبري رحمه الله لما فسر آية، أدخل فيها أنواعًا من التدافع، وليس فقط الجهاد في سبيل الله. الخلاصة ما هي؟ الخلاصة أننا حين نتحدث عن سنة يدفع الله بها الفساد عن الأرض ويدفع فيها الباطل بالحق والمفسدين بالمصلحين، فإن أظهر صورة من صور هذا الدفع هي القتال والجهاد في سبيل الله.
وبهذا يعلم كما قال بعض المفسرين: "ولكن الله ذو فضل على العالمين"، بأن شرع لهم الجهاد، وبهذا يعلم أن من أعظم ثمرات الجهاد في سبيل الله دفع الفساد عن الأرض.
وهذا أصلاً يعيد تعريف القضية في الأذهان، أنه ليست القضية هي هيمنة، يعني استيلاء على الممتلكات والأموال واستكثار من الثروات بقدر ما هو دفع الفساد عن الأرض وإعلاء لكلمة الله سبحانه وتعالى. هذه بعض الضوابط لفهم هذه السنة.
العنصر الثالث، ما هو؟ ها، إيش العنصر الثالث يا محمد؟ دلنا من الوحي. طيب، كويس، من الشباب قالوها قبلك. طيب، أدلة هذه السنة من الوحي.
نحن، هذه السنن، مو هذه السنن أدلة هذه السنن. راح نجيب أدلة على كل سنة. تمام؟ السنة الأولى قلنا إيش هي؟ إن من سنة الله، شوف، أنا ما أبغى أقول إنه دائمًا في أعداء، أنا بقول: من سنة الله أنه يوجد أعداء للحق حيثما وجد الحق وحملته.
جيد، والأدلة في ذلك واضحة، أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يوجد هؤلاء الأعداء. خلاص، هي قضية سنة ماضية. أين؟ في تاريخ، في قطر من الأقطار يوجد من يحمل رسالة الله ويقوم بها في الأرض، لا بد أن يكون له من يعاديه، ولو كان معه ورود وأزواج من الحمام يسير بها لينثرها أثناء نشر رسالة الحق.
جيد، من الأدلة على ذلك. أولاً: قول الله سبحانه وتعالى: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا من المجرمين". وكذلك جعلنا لكل نبي، شوف، كل نبي عدوًا من المجرمين، وكفى بربك هاديًا ونصيرًا.
إيش الدليل أنها سنة؟ نعم، الآية ظاهرة في كونها سنة في عمومها وشموليتها. كذلك، ولذلك ينص ابن عاشور نصًا يقول: "هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بأن ما لقيه من بعض قومه هو سنة من سنن الأمم مع أنبيائه".
طيب، قال الطبري في تفسير الآية: "وكما جعلنا لك يا محمد أعداء من مشركي قومك، كذلك جعلنا لكل من نبأناه من قبلك عدوًا من المشركين من قومه". فلم تكن عداوة هؤلاء للنبي عليه الصلاة والسلام بدعًا من شأن الرسل.
فمعنى الكلام: "أنت نبي، وقد جعلنا لكل نبي عدوًا". إلى آخره. طيب، هناك أيضًا كلام للطبري نتجاوزه للاختصار.
الدليل الثالث وننتقل بعده إلى أدلة السنة الثانية. إيش الدليل الثالث؟ دليل من السنة. طبعًا في أدلة، اللي هي مرتبطة بالشياطين، ها، "اهبطوا بعضكم لبعض عدو" ها؟ "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًا". إلى آخره، هذه من الأدلة.
طيب، من الأدلة في السنة، أحسنت، من أوضح وأظهر الأدلة في السنة قول ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مستدلاً بسنة الله الماضية في الأنبياء، فهم مدركًا أنها جارية وستنزل على من يكون بمثل حالهم"، قال: "لم يأت أحد قط بمثل ما جئت به إلا عودي". كلمة عامة جامعة مرتبطة بسنة الله سبحانه وتعالى مع أنبيائه.
تمام، طيب. سنة التدافع الأدلة، قال الله سبحانه وتعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". نحن قلنا هذه السنة مرتبطة في الأصل، إيش؟ بدفع المفسدين بالمصلحين. الكفار بالمؤمنين.
وإن كانت قد تشمل غير المسلمين. طيب، وابن عطية أيضًا نرجع لابن عطية له لمسة جميلة في تفسير هذه الآية: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". قال: "أخبر الله تعالى في هذه الآية، إنه لولا دفعه بالمؤمنين في صدور الكفرة على مر الدهر لفسدت الأرض، لأن الكفر كان يطبقها ويتمادى في جميع أقطارها، ها، أو يطبقها ويتمادى في جميع أقطارها، ولكنه تعالى لا يخلي الزمان من قائم بالحق وداعٍ إلى الله ومقاتل عليه، إلى أن جعل ذلك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة". له الحمد كثيرًا.
جيد، وكلام البقاعي كذلك في أن هذه السنة ليست خاصة بالمؤمنين، يقول: "ولكن الله، الذي هو، ولكن الله ذو فضل على المؤمنين". ختام الآية. قال: "ولكن الله تعالى بعظمته وجلاله وعزته وكماله يكف بعض الناس ببعض، ويولي بعض الظالمين بعضًا، وقد يؤيد الدين بالرجل الفاجر على نظام دبره وقانون أحكمه في الأزل، يكون سببًا لكف القوي عن الضعيف، إبقاءً لهذا الوجود على هذا النظام إلى الحد الذي حده".
ممتاز، ولا مو ممتاز؟ معانا ولا لا؟ فاهم؟ طيب. الدليل الثاني على أيش؟ يا عبد الرحمن. على السنة الثانية. أحسنت. "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات، ها، ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا".
وذكرت قبل قليل كلام ابن عطية في تفسير الآية. أليس كذلك؟ لمن ذكرنا الحكمة وأنه، أو أنه أظهر صورة هي القتال. قال ابن كثير: "أي لولا أنه يدفع عن قوم بقوم، ويكف شر أناس عن غيرهم بما يخلقه ويقدره من الأسباب لفسدت الأرض، وأهلك القوي الضعيف".
هذه الظاهرة أنها في الآية السابقة. طيب، عمومًا، الآية واضحة. السنة الثالثة المداولة دليلها. سأذكر دليلين من القرآن ودليلاً من السنة. أما الدليل الأول من القرآن فهو أصلح دليل والواضح، والذي فيه قوله سبحانه وتعالى: "أي أو شيء يمسسكم قرح، فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين، ويمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين".
هذه الآية فيها فائدة جميلة جدًا، وهي تعني أن تؤكد شيئًا من المنهج الذي أسير عليه. يعني، الإنسان يستنير بمثل هذه الآية على قضية الجمع بين السنن وحكمها، لأن الله جمع في هذه الآية بين السنة وبين الحكمة من هذه السنة، صح أم لا؟ ولأجل ذلك حرصنا في كل سنة، أذكر الحكم منها.
طيب: "وتلك الأيام نداولها بين الناس". قال ابن عاشور: "والناس البشر كلهم، لأن هذا من السنن الكونية فلا يختص بالقوم المتحدث عنهم". جيد، كلام واضح من ابن عاشور رحمه الله.
أما الطبري، فجعل الناس هنا مقصود بهم المسلمين، فقال: "ويعني بالناس المسلمين والمشركين". يعني دفع هؤلاء أو التداول بين هؤلاء وهؤلاء، وذلك أن الله عز وجل أذل المسلمين من المشركين، فقتلوا منهم سبعين، وأسروا سبعين، وأداءً للمشركين من المسلمين بأحد، فقتلوا منهم سبعين سوى من جرحوا منهم.
طيب، إذا هذه الآية تدل على أن الله سبحانه وتعالى لا يجعل التدافع بين الحق والباطل محسوماً النتيجة مباشرة. آية واضحة ومهمة جدًا، وفيها تسلية وعزاء للمؤمنين إذا أصيبوا بمصائب من أعدائهم: "وتلك الأيام نداولها بين الناس". سنة ماضية.
طبعًا، ما معنى نداولها؟ الطبري يقول: "نداولها، نجعلها دولًا بين الناس مصرفة". الواحدي في التفسير يقول: "الدولة الكرة، وأدَّ الله فلانًا من فلان، إذا جعل الكرة له عليه". يريد يفسر الآية أنه أداة للمسلمين من المشركين يوم بدر. نفس كلام الطبري.
إذًا، الله سبحانه وتعالى أولاً جعل للحق أعداء، ثم جعل هناك تدافعا بين الحق والباطل، ثم جعل هذا التدافع غير محسوم النتيجة من البداية، وإنما هذا التدافع يكون من لوازمه أن يدال الباطل على الحق أحيانًا، فتحصل من هذه الإدالة مجموعة من الحكم.
ذكر الله بعضها في هذه الآية، فقال: "وليعلم الله الذين آمنوا". قال ابن كثير: "أي من يصبر على مناجزة الأعداء". "وليعلم الله الذين آمنوا" أي من يصبر على مناجزة الأعداء، ويتخذ منكم شهداء، يعني يقتلون في سبيله، ويبذلون مهجهم في مرضاته، والله لا يحب الظالمين، ويمحق الله الذين كفروا.
فأي: فإنهم إذا ظفروا بناء على هذا المداولة، بغوا وبتروا، فيكون ذلك سبب دمارهم وإهلاكهم وفنائهم. شف الحكمة، كيف عظيمة جدًا؟ وسيأتينا بعد قليل إن شاء الله في قضية الحكم.
الدليل الثاني من القرآن على أيش؟ سنة المداولة. إيش تتوقعوا؟ وهي نفس الآية. يعني ربما دلالتها على السنة ليست ظاهرة. في سورة النساء، هناك ما هو أظهر، طيب. قول الله سبحانه وتعالى: "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق، فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها".
ذلك، ولو يشاء الله لانتصر منهم، ولكن ليبلو بعضكم ببعض. ذلك، ولو يشاء الله لانتصر منهم، ولكن ليبلو بعضكم ببعض. أليس كذلك من حيث الدلالة؟ كما يقول الطبري: "ولو يشاء ربكم، ويريد لانتصر من هؤلاء المشركين، الذي بين هذا الحكم فيهم بعقوبة منهم له عاجلاً".
عفواً، بعقوبة منه لهم عاجلة، وكفاكم ذلك كله. يعني لو يشاء لكان يكفيكم، ولكنه تعالى ذكره كره الانتصار منهم وعقوبتهم عاجلاً إلا بأيديكم، أيها المؤمنون، ليبلو بعضكم ببعض. يقول: ليختبركم بهم، يختبركم بهم فيعلم المجاهدين منكم والصابرين.
هذي وين وردت؟ يعلم المجاهدين منكم، الصابرين، في أي صورة؟ نفس الصورة. ها. ويبلوهم بكم، فيعاقب بأيديكم من شاء منهم، أو فيعاقب بأيديكم من شاء منهم، ويتعظ من شاء منهم بمن أهلك، بمن أهلك بأيديكم.
نعم، هي هي، لا شك لها. هي تدافع، حتى هي المداولة أصلاً ما تكون إلا بتدافع، والله أعلم. أو أظهر صورة، لكن الفكرة أنه ليبلو، فهذا يبدو أنه فيها ما يؤلم، ما يختبر فيه المؤمنون، واضح؟
بينما الدفع، سنة: "ولولا دفع الله الناس". هي سنة فيها أن الفساد يدفع بالصلاح، لما تجي المداولة تقول إنه هذا الدفع لا يكون مرة واحدة، وإنما يكون بتداول. فلما يقول الله ليبلو بعضكم ببعض، تفهم منها أن فيها تارة هنا تسليط، وتارة هنا اختبار، وتارة هنا تأخر، وتارة. فلذلك هي أقرب إلى المداولة منها إلى التدافع، وإن كانت تدل على التدافع بلا شك، يعني.
قال السعدي رحمه الله تعالى: "ذلك في قوله: ذلك ولو يشاءوا لانتصروا، ذلك لو يشاء الله لانتصرون". قال: "ذلك الحكم المذكور في ابتلاء المؤمنين بالكافرين ومداولة الأيام". ها، ومداولة الأيام بينهم.
وهذا نص أيضًا مقصود، لأنه نص على المداولة. وبالمناسبة، أنا كنت، ترى، واضع هذه الآية في سنة التدافع، لكن لما وقفت على كلام السعدي في نص المداولة، نقلت الدليل هذا إلى سنة المداولة.
فقال السعدي رحمه الله في ابتلاء المؤمنين بالكافلين ومداولة الأيام بينهم، وانتصار بعضهم على بعض. قال: "ولو يشاء الله لانتصر منهم، فإنه على كل شيء قدير". وقادر على أن لا ينتصر الكفار في موضع واحد أبدًا، حتى يبيد المسلمين.
خضراءهم أو المسلمون، عفواً، خضراءهم، ولكن ليبلعوا بعضكم ببعض، ليقوم سوق الجهاد. ويتبين بذلك أحوال العباد، الصادق من الكاذب، ممن آمن إيمانًا صحيحًا عن بصيرة، صحيحًا عن بصيرة، لا إيمانًا مبنيًا على متابعة أهل الغلبة.
مستوعبين يا جماعة الكلام الجميل، ولا لا؟ طيب، اللي كان مسرح، أعيد شوية. ليستبين، يتبين بذلك أحوال العباد، الصادق من الكاذب، ليؤمن من آمن إيمانًا صحيحًا عن بصيرة، لا إيمانًا مبنيًا على متابعة أهل الغلبة، يعني لو كانت الغلبة دائمًا للمؤمنين، لآمن كثير من الناس، لأن المؤمنين غالبون، لا لقناعتهم بالحق الذي لديهم.
لكن من الحكم في أن يدال أهل الباطل أحيانًا أن يعلم من الذي يؤمن لأجل الحق، لا لأجل الغلبة. ولذلك كان إيمان من آمن من السابقين قبل فتح مكة ليس مثل إيمان من آمن بعد فتح مكة. ليس مثله في ميزان الله، وليس مثله من جهة قوته وتحققه في القلوب، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي ارتد كثير ممن آمن بعد الفتح من القبائل العربية، وبقي من آمن ذلك الإيمان الذي لم يرتد، لم يرتد، يعني خلاله.
مع وجود المصائب والازمات، هذا معنى عظيم جدًا في سنة المداولة، وأنا ما كنت كاتبه في الحكم، فيجب أن يضاف إلى الحكم التي ستأتي إن شاء الله بعد قليل.
جيد، شهيد، ولا لا يا محمد؟ واضحة القضية، ولا لا؟ طيب، ها، الدليل من السنة. يا سلام على المتابعين، يا سلام عليك يا شيخ، لا، هي درك.
طيب، الدليل من السنة على سنة المداولة. إيش؟ أحسنت، حديث هرقل. ها، كيف الحرب بينكم؟ قال: إيش؟ سجال، إيش، ينال منا وننال منه. قال هرقل: كذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة أو لهم العاقبة.
جيد، أنه إيش؟ في هرقل طبعًا استدل بما يعلمه من آثار الدين الذي لديه، أن الرسل جعل الله في شأنهم سنة. ماذا؟ أنه دائمًا هم مع أدائهم في سجال، وأن العاقبة ستكون لهم.
فهذه هي سنة المداولة، وكذلك الرسل، وتبتلى، ثم تكون أو لهم العاقبة.
العنصر التالي، مم؟ لا لا، غير هذا. ننتقل إلى العنصر التالي. ما هو؟ علاقة هذه السنة بغيرها من السنن.
ما علاقة هذه السنة أو هذه السنن الثلاث بغيرها من السنة؟ طبعًا، قبل ما أقول، صح الابتلاء، بس قبل ما نقول، أول شي أنبه على قاعدة منهجية. في الدرس الأول، تكلمت عنها، وهي أنه لا يمكن فهم السنن بشكل صحيح إلا بفهم العلائق بين السنن وتداخلها في المحل الواحد.
حتى لا ينظر الإنسان من خلال منظور سنة واحدة إلى الواقع، يجب أن تفهم أن السنن تتداخل. فتفهم القضية والعلاقة بينهم.
حسنا، ما العلاقة بين هذه السنة أو هذه السنن الثلاث؟ أصلاً، نحن بمجرد أن نقول السنن الثلاث، نحن أصلاً، هذه علاقة، يعني، هناك علاقة بين هذه السنة وبين التدافع وبين المداولة. فما هي علاقة أيضًا؟
واحد، أو رابعا: سنة الابتلاء. وسنة الابتلاء هي من موضوع الدرس القادم بإذن الله، أنه الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده المؤمنين. ليش تحصل، تحصل المداولة؟ ها، لأنه في سنة ترى أخرى قاضية، ها، سنة إلهية قاضية بابتلاء المؤمنين. كيف ابتلاء المؤمنين؟ واحدة من أهم صور الابتلاء، بماذا؟ بإدارة أهل الباطل عليهم.
ممتاز، واضح؟ آآ السنة كذلك، إيش؟ تمييز بين الحق والباطل. سنة التمييز بين الحق والباطل. إيش الدليل على أنها سنة؟ سنة، ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب.
احنا قلنا سابقًا في المقدمات المنهجية أنه أسلوب ما كان الله، يدل على السنة. وما كان ربك ليهلك القرى. طيب، إذا لها علاقة بسنة التمييز بين الحق والباطل، صارت الآن خمس سنن.
هم وآآ يعني لها ارتباط بصورة أو بأخرى بسنة النصر كذلك، لأنه هذا ما يكون إلا بعد ماذا؟ ها، وعاقبة المداولة.
طيب، العنصر الخامس ما هو الحكم والمقاصد الربانية من هذه السنن؟ أنا كاتب عندي ثمانية، ثمانية حكم، ومقصد راح أزيدها تاسعة. إيش اللي قلناها قبل شوي السنة؟
نعم، أنا كنت ذاكر رقم سبعة، راح تسمعوها إن شاء الله لما نيجي لسبعة، يعني قريبة من هذي، بس ما هي نفسها بصراحة. هذيك تستحق.
ها، نبدأ بالسابعة. لا، خليك احفظها لين ما تجي. لذلك أنا الآن سأجعل هذه الجديدة رقم سبعة، فستكون الآن في التسلسل ثمانية.
إيش قلنا هي السابعة؟ اللي هي، اللي قلناها، الإيمان بالحق لذاته، لا لغلبة أهله. يا سلام، فائدة عظيمة بصراحة.
طيب، وراح تكون المذكورة سابقًا هي الثامنة، وبالتالي يصير المجموع كم؟ تسع حكم، ومن يتأمل قد يستخرج غيرها. طيب. الحكمة الأولى: إظهار معاني العبودية الخاصة لأولياء الله ببذل الأموال والأرواح في سبيله، والصبر على الشدائد في ذات الله، والسعي لإقامة دين الله وجهاد أعدائه واغاظته.
هذا تحقيق حكمة العبودية الخالصة والخاصة. هذي بعض العبوديات ما تستخرج إلا في مثل هذه المقامات، فهذه من الحكم في تقدير هذه الشدائد وهذه الابتلاءات وهذا التدافع وهذا التداول بين الحق والباطل.
ولعل من أدلته إيش؟ "وليعلم الله الذين آمنوا" متعلقة بالسنة الثلاث، لكنها يعني خلنا نقول، مما يراعى أنها متعلقة، يعني كلها بالثلاث، لكن منها الأولى. كذلك أنه لماذا أصلاً قدر الله؟ لماذا جعل الله لكل نبي عدواً من المجرمين أصلاً؟
لماذا ما جعل الله الحياء خلاص، كلها حق؟ ها، ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة. لماذا جعل لكل نبي عدواً من المسلمين؟ لماذا أصلاً خلق الله الشياطين؟ ها، ولماذا أوجد الناس الذين يوسوسون بالشر، أو الشياطين، وتوسوس الشر الناس التي تسعى بالشر والافساد؟ لماذا؟
يقول واحدة من الحكم هو استخراج معاني العبودية الخالصة والخاصة من القلوب التي لا تستخرج إلا في مثل مقامات المدافعة. هذه، الثانية: دفع الفساد عن الأرض وحفظ نظامها.
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض إيش لفسدت الأرض. إذا الحكمة إيش؟ عدم فساد الأرض. لكي لا تفسد الأرض، يقدر الله هذا الدفع والتدافع.
ثالثًا: تحقيق سنة الابتلاء للمؤمنين والتمحيص لهم. هذي كما أنها السنة، فهي حكمة. يعني الله سبحانه وتعالى يريد أن يبتلي المؤمنين.
جيد، رابعًا: تحقيق سنة التمييز بين الحق والباطل والخبيث والطيب. احنا ذكرناها سابقًا في العلاقة، الآن نذكرها في الحكمة، أنه ترى من الحكم لهذه الابتلاءات، مثلا إيش الدليل؟
وما أصابكم يوم ما التقى الجمعاني فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا. وهذي، هذي الآن مقصد حكمة، وهي في نفس الوقت سنة.
خامسًا: اتخاذ الله شهداء من المؤمنين. هذه منة، حكمة ومنة اصطفاء، لأنه قد يتخذ.
سادسًا: تحقيق سنة نصر الله لأوليائه وإهلاكه لأعدائه. إذ أن موجب كل منهما هو هذا التدافع وما يصحبه من المعاني والحكم.
سابعا: الإيمان بالحق لذاته، لا لغلبة أهله. ثامناً: زيادة الحجة على الكافرين وظهور البينة والفرقان. هذي في إدارة الباطل على الحق، ولا في إدارة الحق على الباطل؟
ها، يحيى يقول: "لدائرة الباطل". الحق، ها. عكستها. ها، يوسف مركز مع المكيف. طيب، أحمد كان ينتظر هذه ولمن جاء انشغل بالمكيف.
ها، يوسف، ها. إدارة الحق على الباطل، وإدارة الباطل على الحق، اللي مركز، مركز.
إدارة الباطل على الحق، بداية الحد. فإدارة الحق على الباطل تحديدا، وليس إدارة الباطل على الحق، فهذا، الآن من حكم الابتلاء، صح، هذي اللي تكون بأي شيء؟ بداية الباطل، الحق.
طيب، احنا نقول زيادة الحجة على الكافرين وظهور البينة والفرقان، وذلك بأدلة الحق على الباطل، وليس الباطل على الحق. بس أوضح منها، أوضح منها. لا، إذا بغيت قلوب المؤمنين.
قلوب المؤمنين ليست أوضح منها. إيش؟ لا، لا، اذكر لي المعنى. والنفس آية، جيب لي الآية.
إيش؟ لا، تمام، ذكرها، ذكرها معاذ، بس أبغى أوضح منها، يعني، هذا استدلال، بس استدلال في مقدمات. يعني لا، لا، في دليل واضح مباشر، دليل واضح مباشر.
ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد. ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.
في أي سياق؟ في سياق نصر الله المؤمنين يوم بدر، وإدالتهم على المشركين. إيش الحكمة من الحكم؟ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.
رأوا ظهور الحق، كان في كلام جميل. ممم، ما المشكلة الحين؟ عبال ما أطلعه كان في كلام لأحد المفسرين غاب عني الآن، جميل جدًا، أنه ترى مع أن ظاهر المعادلة، ليش اللي يهلك من هلك عن بينات، وين وجه البينة؟
فهو يذكر ثلاثة أمور جميلة، نسيت الآن غاب عني من هو؟ ابن عاشور ولا السعدي، ولا ما نقلت النص. ذكر ثلاثة أمور تجعل ما حصل يوم بدر بين على المشركين. واحد، قال لتحقق جميع ما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم، لما كانوا يسمعون في مكة، كله تحقق يوم بدر صار بينة.
اثنين، لظهور كذب كل وعود المشركين، التي كانوا يقدمونها في مكة. سنفعل وسنعمل وسنة، ومدري إيش وكذا، وإنهم سيغلبون، ها، كله ذهب يوم بدر. هذه البينة الثانية. الأمر الثالث: خلاف الحساب والمعادلة والظاهر، التي كانت واضحة بغلبة المشركين في الحساب العادي.
فظهر وجه البينة من جهة كون ذلك مخالفًا للعادة. ترى نقطة مهمة وكلام مهم جدًا. واضح ولا مو واضح؟
فصار من الحكم إيش؟ من الحكم إيش؟ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة. التاسع: الحكمة التاسعة: استحقاق المجرمين للعقاب والعذاب ببطرهم وكبرهم واستعلائهم على المؤمنين.
حكمة هذه مأخوذة من أي آية يا أحمد؟ ذكرت ذكرت المعنى هذا، ترى. ذكرت في الدرس كذا نصًا من كلام كثير، رغم كثير ما ذكرته إلا مرتين في الدرس. ها، لما تتكلم عن حكمة وتلك الأيام، ونداولها بين الناس، وفيها ويمحق الكافرين، أي لبطرهم وعلوهم وبغيهم، وإلى آخرهم.
يعني من حكمة هذا التقدير للتدافع والمداولة استحقاق المجرمين للعقاب والعذاب. الدليل: ويمحق الكافرين. كيف يعني ما علاقتها؟ لبغيهم وكبرهم وتماديهم وعلوهم وإجرامهم في أهل الحق، ذكر الله من الحكمة ويمحق الكافرين.
واضح ولا مو واضح؟ يا جماعة الخير. العنصر السادس، ما هو محمد؟ تعال ويسخر لنا. هذا الله يرضى عليك، خذه من هنا. امسك من هنا. ها، أيوه، إيوه.
العنصر السادس، الثمرات المترتبة على الوعي بهذه السنة. ترى الثمرات المترتبة على الوعي بهذه السنة فيها اشتراك مع الثمرات المترتبة على الوعي بسنة الإهلاك، أصلاً، في تقارب، صح؟ لأنه الإهلاك مسبوق بقضية التدافع، وما هو مسبوق بقضية الإمهال والاستدراج، يعني وزيادة الإجرام.
طيب، واحد، الثمرات، أول ثمرة: الوعي بأن هذه سنة ماضية لن تزول، ولو أظهر أهل الباطل تخليهم عنها.
يعني ثمرة في الوعي أنه ترى المؤمن يعي أنه ترى الصراع مستمر. لا تظن أنه الصراع سيتوقف. هذي ثمرة عظيمة. اثنان: الاستعداد النفسي لمثل هذا الصراع وعدم التفاجئ به. ممتاز.
ثالثًا: الصبر، الصبر كما صبر من قبلنا. جيد. رابعًا: حسن الظن بالله. ليش؟ لأنه ترى تعلم مسبقًا أنه في تداول، وترى في، وهذا مفيد في مثل الأحداث التي نعيشها اليوم.
لم يرَ الإنسان، يعني هذا الإفلاس والإجرام الذي يحصل اليوم من اليهود على إخواننا في غزة، قصف مستشفى فوق أطفال واشلاء ودماء. وبعد ذلك، قل لي، بعد ما انت – يعني خلاص تكاد تخرج روحك من الألم- يخرجون كلهم برؤسائهم بقادتهم.
يقول لك: "أبدًا ترى الفلسطينيين هم الذين فعلوا ذلك". أصلاً بكل وقاحة وبجاحة. أأنم على الم، على الم؟ أنت لما يكون عندك مسبقًا معرفة بها، بأن الله سبحانه وتعالى ترى يداول الأيام بين الناس.
وأنه هذه الجرائم ترى معتادة من أهل الشر والفساد. وأن هذه أصلاً سنة للمجرمين، ولأعداء الحق، وإلى آخره. يكون لديك استعداد مسبق، أولًا نفسياً، ثم تأهيلًا للصبر، أنه ليس مفاجئًا. نعم، تكتوي بحرارة الألم، طبيعي، لكن ليس مفاجئًا.
خاصة وأنك أنت متصل بسياق تاريخ المؤمنين على مر الزمن، فتعرف تاريخ المؤمنين وتاريخ المجرمين، بتعرف أنه يعني ما نريد نستطرد، لكن القضية تفيد كثيرًا في هذا المعنى.
وبالتالي أيضًا، الثمرة الرابعة كم ثمرة ذكرت أنا؟ اللي هو الرابع حسن الظن.
الـ ثمرة الخامسة: التفاؤل وتجنب اليأس والإحباط. ترى بالمناسبة، الله سبحانه وتعالى ذكر السنن، ذكر السنن الإلهية في سياق ذكر السنن الإلهية في سياق إخراج المؤمنين من الأثر النفسي في هزيمة أحد.
لأن الله سبحانه وتعالى لما قال: "قد خلت من قبلكم سنن. فسيروا في الأرض، فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين". يأتيك الطبري فيقول لك: "ترى هذه أصلاً مواساة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بما أصيب منهم".
واحد، أنه تذكرون عبارة الطبري: "لا تظنوا أن إدالتي من أدلة الأهل الشرك عليكم خارج عن نظام، إعلان كلامنا، وأنه خارج عن نظام السنن التي أقدرها على الأمم". لا، قد خلت من قبلكم سنن. فسيروا في الأرض، فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين، وأن هذه الإدالة ليست نهاية الطريق، وإنما هي جولة، وهكذا.
العنصر السابع والآخر هو ماذا؟ لا، ليست ثمرات، تنزيل هذه السنة على الواقع. يعني تنزيق هذه السنة على الواقع، آآ دائمًا، نحن لما نتكلم عن تنزيل هذه السنة على الواقع، نقصد بها أحد أمرين: إما تنزيلها على الواقع مما يعين على الفهم والوعي، وإما تنزيلها على الواقع مما يعين على العمل والبذل.
يعني إقامة العمل على ضوء هذا الفهم، أو على الأقل فهم شيء من الواقع بناءً على هذه السنن. واضح؟ يعني، إما في الوعي، وإما في العمل، وهذا عنوان السلسلة السنن، آثارها في الإصلاح. هذا المقصود.
طيب، أول نقطة في تنزيل هذه السنة على الواقع، آآ هي في أنه واقعنا، واقعنا هذا الذي نعيش فيه، نتكلم عن التاريخ الحديث. هو واقع أُعلنت فيه الأمم، أُعلنت فيه الأمم التخلي عن، بين قوسين، صراع بين الحق والباطل، وأنه لم يعد هناك تمييز لقضية الدين.
وأنه الذي يجمع البشرية اليوم هو ميثاق حقوق الإنسان، واقاموا لأجل ذلك هيئات ومؤسسات ومحاكم دولية قوى، كلها مبنية على هذه الفكرة. وصدق بهذا المعنى عامة الناس أنه فعلاً، احنا، يعني البشرية مرت بتاريخ من الصراعات. لكن الصراعات هذه اليوم انتهت تحت شعار حقوق الإنسان وميثاق حقوق الإنسان.
وأن الذي قام على هذا المعنى ليس، يعني، شخصًا ولا دولة، الأمم التي اتحدت لتحقيق هذا الميثاق البشري، الإنساني الذي يقتضي عدم اعتداء أحد على أحد بسبب دينه أو عرقه أو آآ إلى آخره من الاعتبارات.
وانت لو أخذت بهذه على ظاهرها ستقول: لو كنت، لو كنت غرا ساذجًا، وكنت غير فقيه بسنن الله سبحانه وتعالى، ربما تصدق، ها، تصدق وتقول: "أوه، بالفعل، خلاص، يعني البشرية ستتخلى عن أي صراع بين الحق والباطل، أو كما يسمونه".
لكن الذي يفضح سنن الله سبحانه وتعالى يعلم أن هذا لا يكون. ما يكون. وأن حيثما وجد الحق وحملته ويكون هناك دعوة إلى هذا الحق والقيام به، فمهما أعلِنوا، أعلِن أعداؤهم أو أعلِن المجرمون أعداء الله سبحانه وتعالى، فإنهم سيعادون هذا الحق، ويقاتلون أهل الحق، ويستهدفونهم، ويمكرون بهم، ويستأصلونهم.
ولا يمكن أن يسمحوا بذلك. عادل تقول لي حقوق إنسان، مواثيق كذا، ما في. هي في سنن الله، ما يكون هناك. بعض الناس لم يقتنعوا بهذا الكلام الشرعي. قال لك: "أبدًا، يا ابن الحلال، أنتم فاهمين الدنيا غلط، وأن العالم تغير".
أيوه، متى اتضحت الحقيقة لبعض هؤلاء الأغرار؟ متى؟ لما حصلت الانتهاكات الواضحة من هذه الدول ومن هذه المؤسسات، بمعايير من الواضح جيدا أن فيها آآ محاباة لأعداء الإسلام على حساب المستضعفين من المسلمين.
محاباة لأعداء الإسلام على حساب المستضعفين من المسلمين، وما أحداث غزة الأخيرة، إلا واحدة من الأمثلة. ليست الأمثلة الجديدة، ترى، ليست أول مثال، ما هي إلا واحدة من الأمثلة المتعلقة بهذا المعنى.
جيد، طيب، آآ فما هذه الأحداث، إلا مثال من هذه الأمثلة. وإلا، وإلا، فهناك من الأمثلة في العصر الحديث على جرائم ارتكبت، أو على جرائم تم الإغضاء عنها والابتعاد عن محاكمتها وإيقافها، لأنها كانت موجهة على عباد الله المسلمين.
وأظن القضية لا تحتاج إلى إثباتات كثيرة، خاصة، خاصة وأننا نرى الآن صورتها الفجة في غزة، نرى صورتها الفجة الواضحة جدًا، وسبق أن أشرت في بعض هذه الحلقات آآ لهذا المعنى بشكل أكثر تفصيلاً.
إذا ما الفائدة من معرفة السنن هذه؟ فائدة من معرفة السنن أن تعرف زيف مثل هذا الكلام، ولا تتفاجأ، لما تنتهك حقوق الإنسان، ولما يتم الظلم، ما تفاجئ. لا تتفاجأ، لأنه هذي، ترى، سنة ماضية. من الثمرات، عفواً، من هذه النقطة الأولى التي ذكرتها، صح؟ النقطة أيه؟ تنزيل الواقع.
النقطة الثانية في التنزيل على الواقع، أن تعلم أن واقعنا اليوم قد استحكم فيه الفساد والظلم والإجرام. وأنا أظن، والله أعلم، والله أعلم أنه في المراحل القريبة القادمة، بقي مزيد من الظلم والإجرام والعدوان والافساد، وربما يكون أشد من الذي نراه الآن، حتى بعد مستشفى أو مجزرة المستشفى.
والله أعلم! وليس بالضرورة فقط في غزة، وإنما يعني، آآ قد يكون، نرى مثل هذه الجرائم في غيرها من بلاد المسلمين.
الثمرة التي يأمل الإنسان أن يراها، وقطعا ستتحقق في الواقع، قطعا ستتحقق في الواقع، هي ثمرة: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". ثمرة أن الله لن يترك الأرض للفساد العام.
وأنه كلما رأيت الفساد ازداد شدة، وتنوعت صوره، وأن الظلم قد أطبق، وأن الأرض تكاد تتمزق من حجم الظلم، فاعلم أنه كلما اشتدت يقينًا، فقد اقتربت سنة الله سبحانه وتعالى في دفع هذا الفساد، وقد يكون من أعظم صور دفع هذا الفساد، كما تقدم معنا في شرح سنة التدافع، قد يكون من أعظم صور هذا أن يدفع الله فساد أولئك المفسدين بالمصلحين، وأن يمكن لدينه، وأن يعلي كلمته.
فبقدر رؤيتك للإجرام والظلم والفساد، وبقدر امتلاء الأرض بذلك، فاعلم أن هذا لا يمكن أن يستمر. وكل ما امتلأت الأرض بذلك، اقترب وعد الله سبحانه وتعالى بدفع هذا الفساد. هي معادلة.
هناك حد يعني، أنت، أنت الحد هذا ممكن، يعني من شدة الألم، تظن أنه خلاص هو النهائي. لا، هو في حد معين. يفسدون، يفسدون، يفسدون. في حد معين يصل هذا الحد المعين، إذا وصل سيدفع الله سبحانه وتعالى، كما حتى في الحديث في آآ لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمن، تمتد الأرض ظلمًا وجورًا.
خلاص، تمتلئ مباشرة، تملأ قسطًا وعدلاً. ما في ماء، هي سنة ماضية، سواء في الواقع أو في المستقبل أو في الماضي، فهي سنة ماضية، ستكون دائمًا هكذا.
فهذا من الثمرات، من الثمرات من جهة، ومن الأثر الواقع الذي يمكن أن يتحقق للإنسان المؤمن الذي يعي السنن الإلهية، فلا تيأس ولا تحبط من رؤية هذه المآسي والمجازر، فإن سنن الله غالبة.
فإن سنن الله سبحانه وتعالى غالبة. وأو، آآ من الثمرات العملية المتعلقة بالواقع المترتبة على هذه القضية، وهي أهم ثمرة برأيي أنا، أكرر ثمرة، بس هي مرتبطة، يعني، التنزيل على الواقع.
أهم ثمرة في التنزاع الواقع، هي أهمية إيجاد حملة الحق، وأن يسعوا في الإصلاح، لأنه إذا وجد في هذا الزمن حملة الحق، وسعوا إلى الإصلاح، فإن سنن الله معهم. ليش؟ سنن الله معهم، لأنه الفساد استحكم.
فأنت تعلم أن إرادة الله في دفع هذه الفساد غالبة، فمن يوافق هذه السنن اليوم ستختصر له المسافات، ويختصر له الزمان. لماذا؟ لأن مشوار الفساد في هذا الزمن قد طال، وصور الفساد قد تعددت وتنوعت.
وما الإفلاس بنشر الشذوذ وأمثاله، ومحاربة الفطرة، يعني مثل هذه الأعمال. ما هذا الفساد؟ ها، بأكثر، أو يعني، هذا الفساد هو، يعني، تارة تقول: "هل هذا الفساد أقل من الفساد الذي يحصل بقتل الأطفال وهدم؟"، أو أكثر. يعني ترى، كله فساد.
من الفساد العظيم في الأرض الذي لا يترك الله سبحانه وتعالى معه الأرض هكذا، في السماء. فهذا يعني فساد، أو إفساد. وهذا إفساد.
وكذلك الإفساد، أنواع الإفساد الموجودة اليوم، الإفساد المالي الموجود اليوم. تذكروا، احنا لما تكلمنا عن سنة الله في إهلاك المجرمين، أن من أهم الصفات التي تنزل بسبب هذه السنة زاد في الأرض، وقلنا سوء الإفساد في الأرض في القرآن، واحد من صوري الأساسية الظلم في المعاملات، وأكل أموال الناس بالباطل، وأن هذا منصوص عليه في قصة شعيب، لما قال لقومه: "ولا تعثوا في الأرض مفسدين"، وقال لهم في آية أخرى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها".
ها، وكيف أن الله سبحانه وتعالى أهلكهم؟ من أهم أسباب في إهلاك قوم شعيب الإفساد في الأرض بهذه القضية. اليوم نفس الشيء. يوم مقدار المعاملات المالية المفروضة على الناس بالباطل، وكنظام، يعني، يعني، يفرض فيه الربا فرضًا، وتؤكل فيه أموال الناس بالباطل، نفس الشيء.
أقصد أن فساد مالي على فساد أخلاقي مرتبط بالفطرة على إفساد مرتبط بقضية القتل والظلم والعدوان وما إلى ذلك. كل هذه الصور من الإفساد، آآ تجعل أن سنة الله سبحانه وتعالى في دفعها آآ قاضية وماضية.
فأتحراها المؤمنون بأن يحملوا هذا الحق وأن يعملوا فيه. آآ ستنهب رياح القدر لتحمل آآ سفنهم، آآ وتهب رياح القدر لتحمل سفنهم، وتهب رياح القدر لتحمل سفنهم، وتهب رياح القدر لتحمل سفنهم، وتختصر لهم في ذلك المسافات.
هذا ما يسر الله سبحانه وتعالى آآ تقديمه في هذا اللقاء المرتبط بهذه السنن: سنة إيجاد أعداء الحق، وسنة التدافع بين الحق والباطل، وسنة المداولة آآ بين الناس، مداولة الأيام بين الناس. ثلاث سنن.
آآ نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر التدارس لهذا الموضوع الشريف كما تقدم في بداية اللقاء. وإن شاء الله، اللقاء القادم، سنبدأ بسنة الابتلاء بإذن الله تعالى. سيكون فيها حديث آآ عن ما يتعلق بها من السبع عناصر.
لعلها تكون أيضًا موافقة لما يجري في هذه الأيام آآ من الابتلاء الشديد على إخواننا في غزة. سيكون فيها إبراز لحكم الابتلاء وصوره، وسنة الله الماضية فيه بإذن الله تعالى. ثم بعد ذلك ننتقل إلى السنن الأخرى، ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والقبول والتمام والبركة، وأن يهدينا ويسددنا ويغفر لنا ويرحمنا.
ونسأله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن ينجي المستضعفين من المؤمنين في كل مكان. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.