62 دقائق للقراءة
تفريغ مقطع مرئي
0:00/0:00
سجل دخولك للوصول إلى ميزة التظليل والمزيد من المميزات

الأمة بين احتلالين 02 | إرث صلاح الدين الأيوبي؛ هل تمت رعايته؟ | أحمد السيد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. أما بعد، نستعين بالله ونستفتح المجلس الثاني من هذه السلسلة سائلين الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد والعون والرشاد.

في المجلس الأول، كنت تحدثت عن عشرة أمور أو عشرة نقاط، التي أعتبرها حقبة صعبة، بل ربما يرى البعض أنها أصعب حقبة مرت في تاريخ الأمة، يعني في تاريخ الإسلام، وعلى الأقل من بعض الجهات. لم يمر على الأمة احتلال شرس وشمولي وفيه السحق شامل مثلما مر في احتلال المغول والتتار. وهذه السلسلة تتناول هذا الاحتلال، في نفس الوقت كانت الأمة مبتلاة باحتلال غربي فرنجي أو من الفرنجة ومن الصليبيين. وكانت الأمة بين هذين الاحتلالين في ظل ظروف داخلية مشكَّلة جداً وفيها صعوبة وفيها تمزق وتفرق. وبالتالي، هذا الحال يعني يشبه من بعض الجهات واقعنا.

فدراسة مثل هذه المرحلة لعلها تفتح أبوابًا وآفاقًا خاصة، وأن هناك كثيرًا من التفاصيل التي يمكن أن ندخل من خلالها إلى بعض الأمور التي في الواقع. وعلى ذكر التفاصيل، فقد اختلف الحاضرون في هذا المجلس في الرأي حول موضوع التفاصيل. لدينا ثلاثة خيارات: الخيار الأول هو أن نذكر الأحداث مفصلة فقط، نذكرها مجملة جداً، يعني نقول مثلاً اختلف أولاد صلاح الدين، مثلاً، واستولى فلان على مدينة كذا، وانتهينا. وبعدين نعلق على فكرة الاختلافات. واستحسن بعضهم هذا الرأي، مع احترامي لهم وتقديري لمشاركتهم الطيبة، وأنهم تعبوا نفسهم، جزاهم الله خيرًا في الإرسال والرأي، وتشاوروا وقدموا، يعني فهذا من حرصهم. الله يجزيهم الخير، لكن هذا لا يتفق مع أهداف السلسلة ولا مع مقاصدها، ولا يمكن أن تتم بهذه السلسلة، لأنه لا نستطيع أن نفهم الأحداث إلا بذكر أشياء من التفاصيل.

لكن الخيار الثالث، وهو الذي أيضًا سأجتنب، وهو خيار التفاصيل الكثيرة، يعني التفاصيل الشاملة. التي يذكرها المؤرخون في الأحداث التفصيلية. يعني مثلاً، مكونات الجيش، التواريخ بدقة، مثلاً، إذا كان الحصار استمر ستة أشهر، يكون في عدة أحداث هنا. ما يهمني، يهم أن يقول والله استمر الحصار ستة أشهر مثلاً، وخلاص يكفي يعني. فأيضًا التفاصيل الكثيرة هذه ليست بالنسبة لي مستحسن، وقد تضيع الإنسان في التشتت. فإحنا نأخذ الخيار الثاني، الذي هو التفصيل المختصر. جيد، يعني في إجمال وفي تفصيل مختصر وفي تفصيل مطول. إحنا في التفصيل المختصر جيد.

فنحاول نلملم الروايات بحيث إنها تأتي في رواية مختصرة مفصلة لكنها مختصرة. طبعًا هذا مفصل مختصر تحديدا فيما يتعلق بمصر والشام. إحنا عندنا الآن في المرحلة التي نتكلم فيها، إحنا الآن في 590 للهجرة. تقريبًا كم بلد إسلامي موجود في حكم، يعني حكم حاكم مسلم مع قضاته، مع كم بلد، كم حكم موجود؟ كثير جداً في تلك المرحلة، كثير كثير جداً. وما يمكن أنه إحنا نستقصي الأحوال في كل مملكة من الممالك. صعب جداً. يعني إحنا عندنا في نفس الوقت، هذاك الأندلس كانت شغالة موجودة جيد، وعندنا بلاد المشرق الإسلامي. وبلاد المشرق الإسلامي هذا، في نفس الوقت كان فيها شهاب الدين الغوري وسيف الدين ابنه الغوري، هذا من الغوريين، يعني، وكان في الخوارزميين والخلافة العباسية أحيانًا تدخل على المشرق شوي، وحق أذربيجان أحيانًا ينزل شوي أيضًا. وهذا حق أذربيجان حاكم مسلم لا يكاد يصحو من الخمر، دائمًا دائمًا سكران. وفيه سلاجقة الروم، تكلمنا عنهم، سلاجقة الروم هؤلاء المسلمين، حكام كانوا ما بين قونيا وملاطيا، أو يعني يكتبونها ملاطيا في الكتب التاريخية. فهذه مملكة سلاجقة الروم تقريبًا. فهذه كلها ممالك مختلفة. الأيوبيون أنفسهم، كل واحد منهم، خاصة بعد ما آل إليه الأمر، كل واحد عنده مملكته. فإحنا ما نستطيع نستوعب حتى التفاصيل المختصرة في هذه المناطق.

لذلك، إحنا عندنا مركزان أساسيان: مركز بغداد الذي هو الخلافة العباسية، ومركز مصر والشام التي هي الدولة الأيوبية. عندنا هذان المركزان الأساسيان في الأحداث المتعلقة بايش؟ المتعلقة بالاحتلال، احتلال المشرقي واحتلال المغربي. طيب، ما بين هذين المركزين سنركز على المركز الأهم من ناحية التفاعل مع الأحداث على طول القرن، وهو مركز الأيوبيين. على أنه الخلافة العباسية هي الأعلى رتبة، لكن لم تكن هي الأهم من حيث الأحداث، من حيث التفاعل مع الأحداث، من حيث تسير الأحداث، اللهم إلا في قليل من الأحداث، وخاصة حدث المدوي الذي هو سقوط الخلافة العباسية.

فبناءً على ذلك، إحنا راح نسير في السلسلة إن شاء الله بالتفاصيل المختصرة. وهذه التفاصيل المختصرة مع أننا سنتجنب ذكر كثير من البلدان، سنتجنب ذكر كثير من التفاصيل، إلا أنه هذه التفاصيل المختصرة كثيرة أصلاً بطبيعتها، هي بذاتها كثيرة ومعقدة. وأشرت إلى هذا في الحلقة الأولى. وبناءً على ذلك، يعني الواحد إذا بيكتب، أطراف، يفك الخريطة كذا مع بعض، يعني يفك الأمور الملتبسة، ربما تسهل عليه القضاء.

طيب، إحنا قلنا نطاق السلسلة من 589 أو من 590 إلى 717 تقريبًا للهجرة. إحنا نتكلم عن قرابة 130 سنة. 589 وفاه صلاح الدين الأيوبي، فإحنا نتكلم مما بعد وفاته مباشرة بإذن الله تعالى. وفاته صلاح الدين الأيوبي كانت إيذانًا بانتقال الأمة الإسلامية، خاصة في مصر والشام، إلى مرحلة جديدة، مرحلة جديدة، مرحلة مختلفة عما سبق. كما أن مُلك نور الدين زنكي نقل الأمة إلى مرحلة جديدة. فالأمة كانت تعيش في حال من التفرق والتنازع والتمزق، ثم رجعت إلى نفس الحال من التفرق والتنازع والتمزق. وكان الاستثناء فيما بين التفرق، أو مرحلتين، مرحلة نور الدين وصلاح الدين الأيوبي، كانت هذه هي المرحلة الفارقة.

لكن إحنا نحاول يعني نفكر كذا نفسيًا، أو نعيش الشعور. يعني تخيلوا الآن وفاه صلاح الدين، بعد ما ملأ الدنيا ضجيجًا، بعد ما ملأ الدنيا، يعني، أيش هيبة، وبعد ما ملأ الدنيا فتوحًا، بعد ما ملأ الدنيا جهادًا، وبعد ما رأى الناس بأعينهم آثار صلاح الدين الأيوبي التي يعني عاش فيها وقام بها وحققها. فنفسيًا، المتوقع أنه الأمة، يعني، مفترض أنه كمُتوقع، يعني، بعد هذه الأمور الكبيرة التي رُؤيت، أنه الأمة ستكمل المسير، ستدير العجلة، ستكمل الحلقة، ستحمل الراية. وفي الحقيقة، هذا يعني لم يتحقق. لم يتحقق، لكن بقيت بعض الآثار الطيبة من وقت صلاح الدين تشعر أنها مهيمنة على النفوس.

يعني مثلًا، لما حصلت الخلافات في البداية، ما كانت الناس متشوفة إلى سفك الدماء فيما بينها، يعني، ما هي صح اختلفوا وحاصروا بعضً. لكن لما تشعر أنه القضية في الحصار، خلاص، ستنتهي لطرف الطرف الثاني يسلم بدون ما يعني يأتي نزاع، حتى أحيانًا يدخل المحاصر إلى البلد. فالمحاضر يروحوا يزوروا قبر أبوهم صلاح الدين، ويسلموا على بعض ويودعوا القبر ويلا مع السلامة، هم تو محاصر. يعني، ما كانت الروح روح، يعني، أيش؟ سفك دماء. ولا روح شرسة في القتال مع بعض، ولكن روح ملك، روح ملك، يعني روح حرص على الملك وتقدير مصالح مختلفة، ويعني أمور متعددة.

طيب، عندي تعليق أساسي على فكرة الملك، وهي كانت سمة من سمات تلك المرحلة. لكن خلونا نبدأ بالأحداث شيئًا يسيرًا، بعدين نبدأ نعلق على الأمور المتعلقة بالملك. تمام؟ طيب، إحنا الآن يعني الناس عاشت حزنًا شديدًا على وفاه السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وكما قال، كما مر معنا في سلسلة طريق يا بيت المقدس، انشغل الناس عن النهب في الأسواق. إنه عت ليموت السلطان، خف الأمن فتصير نهب الأسواق وقت العزاء، وقت اختيار الحاكم، فكان الناس مشغولين بالحزن عن أي حالات إفساد داخل دمشق.

والسلطان صلاح الدين الأيوبي كان حالة استثنائية بين السلاطين، في مقدار محبته بين الناس. كانت محبة عجيبة وكبيرة جداً. فالناس عاشت حزنًا حقيقيًا. بدأت الأحداث بأنه الوارث الأهم والأكبر الذي كُلِّف أصلاً بالوراثة هو الأفضل ابن صلاح الدين الملقب بالأفضل، وهو الذي حكم دمشق. وفي نفس الوقت، السلطان أعطى ولده العزيز مصر، وأعطى ولده الظاهر حلب، وبعض الأولاد الآخرين عندهم ممالك صغيرة من أولاد صلاح الدين الأيوبي.

جيد، بعد أيام العزاء، بدأت الآن، يعني، بدأ الناس يستقبلون عهداً جديدًا. عهد جديد. هذا العهد الجديد نحاول نشوف إيش الأيام الأولى. الأيام الأولى كانت حلوة وجميلة، كانت ظلال صلاح الدين حاضرة في الأيام الأولى. ظلال صلاح الدين حاضرة، الأمور طيبة، الناس متفاهمة، ويعني الروح موجودة. والقاضي الفاضل لسه لياقته، يعني، في عنده لياقة، في بعد صلاح الدين في روح، يعني، بدأ في البداية، بدأ يتكلم. ثم هذه الروح بدأت تفقد شيئًا فشيئًا، وغلبت عليه بعد ذلك روح التفرق والتنازع بشكل واضح.

إحنا نبدأ بالأيام الأولى أو الأحداث الأولى بشكل سريع، وبعدين إن شاء الله لما نوصل الخلافة، بدأ يصير في تعليق على قضية الملك وما إلي ذلك. طيب. قال العماد في كتاب البرق، هذا ينقل عنه أبو شامة أنه خلف السلطان 17 ولداً، أكبرهم الملك الأفضل نور الدين علي. مولده بمصر يوم عيد الفطر سنة 65 و500، 65 و500 يعني كم عمره الآن؟ ها؟ 24 تقريبًا، صح؟ ها؟ 24 سنة، هذا أكبر واحد من أولاد صلاح الدين. الآن هذا أكبر ملك موجود الآن في المملكة الأيوبية عمره 24 طبعًا باستثناء العادل، أخو صلاح الدين، هو كبير.

طيب، تولى بعده دمشق إلى أن خرج منها إلى صرخ. طيب، ثم الملك العزيز عماد الدين عثمان، الأفضل علي، والعزيز عثمان، ومولده بمصر ثامن جماد الأولى سنة 67، يعني عمره 22 سنة. طيب، ثم الملك الظاهر غياث الدين غازي ومولده بمصر منتصف شهر رمضان سنة 68. عمره كم الآن؟ 21. هذه أعمارهم، الآن هذول الأساسيين. طيب، تولى الملك الأفضل دمشق والساحل، الساحل هو داخل في فلسطين وما يتعلق فيه، كل بلاد المحاذية للفرنج وما يجري مع ذلك من البلاد، وهو الذي حضر وفاه والده. وقام بسنة العزاء وفرض الاقتداء بأبيه في إيلاء الولاء وأدناء الأولياء، وخلع على الأئمة والامراء. الساعه نحن في سجع الأحباء الكرام الأعزاء، هؤلاء هم العماد والفاضل. بس هذه ستذهب كلها، بس يعني استمتعوا بها في هذه الحلقة، بعدين ما عاد في يمكن الحلقة الجاية، يه بس، وخلع على أماثل الأمراء والأفاضل والعلماء.

وأوى إليه إخوته، وضَم جماعته، وجهز أخاه الظافر خضراً، مظفر الدين، وأنهض لإنجاز عمه العادل. بسم الله الرحمن الرحيم، صار في شيء يحتاج نجده الآن. إيش هو الشيء اللي يحتاج نجده؟ الزنكيين الذين في الموصل، اللي كان بينه وبين صلاح الدين الأيوبي خلافات وجولات وحصار وقتال، قصة طويلة. أخر شيء اتفق مع صلاح الدين، تتذكروا، اتفق معهم على هدنة ها مو هدنة، اتفق معهم على صلح أن هم يكون تابعين له ولهم حكمهم الذاتي، لكنهم في تبعية عامة، وأنه ما استنجد بهم في قتال الصليبيين، يجوا، تمام.

أول ما توفي صلاح الدين الأيوبي، أول ما فكر فيه حكام الموصل أنهم يرجعوا البلاد هذه كلها لحكمهم. جيد، الآن لاحظوا ما هو الانقسام داخل بين الأيوبيين، لا، انقسام بين حكام المسلمين اللي كانوا حلفاء واحدًا، وهو صلاح الدين، هو الذي أسس الحلف هذا، هو الذي جمع الكلمة. فاول شيء صار بعد وفاته أنه، اللي خارج، أولاده بدأوا يتفرقوا، أو بدأوا يحاولوا يستردوا الممالك اللي كانت أخذها منهم صلاح الدين أو سيطر عليها صلاح الدين.

طيب، راح يجينا هذه القضية إن شاء الله، لما استقر الأفضل بدمشق في مقام والده، قدم إلى الديوان العزيز، إيش الديوان العزيز؟ الخلافة العباسية. نَجَب، اللي هم رسل يعني بأنهاء الحال، ثم ندب ضياء الدين ابن الشهرزوري في الرسالة، وأصحبه عدة والده في الغزاة وسيفه ودرعه وحصانه. هذه الآن أقول لكم ظلال صلاح الدين حاضرة، يعني الأفضل أرسل الخلافة العباسية أدوات العسكرية حق صلاح الدين اللي كان يجاهد فيها الفرس، والدرع والسيف، وأضَاف إلى ذلك من الهدايا والتحف والخيل العرب، ما استنفد وسعه ومكانه إلى آخر الكلام.

طيب، أرسل هدايا كثيرة، وأرسل معها الصليب الصلبوت هذاك اللي كان سيطر عليه صلاح الدين الأيوبي، وتحف وإلى آخره. وأمر العماد الكاتب أن يكتب كتابه إلى الخلافة العباسية. هذا الآن تصرف سياسي مشهور ومعروف في ذلك الوقت، اللي هو إنه إحنا ترى مقرين لكم، بكل ما يجي واحد جديد، لازم يقر بالخلافة، أو بالتبعية للخلافة العباسية. والخلافة العباسية تشوف مين تعتمد ومين تخلع عليها، الخ... وما إلى ذلك.

أنا ذكرت هذا الحدث عن عشان أجيب كتاب العماد الكاتب. جيد، العماد الكاتب كتب كتاب رسالة إلى الخلافة العباسية باسم مين؟ الأفضل، اللي هو حاكم دمشق ابن صلاح الدين. يقول: أصدر العبد هذه الخدمة، وصدره منشرح بالولاء، وقلبه معمور بالصفاء، طبعًا هذا على لسان الفاضل، على لسان الأفضل. لكتابة العماد الكاتب، وقلبه معمور بالصفاء، ويده مرفوعة إلى السماء للابتهالات، ناطق بشكر النعماء. وجنانه ثابت من المهابة والمحبة على الخوف والرجاء، وطرفه مغض من الحياء. وهو للأرض مقبل، وللفرد متقبل، وهو يمت بما قدمه وأسلكه من الخدمات، وذخر الأوقات لهذه الأوقات، وقد أحاطت العلوم الشريفة بأن الوالد السعيد الشهيد الشديد السديد، المبيد للشرك، المبيد لم يزل أيام حياته وإلى ساعة وفاته، مستقيمًا على جدد الجد، مستنيًا في صوت، يقول مستنيين من استنام إذا استانس وسكن واطمأن مستنيًا في صون فريضة الجهاد إلى بذل الجهد.

ومصر، بل الأمصار باجتهاده في الجهاد شاهده، والإنجاز، والآغوار في نظر عزيماته واحدة، والبيت المقدس من فتوحاته، والملك العقيم من نتائج عزماته، وهو الذي ملك ملوك الشرك، وغل أعناقها، وأسر طواغيت الكفر، وشد خناقها، وقمع عبده السلطان وقص أصلاب وجمع كلمة الإيمان وعصم جنابها، ونظم أسبابها وسد الثغور وسدد الأمور، وقبض وعدله مبسوط، وأمره محوط، وزنه محطوط، وعمله بالصلاح منوط. وما خرج من الدنيا إلا وهو في حكم الطاعة الإيمانية، داخل الذي هو الإمامية العباسية، يعني، وبمتجرها الرابح إلى دار المقامة، راحل، ولم تكن له وصية إلا بالاستمرار على جادة والاستكثار من مادتها.

وإن مضى الوالد على طاعة إمامه، فالمملكة. صلاح الدين يقول له متى رأى المملوك خط مولانا طالعًا في كتاب المملوك، اللي هو مين؟ قاضي الفاضل نفسه، يتكلم عن نفسه مع أنه رجل كبير في السن وعالم من العلماء، وهو اللي كان مدبر أصلاً مملكة صلاح الدين. بس يعني هذه لغة السياسة ولغة الخطاب، إنه كان يخاطب الأفضل، اللي هو زي ولده. عمره 24، كم قلنا؟ 24.

فهو القاضي الفاضل يلقب نفسه بالمملوك. تمام، فيقول متى رأى المملوك خط مولانا طالعًا في كتاب، يعني إذا جاتني رسالة منك، الأفضل، إذا رأيت خطك وطلعه على خطاب، تمثل ذلك الشخص الكريم، اللي هو مين؟ أبو صلاح الدين. أقول لكم يعني، الأيام الأولى ظلال صلاح الدين حاضرة، وذلك السلطان العظيم، وذلك الخلق الكريم، وذلك العهد القديم، فحي بعد موته، وسبحان من يحيي العظام وهي رميم.

ورفع يده بما الله رافعه، ودعا بصالح الله سامعه. حلو، هذا حضور، يعني البدايات، الأيام الجميلة. المشهد مشهد صلاح الدين، يعني لسه نستقر في الأمور. طيب، أول حدث، أول حدث تقريبًا صار بعد إرسال الرسالة للخلافة العباسية، بعد الإقرار بالولاء للخلافة العباسية، بعد مد الحبل مع مرحلة صلاح الدين، وأن إحنا ترى بنكمل وكذا. أول شيء صار اضطراب بلاد الجزيرة الموصل وما حولها، الأمراء الذين تحالف معهم صلاح الدين.

طبعًا إحنا يعني هذه نقطة، اللي ما حضر سلسلة الطريق إلى بيت المقدس، يعني أذكرها باختصار شديد. صلاح الدين الأيوبي أخذ سنوات طويلة جدًا جدًا، يحاول أن يوحد بلاد المسلمين الثلاثة، اللي حوله. ثلاثة، اللي هي بلاد الشام ومصر وبلاد الجزيرة. جيد، بلاد الجزيرة هذه تشمل مناطق من سوريا ومن العراق ومن جنوب تركيا. تشمل مناطق من شرق سوريا ومن غرب العراق ومن جنوب تركيا. مناطق مثل الموصل والرقة ونصيبين وماردين وميا فارقين وحران، والره، المناطق هذه الكثيرة تكلمنا عنها كثير.

هذه مناطق كان فيها ممالك وأمراء، وكان وسنجار طبعًا، وكان جزء منها تحت قيادة الزنكيين. أهم، أهم ملوك في تلك المرحلة اللي هم الزنكيين. فهؤلاء كانوا يعني يرون أنفسهم أولى بالملك من صلاح الدين الأيوبي. ليش؟ تبعًا لنور الدين زنكي، وأن صلاح الدين أصلاً هو جندي في جيش نور الدين. فليش يأخذ الملك؟ هذه وجهة نظرهم، يعني، فهم يرون أنهم أحق بالملك. طبعًا إحنا ذكرنا المشكلات اللي صارت بوقتهم، وأن صلاح الدين هو الأولى من ناحية الاستحقاق من حيث العمل ومن حيث الأثر ومن حيث أصلاً الملك اللي كان قائم بعد نور الدين زنكي، الملك اللي هو ولده، ها كان عمره 11 سنة. 11 سنة، والصليبيون على الباب والدنيا محروقة، الدنيا متفرقة. كيف أبو 11 سنة هذا ممكن يحكم البلاد ويكون عليه أمراء هم اللي يقودوا؟ فكان الوضع صعب جدًا.

فصلاح الدين الله يرحمه، أكثر حياته، أكثر حياته راحت أو ذهبت في توحيد هذه البلاد. أكثر حيا، يعني، أكثر من جهاد الصليبيين. لما استطاع أن يأخذ معهم الصلح، تفرغ لجهاد الصليبيين. جيد، وبالفعل، هو كان نذر، أصلاً كان مريض وقت حصار الموصل. واحدة من الحصارات نذر أن الله شفاه، أنه سيرفع السيف عن قتال أي قتال داخلي بين المسلمين ويتوجه للصليبيين. وبالفعل شفاه الله، ولم يرفع سيفه بعد ذلك إلا في جهاد الصليبيين، تفرغ تفرغاً تامًا، وبدأت وصارت معركة حطين وتحرير القدس وتحرير بلاد الساحل، أغلب بلاد فلسطين وسوريا ولبنان، التي كانت محتلة، وحررها صلاح الدين في تلك المرحلة.

جيد، طيب، إيش صار على هذه الولايات؟ اللي صلاح الدين أخذ، ما أتذكر يمكن 10 أو 12 سنة، وهو يقاتلهم على أساس يدخلوا في وحدة واحدة. إيش صار في هذه الولايات؟ مات صلاح الدين، رجعت مرة ثانية. تمام، صلاح الدين رجعت مرة ثانية. الحين رجعت، قبل ما يصير في أي خلاف داخلي، يعني، لما رجعت مو أنه مثلاً، رأوا من أولاد صلاح الدين تصرفًا معينًا، لا، هو فقط المناسبة في التحرك، هي مات صلاح الدين. بس مات صلاح الدين، يلا بسم الله، خلينا نتحرك، نحاول ناخذ أكبر نقاط من البلدان اللي حولنا. هذا الذي حصل.

طيب، قال عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير، ابن الأثير، الصاحب الكامل ومر معنا في الماضي ومر معنا في سلسلة صلاح الدين. ويمكن نحتاج نعلق بعض التعليقات في هذا. طبعًا عز الدين بن الأثير عنده ميل إلى الزنكيين أكثر من ميل إلى صلاح الدين الأيوبي. ليش؟ لأنه أصلاً نشأ في الموصل، نشأ في ظلهم أصلاً. ولماذا؟ لأنه إخوته كانوا قريبين من هؤلاء الحكام، خاصة طبعًا إخوته المشهورين، خاصة أخوه مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير. هم ابن الأثير ثلاثة تمام. ابن الأثير ثلاثة: الضياء بن الأثير والمجد بن الأثير والعز بن الأثير، صاحبنا صاحب الكامل عز الدين بن الأثير تمام، وأبو السعادات بن الأثير، اللي هو مجد الدين بن الأثير، هذا ترى مشهور. أشهر واحد في العلوم الشرعية من أبناء ابن الأثير هو صاحب النهاية في غريب الحديث. النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير، هذا هو ابن الأثير، أخو صاحب الكامل وصاحب جامع الأصول، كتاب في السنة مشهور جداً، هو الابن الأثير. هذا وعالم من العلماء، يعني عالم من علماء الشريعة، وكان قريبًا في السياسة، يعني هو داخل في علماء السياسة، يعني زي المستشار الخاص للزنكي في تلك المرحلة.

وأخوه الضياء ابن الأثير، قصته قصة حتجينا إن شاء الله، ربما تجينا بعد قليل. طيب، الآن ما في لخبطه، صح الأمور تمام؟ تمام، يعني، لو أحد قال لي والله الأمور ملخبطة، مدري إيش، مو واضحة، المشكلة يعني يعيد المقطع ويشاهد ويضبط الأسماء عشان لا تصير مشكلة. حلوين كذا؟ تمام، الأمور في لخبطه يا جماعة. ها، أنت عز الدين، مدام عز الدين بن الأثير، الأمور تمام، مضبطة. طيب، طيب يا جماعة، إحنا الآن نبغى نشوف. يعني ترى العصور تلك تلقي بظلالها على أبنائها، حتى الشرعيين، وهذه من الملاحظات اللي تفوت إذا إذا إحنا ما ذكرنا التفاصيل. يعني في ملاحظات مهمة في المنطق الداخلي، في المنطق الشرعي فوت. إذا إحنا ما ذكرنا بعض التفاصيل، إحنا عشان كذا لازم نذكر بعض التفاصيل. في كل زمن يا جماعة له ظلال معينة. هذه الظلال تنشأ من تاريخ الحديث، تنشأ من منطق السياسة، تنشأ من منطق الثقافة الاجتماعية الموجودة في تلك المرحلة، تنشأ من يعني من عوامل كثيرة.

شا، روح معينة للعصر أو ظلال معينة للعصر. وهذه الظلال، يعني، إيش تتعامل مع مسلمات لذلك العصر؟ لما أنت تقرأ في التاريخ، إذا أنت ما كنت من أبناء العصر، ترى نفس الشيء في زماننا، إذا ما كنت من أبناء العصر وتنظر التاريخ تقول ليش الناس تسوي كذا على طول، لأنك أنت تفكر بشكل إيش؟ من أنت ما أسور بهذه الظلال. تجي من بعيد تقول ليش الناس سوّت كذا. لما تدخل في ذلك العصر، بهذا، إحنا الآن عندنا أشياء مسلمة. عندنا أشياء مسلمة، ثقافات اجتماعية معينة، تعليمية معينة، طبيعة في نشأة الإنسان، تسلسل معين في التعليم، في الوظيفة، في الكذا. وكثير من الناس يعتبرون أن هذا هو الشيء الطبيعي والعادي في الحياة. ممكن بعدين إذا الناس نظرت بتجرد لهذا التسلسل البئيس الذي تعيشه البشر في هذه المرحلة، يقول لك كيف الناس كانت عايشة، كيف الناس كانت، يعني، مرة هذا الرهن؟ وكان الإنسان، يعني، مستأجر لخدمة، يعني، خلينا نقول مظلة هذه الدولة الحديثة، بطريقة يعني يفكك فيها تفكيكًا. لكن كل عصر له ظلاله الداخلية. لما تكون وسط هذه الظلال، ما تقدر تجرد كثيرًا من المعاني، فتنظر لها.

فإحنا نقول نفس الشيء. إيش الضلال؟ هناك الضلال، اللي هو موضوع النظام، نظام الممالك. فكرة إنه مثلاً، خلاص، الابن هو المستحق للملك، حتى لو كان صغيرًا. فتجد أنه الأب يموت والولد يملك عمره ثلاث سنين. هذا الولد يقود من؟ يقود أصحاب التجارب والعسكرية والقيادة والعلماء والفقهاء والقضاة، حتى لو البلد في حرب. بس أنه يحطوا عليه أتابك ولا مسؤول ولا شيء هو اللي يربيه، هو اللي يمشي الأمور. وهذا صار إلى هذه المرحلة. هذا شيء غريب، جيد. مثلًا، حالة هذه التفرق، أنه إحنا أولى بالملك هؤلاء. فإن الآن حتشوفوا رأي هذا. كل المقدمة عشان أقول لكم رأي ابن الأثير، اللي هو العالم الشرعي، اللي هو أبو السعادات مجد الدين بن الأثير، كيف كان رأيه لما توفي صلاح الدين.

نعرف أنه يعني في ظلال معينة غريبة شويه، يقول ابن الأثير المؤرخ عز الدين: لما وصل خبر وفاه صلاح الدين إلى صاحب الموصل، عز الدين، استشار في الذي يفعله، فاشار عليه أخي مجد الدين أبو السعادات بالاسراع في الحركة وقصد البلاد الجزيرية، فإنه لا مانع لها منه. مين اللي أشار على صاحب الموصل أنه يلا بسم الله، جهز الجيوش وروح استولي على البلاد الجزيرية؟ كان هذا الشيخ العالم الفقيه المحدث مجد الدين ابن الأثير. الفكرة يعني هو، هذه ظلال معينة كانت موجودة. طبعًا هذا الكلام مو تبرير، إنه صح، عشان نفهم نستوعب. كل مرحلة لها هذه مرحلة، وهذا اللي راح أعلق فيه إن شاء الله بعد شوي على مرحلة الملك العضوض. مرحلة الملك العاض، الذي يتشبث به أصحابه بشكل غريب، كانت مرحلة، يعني، أو كان عنوانًا من أهم عناوين المرحلة في تلك الحقبة الزمنية.

تتذكر مجاهد الدين قايماز مر معنا في سلسلة صلاح الدين الأيوبي، واحد من أمراء الموصل الكبار جداً، قال: ليس هذا برأيي، فأن نترك وراءنا صاحب سنجار كذا إلى آخر ما، بدخل في التفاصيل، وإنما الرأي أن نراسل ونميل، وناخذ رأيهم، وننتظر ما يقولون. نراسل اللي حولنا من البلدان، ونتحرك حركة واحدة. أما مجد الدين بن الأثير، يقول: إيش؟ شد حيلك يا عز الدين الزنكي صاحب الموصل، شد حيلك، وانطلق بسم الله، روح سيطر على البلدان اللي حولك قبل ما يجي أولاد صلاح الدين وأخ صلاح الدين الأيوبي من بلاد الشام.

هذه القضية طبعًا، أنا ليش أوردت هذه لأمرين: الأمر الأول لأذكر هذه المعلومة، اللي هي قضية ظلال العصر، وكيف أنه الإنسان لما يكون تحت ظل مملكة معينة، تحت ظل روح عصر معين، كيف أنه قد تخفى عليه بعض الحقائق. كيف أنه عادي عنده قد يتبنى بعض الأقوال، ترى مو هو يعني أنه هو قضية مصالح شخصية. لا، أن هو ترى له تبرير بالنسبة له. جيد. وهذا الأمر الأول. لأوردت الأمر الثاني، عشان جملة جميلة ذكرها ابن الأثير نفسه، هذا الشيخ الشرعي، ذكر قاعدة جميلة جدًا، تصلح قاعدة في المشاريع الإصلاحية، قاعدة في أي حركة إصلاحية، قاعدة في أي عمل إصلاحي، جميلة جدًا، وأن كانت قد استعملت في غير مكانها. تمام. طيب، الحين إيش اسمه عز الدين مسعود صاحب الموصل، أشار عليه ابن الأثير بأنه يتحرك، وأما الأمير مجاهد الدين قايماز قال له: لا، نضبط اللحون بعد، نتحرك. تمام، عشان ما يصير في مشكلة. فصاروا يتناقشوا الاثنين، الشيخ الشرعي والقائد العسكري، أمام الملك، يتناقشوا. هذا يقنعه أنه نتحرك الآن، وهذا يقول: لا، نضبط البلدان، البلدون الحن، بعدين نتحرك.

فشوف القاعدة الجميلة التي ذكرها ابن الأثير. يقول: فقال أخي: إن كنتم تفعلون ما يشيرون به ويرونه، فاقعد، فإنهم لا يرون إلا هذا، لأنهم لا يؤثرون حركتكم ولا قوتكم. إنما الرأي أن يبرز هذا السلطان ويكسبهم ويراسل ويستم لهم ويبذل لهم اليمين على ما بأيديهم، ويعلمهم أنه على الحركة، فليس فيهم من يمكنه يخالف خوفًا من قصد ولايته لا سمح. إذا رأوا جدّه وخلو البلاد الجزيرية من مانع وحام، وهم لا يشكون أنه يملكها سريعًا، فيحمل ذلك على موافقته. تمام، الحين تجي القاعدة. قال: ومتى أراد الإنسان أن يفعل فعلًا، لا تتطرق إليه الاحتمالات، بطلت أفعاله. إنما إذا كانت المصلحة أكثر من الره، أقدم، وإذا كان العكس، أحمج. هذه قاعدة مهمة جدًا جدًا في أي عمل يعني يعمله الإنسان في جهة الإصلاح، في أي عمل في قضية مخاطر معينة.

يقول: متى أراد الإنسان أن يفعل فعلًا لا تتطرق إليه الاحتمالات، بطلت أفعاله. إنما إذا كانت المصلحة أكثر من المضرة، أقدم، وإذا كان العكس أحمج. يعني هو يقول: لا تجعل التحديات هذه التي حولك مانعة لك من الحركة. كل فعل لابد فيه من موانع. لابد فيه من تحديات. أنت تنظر إلى ماذا؟ هل تنظر إلى مصلحة الفعل أم إلى الآثار السلبية للفعل؟ يقول لك: ترى لازم في آثار سلبية، لكن إذا كانت المصلحة أكبر.

طيب، الشاهد هنا، قلت لكم التفصيل المختصر، خلاص أنا هنا حقف، يعني ما راح أذكر التفاصيل الكثيرة، راح أتحرك. ومين الجامع؟ العادل. العادل طبعًا، العادل أخو صلاح الدين هو المسؤول عن البلاد الجزيرية. فذهب طبعًا بالجيوش وكذا، وما صار قتال، انتهت الأمور، تصالحوا وضبطت الأمور من ناحية أشبه ما يكون بـ... يعني إيش؟ تهدئة الأمور والأحوال. جيد، هذه خلاصة يعني بدون تفاصيل كثيرة. طيب، وتوفي نفسه أمير أو ملك الموصل، اللي هو عز الدين مسعود، بعد 13 سنة من الحكم. هذا حضر معنا مرارًا وكثيرًا في الطريق إلى بيت المقدس مع صلاح الدين الأيوبي.

طبعًا، أنت ممكن لما تشوف واحد زي كذا، أول ما يموت صلاح الدين، يروح يتحرك عشان يأخذ الملك، تفكر أنه هو إيش، واحد يعني سيء جدًا، وواحد كذا، والى آخره. لما تقرأ ترجمته، تقول: يا والله هذا يعني، أي والله، يعني الله يرحمه ويكثر من أمثاله. يعني من جهة، بتقول، يعني، بس هي مثل ما ذكرت، أنه في روح معينة لعصر. هذا ابن الأثير مثلًا يقول: لم أسمع عن أحد من الناس بمثل حاله في مرضه، فإنه كان لا يزال يذكر الله تعالى، حتى إذا كان يتحدث مع إنسان، يقطع حديثه مرارًا ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. أشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أشهد أن الموت حق وعذاب القبر حق.

وسه، هذا الآن ابن الأثير معاصر، ترى، يعني هو، أصلاً تلك البلاد. ها، وكان دينا خيرًا، ابتنى في داره مسجدًا، يخرج إليه في الليل، إلى آخره. هذا الآن على المستوى الشخصي، لما يجي موضوع الملك في تلك المرحلة والنزاع، حس اللي يتحركوا أشخاص آخرين، يعني، تشعر أنه هذا خارج نطاق التفكير بالنسبة لهم. وهذا ترى متكرر كثيرًا جدًا، والذي يستوعبه يستطيع أن يستوعب يعني أشياء كثيرة في ذلك العصر. طيب، إلى الآن، الأمور، إحنا الآن في السنة الأولى، السنة بعد وفات صلاح الدين، إلى الآن الأمور إيش تعتبر؟ ما هي سيئة جدًا، يعني ما سيئة جدًا، يعني طبيعي بلاد الجزيرة تصير فيها قدر من الحركة والإرادة كذا، وإلى آخره. يعني كان هذا في زمن صلاح الدين، توحدت الأمور، الحمد لله، الأمور ماشية، يعني، لكن بدأت الأمور الآن تدخل في مرحلة الخطر. من يوم ما دخلنا إلى سنة 590، إحنا 589 توفي صلاح الدين الأيوبي، 590، 590 يا جماعة الخير، حصل حصار دمشق. حصار دمشق، إحنا قلنا، الأفضل ابن صلاح الدين، اللي هو وريث صلاح الدين، الوريث الأكبر، هو ملك دمشق وبلاد الساحل وفلسطين، سارت مشاكل بينه وبين العزيز صاحب مصر.

جيد، المشاكل هذه متعلقة بأكثر شيء، بالأمراء وطبيعة التعامل مع الأمراء. طبعًا الأمراء هؤلاء يا جماعة، ترى صلاح الدين جيشه كان مكون، لو تتذكروا، مكون من كتل، والكتل هذه فيها أمراء كبار، هؤلاء الأمراء مجرب أصحاب الجهاد، أصحاب العسكر، أصحاب القتال، وبعضهم كانوا أمراء من أيام مين؟ من أيام نور الدين ومن أيام أسد الدين شيركوه، صح؟ فعندنا الأمراء الأسديين، اللي هم تبع أسد الدين شيركوه، وعندنا الأمراء الصلاحيين أو الناصريين، تبع صلاح الدين الأيوبي، وعندنا الأمراء النوريين، تبع نور الدين زنكي. ها، هؤلاء كلهم أمراء، وكل واحد منهم اللي كان مالك كذا، واللي كان أمير في جهاد كذا، واللي كان محاصر الصليبيين في كذا، وأمراء كبار ولهم تاريخ ولهم صولات وجولات، ولهم يعني، يعني إيش؟ مكانة في الدولة. فهؤلاء الأمراء، طبعًا مين اللي حكم الحكم؟ ناس أعمارهم 24 و22. تمام. تخيلوا يا جماعة، كأنتم، يعني، قلبوا كذا بصركم مع بعض، شوفوا مين عمره 26، 24، 22، 21، ها، ويكون عنده المملكة هذه كلها. إيش مدى الخبرة؟ شو اسمه؟ إيش مدى الخبرة في الناحية السياسية، في القدرة على إدارة هذه المكتسبات الكبيرة؟ فكان هناك نقص، خاصة عند الأفضل صاحب دمشق، فما أحسن التعامل مع هؤلاء الأمراء.

جيد، والسبب الأساسي في عدم إحسانه التعامل مع هؤلاء الأمراء الأخ الثالث لابن الأثير، صاحب الكامل. الأخ الثالث، اللي هو الضياء. لقد قلنا المجد والضياء والعز، المجد مر معنا، هو اللي قال للملك الموصل تحرك، وما تحرك. الضياء، هذا، لا. الضياء، هذا يعني باجماع المؤرخين، إلا ابن الأثير، ها، أنه كان هو من أهم أسباب المشكلة التي حدثت بين أولاد صلاح الدين الأيوبي، يعني أنه هو كان الوزير، طبعًا هو اللي مكنه ابن صلاح الدين الأفضل، مكنه، ولكنه هذا الوزير لم يحسن التعامل مع أمراء صلاح الدين الأيوبي.

**النص المدقق:**

ومن هنا بدأت القلوب تتنافر. صار في مراسلات، أح قلنا تفصيل مختصر. ما أدخل فيها مراسلات بين الأمراء. كذا بدأ بعض الأمراء ينسحبون من عند الأفضل إلى وين العزيز في مصر. تمام. أغر العزيز، كم كان عمر العزيز؟ تذكروا العزيز. الأفضل 24، العزيز 21. أظن صح. العزيز ظنه 21. إي، لا لا، العزيز 22.

إي، فصار في إغراء للعزيز أنه ترى الأمور حتضيع، وهذا ما أحسن التعامل معانا. وبدأت بعض المشاكل. سقط حصن في يد الصليبيين في تلك المرحلة كان تابعًا للأفضل حق دمشق. قالوا: شفتوا، ها ما حمل الحصن، أيش حيصير في بلاد المسلمين، قد تسقط البقية. يا جماعة، تحركوا. يا جماعة، شوفوا لكم حل. المهم، تحرك شو اسمه ذا العزيز صاحب مصر. تحرك، فتحرك صاحب مصر إلى دمشق عشان يحاصر الأفضل ويسيطر على دمشق.

تمام، أنت تظن تقول يعني ليش، ليش هذا اللي حصل؟ أيش اللي صار؟ هل هذا الأمر موجب؟ هل القضية تستحق؟ هل هي فيها مصالح حقيقية أم هي مجرد، يعني، سعي لمد النفوذ أكثر؟ القضية ما تستطيع تقول إنها هي صافية. هي قضية مهما غلفت ببعض المصالح فهي في الأخير ظلال العصر في الملك، التوسع، والتنازع، والحرص على السيطرة. هو اللي كان يعني، يعني هو اللي كان الأغلب.

أي شيء يؤيد هذا؟ اللي يؤيد هذا أنه كل ما تصالحوا، يرجعوا يتضاربوا مرة ثانية. كل ما يعني، هذه مثلاً، الآن جاء العزيز حاصر دمشق، حاصرها بالعسكر والجيش. العسكر والجيش جزء منهم هم نفسهم اللي كانوا فتحوا بيت المقدس، واللي محاصرين داخل دمشق هم جزء منهم اللي كانوا مع إخوانهم يحاصروا بيت المقدس. الآن، هؤلاء صاروا محاصرين. وهذا الآن بعد سنة واحدة من وفاة صلاح الدين الأيوبي. ما أدري اكتملت سنة أو لا، أيش اللي صار.

الأفضل أرسل للجماعة العادل عمه، والظاهر اللي بحلب. يا جماعة الخير، شوفوا العزيز جاء. ليش يجي كذا؟ تعالوا، جوا، حلوا المشكلة فيما بينهم. ما تقاتلوا، ارجع ابن الحلال، تصالح. تصالحنا، تضبط الأمور. العادل هو اللي أصلح فيما بينهم. طبعًا العادل هنا في كفه وأولاد صلاح الدين في كف.

الذهبي في تاريخ الإسلام يقول: "العادل لعب بأبناء أخيه لعبًا". كذا يقول في هذه الجملة. هو كان سابق لهم بمراحل في الدهاء والسياسة، وكان خطيرًا جدًا. فإلى أجل ذلك استطاع أن هو يعني يصلح بينهم من جهة ويعمل لنفسه من جهة أخرى. ولم يزل يستغل الأحداث. العادل أخو صلاح الدين يستغل الأحداث، ويثمرها في صالحه. كل ما تصير مشكلة، يأخذ له خطوة ثم يأخذ له خطوة، إلى أن استولى على ممالك صلاح الدين الأيوبي. فلم تدر عجلة الزمان خمس إلى ثمان سنوات تقريبًا حتى صار سلطان مصر وبلاد الشام هو العادل أبو بكر بن أيوب أخو صلاح الدين الأيوبي، الذي هو أصغر من صلاح الدين بسنة أو سنتين فقط. كبير في السن كان، أما أولاد أخي هؤلاء اللي هم قليلوا الخبرة.

فاستطاع أن يحيد، يتصالح. هنا أول حصار لدمشق سار من العزيز. جاء العادل وأصلح بينه وبين الأفضل. طبعًا الظاهر حق حلب، جامع الأفضل. أيضًا قبل ما يرجع العزيز إلى بلده مصر، العادل قال له: "إيش رأيك أزوجك بنتي؟" تمام. "إيش رأيك أزوجك بنتي؟" قال: "والله ما نرضك يا ابن الحلال، الله يجزيك الخير". فزوج ابنته. طبعًا هذا زواج مصلحة سياسية، والمرحلة ذيك مليئة بالزواجات ذات المصالح السياسية. مليئة جداً جداً.

العادل هذا ما بقي واحدة من بناته إلا يزوجها ملك. جد جد هو يعني، هو جد، أقصد من ناحية السياسة. هو فعلاً شغال سياسة. ما بقي أحد. طبعًا هو رجل في خير وفي دين، لكن طبعًا تعرف لما تيجي أنت بعد صلاح الدين الأيوبي. ها، لما تجي بعد صلاح الدين الأيوبي وما يكون عندك المستوى العالي جداً مثل صلاح الدين، فهذه يعني مشكلة.

العادل عمومًا حفظ به ملك الأيوبيين. هذا من جهة، وحفظت به الثغور من جهة أخرى، لكن لم يفتح صفحة الجهاد مثل أخيه. هو كان إنه إذا الصليبيون يتقدموا تراني أردهم. واضح، أردهُم. لكن أني أنا لاني تمكنت الآن وتوحدت الجيوش، أروح أكمل عملية التحرير اللي بدأها صلاح الدين، هذه لم تكن في قاموس العادل.

واضح الفكرة؟ فتقدر تقول إنه العادل أيش؟ وسط. يعني وسط من جهة حفظ الثغور ولكنه لم يجاهد لتحرير البلدان الباقية المحتلة. ومن جهة يعني من الخيرات اللي عملها إنه هو أسقط المكوس. أيضًا في بعض السنوات اقتداء بسنة نور الدين زنكي والتي اقتدي بها صلاح الدين الأيوبي. فالعادة هو يعني رجل، تقدر تقول إنه هو يعني عنده هذا الحرص العام.

في الجملة إنسان يعني، لكن كان عنده دهاء سياسة، حزم، تدبير، وكان شخصية سلمية. شخصية يحب السلمية، يعني يحب، ما يحب القتال. ولذلك إذا جاء الصليبيون مثلاً غاروا على بلاد المسلمين، يحرك الجيوش، يروح يوقف أمامهم، مناوشات شوية. بعدين تلقاه على طول تنتهي بصلح. دائمًا تنتهي بصلح، تنتهي بهدنة، في تنازل.

يعني مثلاً الصليبيون، الحين، احنا الآن في سنة كم؟ الآن نتكلم 590 593. استولى الصليبيون على بيروت. طبعًا بيروت مدينة مهمة جداً خاصة من جهة البحر والساحل. كان فيها أمير اسمه سامه. بحذف الألف، سامه كذا. هذا الأمير كان مجنن الصليبيين في البحر، يقطع عليهم الطرق. السفن، كذا إلى آخره. تمام. وبعدين حاصره الصليب، حاصره الصليبيون، وهرب من المدينة هو وجيشه.

فالشاهد إنه سقطت بيروت. بعدين جاء العادل بالجيوش وكذا تصالحوا. خلاص بيروت لكم، تمام. استوليت عليها لكم. فهمت الفكرة؟ ففي يعني تقدير للأمر الواقع. ما نبغى مشاكل جديدة. نحاول كذا. فهذه سياسة العادل جاءت بعد سياسة مين؟ صلاح الدين، اللي كانت همته في الجهاد. فهذا فرق واضح جداً يعني. وهذا طبعًا يا جماعة ترى هذا له تأثيره غير المباشر.

هذا ينزل على الأمراء، ينزل على الملوك. لذلك ترى رحمك الله، ترى بقيت الأمور بعد صلاح الدين سنوات. بقيت فيها رغبة في الجهاد. كانوا الصليبيون، الصليبيون من يوم ما يجوا، على طول تلقى أحد يقاومهم. لكن بعدين الأمور يعني، [موسيقى]، لا بدأت تخفت حتى الملوك نفسهم، يعني، صارت يعني، العادل نزل بالمستوى.

من وقت صلاح الدين، خلينا نقول مثلاً 50%. جاء الملوك اللي بعد العادل نزلوا من 50% إلى 1%. فهمت الفكرة؟ هذا النزول المتدرج شاهد إنه العادل رجل سياسي ومحنك وداهية. فجاء أصلح بين الأولاد، بين العزيز صاحب مصر وبين الأفضل صاحب. هذا وأعطى في الصلح، أعطى فلسطين وبلاد الساحل للعزيز صاحب مصر، بعد ما كانت مين، للأفضل. وهو أخذ له إقطاع بمصر. تمام. وزوج بنته ل، شو اسمه؟ زوج بنته للعزيز وزبطت الأمور ورجعوا.

تمام. هذا الآن من الأحداث الأولى الأساسية اللي هي تعتبر يعني لا شك فيها شكل كبير جداً. ثم دخلت سنة 91 و500، الآن هذا ابن كثير في البداية والنهاية. ثم دخلت سنة 91 و500 فيها خرج العزيز من مصر قاصدًا دمشق مرة ثانية. أح، توون تصالحنا، وجاء العادل، والأمور ضبطت الآن مرة ثانية. خرج العزيز من مصر قاصدًا إلى دمشق ليأخذها من يد أخيه الأفضل.

وكان الأفضل قد تاب وأناب وأقلع عما كان فيه من الشراب واللهو واللعب. هذه خلال السنة هذه بعد ما تصالحوا المرة الأولى. شكله يعني، أيش يعني؟ أمن من الإشكالات السياسية أو أيا كان، فاقبل على اللهو واللعب. الأفضل صاحب دمشق بعدين تاب وأقلع وشرع بكتابة مصحف بيده، وحسنت طريقته. غير أن وزيره الضياء تكلمنا عنه الجزري، يفسد عليه دولته ويكدر عليه صفوته.

فلما بلغ الأفضل، لما بلغ الأفضل إقبال أخيه نحوه، سار سريعًا إلى عمه العادل وهو بجعبر بلاد الجزيرة، فاستنجد. فسار معه وسبقه إلى دمشق. سار معه وسبقه إلى دمشق، اللي هو الأفضل. العادل راح دمشق قبل الأفضل، وراح الأفضل أيضًا إلى أخيه الظاهر بحلب. فسار جميعًا نحو دمشق. فلما سمع العزيز بذلك وقد اقترب من دمشق، كر راجعًا سريعًا إلى مصر، وركب وراءه العادل والأفضل ليأخذ منه مصر.

طيب، باختصار، بدون تفاصيل كثيرة. التفاصيل كثيرة جداً جداً. باختصار شديد، المرة الثانية، أيش سبب الخروج إلى دمشق مرة ثانية؟ نفس المشكلة الأولى. الأمراء يشتكوا من الأذى، والوزير الجزري، هذا الضياء الجزري، عنده مشاكل وكذا. المهم خرج العزيز مرة ثانية. لما خرج العزيز نفس القضية، الأفضل راح يستنجد بمين؟ بالعادل، وأخيه مين؟ الظاهر اللي بحلب. تمام.

استجاب لما العزيز وهو محاصر سمع بالجيوش جئت، خاف ورجع مصر. بس هالمرة، هذه الأفضل قاله: "يا حبيبي، ما هو على كيفك ترجع مصر". هو والعادل اتفقوا أنهم إيش؟ يروحوا مصر وياخذوا، ياخذوها من العزيز، ويريحونا من مشكلة حصار دمشق هذه اللي ترت لنا سنتين ورا بعض. تمام.

طيب، ترى معلش، يعني المرحلة هي كأنها أفلام. الظاهر ما أتذكر، لا أظنه ما راح معهم، فقط العزيز والأفضل، عفواً، الأفضل والعادل. طيب، هي قضية كأنها فلان. أيش الفكرة الحين؟ رايحين مع بعض ياخذوا مصر، تمام. في الطريق، العادل فكر. قال: "الحين الأفضل ياخذ مصر". هم رايحين مع بعض، ياخذوها، الأفضل ياخذ مصر، أنا إيش يصير في وضعي في الشام؟ حيعطيني دمشق؟ ما يعطيني دمشق؟ أقول لك غيرت رايي، هذا الحين العادل غير رأيه في الطريق.

فأيش سوى؟ أرسل للعزيز حق مصر سرا، يقوله: "اثبت، لا تسلم، وخلك الأمور طيبة. وهذا أنا بضبط لك الأمور، ما راح أخلي الأفضل ياخذ بلد". تمام، وراح للأفضل، خلاه يجلس في منطقة معينة. الأفضل يقول له: "خل نروح نهجم على مصر. يلا، ما في أحد". العادل يقوله: "من منلي بلاد المسلمين، جيوش المسلمين تفنى، الفرنج قريب، ما بقي أحد. حرام يفن المسلمون كذا" إلى آخره، ويكلم العزيز بهذه الطريقة.

أقول لك، زي ما قال تاريخ الإسلام: "لعب بأولاد أخيه لعبًا" إلى أن هد هذا وهد ذاك. واتفقوا على أن الذي يصلح بينهم هذه المرة هو المسكين الطيب المحترم اللي كان عاش حياته، يعني، إيش؟ القاضي الفاضل. المسكين هذا اللي يعني شاف أولاد أخوه، أولاد يعني قائد وصلاح الدين كيف اختلفوا. فارسلوا القاضي الفاضل. جاء القاضي الفاضل وأصلح بينهم. تمام.

هذه المرة، العادل أخو صلاح الدين جلس في مصر عند زوج ابنته العزيز، تمام. ورجع، رجع الأفضل إلى دمشق، وانتهت المرة الثانية من الخلاف داخل بيت صلاح الدين الأيوبي. خلال سنة أو سنتين من وفاته. الحمد لله، الحمد لله أنها بدون قتال، لكنها بجيوش وعسكر وما إلى ذلك. وهذا لا شك إنه أمر محزن جداً بعد تلك الأمجاد وذلك التاريخ العظيم.

طيب، مدام قلت لكم هي زي الأفلام، يعني لازم تنتظروا كمان حلقات. يعني كمان صعب المرة هذه. مين اللي كان يحاصر دمشق مرتين؟ الماضي العزيز. مين المحاصر؟ الأفضل. ومين الفزعة؟ العادل. المرة هذه العادل صار مع العزيز وراح حاصروا دمشق المرة الثانية. تمام. العادل والعزيز، العادل اللي هو أصلاً جالس في مصر الآن، اللي هو جارس يعني، إي، مع زوج بنته. وبالمناسبة، بنته الثانية مزوج الظاهر صاحب حلب.

إي، الخروج الثالث، أظن في سنة 92، 592. إي، ثم دخلت سنة 92 و500 في رجب منها أقبل العزيز من مصر صحبه عمه العادل في العساكر. هذه المرة دخلوا دمشق فدخل دمشق قهرًا، وأخرج منها الأفضل ووزيره الذي أساء تدبيره، وزيره اللي هو الضياء الجزري ابن الأثير.

الضياء ابن الأثير، طبعًا كيف خرج؟ الضياء خرج مهربًا في صناديق. الأفضل هربه في صناديق خارج دمشق، لأنه لو قبضوا عليه، لأنه هو سبب المشكلة بالنسبة ل. طبعًا هنا في فائدة معينة. أنت إذا قرأت الكامل لابن الأثير، اللي هو طبعًا أنت تعرف البداية والنهاية، ابن كثير، تاريخ الإسلام للذهبي، هم ما هم معاصرين للحدث، قريبين، ما هم معاصرين، لكن ينقل عن معاصرين، من المعاصرين غير ابن الأثير.

طبعًا ابن الأثير صاحب الكامل من المعاصرين. سبط ابن الجوزي، سبط ابن الجوزي اللي هو صاحب مراع الزمان وابن خلكان، هذول كلهم معاصرين. طيب، أنا عندي هنا فائدة في موضوع قراءة المصادر التاريخية. الحين، هذه المصادر المختلفة تجمع أو تكاد تجمع أنه من أهم الأسباب، بغض النظر عن أسباب المحركات الداخلية الأخرى، بس من أهم الأسباب هو وجود الوزير الضياء ابن الأثير مع الأفضل. إنه هو جاي يسبب مشاكل معينة، وإنه نصح الأفضل: "يا ابن الحلال، اترك لهذا الوزير غير الأحوال، كذا ما هو راضي". جيد.

الخرجة الثالثة هذه من مصر، العادل قال: "أنا رايح دمشق. أبعد هذا الوزير". يعني هذا الهدف الأساسي الآن، هذا كل ما يتعلق بالوزير، وأسباب عمل الوزير، كل هذه لا ذكر لها ولا إشارة لها في كتاب الكامل لابن الأثير. جيد، أنت لو قرأت الكامل لابن الأثير، تفهم إنه سبب الخلاف هذا كله سبب آخر تمامًا.

جيد، إيش هو السبب بالنسبة له؟ بالنسبة له، كله هو السبب بالنسبة له، وثوق أولاد صلاح الدين بعمه العادل، وإنه السبب هو العادل، اللي هو جالس يلعب فيهم لعب. عشان، فهمت الفكرة؟ طبعًا هنا تيجي أهمية قراءة، أيوه، قراءة أكثر من مصدر تاريخي وعدم الاكتفاء بمصدر واحد.

جيد، وإحنا ما نقول إنه السبب اللي يقولوا ابن الأثير ليس صحيحًا أبداً، أو له نسبة من الصحة، لكن في نفس الوقت واضح المصادر التاريخية تجمع إنه في إشكال عند هذا الوزير اللي كان مولى الأفضل لمملكة البلاد، وإنه هو قد يكون السبب الأساسي في بداية الخلافات هذه. طبعًا أسباب في البداية، بعدين خلاص القضية صارت صراعات. واضح إنها صارت صراعات بعد ذلك، صراعات ملك. يعني الشاهد إنه استولوا على دمشق في سنة 93، صح؟ 92 استولوا على دمشق، العزيز.

والعادة طبعًا الحمد لله، حتى هذا الدخول كانت الأمور طيبة. ما تقاتلوا، ولما دخلوا الأفضل كان يعني بيقاوم. بس فجأة، طبعًا هي لها قصة. إحنا قلنا ما ندخل في التفاصيل الكثيرة، هي فيها قصة. دخلوا بهذه القصة. فالأفضل رأى الرايات، والناس قد دخلت داخل دمشق. فما أثر القتال، ولا سفك الدماء، ولا شيء. راح سلم، لا. واستقبلهم، ع استقبلهم. وزي ما قلت لك، هذه المرة اللي هو راح هو وأخوه العزيز داروا قبر والدهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله مع بعض يعني زار القبر ويعني يذكر عنده إنه بكى كالمودع، لأنه خلاص عارف إنه حيخرج من دمشق.

الآن، خرج من دمشق على أساس إنه يروح إلى منطقة صرخد، مفترض أنها في الأردن الآن. هذه منطقة صرخد. طيب، يقول ابن كثير: "وصح، الأفضل على صرخد". وهرب وزيره ابن الأثير الجزري إلى جزيرته وقد أتلف نفسه وملكه وملكه وملكه بجريره.

هذا الآن خلاصه التقييم بالنسبة له. طيب، إيش رأيك يا أبو سنى؟ الآن إيش الأمور؟ يعني إيش تدل على إيش الوضع؟ ها، لا، التتار لسه ما جينا. إحنا الآن 592. إحنا الآن في خلافات داخلية، وفي طبعًا خلافات داخلية على قسمين. صارت عندنا خلافات من خارج البيت الأيوبي، اللي هو بيت الزنكي وبعض الملوك اللي هناك ضد البيت الأيوبي. وهدأت الأمور بصلح مع العادل، وخلافات داخل البيت الأيوبي. المفترض إنه الآن بعد الحصار الثالث، المفترض يعني إحنا نقول إنه الأمور هدأت.

جيد، المفترض إن الأمور هدأت، بس هي ما هدأت. طبعًا اللي أخذ دمشق، إي، خلى هو الآن العزيز هو السلطان المفروض الآن. بس العادل هو اللي يحكم دمشق. جيد. كان في عبارة جميلة يعني عند شو، [موسيقى]، اسمه عند العماد الكاتب. طبعًا عماد الكاتب هو توفي 597 بعد هالأحداث بأربع سنوات. الفاضل، القاضي الفاضل 596. جيد، يعني لحقوا هذه السنوات. فذكر فيها بعض الأمور، لكن ما أظني أجد أي هذه هي العبارة.

[موسيقى]، شوف فلما عاد العادل من وداع العزيز الحين خلاص هم سيطروا. والعزيز راجع وين؟ مصر. العادل راح ودع ورجع إلى دمشق هو ملك. قال: "فلما عاد العادل من وداع العزيز، قُرئ بالجامع منشوره العزيزي بالبلاد والأعمال والنظر في جميع الأحوال". وهذه إشاعات، هذه عبارة عماد الكاتب. ها، أو عبارة أبو أبي شامه. توقع إنها عبارة عن ماذا؟ كاتب شوف إشاع إنه نائب العزيز، وهو سلطانه، وأبقى الخطبة باسم العزيز خالية من اسمه، حاليّة برسمه، وضرب الدينار والدرهم على سكته، وأظهر إنه قوي بشوكته.

وشكت، وجلس يوم الاثنين، يوم الاثنين والخميس للعدل، وبسط يده لجميع الأموال، وخزنها لوقت عموم الحاجة إلى صرفها. قال القاضي الفاضل: "أما هذا البيت فإن الآباء منه اتفقوا فملكه، وإن الأبناء منه اختلفوا فهلكوا. وإذا غرب نجم فما في الحيلة تشريق، وإذا بدا خريق ثوب فما يليه إلا تمزيقه، وهيهات أن يسد على قدر طريقه. وقد قدر طروقه، وإذا كان الله مع خصم على خصم، فمن كان الله معه فمن يطيقه".

هذا تذيل القاضي الفاضل على المشاكل. طبعًا، لا تحسب إنه انتهت الأمور ما دام إنه سيطر الآن العزيز، هو السلطان، والعادل يعني هو مالك دمشق. إنه الأمور خلاص تمام واستقرت الأمور. لم تستقر الأمور. سأذكر الآن بعض القضايا. الحين إحنا المفروض دخلنا 500 وكم؟ 593. 593 بدأت الحركة من الفرنج الصليبيين في بلاد الشام. تمام.

هذا الآن يعتبر تقريبًا ثالث حدث. الحدث الأول قلنا تحرك ملوك الجزيرة والموصل. الحدث الثاني ثلاث حصارات لدمشق خلال ثلاث سنوات. الحدث الثالث هو بداية حركة الصليبيين اللي كان بينهم وبين الأيوبيين هدنة زمن صلاح الدين. آخر سنة في حياة صلاح الدين رحمه الله عمل معهم هدنة خمس سنوات، اللي هو صلح الرملة. هذا فالآن انتهى هذا الصلح. جيد، فبدأ الصليبيون يجمعون ويحشد، وبدأت تحركات، وأمور تدل على إنه فيه إرادة صليبية لإعادة الحرب من جديد وإعادة القتال من جديد.

جيد، القاضي الفاضل رحمه الله حاول تشبع منه، زي ما قلنا في الحلقة هذه إنه خلاص نجمه سيفل. في، خلاص، آخر غالبًا، آخر مرة يعني سيذكر في هذا اللقاء. القاضي الفاضل كتب كتابه جميلة في تجدد القتال الآن مع الفرنج. جيد. ومن كتاب له آخر إلى العادل. جيد، إلى العادل في سنة 93 أيضًا يقول: "وقد تجدد من وصال العدو اللعين وحركته إلى جانب بيروت وخطره البلاد، وخطره البلاد ما أذهل كل مرضعه، وحركته إلى جانب، عفواً، وأوقع في ضائقة تنفق الأفكار فيها من سعة، وللإسلام اليوم قدم أن زلت زلا، وهمه أن قلت فإن النصر منه مل، وتلك القدم، القدم العادليه، هو العادل، لأخو صلاح الدين".

يقول: "يا عادل ترى قدمك قدمه، هي قدم الإسلام. إن زلت زل الإسلام، وتلك الهمة، الهمة المسابقة، السيفية، فالله الله، ثبتوا ذلك الفؤاد، ودمث ذلك المهاد، واسهروا في الله، فليست بليلة رقاد، ولا ينظر في حديث زيد ولا عمر، ولا أن فلانا نفع ولا ضر، ولا أن من الجماعة من جاء، ولا أن فيهم من مر. انظروا إلى أنكم الإسلام كله. انظروا إلى أنكم الإسلام كله، قد برز إلى الشرك كله، وأنكم ظل الله، فإن صححت تلك النسبة، فإن الله لا ناسخ لظل، واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تهنوا، وإن ذهب الناصر، فإن الله خير الناصرين". الناصر اللي هو صلاح الدين.

شوف، شوف العبارة وان ذهب الناصر، فإن الله خير الناصرين. فما هي إلا غمرة وتنجلي، وهيئ وتنقضي، وليلة وتصبح وتجارة وتربح. ثم كتب له أيضًا للعادل، قال: "أدام الله ذلك الاسم تاجًا على مفارق المنابر والطرود، وحياة للدنيا وما فيها من الأجساد والنفوس، وعرف المملوك ما عرفه به من الأمر الذي اقتضته المشاهدة، وحرستا قبة في بيروت، ولا مزيد على تشبيه الحال بقوله هنا، كأنه القاضي الفاضل، لأنه صار صلح بين العادل وبين الصقين. وهذا الصلح فيه تنازل عن بيروت، فكأنه القاضي الفاضل الآن، يعني إيش؟ زي اللي يجبر خاطره على اللي صار. ها، فيقول: "ولا مزيد على تشبيه الحال بقوله: ألم ترَ أن المرء تدوى يمينه فيقطع عمدًا ليسلم سائره".

فهمتوا الفكرة؟ يعني كأنه يقول: "ماشي، هذا الصلح لعله تسلم به بقية بلاد المسلمين. لم ترَ أن المرأة تدوى يمينه فيقطع عمدًا ليسلم سائره. ولو كان فيها تدبير، لكان مولانا قد سبق إليه، ومن قلم من الأصبع ظفرا، فقد جلب إلى الجسد بفعله نفعًا ودفع عنه ضرًا". ثم يقول: "وآخر كل شتوة، أول كل غزوة، فلا يسام مولانا نية الرباط وفعلها وتجس الكلف، وحملها. فهو إذا صرف وجهه إلى وجه واحد، وهو وجه الله، صرف الله إليه الوجوه كلها".

"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا". وكتب له، يقول: "هذه الأوقات التي أنتم فيها عرائس الأعمار، وهذه النفقات التي تجري على أيديكم مهور الحور في دار القرار. وما أسعد من أودع يد الله ما في يديه، فتلك نعم الله عليه وتوفيقه الذي ما كل من طلبه وصل إليه".

وسواد العجاج، عجاج الغبار، الغبار اللي يخرج من المعركة، من الحرب. قال: "وسواد العجاج في هذه المواقف بياض ما سودته الذنوب من الصحائف. فما أسعد تلك الوقفات، وما أعود بالطمانينة تلك الرجفات". س نفقده والله. كل الأحداث الجاية اللي فيها أشياء ما فيها القاضي الفاضل. س نفقده فعلاً. بعدين قتال المغول، قتال التتار، قتال الصليبيين، تحرير باقي بلاد المسلمين. كذا، هذا كله طبعًا يقال إنه هو القاضي الفاضل إنه هو دعا بالموت، إنه داعي إنه يموت. إي نعم، لأنه هو الحين، احنا 593، هو توفي 596. ها، تخيلوا، توفي القاضي الفاضل وهو محاصر مصر.

التي فيها القاضي الفاضل، يعني هو مات القاضي الفاضل وهو محاصر مصر. محاصر من جيوش العادل. تخيل شعوره، نفسيته بعد كل الآمال، بعد كل الإنجازات، بعد كل ها. طيب، تمام، كذا إن شاء الله الأمور واضحة وبين. وهذه يعني إيش؟ هذا التلخيص، الملخص ها، ويعني تبسيط المعقد إلى يعني خلاص، يعني هذا أسهل شيء ممكن يعني تأخذ فيه الخطوط العريضة لتلك المرحلة، لأن مرحلة صعبة. ومن أراد أن يجرب، ممكن تقرا، جرب مثلاً، اقرأ بس أنتم خلاص قد سمعتم المعلومات. يعني قبل ما تسمع المعلومات، حاول تقرأ نفس المرحلة من أي كتاب من كتب التاريخ هذ القديمة. ستجد صعوبة جداً في فهم المعادلة. صعبة، صعبة جداً.

وطبعًا عمومًا الآن خلينا يعني ننتقل إلى ايه. هذه 593 ابن كثير يقول في هذه السنة: "أنقضت مدة الهدنة التي كان عقدها الملك صلاح الدين للفرنج، فاقبلوا بقضهم وقضيضهم وحدهم وحديدة، فالتقاهم الملك العادل بمرج عكا، فكسرهم وغنمهم وفتح يافا عنوة ولله الحمد والمنه". وقد كانوا كتبوا إلى ملك الألمان يستنهضه لفتح بيت المقدس، فقدر الله هلاكه سريعًا، والحمد لله كثيرًا.

وأخذت الفرنج في هذه السنة بيروت من يد نائبها عز الدين سامه من غير قتال ولا نزال. ولهذا قال بعض الشعراء في الأمير سامه: "سلم الحصن ما عليك ملامة، ما يلام الذي يريد السلامة. فعطاء الحصون من غير حرب سنة سنها ببيروت". سامه لم يزالوا مع عادل الفرنج حتى طلب الصلح والمهادنة. فعقد على ذلك في السنة الآتية كما سيأتي.

انتهت الأمور بينهم وبين الفرنج بهدنة، لكن هذه الهدنة طبقتها أحداث كثيرة. يعني القتال هذا اللي صار عند بيروت. العادل في المقابل أخذ يافا، كانت قلعة صغيرة، وبعدين طبعًا استردها النصارى في 94، لما دخلت جموع الفرنج واقبلوا، فحاصروا تبنين. فاستدعى العادل بني أخيه لقتالهم.

الحين هذه سنة الحمد لله، بقيت من وقت صلاح الدين لما يستدعي. بس هنا مو ملوك الأطراف حقين الجزيرة والموصل، لأنه صراحة الدين كان يستدعي حتى ملوك الجزيرة ويأتون للقتال والجهاد. لكن هو الحمد لله إنه حتى بعد الخلافات اللي صارت قال: "فجاء العزيز من مصر، والأفضل من صرخد". حتى بعد الخلافات اللي بينهم جاءوا مع بعض لقتال الصليبيين.

وهذا يقول لكم، بقيت آثار من عصر العز، بقيت آثار من عصر الجهاد، بقيت آثار من وقت صلاح الدين. مو كل شيء تبدد سريعًا. لا، في روح. حتى بالمناسبة، حتى في تفاصيل زي ما قلت لكم، يعني ما ذكرت أشياء كثيرة جداً. حتى الأمراء اللي كانوا حول هؤلاء، لما يصير في مشاورات، واضح إنه هم كانوا يميلوا إلى الصلح فيما بينهم وليس إلى القتال والطحن. فهذه كلها من الآثار الطيبة، يعني التي بقيت.

فأقلع الفرنج عن الحصن، اللي هو حصن إيش؟ حصن تبنين، وبلغهم موت ملك الألمان، فطلبوا عند ذلك من العادل الهدنة والأمان. فهاد نهم ورجعت الملوك إلى أماكنها. وقد عظم المعظم عيسى بن العادل في هذه المدة. هذه بعدين يجينا. طيب، صارت هدنة إذا بين الصليبيين وبين العادل. العادل في سنة 94 و500.

طيب، يعني احنا نقول هذا الحدث الثالث، قتال مع الصليبيين. حركة من حركات. هذه الحركة المفروض يعني هي الحركة هذه تذكر المسلمين بأنه ترى العدو المحتل لا يزال موجودًا، لا يزال قائمًا، لا يزال خطره حاضرًا. وأثبتت الأيام صدق هذا التوجس الذي ينبغي أن يتحقق إنه فعلاً خطر الصليبيين كان خطرًا كبيرًا جدًا. واستمر هذا الخطر. شفتوا أول ما توفي صلاح الدين، استولوا الصليبيون على حصن جبيل. قلت لكم في البداية، صح أخذوا حصن جبيل، هذا سقط في السنة اللي توفي فيها صلاح الدين، ولم يحرر من المسلمين إلا بعد 100 سنة.

جيد، هنا في بلاد. تخيلوا إنه ترى لسه أمامنا. إحنا الآن، هذه 589، 590. كم صار الاحتلال الصليبي في بلاد الشام؟ صار له 100 سنة، 50 سنة منها تقريبًا بدون مقاومة. صح ولا لا؟ بعدين بدأت المقاومة المنظمة. يعني بدأت بدايات من عماد الدين زنكي، بعدين بدأت لا، منظمة بشكل قوي من نور الدين، إلى ما ظهرت النتائج في زمن صلاح الدين.

الآن المفترض إنه إحنا خارجين بنتائج كبيرة وعالية جدًا. وحررنا أكثر بلاد الشام، باقينا بعض البلدان الكبيرة ما تحررت وقت صلاح الدين، وخارجين بهدنة وبين الفرنج. فالمفترض الآن إن إحنا نبني على النتائج السابقة، لكن هذا طبعًا ما حصل. ولأنه ما حصل، استمر الاحتلال لمدة 100 سنة ثانية.

100 سنة ثانية، هذه الـ100 سنة ثانية تخللها أحداث كثيرة جدًا جدًا. ولذلك إحنا في هذه السلسلة، الأمة بين احتلالين، اللي هو المغولي والصليبي. فإحنا عندنا هذا الاحتلال، ترى ما هو يعني، لا تحسبوا إنه صارت حطين وتحرير بيت المقدس وبعدين الأمور خلاص استقرت. لا، ما استقرت. القتال استمر، والاحتلال استمر، وتغيرت الوجهة الاستراتيجية للاحتلال الصليبي في بلاد الشام إلى مصر.

ولذلك صارت الحملة الصليبية بعد ذلك في مصر. وبالفعل صارت في وقت العادل. وحتى مثل ما ذكرت لكم في الحلقة الماضية، إنه يقال إنه سبب موت العادل وذكروا إنه هو استلاء الصليبيين على برج السلسلة في مصر، إنه هو فجع من هول الخبر والمصيبة. بعدين سقطت دمياط، وكان سقوط كبير وخيف على مصر. فعلاً، يعني هو كان هناك ظن إنه ممكن مصر كاملة تسقط بأيدي الصليبيين. وهذا ما حصل قبل ذلك، وهم أهل مصر بالجلاء عنها. ومنعهم الكامل ابن العادل.

فموضوع ريبين خطير جدًا جدًا. هذه بدايات الأحداث بعد ما انتهت الهدنة، صار في مناوشات، صار في كذا. الهدنة هذه لم تكن هدنة صافية 100% بمعنى إنه صار فيها خروقات. تقدر تقول إنها هي خروقات فرض هيمنة، إثبات وجود. ها، إنه احنا ترى موجودين، ترى احنا أقوياء. والصليبيون أنفسهم مكونات. يعني هو ما كان يمثلهم شخص واحد، هم مكونات.

وفي ناس يجوا متحمسين. عارف تكون سامعين أناشيد في القتال، ولا يعني أشياء محركة. يعني من جد، يعني مو أنا شيء بس يسمعوا أشياء محركة، فيجوادا فرسان مقاتلين نزلوا عند حاكم عكة، قالوا: "احنا بنروح نحرر بيت المقدس يا فلان". شباب 300 واحد، ما يضبط الوضع. قالك: "أبدًا محرر بيت المقدس". منعهم إنه يحرر بيت المقدس. قالوا: "أنت متخاذل ومنهزم". جد قاموا، راحوا لمملكة طرابلس الصليبية، ها، ونروح عند الأمير الثاني. أيش أحسن منك؟ أنت ما تخلينا نقاتل المسلمين الكفار، بين قوسين بالنسبة لهم.

فالشاهد إنه الصليبيون أنواع وأشكال. وصارت عندهم أحداث. طبعًا ملكهم اللي كان له صولات وجولات مع صلاح الدين، ها، كان له صولات وجولات مع صلاح الدين في السنوات الأخيرة اللي تكلمنا عنها. سبحان الله، قدر الله في تلك السنة كان ماشي فوق الحصن حق بيروت، أظن، وطاح منه ومات.

فاختلت أحوال الصليبيين شوية. وتجي هنا الزواجات السياسية. ما بقي إلا زوجته، فما تقدر تدبر المملكة، فقالوا اتفقوا إنه لازم تتزوج واحد قوي عشان هو اللي يملك، ولازم يكون زوجها. فشاف ملك قبرس صليبي فتزوج. هذه زوجه الكند، هنري، أو هم يسموه الكود هيري. يكتبوا كذا مركبة في المصادر التاريخية. فالشاهد إنه تزوج، فصار في وحدة الآن للصليبيين عبر الملك الصليبي الجديد ملك قبرس.

جد في أطراف أخرى فاعلة وعاملة الألمان، كان لهم صولات وجولات. لسه حيجوا، حتى في 593، جو أو حاولوا يجوا. صار في الألمان صار لهم حضور في الحملة الصليبية، أو في القتال الصليبي. الشاهد، خلاصة يعني إنه إحنا أمام تهديد صليبي حقيقي، وأمام احتلال هؤلاء الصليبيون منطلق الأساسي الآن عكا، عكا اللي حررها صلاح الدين، ثم سقطت من صلاح الدين بعد سنتين حصار. لو تتذكروا أحداث عكا الطويلة، عكا هي المنطلق للصليبيين. وعندنا طرابلس كذلك أيضًا منطلق للصليبيين.

تصير مناوشات في جهة حمص كثيرًا. حمص طبعًا أميرها اللي هو أسد الدين شيركو، حفيد أسد الدين شيركو. أسد الدين شيركو ابن محمد ابن أسد الدين شيركو. هذا واحد من الأمراء. وأيضًا القصة قصة. طيب، خلاص، صدعت المعلومات ولا الأمور تمام؟ صدعت المعلومات يا أبو محمد، لا المعلومات.

طيب، عندكم خيارين الآن، يا أني أرجع لهذه السنوات أعطيكم بعد الأحداث المتفرقة اللي مالها علاقة بهذه الأمور الكبيرة. يعني أكمل لكم السنتين هذه بسرعة. أقول لكم أيش أهم الأحداث اللي صارت. أنا ح أختم بهذه. يا بهذه. على إيه الملك العاض؟ آه، صح، بكلمكم عن الملك العاض. ولا خلي لما يعني تنقهر أكثر، لأنه لسه الآن الأحداث مو مرة تقهر. يعني ثلاث مرات حصار بين بعض. عارف، لسه ما تقهر مرة. يعني عارف، خليكم تستوعبوا في الملك. عارف، تعرفوا إيش معنى إنه المسلمين يتقاتلوا على الملك. ها، وتعرفوا إيش معنى تقديم المصالح الشخصية السياسية. [موسيقى] متعلقة بمصلحة، يعني خلينا نقول المملكة اللي يملكها الإنسان، والتوسع فيها، وكلها حسابات لا علاقة لها بالحسابات المتعلقة بمصلحة الإسلام إلا في استثناءات يسيرة جداً.

يعني يبغى لكم لياقة نفسية عشان تتعودوا في السلسلة، السلسلة هذه في الحلقات. خلاص، يعني إلى أبعد مدى. يعني الناس يقول ملو الأندلس وملوك الطوائف، بينما هذه السنة في عمر الشام ومصر مخيفة في الصراع الداخلي. مخيفة جداً. طيب، طيب، احنا كم سنة، كم وصلنا؟ طيب 94، 95. سبحان الله، بقدر الله سبحانه وتعالى. سنة 95 توفي العزيز ملك مصر، ابن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله على صغر سنه. اللي هو كم؟ كم سنة المفروض؟ [موسيقى] الحين 26 تقريبًا. هو كان عمره 22 وقت وفاة صلاح الدين. 95 يعني 28، 26، 27، 28. المهم، المهم، هذا ما شاء الله عليه توفي 95.

ولما توفي بدأت المشاكل من جديد. ليش بدأت المشاكل من جديد؟ بلاد مصر، ها، بلاد مصر صارت بلا حاكم. طبعًا بلا حاكم كبير لأنه توفي صاحبها. فالآن مين اللي راح ياخذ بداله؟ لا، لا، مات. مات عادي. طبعًا هو مات، مات في الصيد. يعني كان يصيد وطاح من الفرس ومرض مرضه الموت. تمام، في تفسير يعني ابن كثير ذكروا إنه قال ويقال إنه كان قد عزم هذه السنة على إخراج الحنابلة من بلده العزيز. وكتب إلى بقية إخوته أن يخرجوهم من بلادهم.

وشاع ذلك عنه وسمع منه وذاع وصرح به. قال ابن كثير: "وكل ذلك من معلميه وخلطائه وعشرة من الجهميه، وقلة علمه بالقرآن والحديث. فلما وقع منه هذا ونوى هذه النية القبيحة الفاسدة، أهلكه الله ودمره سريعًا، وعظم قدر الحنابلة بين الخلق بديار مصر والشام عند الخاص والعام".

وقيل إن بعض صالحيهم دعا عليه، فما هو إلا أن خرج إلى الصيد، فكان هلاكه سريعًا. والله أعلم، هذا قول ذكره ابن كثير في يعني في تفسير. بين قوسين بالأسباب الغيبية لوفاته. طبعًا هذا الكلام جاي في وقت، وقد يكون هذا من أحداث، خلنا نعتبرها الداخلية، أو حتى من أحداث، بالنسبة لفكرة السلسلة، تعتبر من الأحداث الكبيرة، وإن كانت ليست حدثًا مؤثرًا على السياق العام السياسي، اللي هو صار فيه بدا الصراع العقدي الداخلي، وبدأت المشكلات.

وهذا صراحة، أنا سبحان الله يعني استغربت إنه 50 أو 40 سنة تقريبًا من بداية مشروع نور الدين زنكي إلى وفاة صلاح الدين الأيوبي. مع إنه لو تتذكروا المصادر، يعني كلام عماد الكاتب، روضتين مفصلة لكل شيء. فيما مر علي المشاكل هذه مع وجود الاختلاف العقدي. يعني خلينا نقول الاختلاف، اللي هو مشكل أصلاً موجود. وكان الحنابلة طبعًا هم الآن، لما يقول الحنابلة، ويريد أن يخرج الحنابلة، ليس بالاعتبار الفقهي، وإنما بالاعتبار العقدي.

جيد، الحنابلة اللي كانوا في بلاد الشام يمثلهم في الأساس المقادس. المقادس هم من أجل وأزكى علماء المسلمين على مر التاريخ. وليس فقط علماء الحنابلة، وعلى رأسهم الإمام ابن قدامة، صاحب المغني. وكان في مرحلة صلاح الدين الإمام ابن قدامة، وأخوه أبو عمر المقدسي، وابن خالتهم عبد الغني، صاحب كتاب عمده الأحكام، وصاحب الكمال في أسماء الرجال، اللي هذبوا المزي في تهذيب الكمال، وهذب ابن حجر في تهذيب التهذيب، وقربوا ابن حجر في تقريب التهذيب.

هذا عبد الغني المقدسي وأخوه العماد المقدسي، هم أربعة. هؤلاء أشهر شيء. وبعدين الضياء المقدسي، وفي غيرهم، بس هؤلاء أشهر هؤلاء الأربعة. وعلى رأسهم ابن قدامة. الإمام، كما يذكر ابن كثير وغيره، قلما تخلفوا عن صلاح الدين في غزوة غزاها ضد الفرنج. قلما تخلفوا عن صلاح الدين في غزوة غزاها ضد الفرنج. وفي مواقف لهم مشهورة. يعني كان لهم خيمة. حتى في واحد منهم، هو العماد أو أبو عمر المقدسي، كان العادل نفسه، العادل هذا، صح، وقت صلاح الدين استدعاه، كان يبغاه في شيء وكذا، وكان يصلي المقدسي هذا، فما يعني ما جاوب وما قصر، ما خفف منها لين ما انتهى، وأظن ما راح وكذا.

فطبعًا مشهورين بالصلاح، مشهورين بالزهد، مشهورين بالعبادة. والشيء الثاني إنه ما هو جانب زهد تعبدي فقط. يعني هو يمكن أبو عمر والعماد يشتهر عنهم هذا أكثر من الناحية العلمية، بينما ابن قدامة لا. يعني إمام من أئمة المسلمين على مر تاريخ المسلمين. يعني إمام عالٍ في العلم والفقه. كبير وكتابه المغني يعني أحد كتب الإسلام. هو صح إنه أحد كتب الحنابلة، بس هو فعلياً، تعرف الكلام الذهبي لما ذكر أربعة كتب من أهم كتب المسلمين التي ألفت عنهم، ذكر أنها كتاب المغني. هو فقه مقارن طبعًا وحنبلي، يعني يرجح المذهب الحنبلي، لكنه في الأخير يعني في موسوعة فقهية عجيبة.

وأنا أقول هذا الكلام يعني، هذا سمعه، بس اللي قرأ المغني أو أجزاء من المغني ودخل في المغني يعرف إنه هذا الكلام حقيقي. يعني ليس سم فقط، يعني فعلاً، ترى كتاب المغني كتاب عجيب ومتميز جداً في الناحية الفقهية بصورة مذهلة.

حقيقة المغني، طبعًا، شرح لا يُشرح لمختصر.

الخرقي أحد أهم مختصرات الحنابلة التي أُلفت قبل ذلك. هذا مختصر الخرقي كان يحفظ، هذا أظن العماد أو أبو عمر المقدسي كان يحفظه وينسخه من حفظه. فكان مختصر الخرقي كذا، يعني إيش مركزي! نحن ش جابنا هذا كله؟ إنه وقت صلاح الدين، طبعًا، تعرفوا صلاح الدين ربي على عقيدة الأشاعرة، وكان هذا واضحًا جدًا في طريقته وفي السمعة عنه، معروف يعني. لكن هؤلاء العلماء الحنابلة كانوا يقاتلون معه في سبيل الله، وحتى تجد الثناء عليه والمدح كذا بحكم أياديه البيضاء في الإسلام ونصره الإسلام والمسلمين. وهذا نموذج من النماذج التراثية التي ينبغي أن تبرز.

لكن سبحان الله، يوم توفي صلاح الدين، بدأت المشاكل. وهذا طبعًا يعني لافت للانتباه، حقيقة، صح ولا لا؟ لافت للانتباه إنه المكونات الخاملة للاشتباك والقتال الأسود، وشده وقوي، اللي هو عبد الغني المقدسي، ما كان عنده مجاملة ولا كان عنده يعني إيش مسايسة في الكلام، حتى إنه "صح" "صح" "خطأ" "خطأ"، ما عنده وقوي قوي النفس يعني.

فصارت مشكلة اللي أثارها القاضيان، قاضي محي الدين بن الزكي، اللي هو خطب في المسجد الأقصى لما تحرر، والخطيب الدّولعي. هذول كانوا على المذهب الأشاعرة، فثاروا مشكلة معينة ضد عبد الغني المقدسي، مسائل متعلقة بالاسماء والصفات، الجهة، الاستواء، الحرف والصوت. ها، الثلاث مسائل.

وكلموا المعظم ابن العادل، هو هو بعدين دارت الأيام وصار المعظم ابن العادل هو المكلف في دمشق. تمام، وأمير القلعة أو أمير العسكري، اللي هو صارم الدين بزغ، هذا كان أيضًا، هذا الأمير صار بدين بغش جمعهم. فجاء الخبر للمقدسي إنه في استدعاء لعبد الغني عشان يقرروا على الأقوال، وأنتم كذا هم ابن قدامة واللي معاه يبغى يلحقوا عبد الغني ما يروح، إن إذا راح بيجيب العيد. فهمت الفكرة؟ أي، فهم بيلحقوه، إنهم يعرفوا، يتناظرون، يتكلموا بالكذا. فعبد الغني المقدسي سبقهم وراح، كذا إيش قولك في كذا كذا كذا، أعطاهم يعني بالصريح، شاهد إنه اختلفوا طبعًا مع الفقهاء اللي كانوا حاضرين.

فصار الدين بزغ يقول لعبد الغني، يقول يعني هؤلاء كلهم على الباطل، وأنت على الحق. قال: نعم، عرف هو كده، طريقته يعني. فقرروا إنه يعني يعاقبه، وبعث هذا الأمير إلى من يكسر محراب أو منبر الحنابلة في المسجد. وهذه طبعًا من الأشياء الغريبة كانت، إنه في منبر الحنابلة ومنبر للشافعية ومنبر للحنفية ومنبر للمالكية، أو يعني محراب للحنا ومحراب لذا، وكانت الصلاة تصلى أربع مرات في الجامع، الجامع الأموي هذا.

الآن، وهذه ظلال العصر اللي نحن نقول لكم عنها. نحن الآن كلنا نستنكر، يعني استنكار واضح جدًا، ولا نتخيل، مو نستنكر، نحن ما نتخيلها أصلاً. نتخيل تروح مسجد وتلقى أربع جماعات، هذول حنفية وهذول شافعية وهذول يعني مستحيل. يعني مستحيل إنه هي ممكن تخطر في بالك. هناك ينشأ المتفقه الصغير على هذه الحال، خلاص، هو ينشأ إنه في أربع مدارس، وأربع مدارس، يعني حتى في طريق طلب العلم، في كل شيء، تمام، وأربع قضاة. في قاضي الحنفية، في قاضي كذا، وأربع أئمة. تمام، فهو خلاص، هو هذه نشأة، هذه الطريقة.

طبعًا، بعدين صارت مشكلة في صلاة المغرب، لأنه صلاة المغرب وقتها قصير، فكانوا يصلوا بوقت واحد والأصوات تتعالى. فبعدين جاء كان وقتها، نسيت، الأشرف، أظن، أو واحد من أولاد العادل أو في ذاك الطبقة. فخلّى صلاة المغرب على إمام واحد. تخيلوا يعني شيء غريب، يعني إنه شيء مقترح جديد. يعني، فهو عمومًا، فهمتوا الفكرة.

هذه كمان من فوائد قراءة التاريخ، يا جماعة، إنه الواحد يفهم أشياء كثيرة تصير في التاريخ، يفهم كيف تفكر الناس في أوقات معينة، ويرجع على وقته وعلى زمنه، ويفهم. وهذا ترى، يعني، بعدين هذا يوسع العقل ويُوسع، ترى، مساحة الأعذار. يعني أحيانًا الناس، بعض طلبة العلم ينشأ على مثالية زائفة، مثالية ما هي موجودة في الحياة. فهذه المثالية، بعدين يبدأ يتعامل مع الناس اللي تخطئ، إنه كأنه هذا الخطأ، إيش، خلاص، إنهى الدنيا. يعني، يعني، خلاص انتهى كل شيء. كيف ممكن؟ لا، ترى لما تقرأ التاريخ، تلقى أخطاء عجيبة، وتلقى نقص، وتلقى إشكالات، وفي نفس الوقت تجد مثل هذه الثغرات، اللي هي الأخطاء، هي فرصة أو مدخل للطاعنين. ففي ناس يروحوا يدخل من هذه الأخطاء ويقرأ من خلالها التاريخ، وفي ناس لا تقرأ الفضل والخير الموجود. بعدين تعرف إنه في أسباب معينة أدت إلى إشكالات معينة.

وهذه ترى من فوائد التاريخ، قراءة التاريخ والسير. تستوعب هذا الشاهد إنه أرسل وكسر منبر الحنابلة أو محراب الحنابلة، وبعدين أخرج عبد الغني المقدسي من بلاد الشام أو من دمشق، وذهب إلى مصر مبعدًا عن بلاد الشام نتيجة هذه المشكلة العقدية التي حصلت. شوف، هذا الآن شيء جديد بالنسبة لبلاد الشام في هذه المرحلة. على الأقل في المرحلة السابقة ما كان موجود أو حاضر بهذه الطريقة. وقد يكون هذا مما يمكن أن يُقرأ من مثل هذا الحدث، إنه يعني إذا غابت المشاريع الكبيرة، إذا غابت الوحدة أو يعني الوحدة المتعلقة بالأهداف، بنصرة الإسلام، بطرد المحتل، بكذا، تظهر المشكلات البينية والداخلية، سواء كانت سياسية أو عقدية أو إلى آخره.

وأنه في تلك المرحلة وغيرها لم يزل المشتغلون بالعلم يرد بعضهم على بعض، ويرد أصحاب الحق على أصحاب الباطل، وأصحاب المذاهب المختلفة، خاصة الفقهية، لأن سارت فيها صراعات أيضًا، وكذلك الإشكالات العقدية. عمومًا، الموضوع بدأ يبرز بطريقة فيها إشكال. طبعًا، هذا صار في الشام وبعدين صار في مصر أيضًا في نفس تلك المرحلة. وزي ما نحن شايفين الحين، هذا كله، ترى تعليق على كلام ابن كثير لما قال، إيه، إنه عزم العزيز على أن يخرج الحنابلة من بلاده، وعلى أن يرسل لإخوانه ليخرجوا من البلاد أيضًا، وأنه ترى دعوا عليه وأنه مات في هذه السنة وكذا، والى آخره، باعتبار أنه هذا يعني قول من الأقوال اللي ممكن تذكر في تلك المرحلة.

طيب، احنا واضح إنه احنا ما حنكمل السنتين يعنينا الأحداث، لأنه فيها قصة. فخلينا خلاص يعني نرجع، بس هذا واحد من الأحداث اللي صارت، اللي هي مو من الأحداث السياسية، نرجع نشوف إذا كان في بعض الأحداث الأخرى، حتى لو كانت سياسية، بس خارج بلاد مصر والشام. طيب، أنا طبعًا قررت في هذه السلسلة إني ما أدخل في المشاكل اللي صارت في بلاد المشرق الإسلامي، يعني قولًا واحدًا، لأنه لو دخلت فيها عارف، تقول الله يرحم الأفضل والعزيز والعادل، يعني مشاكل صعبة. يعني، لأنه وقتها، وقت ذروة شغل الخوارزميين، هذا الوقت. والخوارزميون يعني، ما شاء الله، يعني هم، أيش ما يكون بالفئة المقاتلة، عارف، يتقاتل مع هذا الملك، بعدين يتصالح، يتقاتل مع، بس هو، هو قتال، يعني شغل القتال شغل أساسي.

ففي تلك المرحلة كان في شغل الخوارزميين تقاتلوا مع المسلمين والكفار، وقصص طويلة عريضة جدًا. ما راح أدخل فيها. يعني لن أدخل في الخوارزميين إلا في حدثين. الحدث الأول حصارهم أو توجههم بالجيوش الجرارة الكبيرة لبغداد، كانوا أرادوا إنه يسيطروا على الخلافة العباسية في بغداد. وهذه الحركة من الخوارزميين عشان يصيروا زي السلاجقة، يعني يسيطروا ويصيروا هم السلاطين والخليفة العباسي موجود، زي ما كان. طبعًا، الخلافة العباسية توها تحررت من إيش؟ من السلاجقة، وإحنا نقول تحررت، مع إنه السلاجقة كانوا في البداية منقذين، بعدين صاروا مسيطرين.

فوقت صلاح الدين الأيوبي، تتذكروا، كان أحد الخلفاء العباسيين هو اللي بدأ يحرر الخلافة العباسية من سلطة السلاج. تمام، فأنقشعوا عن بغداد وعن هذه المناطق، وصاروا في بلاد المشرق، بعدين السلطان العباسي، عفوا، أرسل إلى خوارزمشاه، قال له: يا ابن الحلال، بقيت السلاجقة هذول ترى مسببين لنا مشاكل، فروح قاتلهم. فراح قاتلهم، والذي قضى على دولة السلاجقة هو خوارزمشاه زيد، هو اللي قضى عليهم في بلاد المشرق، قضى عليهم، وأرسل رأس واحد اسمه طغرل، أرسله إلى الخلافة العباسية، ووضعوا رأسه في مستودع الرؤوس. تمام، فكان هذا في هذه المرحلة، في هذه السنوات.

بس هذا قلت لكم، الحدث الأول. الحدث الثاني اللي حيجي عند خوارزميين، وقت التتار إنهم لا شك، إنهم كانوا سببًا أساسيًا في دخول التتار، وكانوا سببًا أساسيًا في تأخير والتتار إلى بلاد المسلمين. وبالتالي، يعني، هذا أنا فقط من هاتين الزاويتين، سأذكر الخوارزميين، وأما قتالهم الآخر الطويل العريض في هذه السنوات فما راح أدخل فيه أبدًا، ما له حدود ولا له نهايات، وتفاصيله كثيرة، وليست من صميم يعني مقصود السلسلة. بس بقول لكم إنه في مين اللي توسع فيها، اللي توسع فيها جدًا وفصلها تفصيل من خلال المصادر اللي رأيتها، ابن الأثير، أكثر واحد، أكثر من ابن كثير، وأكثر من الذهبي في تاريخ الإسلام، وأكثر من أبي شامة في المذيل على الروضتين، ها اللي ذكر التفاصيل في القتال. هذا كله ابن الأثير، اللي يبغى يعرف الوزين وبلاد المشرق يروح يشوفها.

تمام، هذا من الأحداث. طيب، من الأحداث الجزئية في تلك المرحلة إنه سجن ابن الجوزي، نم، أمام ابن الجوزي، أبو الفرج بن الجوزي، رحمه الله، كان في هذه المرحلة، اللي هي كانت سنة كم؟ 591، يمكن 90. الحدود، سجن الجوزي في وشاية، كان وكلام داخلي في بغداد، فسجن. ولما سجن كان عمره 80 سنة، أبعد عن بغداد وسجن في، أظن، في واسط، وكان يخدم نفسه بنفسه، يغسل ثيابه.

فكان، كان رحمه الله، هذا مذكور عنه في مختلف المصادر، في هذه السجن كان يختم القرآن كل يوم مرة. جيد، كان يختم القرآن في كل يوم مرة، ولكن في كل الختمات ما كان يستطيع يقرأ سورة يوسف، وجدا على ابنه يوسف، ابن يوسف، اللي هو أصلاً ابن يوسف. بعدين صار أستاذ دار الخلافة، لأنه بعدين صار آخر عمر ابن الجوزي، صار في رضا عن ابن الجوزي، أخرج من السجن الخليفة، ورضي عنه ورجع إلى الوعظ، ثم توفي بعدها يعني بسنتين يسيرتين. سنتين، رجع للوعظ. أي، رجع للوعظ يعني بعد ما خرج، عمره 85، ابن الجوزي، رحمه الله.

أو ابن يوسف، بصراحة، على مستوى الأحداث السياسية، أهم، أهم من أبيه. يوسف، من مشايخ الحنابلة الكبار، محي الدين يوسف بن الجوزي. كان فاضلاً، وكان سياسيًا، وكان يعني صاحب، وهو يعني كان يرسل الخليفة العباسي، يرسله إلى بلاد الشام. ومرّة، راح بلاد الشام، والأيوبيين صافين جيوش مع بعض يتقاتلوا. فيوسف هذا أصلح بينهم رد كل واحد، المكانة. أي، فيوسف هذا كان له مكانة، كان له مكانة حتى في العلاقات، في السياسة، في كذا، رحمه الله.

فالشاهد إنه أبوه ابن الجوزي ما كان يستطيع يقرأ سورة يوسف في السجن، مع إنه كان يختم كل يوم، لأجل الوجد على ابنه يوسف. أي، نعم، هذا في سنة 590، قال ابن كثير، وفيها نقم الخليفة على الشيخ أبو الفرج بن الجوزي، وغضب عليه، ونفاه إلى واسط، فمكث فيها خمسة أيام لم يأكل طعامًا، وأقام بها خمسة أعوام يخدم نفسه، ويستقي لنفسه الماء، وكان شيخًا كبيرًا قد بلغ 80 سنة، وكان يتلو في كل يوم وليلة ختمة. قال: ولم أقرأ فيها سورة يوسف لوجدي على ولدي يوسف، إلى أن فرج الله عنه كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

في نفس هذه السنوات، 591، كان في حدث كبير جدًا جدًا في الأندلس. أغلب المصادر تقول: وقعت الزلاقة. طبعًا هو نبه كثير المحققين إنه هي، شو اسمه؟ وهم يعني تاريخي، تناقل مصادر عن بعض، هي ليست وقيعة الزلاقة، وإنما وقعت الأرك. معركة الأرك الكبيرة اللي صارت على يد الزلاقة، صارت على يد من؟ تشفين مبكر. أي، أما هذه لا، على يد الموحدين. كانت معركة كبيرة جدًا، وانتصر فيها المسلمون انتصارًا كبيرًا جدًا.

هذا الانتصار يعني لا شك كان له أثر عظيم. طبعًا أيضًا لا ندخل في هذه القضية، لأنه تاريخ الأندلس صعب إنه نتناول فيه شيء. لكن، يعني، اللطيفة، في لطيفة لطيفة هذه، اللطيفة سلمكم الله، في الكتاب اللي كتبه الفونش، لملك الموحدين، هذا يستجر للقتال. الفونسو هذا أو الفونش، يبغى يجيب الملك الموحد للقتال، فأرسل له يقول له: بسمك اللهم فاطر السماوات والأرض، أما بعد أيها الأمير، فإنه لا يخفى على كل ذي عقل لاذب، ولا ذي لب وذكاء ثاقب أنك أمير الملة الحنيفية كما أنا أمير الملة النصرانية، وأنك من لا يخفى عليه ما هم عليه رؤساء الأندلس من التخاذل والتواكل وإهمال الرعية، واشتماله على الراحات، وأنا أسومه الخسف، وأخلي الديار، وأسبي الذراري، وأمثل بالكَهَل، وأقتل الشباب، ولا عذر لك في التخلف عن نصرتهم. تخيل، تخيل الرسالة هذه، أجه يقوله: لا عذر لك بالتخلف عن نصرتهم، ها، ولا عذر لك في التخلف عن نصرتهم، وقد أمكنتهم. تعتقدون أن الله فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، والآن خفّف الله عنكم، وعلم أن فيكم ضعفًا، فقد فرض عليكم قتال اثنين منا بواحد منكم، ونحن الآن نقاتل عددًا منكم بواحد منا، ولا تقدرون دفاعًا، ولا تستطيعون امتناعًا.

ثم حكي لي عنك أنك أخدت في الاحتفال، وأشرفت على ربوة القتال، وتمط نفسك عامًا بعد عام، تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، ولا أدري، الجبن أبطأ بك أم التكذيب بما أنزل عليك. ثم حكي لي عنك أنك لا تجد سبيلاً للحرب. لعلك ما يسوغ لك التقحم، ما يسوغ لك يسوغ لك التقحم فيها. فها أنا أقول لك ما فيه الراحة، وأعتذر عنك، ولك أن توافيني بالعهود والمواثيق والأيمان أن تتوجه من جملتي من عندك في المراكب والشوالي، وأجوز إليك بجملتي، وأبارك في أعز الأماكن عندك. فإن كانت لك، فغني عظيمة جاءت إليك، وهديّة مثلت بين يديك، وإن كانت لي، كانت يدي عليا عليك، واستحق أمارة الملتين، والتقدم على الفئتين. والله يسهل الإرادة ويوفق السعادة، بمنه، لا رب غيره، ولا خير إلا خيره.

فلما وصل إليه الكتاب وقراه، كتب في أعلاه هذه الآية: "ارجع إليهم فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها، ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون"، وأعادها إليه، وجمع العساكر العظيمة من المسلمين، وعبر المجاز إلى الأندلس. طبعًا، كسر أنف الفونش، ما خلى فيه شيء، قتل في جيشه، وما سحب مسح وجهه في البلاط، عارف يعني كانت هزيمة كبيرة وشنيعة ونكراً إلى أبعد مدى بعد الرسالة.

لكن أكدر لكم إياها، ولا أخليها. أخليها مضبوطه، خليها كده حلوة، ولا أعطيكم تكدير تين كذا حق. ها صدقوني، بنزل على رأيكم، خليها كده حلوة، وانتصر، ولا كدر لكم إياها بشغلتين. لو وقفنا النحو، هو مع السلسلة هذه، ما حعرف إن الدنيا حلوة، جميل المواقف السلبية كثير ها يا جماعة، كدر لكم إياها شغلات بسيطة يعني. مو يعني هذا الله يغفر له ويرحمه، هذا اللي ينكسر هو نفسه، اللي صلاح الدين لما ضاقت فيه الأحوال في قتال الصليبيين، أرسل له يستنجد فيه، فما جاء عشانه ما كتب له أمير المؤمنين. تذكروا، كانت وقت الأندلس، أي، هذا هو نفسه.

ت، بسيطة. ها، مادام دق راسه. هذه واحدة. الثانية إنه طبعًا هو انتصر انتصار كبير وذهب إلى طليطلة. وصل إلى، طبعًا، طليطلة هذه هي لما سقطت بأيدي النصارى، هي هي اللي تقدر تقول إنه هي اللي فعليًا أدت إلى سقوط الأندلس بعدين. يعني بعدين، يعني بعد كم قرن، يمكن بعد أربع قرون من سقوط الطليطلة، بس طليطلة هذه، لأنها في قلب الأندلس، صارت هي المنطلق اللي تنطلق منه الجيوش النصرانية على بقية البلدان، تمام، وصارت يعني فعلاً شوكة في حلق المسلمين، وصعب أنها تحرر. فهذا لما كسر الفونسو، وصل إلى طليطلة وكاد أن يفتحها، لكن خرج له نساء الفونس، وأمه والحريم، وجلسوا يبكوا، يترجوا وكذا، فرحمهم، وترك فتح طليطلة.

هذا المكدر الثاني، ولو إنه حزم وفتح طليطلة، لربما تغيرت الموازين، لكن قدر الله ما شاء فعل. هذا يعني إيش؟ يعني كدل عليكم فرحتكم شويّة بكسر طبعًا فونسو نفسه، بدأ يجمع الجيوش، وبعدين عاد وهزم المسلمين. هذا المكدر الثالث في معركة، في معركة بعدين بس نسيت بعد كم، يمكن بعد عشر سنوات أو عدة سنوات. يعني بس الشاهد إنه هذه يعني خاصة بعد الرسالة، ها، طبعًا الهزيمة ما كانت عادية، هزيمة نكراء شنعاء، قتل فيها من الصليبيين ما لا يُحصى عدد كبير جدًا جدًا.

جداً. المهم، هذا كل الحين مجموعة من الأحداث البسيطة من عام 590 تقريبًا أو 89 إلى عام 595. يعني كل هذا الكلام، خمس سنوات، ست سنوات، بالاختصار الشديد جدًا جدًا، يعني أخذنا لمحة كذا ومجموعة من الفوائد ومجموعة من يعني تعليقات. تخيلوا لو أني سمعت كلام الشباب اللي قالوا: لا تذكر ولا شيء من التفاصيل ولا إيمات، بس عارف، يبغوني كأقول يعني اختلف المسلمون والدروس المستفادة أولًا، ثانيًا، الله المستعان.

بس أي، الملك، عضو خلي، يعني إيش، خليكم تحسوا بالشنانة على الملك. أنا كنت ناوي اليوم، والله، بس لعله يكون في اللقاء القادم، لأنه لسه الخلافات جاية، ويمكن كمان أجل، عشان تشوفوا كمان الخلافات اللي أكثر، اللي خلاص يعني هتكره الوضع تمامًا. فتعرفوا بذاك الوقت، التعليق يجي بوقت، وتشوفوا كيف يعني هذه الآثار. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا. أسأل الله أن يغفر لنا وللمسلمين الأحياء منهم والأموات، وأن يعز الإسلام والمسلمين. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج كرب أهل غزة، وأن يرفع الضر عنهم، وأن ينصرهم نصراً مؤزرًا، ع ورحمته إنه هو العزيز الرحيم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.