23 دقائق للقراءة
تفريغ مقطع مرئي
0:00/0:00
سجل دخولك للوصول إلى ميزة التظليل والمزيد من المميزات

علوم القرآن | المجلس الثاني | برنامج إرواء

أكيد، تفضل بالنص الذي تود معالجته وسأقوم بتنسيقه وتدقيقه وفقًا للتعليمات التي ذكرتها. سأحرص على تقسيم النص إلى فقرات صغيرة، وتشكيل الأحرف عند الحاجة، وتصحيح الآيات القرآنية مع ذكر أرقامها، مع الحفاظ على أسلوب النص الأصلي.

غراسُ العِلْمِ طريقُكَ نحو عِلْمٍ شرعيٍّ راسخ.

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى. والصلاة والسلام على النبي المصطفى، صلاةً تترى وعلى آله وصحبه ومن لنهجه اقتفى.

حياكم الله في المجلس الثاني من التعليق على مادة علوم القرآن أيها الكرام. الله سبحانه وتعالى لما أهبط آدم إلى الأرض، جاء بحكمته عز وجل أن يرسل رسائل إلى أهل الأرض. يا رب هذه الكاميرا تعمل، خص مرها تمام.

أنا الأخوة بث، الله سبحانه وتعالى أرسل كتباً إلى أهل الأرض. هذه الكتب ما هدفها؟ هي كخارطة إلى الله سبحانه وتعالى، إلى موطنه الأصلي الذي أهبط منه حتى يعود إلى موطنه الأصلي بأمان.

من يتلقى هذه الرسائل وهذه الكتب الإلهية ويتعامل معها بالجدية المطلوبة، عرف منارات الطريق وعرف كيف يصل إلى الله سبحانه وتعالى. لأنها تقول لك: "امشِ هنا، اذهب هنا، اعمل كذا كذا كذا تصل".

إنسان وصل إلى هذه الأرض وهو يعلم أنه هابط من الجنة ولا يوجد بين يديه رسالة تعطيه منارات الطريق، هذا الإنسان كئيب. لأنه سيصبح هو الذي يخطط لنفسه ويحاول أن يجد كيف سيصل مرة أخرى إلى الله سبحانه وتعالى.

فالله عز وجل من رحمته بالبشر، من كرمه، من جوده، من واسع فضله، أنه تكلم بكلام وأنزله للبشر عبر الكتب السماوية التي تكلمنا عنها في درس العقيدة قبل قليل. وكانت وظيفتها أن تعطي منارات الطريق والهدايات لهذا الإنسان حتى يعود إلى موطنه الأصلي بأمان.

فمحرمٌ محروم من لم يتعامل مع القرآن بالجدية التامة. هو خارطة طريق لك، هو فيه رسائل وقواعد: إذا فعلت كذا، إذا عملت كذا، إذا صنعت كذا توصل. إذا أخطأت كذا، وإذا ما فعلت كذا تكون عصيت. فأنت تملك جوهرة ثمينة.

كأنك إنسان في صحراء، أو إنسان سقط أو رمتك السفينة على شاطئ جزيرة وما كنت تعرف خريطة هذه الجزيرة. فجاء شخص فقال لك: "تفضل هذه الخارطة، إذا مشيت عليها بشكل جيد ستتعرف كيف تتعامل مع هذه الجزيرة. وإذا لم تقرأها بشكل جيد، أنا لا أعرف ماذا ستقابل من وحوش، من أمور ضارة، من أشياء مفسدة".

كيف سيكون تمسكك بهذه الخارطة؟ ستعض عليها بالنواجذ، أليس كذلك؟ وستكون محتفياً في الحياة على هذه الجزيرة وبدونها أنت تعرف أن الحياة ستكون صعبة وصعبة جداً. هكذا هو القرآن حقيقة، وإن كنا نتغافل عنه ونقصر في حفظه وفهمه وتدبره، وأحياناً نتعامل معه على أنه فقط بركة. يعني هيك من شغلة في البيت، هكذا القرآن يقرأ وحده، أو في السيارة وأنت ذاهب آت. لكن لست محتفياً.

مهم جداً أخي الكريم أن تعرف قيمة القرآن في حياتك. تمام؟ يعني بعض الناس هو فقط يتكلم عن جماليات القرآن، ما أفضل القرآن! وهذا مطلوب. لكن ما هو أعظم؟ أن تفهم هدايات القرآن، أين يقودك القرآن؟ وأين يريدك أن تصل؟

(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الإسراء: 9). يهديك للتي هي أقوم، لكن عليك أن تكتشف كيف القرآن يهدي للتي هي أقوم. أنت مؤمن بهذه الآية، أنا أعرف. لكن أغلبنا لا يدري. يعني أنت مؤمن بها إيماناً عاماً. لكن هل تدري كيف القرآن يهدي للتي هي أقوم؟

من لا يتدبر القرآن ولا يعيش مع القرآن سيفقد هذه الهدايات. وسيبقى مؤمناً أن هذا الكتاب فيه شيء عظيم. لكن لأنني لا أتدبر ولا أحتفي به، لست مكتشفاً هذه العظمة وهذا الجلال.

ولذلك حتى مادة علوم القرآن يكفي أنها تتكلم عن القرآن حتى أحتفي بها. أنها هي تتكلم عن هذه الرسالة، تعطيني معلومات متعلقة بهذه الرسالة، لأستفيد من خلال هذه المادة كيف سأتعامل مع هذه الخارطة.

مش قلت لك: أنت كان عندك خارطة ويأتيك شخص يقول لك: "هذه الخارطة عليك أن تتعامل معها كذا وفيها معلومة كذا". أي معلومة ستقدم لك عن الخارطة في الجزيرة التي سنعود؟ أي معلومة ستقدم لك عن الخارطة أنت ستكون مهتم أن تعرفها، ليه؟ لأنها تمس هذه الخارطة التي فيها النجاح.

فكذلك مادة علوم القرآن هي تمثل معلومات عن خارطة الطريق في حياتك. عن القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم. وبالتالي عليك أن تكون مهتماً بأي معلومة تتعلق بالقرآن، لأنها قد تفتح لك أفق في مسألة معينة. قد تعينك على فهم شيء متعلق بهذه الرسالة. حتى تكون ممن فهمها بإتقان.

حتى لا أطيل في هذا، إنما أردت أن أبين قيمة القرآن. وأحب القرآن من كل قلوبكم، وتعلقوا به في حياتكم، وتعلقوا بكل ما يتعلق به. وصلنا في هذه المادة الجميلة إلى المقدمة الثالثة وهي مقدمة تتعلق بماذا؟ بخصائص القرآن.

احنا تكلمنا في الدرس الماضي عن تعريف القرآن، وعن تعريف علوم القرآن، وعن فضائل القرآن إذا تذكروا. تكلمنا عن الفضائل ما له عند الله من الفضيلة. لكن الآن بدي أتكلم عن ميزات في، ميزات للقرآن يجب أن تفهمها لتعرف قيمة هذا الكتاب ويعلو شأنه في قلبك. سريعا ابدأ يا شيخ عمر اقرأ هذه الخصائص أولاً.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أولاً: أنه كتاب للعالمين كافة، الجن والإنس، والعربي والعجمي، والأبيض والأسود، لتكون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عالمية. رسالة عالمية.

إذاً، هذه أول ميزة للقرآن وهي تابعة لميزة النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرناها قبل قليل. أنه هو الرسول الذي أرسل للبشر والجن بخلاف الأنبياء السابقين، كما قلنا أرسلوا إلى أقوامهم خاصة. فلأن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عالمية، القرآن جاء عالمياً.

فلذلك حتى الأعاجم هم مطالبون أن يتعلموا العربية ليتعلموا القرآن. حتى الأعاجم هو مطالب أن يتعلم العربية ليتعلم القرآن، طيب. حتى الجن مطالبون أن يفهموا القرآن ومكلف بالقرآن. (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) (الجن: 1).

فأحكام القرآن بما فيها الصلاة والزكاة هذه ليست فقط لنا نحن الإنس، حتى الجن مطالبون بها. صلاة وزكاة وبيعا وشراء ونكاح، مطالبون بنفس الأحكام التي نحن مطالبون بها وسيحاسب أمام الله عنها.

ثانياً: أنه محفوظ من التبديل والتغيير والتحريف بحفظ الله له. فقد تكفل سبحانه وتعالى بحفظه فقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9). لأن الله شاء أن تكون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي الرسالة الخاتمة فتَكفّل بأن يحفظ كتابه. بخلاف الأنبياء السابقين، فكتب لم يتكفل سبحانه بحفظها. لأنه يعلم بواسع علمه أنها ليست الرسالة الخاتمة.

فلما كانت هذه الرسالة الخاتمة تكفل الله بحفظ كتابها من التبديل والتحريف والزيادة والنقصان. (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9). فكن على تمام الثقة أن سلفنا الصالح جيلاً بعد جيل نقلوا الوحي إلينا بإتقان. فضلاً عن صدقهم.

لكن هناك إله تكفل أن يحفظه، يعني هي مش القضية مناقشة كيف نقل القرآن. طيب يا أخي، افرض أنه في آية سقطت! لا، لا هو مش رح أفرض، لأن الله عز وجل تكفل. ما دام الله وعد أن يحفظ كتابه فهذا وعد حق صدق. والقول بأن القرآن سقط منه شيء أو منه آيات لم تذكر كما تقول بعض الرافضة أو ما شابه ذلك، هذا تخوين لله الذي وعد بأن يحفظ كتابه سبحانه وتعالى.

ثالثاً: أنه معجز لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (الطور: 33-34). الخصيصة الثالثة للقرآن والتي لا توجد في الكتب السابقة. أن الكتب السابقة ليست معجزات، وإنما هي رسالات. يعني التوراة والإنجيل هو ليس معجزاً في نظمه وبيانه ولم يأت دليل على ذلك. وأما القرآن فهو المعجزة، يعني هو كتاب وفي نفس الوقت معجزة. هي من خصائص القرآن. فتوراة موسى وإنجيل عيسى هي رسالات من الله سبحانه وتعالى لهداية بني إسرائيل، لكن نصه ليس معجزاً، نصه لم يأت الدليل على أنه معجز. أما القرآن لا، نصه معجز. تحدي العرب والعجم أن يأتوا بمثل هذا القرآن.

طيب. رابعاً: سلامته من أي خطأ أو سهو أو تناقض. قال تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة: 2). وهذه النقطة هي أصلاً تندرج تحت النقطة الثالثة وهي قضية أنه محفوظ من الله سبحانه وتعالى.

خامساً: أنه قطعي الثبوت لوصوله إلينا بالتواتر. نقلته الأجيال جيلاً بعد جيل وعلى وجه يمنع أحداً أن يشك في صحة حرف منه زيادة أو نقصاناً. أنه قطعي الثبوت لوصوله. طبعاً هو قطعي الثبوت، حتى يعني هذه فقط من باب الفائدة التي لم تذكر في الكتاب. حتى لو كانت برواية الآحاد. أنه الصحيح أنه حتى يثبت القرآن لا يشترط التواتر، بل قال العلماء يكفي أن يوافق رسم مصحف عثمان وأن يوافق العربية وأن يصح سنده. لذلك نعم هناك القراءات المتواترة وهناك حتى قراءات أحادية يجوز القراءة بها ما دام صح سندها ووافقت الرسم العثماني. ووافقت اللغة العربية بالنحو والصرف واللغة.

فالقرآن قطعي الثبوت. فحتى الآحاد يعني نحن نؤمن أن حتى الآحاد هو قطعي الثبوت. لأنه ليس شرطاً في القطعية أن يكون هناك تواتر ما دامت الأمة تلقتها بالقبول. حتى القراءات الأحادية فلا مشكلة لدينا في قراءتها. فالمهم أننا نؤمن أنه لا يوجد آية قرآنية ظنية. إيش يعني ظنية؟ يعني مش متأكدين 100% أنها ثابتة بس يلا بقراها. ما فيش عندنا، كل الآيات قطعية الثبوت لوصولها بالتواتر، وهذا في القراءات المشهورة. وأيضاً هناك قراءات أحادية ليست متواترة لكن الأمة تلقتها بالقبول فمثل هذه أيضاً قطعية الثبوت.

سادساً: شمولية لكل ما يحتاجه العبد من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وسياسة واقتصاد وغير ذلك من أمور الحياة عموماً. شوف القرآن أيها الكرام هو ليس كتاب فيزياء أو كيمياء أو تكنولوجيا. لأنه بعض الناس يتعامل مع القرآن يريد أن يبحث في قوانين الفيزياء من خلاله، وقوانين الأحياء، وقوانين التكنولوجيا. لا لا أخي هذا القرآن أرسل هدايات، وكُلي. يعني أسلوب القرآن في شموليته لحياة الإنسان أنه يعطيك القواعد العامة، ثم أنت بعد ذلك تبحث عن التفاصيل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد بأدوات المعرفة الشرعية. أما القرآن فوظيفته تثبيت القواعد. القواعد العقدية، القواعد الفقهية العامة، القواعد السلوكية الأخلاقية، القواعد الحياتية، مركزيات الوجود. تفهم لماذا أنت موجود؟ ما نهايتك؟ علاقتك مع الله؟ تتعرف على الله بتوحيده وأسمائه وصفاته. فهذه معنى شمولية القرآن لكل مناحي الحياة، شمولية عامة. وليس المراد الشمولية التفصيلية.

فأنت لو فتحت القرآن لن تجد فيه حكم التعامل بالعملات الإلكترونية، لن تجد فيه تفاصيل التفاصيل. لكن ستجد فيه المنهج، ستجد فيه التقعيد، ستجد فيه التأسيس الذي إذا تمسكت به واستنرت بنوره أوصلك إلى الله بأمان، نعم.

سابعاً: القرآن مهيمن على الكتب قبله، ناسخ لها. قال الله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) (المائدة: 48). فما فيه من عقائد متفقة مع ما جاء في الكتب من قبله. وأما أحكامه فهي ناسخة لما قبله. هذا معنى أن القرآن مهيمن على الكتب السابقة. يعني هو أصبح القائد لها. المهيمن على الشيء هو المشرف عليه، الذي يدير أمره، تمام؟ المسيطر عليه. هذا معنى الهيمنة. فلما يقول القرآن مهيمن كأنه خلص رسالته هي تعلو على كل الرسائل قبله. رسالته تعلو على كل الرسائل قبله. فقد نسخ بمجيئه جميع الفقهيات التي جاءت في الشرائع السابقة. وأما العقائد فكما قلنا هي واحدة. يعني العقائد في كل الكتب لا تنسخ لأن العقيدة واحدة، لكن كفقهيات وسلوكيات، القرآن هيمن برسالته الخاتمة ونسخ جميع ما ورد في الرسائل السابقة، تمام.

ثامناً: عجيب وقعه في النفوس وتأثيره في القلوب. شوف هذا الكلام الجميل للخطابي. من خصائص القرآن كما قال عثمان: "لو صفت قلوبنا لما شبعنا من كلام ربنا". القرآن له ميزة، له سطوة على القلوب بشهادة الجميع حتى الكفار. القرآن من خصائصه أن له حلاوة. وهذا حتى بشهادة كفار قريش لما كانوا يجلسون مع النبي صلى الله عليه وسلم. مش قال الوليد بن المغيرة: "إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه". هو أثر القرآن وسلطته على النفوس عجيبة. وهذا ذكر البعض أنه من صور إعجاز القرآن التي قد لا توجد في الكتب السماوية السابقة. سطوة النص على القلب.

يقول الخطابي، انظر ماذا يقول الإمام الخطابي، نعم. وقد قلت في إعجاز القرآن وجهاً ذهب عنه الناس. إيش يعني ذهب عنه الناس؟ يعني غفل عنه الناس. يقول الخطابي: "وجدت أن هناك إعجازاً من إعجازات القرآن غفل عنه كثير من الناس، وهو صنيعه في القلوب وتأثيره في النفوس".

فإنك، قال صنيعه في القلوب وتأثيره في النفوس. كيف القرآن يحرق قلبك؟ أكيد يوم أنت كنت حزين ومغموم ومهموم وشاعر أن الدنيا أحاطت بك وهكذا، سمعت قرآناً يخرج من مذياع أو من شاشة تلفاز. فشعرت بشيء من الهدوء، حتى ولو لم تفهم معنى الآيات حقيقة. لكن تشعر أن القرآن له صنيع عجيب في النفوس. وراح ما بعدها راح. إذا دخل الإذان ووصل القلوب هذا من إعجازه. يعني ما هذا العجب العجاب أن هذه الأحرف حتى ولو لم تعي معناها قادرة أن تحرك في القلوب الكثير من الأفكار وتبيد الكثير من الأحزان. تمام؟

يعني حتى إنسان أعجمي يقول لك: "لا أعرف العربية" يا أخي يسمع القرآن يقول لك: "أتغير داخلياً، أشعر براحة". هذا من إعجازه. لذلك كما قلت أحرف القرآن فيها إعجاز إخواني، ليس فقط معاني القرآن، ليس فقط معان. أحرفه، صوته، إيقاعه الصوتي فيه إعجاز يحصل في النفوس، يدرك ذلك من سمعه وتغيرت حياته بسببه دعونا نقول.

فهنا يقول الخطابي: "وقد قلت في إعجاز القرآن وجهاً ذهب عنه الناس وهو صنيعه في القلوب وتأثيره في النفوس". أكمل. فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوماً ولا منثوراً، إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال ومن الروعة والمهابة في حال آخر ما يخلص منه إليه. يعني أنت لن تسمع قصيدة جميلة ولا كلاماً منثوراً لأديب من الأدباء فتجد له من الروعة واللذة والحلاوة في بعض الأحوال والمهابة والإجلال في بعض الأحوال الأخرى، كما تجد لكتاب الله سبحانه وتعالى في النفوس. مهما كان الخطيب فصيحاً مسقعاً، ومهما كان الكلام يعني عال جداً، ستجد القرآن يهيمن على كل هذا الكلام.

قال سبحانه: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) (الزمر: 23). هكذا يصنع القرآن في القلوب.

طيب. وهذا التأثير وهذا التأثير العجيب والتسلل إلى القلوب وصل حتى لقلوب الكفار حين كانوا يستمعون له. سر ليتلذذ بسماعه. ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم في مكة في أثناء الفترة المكية وختمها، قرأها كاملة وختمها (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) (النجم: 62). سجد الجن والإنس والمسلم والكافر حتى كفار قريش سجدوا.

هذه شو سبب سجود كفار قريش؟ أبو جهل سجد، أمية خلف سجد، لماذا سجدوا؟ هي سطوة القرآن على القلوب. سطوة القرآن على القلوب. الكل قام من مكانه غصباً عنه وسجد عظمة وإجلالاً لهذا الكلام. لكن فرق طبعاً من يهتم بالقرآن ويتفكر فالسطوة تزداد وتكون أكثر أثراً بخلاف الغافل عن القرآن. (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد: 24). نسأل الله العافية.

نعم. تاسعاً: لا يمل منه سامعه ولا يكل مع كثرة التكرار. وهذا أيضاً من خصائص القرآن. الكتاب الوحيد الذي ربما تعيده ألف وألفين مرة في حياتك وبعضهم يختم مئات الآلاف قبل أن يلقى الله ولا يمل منه. أنت ربما كتاب المدرسة وكتاب الجامعة بالكاد تجر نفسك لآخر الفصل تقرأه بعدين ما تنتظر حتى تلقيه. أي كتاب، حتى كتب أهل العلم الكبار، الإنسان يطرب لها مرة، مرتين، ثلاث، أربع، خمس، ثم ماذا يعني ييك الملل. القرآن عجيب، بالعكس، كل ما قرأته استمتعت به، طربت له، طلبته أكثر. وهذا أيضاً من صور الإعجاز فيه، من صور الإعجاز فيه. أنه كتاب لا يمل.

نعم. قال: لا تنتهي معانيه ولا تنفد عجائبه. كما روي عن علي رضي الله عنه. ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد. شوفوا شو قال علي بن أبي طالب في وصف القرآن: قال: "لا يشبع منه العلماء"، لأن الجهال ممكن يشبع، ليه؟ لا يتدبر هو مش فاهم. لكن العالم بما في هذا الكنز يومياً مع كل قراءة تظهر له منارة من من منارات الاستهداء.

قال: "ولا يخلق على كثرة الرد". ما معنى قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ولا يخلق"؟ لا يخلق يعني لا يبلى. الثوب لما يبلى أنت إيش تفعل؟ ترده من كثرة الاستعمال. يقول القرآن لا يخلق، يعني لا يبلى على كثرة ترداده. فليس كالثوب الذي إذا لبس كثيراً أصبح ثوباً خلقاً فألقيته. بل هو دائماً دائماً يتجدد في معانيه وتستثار معانيه.

طيب. قال ابن عباس: إن القرآن، شوف شو الكلام العظيم من ابن عباس، يقول: "إن القرآن ذو شجون وفنون". يعني في أغصان كثيرة، في فروع كثيرة، وعلوم عجيبة. هذا معنى ذو شجون وفنون، فروع وأغصان. قال: "لا تنقضي عجائبه ولا تبلغ غايته". يعني مهما كنت عاقلاً، بل لو كنت أعقل البشر، لن تبلغ نهايات العلوم التي في القرآن. لو كنت أذكى إنسان على وجه الأرض، لن تقول أنك خلص أنا ختمت العلوم اللي في القرآن. هل أحد يستطيع يقول ذلك؟ أنني خلص أنا ختمت؟ لا. ممكن تقول خلص هذا الكتاب أنا هضمته وفهمت ما فيه. مش هيك بعض الناس بيقول لك: هضمت هذا الكتاب وأصبح في جيبه. القرآن لا يمكن أن تبلغ الغاية في فهمه لأنه كلام الله، كلام ليس من كلام البشر وليس من صنيع المؤلفين، ليس عقلاً بشرياً محدود التصور تكلم بهذا الكلام الذي تكلم به إله، ويكفي هذا وهذه الميزة.

فعاشراً: الاستشفاء به. يقول تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء: 82). والقرآن شفاء للأبدان وللأرواح. يعني حتى الأبدان شفاء. وأنا أعرف مرضى سرطان، شوفوا بالقرآن. مرضى سرطان أعرفهم، عجز الطب عن علاجهم شوفوا بالقرآن وانتهى المرض من حياتهم. فالقرآن هذا من خصائصه عجب عجاب. شفاء لمرض القلوب ولمرض الأبدان.

الحادي عشر: يتبارك به دون غيره من الكلام. فهو كتاب مبارك تلتمس منه البركة دون غيره من الكلام البشري نقصد. نعم، تلتمس منه البركة. يقول تعالى: (وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ) (الأنبياء: 50). ويقول (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ) (ص: 29). المشكلة أن كثير من الناس هو فقط عنده الخصيصة رقم 11. أنه بس بركة، القرآن عنده. طيب كل الخصائص السابقة شو بتسوي فيها؟ يعني البركة هي جزء من، أكيد من القرآن. لكن القرآن مش بس فقط كتاب بركة. نتبارك فيه ونجيبه في العزيات. يلا يا فلان اقرأ لنا آيتين. ونجيبه على الأفراح ونفتح به الحفلات والمناسبات. ونفتح حفلنا هذا بآيات من القرآن الكريم. يعني الناس تتعامل مع القرآن افتتاح الحفلات، ختام عزيات، حيا كذا. ويجي واحد يحطه في القرآن والله تبرك فيه في الشغل. الشباب موظفين: يا أخي شغل لنا قرآن. ماشي جميل جزاك الله خير. لكن هناك ما هو أعظم وأعظم من هذا وأنت غافل عنه، نعم.

الثاني عشر: تيسير حفظه عن ظهر قلب بتيسير الله له. قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) (القمر: 17). نعم، القرآن سهل الحفظ بخلاف الكتب السابقة. يقولون ما كانوا يحفظونها اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل كان يصعب حفظها. أما القرآن فنظمه يساعد على حفظه فنظمه المعجز يساعد على حفظه.

الثالث عشر: يتعبد بتلاوته. فلا تصح الصلاة إلا بقراءة القرآن ولا يحصل الثواب بتلاوة ما هو دونه بذات القراءة. إيش يعني ولا يصح الث ولا يحصل الثواب بتلاوة ما هو دونه بذات القراءة؟ تفضل، تدبر. نعم، أحسنت. يعني في هناك كلام، كلام كل حرف منه عليه حسنات. يعني لو قرأت كلام للعلماء، كلام للمثقفين، كلام حتى لو كلام شرعي أنت ما تأخذ ثواب على طلبك للعلم، لكن نفس الأحرف نفس الأحرف كل حرف عليه حسنه. هذا مش موجود إلا في القرآن. اختلفوا في السنة النبوية هل يحصل فيها هذا أو لا بس فقط من باب الفائدة، لكن القرآن هو الكتاب الوحيد المتفق على أن كل حرف عليه حسنات. لا أقول "ألم" حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف. هذا يسمى التعبد بتلاوته.

نعم، يعني الله عز وجل هل أمرك أن تقرأ كتاب وتكثر من قراءة غير القرآن؟ لا. إيش الكتاب اللي أنت مأمور أن متعبد أن تتلوه عبادة؟ يعني عبادة أن تتلوه تذهب إليه تتلوه؟ القرآن. أما كتب أهل العلم، أخ حبيت تقرأ الأجرومية، حبيت تقرأ قطر الندى، كله خير وبركة. حبيت تدرس فقه حنبلي، حبيت تدرس فقه شافعي، كله خير، تمام؟ فما في شيء أنت متعبد به من كتب أهل العلم. وأما القرآن هو بعينه متعبد أن يتلى وأن يقرأ وأن يتعلم، نعم.

المقدمة الرابعة: إعجاز القرآن. الآن نأتي إلى المقدمة الرابعة بعد أن تكلمنا عن خصائص القرآن. نعرف أن من خصائصه التي ذكرناها قبل قليل ضمن الخصائص ذكرنا خصيصة أنه ليس فقط رسالة تعليمية بل هو معجزة في نفسه صحيح. بخلاف التوراة والإنجيل. من ميزات القرآن أنه آية معجزة في نفسه. فالسؤال الآن: ما هي أوجه الإعجاز في القرآن؟ القرآن ما معنى أن القرآن معجزة؟ تمام هذه الكلمة، أنا بقول هذا شيء معجزة ما معنى أن القرآن معجزة؟ قلنا المعجزة قبل قليل في علم العقيدة إيش تعريفها؟ أمر خالق للسنن الكونية.

فما سر هذه الأحرف وهذه السور وهذه الآيات التي هي معجزة؟ يعني لماذا هي خارقة للسنن الكونية؟ ماذا يوجد فيها مما جعلها خارقة للسنن الكونية؟ بخلاف التوراة والإنجيل وما فهمتم السؤال؟ ماذا يوجد فيها؟ فالآن سنأتي لِنعرف ذلك. ذكرنا أن من خصائص القرآن أنه كتاب معجز. وأنه معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الكبرى التي دلت على نبوته ورسالته من عند الله. يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي، ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله أمن عليه البشر". ما معنى هذا؟ العث يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات" يعني من المعجزات "ما مثله أمن عليه البشر". يعني ما من نبي إلا ربنا أعطاه معجزة، آمن من آمن من قومه بناء عليها. فموسى أعطي معجزات معينة عليه السلام، وعيسى أعطي معجزات معينة، وصالح تمام آمن به قومه بناء على هذه المعجزات، ثم انتهت. ثم هذه المعجزات انتهت بموت هؤلاء الأنبياء.

قال: "وإنما كان الذي أوتيت"، يعني المعجزة التي أوتيت وحياً أوحاه الله إليه، فجعل الله نفس وحيه وهو القرآن هو نفس المعجزة. الأنبياء السابقون الوحي بحد ذاته لم يكن معجزة كما قلنا. فالتوراة والإنجيل ليست معجزات. كانت معجزاتهم حسية. أما النبي صلى الله عليه وسلم فهو يخبرنا أن معجزتي الكبرى، معجزة الكبرى الأساسية مختلفة عن سائر معجزات الأنبياء. وإنما كان الذي أوتيت أي كمعجزة وحياً أوحاه الله إليه. وما دام وحي ما دام أنه نص، الرسالة هي المعجزة. فالنبي صلى الله عليه وسلم طمح بسبب ذلك أن يكون هو أكثر الناس اتباعاً يوم القيامة. لأن طبيعة رسالة وحي والوحي لا ينتهي ودائم بدوام البشر. فلذلك قال: "فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة". كل نبي جاءت له معجزات محددة، بعض الناس حتى ما بلغت المعجزات وما رآها رآها قومه فقط فآمن به قومه وانتهت بموت الأنبياء. أما القرآن فهي معجزة خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فلذلك طمح النبي صلى الله عليه وسلم لخلود معجزته أن يكون أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة.

أحياناً الإنسان إخواني ترى ما ينتبه لبعض التفاصيل. لكن حقيقة يعني أن تتذكر دائماً أن القرآن معجزة، ترى شيء هيك يعني إحنا أحياناً لكثرة ما سمعناه صارت شيء تقليدي في حياتنا. لكن لما تفتح المصحف تذكر دوماً أنه بين يديك شيء خالق للسنن الكونية. أنا أعرف أننا للأسف لبعدنا عن العربية إحنا ما آمنا أن القرآن معجزة بس نكون صادقين. مش فاهمين ليش؟ يعني أكون واضح 99 منا كمسلمين اليوم هو إيه؟ هو مؤمن أن القرآن معجزة وهذا القدر الأساسي جزاك الله خير. بس أنا فاهم أن أنت مش فاهم ليش معجزة. تمام؟ لو قلت لك وين المعجزة البيانية؟ شو في هذا النص من الإعجاز؟ ق والله يا شيخ أنا بيني وبين اللغة العربية مسافات، أنا لست امرئ القيس ولا كذا. طبعاً أنت مش محتاج تكون امرئ القيس ولا سيبويه حتى تدرك كثير من اللمسات البيانية والفخامة في الإعجاز. لكن كلما قويت في العربية كلما بدأت تكتشف أكثر وأكثر معالم هذا الإعجاز. فأنا صادق معكم أننا نحن نؤمن بالإعجاز لكننا مش فاهمين إيش هو، لأننا ضعاف في العربية هذا هو الواقع.

ولذلك حتى العلماء، يعني ليس فقط هذه المشكلة في واقعنا، بل بدأ تظهر حتى في القرن الرابع الهجري والخامس الهجري والسادس الهجري بدأ العلماء يرون أن كثير من العامة بعد اختلاط العربية بالعجمية وضعف العربية أصبحوا لا يدركون معجزة القرآن، ما طبيعتها. فصاروا يؤلفوا كتب اسمها كتب إعجاز القرآن أو دلائل الإعجاز. كما ألف الجرجاني كتاب دلائل الإعجاز. والخطابي ألف كتاب في إعجاز القرآن والباقلاني. لأنهم أرادوا أن يفهموا الناس قدر المستطاع. حاولوا تقتربوا لتشم رائحة هذه المعجزة، وإلا فالواقع المرير يثبت أن أكثر الناس هو فقط يؤمن بها إيماناً. لكن على الأقل تذكر لما تفتح صفحات المصحف أنك تتعامل مع شيء خارق للسنن الكونية. أن هذا المعطى في نفسك يجعلك تشعر على الأقل بهيبة هذا النص وهذا مطلوب يشعر لك تشعر بهيبة هذا النص أنه خالق للسنة الكونية وإن كنت مش فاهم.

طيب، وتميزت هذه المعجزة بأنها معجزة عقلية لا حسية كما كانت معجزات الأنبياء من قبل، يعني خلينا نسميها معنوية بدل ما نسميها عقلية، ممكن نسميها إيش؟ معنوية. يعني هو عبارة عن كلام مش حسية. يعني الآن ناقة صالح شيء محسوس صح. أي عصا موسى عليه السلام شيء محسوس. لكن القرآن إعجازه مش محسوس، بدليل أن أكثركم مش فاهمه. تمام؟ بدليل أن أكثر، هذا يدل أنه هو معجزة مش حسية، معجزة بدها إيش؟ عقل يفهمها. فهمتم؟ هي بطبيعتها معجزة لذلك قال: "عقلية". مع، يعني شيء يحتاج عقل حتى يستوعب إيش هي المعجزة. أما ناقة صالح ما هي مبينة ناقة، يعني مبينة طلعت من الصخر ما بدها عقل، يعني يفكر. عصا موسى مبينة عصا صارت حية، ما بدها واحد يفكر. أما القرآن بدك تفهم، مش رح تحس ذلك إحساس، عليك أن تتعقل تعقلاً، نعم.

قال السيوطي رحمه الله: "ولأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة خصت بالمعجزة العقلية الباقية ليراها ذو البصائر". جعلها الله معجزة عقلية معنوية وليست حسية. طبعاً وإعجاز القرآن هو إثبات عجز البشر عن الإتيان بمثل القرآن ووجوه الإعجاز في كتاب الله متعددة. ككم هو؟ إعجاز القرآن هو أصلاً بدك تربطها بالمعجزة. يعني هي أمر خارق للسنن الكونية. ولماذا سمي الأمر الخالق للسنن الكونية معجزة؟ يعني هذه هي الفكرة. لماذا سمي الأمر الخالق للسنن الكونية الذي كان يعطى للأنبياء معجزة؟ من العجز صح؟ يعني البشر عاجز عن الإتيان بمثله. لذلك سمي إيش؟ معجزة، لأنه أنت عاجز عن أن تحاكيه.

طيب. وجوه الإعجاز كثيرة. نبدأ بأول، الآن القرآن إخواني، الإعجاز له صور كثيرة فيه، تمام؟ نبدأ بدراسة صور الإعجاز في القرآن. أولاً: سنبدأ بالإعجاز المتعلق بالألفاظ. الإعجاز في اللفظ وهذا تحته عدة صور. واحد: إعجاز الأول إعجازه من جهة اللفظ. وهو الذي يسمى، ها بين قوسين: الإعجاز البياني. وهو أهم صور الإعجاز حقيقة، لأنه متعلق بألفاظ القرآن. يعني طريقة الآيات، اللي هي نظم الآيات ورصف الآيات واختيار الكلمات. هذا يسمى إعجاز في اللفظ، أي رسمها ونظمها وسياقتها وطريقة إلقائها. قال: "وهو أصل الإعجاز والتحدي في القرآن الكريم". فحين تميزت العرب بالفصاحة والبيان جاء القرآن متحداً لهم بما برزوا وبرعوا فيه. فعجز العرب عن أو في أوجه علوه البياني أن يأتوا بمثله، فضلاً أن يستطيعه العجم أو من بعده من العصور.

نعم. فأساس التحدي بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش كان في هذا النوع في الإعجاز البياني. تمام؟ أنه هذا القرآن على وفق قواعد العربية نحواً وصرفاً و. وأنتم يا أهل العرب ويا قريش بالتحديد أفصح العرب لساناً وعنده الشعراء والأدباء والخطباء، حاولوا أن تأتوا بنص مماثل في بلاغته ونظمه للنظم القرآني. ما استطاعوا. ما استطاعوا على ذلك. وشهدوا أن هذا النص لفظاً ونظماً وصفاً للكلمات لا يمكن للإنسان البشري ولو كان في أعلى القدرات اللغوية أن يأتي