علوم القرآن | المجلس الرابع | برنامج إرواء
حسنًا، تفضل بتزويدي بالنص الذي تريد معالجته، وسأقوم بتنسيقه وتدقيقه وفقًا للتعليمات التي قدمتها. سأحرص على تقسيم النص إلى فقرات صغيرة، وتشكيل الأحرف عند الحاجة، وتصحيح الآيات القرآنية، مع الحفاظ على أسلوب النص الأصلي.
غراس العلم طريقك نحو علم شرعي راسخ طيب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى. والصلاة والسلام على النبي المصطفى، صلاة تترى وعلى آله وصحبه ومن لنهجه اقتفى.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وارزقنا علماً نافعاً يا أرحم الراحمين.
حياكم الله أيها الأكارم في المجلس الرابع من التعليق على مقرر علوم القرآن في برنامج إرواء.
وما زلنا في ثنايا الفصل الثاني من فصول هذا الكتاب، وهو الذي يتحدث عن المسائل المتعلقة بنزول القرآن.
هذه المسائل ربما بعض الناس ينظر إليها أنها مجرد معلومات هامشية، لكنها حقيقة تؤثر كثيراً كثيراً في فهمك للقرآن وفي تعايشك معه ومعرفتك لمقاصده.
سمينا هذا الفصل علوم التنزيل، يعني المسائل المتعلقة بماذا؟ بعملية نزول القرآن.
سواءً أولاً الكلام عن الوحي وأشكاله كما ذكرنا في المجلس السابق، والكلام عن كيف نزل القرآن بالتحديد إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك تفصيلياً خلال 23 سنة.
اليوم إن شاء الله وكذلك تكلمنا في المبحث الثالث عن أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل، اليوم سنتكلم أيضاً من المسائل المتعلقة بنزول القرآن، قضية السور التي نزلت في مكة والسور التي نزلت في المدينة، الذي يسمى المكي والمدني.
ما هو المكي والمدني؟ أيضاً سنتكلم ختاماً عن أسباب النزول، الوقائع والمجريات التي كانت تحصل في زمن النبوة وبناءً عليها تنزل الآيات.
فهم الإنسان لهذه التفاصيل، خاصة المبحثين اللذين سندرسه اليوم، المكي والمدني وأسباب النزول، حقيقة مهم جداً لتدخل في أجواء القرآن.
يعني القرآن ليس نص نزل مرة واحدة ككتاب واحد بدون أي أجواء وتفاصيل في تنزله. كلا، القرآن عظيم حتى في طريق تنزله.
القرآن عظيم حتى في طريق تنزله ومعالجته للقضايا التي كانت تحصل، وهناك دلالات تربوية كبيرة جداً في طريقة تنزل القرآن.
يعني ستستفيد منها دروس عظيمة في طريقة تنزل القرآن، سواء في مكة أو في المدينة أو في الأسباب التي نزل من أجلها.
فلا تظن أن القرآن هو كالمؤمن أنزله على السوق بدون أي سبب وأي مقصد بده يبيع الكتاب. لا، لا، لا، القرآن نزل ليصلح حياة الأمم.
بالتالي حتى في طريقة تنزله يجب أن تفهم كيف نزل ولماذا نزل بهذه الطريقة وهذه الآلية وليس بطريقة أخرى أو بشكل آخر.
لأن هذا سيفتح لك آفاق كبيرة في فهم القرآن والتعبد به والشعور أنه واقع عملي في حياتك.
احنا حتى نكون صادقين مع أنفسنا، من الأسباب اللي بتجعل بيننا وبين القرآن فجوة، أعود فأقول هي أننا نتعامل مع القرآن ككتاب بركة فقط.
نتبرك فيه في الصباح وفي العزيات وفي الأفراح ونفتح به الحفلات ونختتم به المجالس، لكننا لا نعرف أن هذا القرآن أو لا نشعر، بديش أقول لا نعرف، ممكن ض بيعرف.
لكن لا يشعر أن هذا القرآن خلال 23 سنة عم بينزل بالتدريج، شيء في مكة شيء في المدينة.
واقعة حدثت مع الصحابة جاء نص يعالجها، فلانة قالت قد سمع الله قول التي تجادلك، فجاء لمعالجة هذه الأمور.
لو أننا نعيشها اليوم، لو أننا نعيش القرآن كأنه يتنزل علينا اليوم كما عاشه الصحابة قبل 15 قرناً وهو ينزل عليهم لشعرنا بطعم القرآن.
يعني فرق بين من يتعامل مع القرآن وكأنه ينزل عليه هو وكأنه هو الذي يتلقى التنزيل وكل آية بتتكلم له عن مشكلة في الحياة.
بروح بشوف القرآن ايش بيقول في هالمشكلة، بحاول يرجع لنفسه، أه القران بقول لي كذا اروح اعمل كذا.
هنا أنت عم بتعيش القرآن جزء جزء ومقطع مقطع وآية آية فتشعر به، بخلاف كما قلت اللي بيتعامل معه مجرد كأنه بس كان المراد أن يحفظ حفظاً وأن يختم ختمة وأن يكون في ميادين المسابقات العالمية فيه وخروج عن مقصده بهذا الشكل الهائل.
لن تذوق طعم القرآن حتى تعرف أسرار تنزله، بدك تكون فاهم هي القضية، يعني ليس حتى مجرد طب يا شيخ لو فسرته بدون ما أفهم أسرار التنزل، جيد، لكن سيكون فهمك قاصراً.
مجرد تفتح تفسير ابن كثير أو أي تفسير، وأنت مش عارف طب هي الآية ايش أجوائها؟ ايش الظروف اللي نزلت فيها؟ هي نزلت في مكة ولا في المدينة؟ هي تخاطب من؟ من الذي وجهت إليه؟
وإذا أنت ما فهمت هذه المعطيات سيبقى هناك خلل واضح في فهم مقاصد كلام ربك سبحانه وتعالى.
نبدأ الآن بمعالجة المبحث الرابع، وهو مبحث المكي والمدني.
ماذا يقول أبو القاسم النيسابوري رحمه الله عليه في علم المكي والمدني؟
هي طبعاً المكي والمدني، اليوم لما تفتح المصاحف بتلاقي فوق مكتوب جنب الصورة مكية مدنية، هي المعلومة اللي أنت ما بتقرأها، يعني اللي أنت أصلاً شايفها على الهامش، يعني مكي مدني، والله فائدة جميلة!
لا، هذه فائدة محورية مش مجرد فائدة جميلة، لأنها ستحكم قراءتي للسورة، لأنه أنا عارف مكة يعني قبل الهجرة، يعني نزلت زمن الاستضعاف.
يعني كان المسلم، كان المسلمون ليسوا أصحاب الصولة والجولة، كانوا خاضعين، فهي السور مكة يعني زمن استضعاف، فالخطاب يكون هكذا.
صور مدينة أه مدني، يعني زمن قوة، زمن بناء دولة، زمن في تشريعات، فلذلك الخطاب عم يتكلم بهذه الطريقة.
وهذا الاستضعاف والاستقرار هذا الصعود والهبوط، هل هو فقط في زمن الصحابة أم سنة الله الماضية في هذه الأمة؟ هي سنة الله الماضية، أن الأمة في صعود ونزول حتى يبقى القرآن يطبق في زمن الاستضعاف وفي زمن القوة، وكل آية لها مساق الصحيح.
فلازم أفهم ما معنى مكي وما معنى مدني لأعرف السور التي نزلت في هذه الحقبة والسور التي نزلت في الحقبة الأخرى.
ماذا قال النيسابوري؟ أَق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. قال رحمه الله: "من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته، وترتيب ما نزل بمكة ابتداءً ووسطاً وانتهاءً، وترتيب ما نزل بالمدينة كذلك".
يعني شوف شو يقول أبو القاسم النيسابوري، ليس فقط المهم أن تعرف ما نزل في مكة بل حتى ما نزل في مكة من أشرف العلوم.
أن تعرف هل هذه السور نزلت أول الدعوة السرية، ولا في وسط المرحلة المكية، ولا في آخرها؟ يعني حتى في المرحلة المكية عليك أن تميز ما نزل أول سنتين، ما نزل في السنة الرابعة والخامسة، ما نزل آخر المرحلة المكية.
وفي المرحلة المدنية بدك تعرف الذي نزل في السنة الأولى والثانية من الهجرة، وما نزل في وسط الهجرة، وما نزل في آخر حياة النبي عليه الصلاة والسلام.
هكذا تدخل في أجواء القرآن. نعم. ثم ذكر وجوه هذا العلم، وقال هذه 25 وجهاً. من لم يعرفها ولم يميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى.
تكلم عن فنون أبو القاسم النيسابوري تتعلق بالمكي والمدني. بعد أن ذكر هذه الفنون المتعلقة بالمكي والمدني قال: "ومن لم يعرفها لم يحله أن يتكلم في كتاب الله".
إيش يعني لم يحله أن يتكلم في كتاب الله؟ تفسيراً وإسقاطاً على واقع الأمة، يعني ما تطلع لي شيخ أنت، داي على اليوتيوب، تيجي على واقع الأمة، تسقط لي هي الآية على الواقع وأنت مش فاهم ابتداءً ه الآية في أي واقع نزلت؟ هل نزلت في مكة في المدينة؟
طب في أي مرحلة من مراحل مكة؟ لا تنظر بالقرآن ولا تسقط القرآن أمام الناس لتعالج به معالجات فكرية سياسية دعوية تربوية.
إنه بعض الناس بفكر أنه أمر سهل أن يعقد درساً في القرآن، لا ليس سهل حقيقة. من لا يعرف آيات القرآن كيف نزلت وإليه نزولها لا تعقد، بدك تحضر للدرس القرآني وتتكلم وتسقط من تحضيرك للدرس القرآني أن تعرف أين نزلت هذه الآيات؟ وإذا كان لها أسباب معينة تعرف في من نزلت؟ من الصحابة أو الكفار أو في الوقائع؟
أنه هكذا ستعرف إنزالها على واقع الأمة اليوم. طيب.
وهذا ما دفع، طيب وهذا ما دفع بالعلماء إلى بحث هذا العلم، ليكون تصورهم للآية أدق وأوضح عند فهمهم الطبيعة والأحوال المحيطة بنزول الآية.
وعليه فالقرآن ينقسم إلى قسمين مكي ومدني، أما المكي فهو ما نزل قبل الهجرة، وأما المدني فهو ما نزل بعد الهجرة. طيب.
الآن نبدأ أن نعرف ما هو؟ ما هي السور المكية وما هي السور المدنية؟ المشهور طبعاً في أقوال كثيرة حقيقة فيها خلاف، لكن أعطيناك الخلاصة، نحن في النهاية مش جايين نأخذ خلافات، جايين نأخذ الخلاصة.
ما عليه أكثر أهل العلم أن السور المكية متى توصف السورة بأنها مكية؟ إذا نزلت قبل هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ومتى توصف السورة أنها مدنية؟ إذا نزلت بعد هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فالهجرة النبوية إلى المدينة هي الفاصل بين المكي والمدني. طب السور التي نزلت في مكة بعد الهجرة مثل السور التي نزلت في فتح مكة، هل نعتبرها مكية ولا مدنية؟ مدنية.
لأنه أنا العبرة ليس المكان، العبرة ليس مكان النزول، العبرة زمان النزول. فما نزل قبل الهجرة مكي، وما نزل بعد الهجرة مدني، ولو نزل في مكة، يعني حتى لو نزل في مكة لكنه نزل بعد الهجرة يصنف على أنه ماذا؟ مدني.
طيب اقرأ. فالعبرة، قال: "فالعبرة في هذا التقسيم على الصحيح عند المتأخرين هو الزمن، والذي هو زمن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وليس بالمكان كما هو القول الآخر، إذ الزمن أتقسم".
يعني في قول قال إن السور اللي نزلت في المدينة مدني، واللي نزلت في مكة مكي، بس هذا القول حقيقة مرجوح، نحن لا، لماذا؟ لأنه في سور ما نزلت لا في مكة ولا في المدينة.
كان النبي عليه الصلاة والسلام في الطريق باتجاه غزوة معينة، طيب هذه إيش بدي أصنفها؟ مكية ولا مدنية؟ إذا إذا صنفت السور أنها مكية ومدنية باعتبار المكان ستجد مشكلة، أنه في صور نزلت في أثناء الطريق إلى غزوة تبوك، في أثناء الطريق إلى بني المصطلق.
طب هذه إيش أصنفها؟ ما هي لا نزلت في المدينة ولا في مكة؟ فلذلك الأضبط أن تصنف باعتبار الزمان وليس باعتبار المكان.
طيب قال: "لأن من القرآن ما لم ينزل لا في مكة ولا في المدينة مثل قوله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281]".
قيل أنها نزلت في ماذا؟ في منى، والبعض يعتبرها خارج حدود مكة. تمام. خاصة في تلك الحقبة.
طيب ومنه ما نزل في مكة بعد الهجرة كقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) [النساء: 58].
نزلت في من؟ في عثمان بن طلحة حين أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ منه مفاتيح الكعبة، هي وين نزلت؟ في يوم فتح مكة.
نزلت (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) نزلت في أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع مفتاح الكعبة عثمان بن طلحة.
لأنه علي بن أبي طالب أو العباس قال يا رسول الله أعطنا مفتاح الكعبة. قال لا. المفتاح في يدي بني شيبة ويبقى في في أيديهم. اليوم ترد الأمانات إلى أهلها. هذه الآية نزلت أين؟ في مكة، لكنها تصنف أنها مدنية لأنها كانت بعد الهجرة إلى المدينة.
طيب فائدة: قد يقال أن الخلاف منحصر فيما نزل في مكة بعد الهجرة، إذ هو بالمكان مكي وبزمان مدني، فيرتفع الخلاف بأن يقال هو مدني نزل بمكة.
يعني البعض يقول هذا الكلام، أنه احنا راح نلاقي مشكلة فيما نزل بمكة، لكن بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
فالبعض بيقترح، يعني هذا اقتراح ذكرناه كفائدة مش شيء رسمي، كفائدة البعض العلماء، إيش بيقول؟ اللي نزل في مكة بعد الهجرة شو بنحكي عنه؟ مكي من حيث مكان النزول، مدني من حيث وقت النزول.
يعني هذه محاولة لمعالجة الموضوع، لكن هذا ما بيهمك ابتداءً، أنت بيهمك خلص، نقسم الموضوع: ما نزل قبل الهجرة مكي، وما نزل بعد الهجرة مدني.
طيب مواضع المكي والمدني من القرآن.
أما القرآن المدني فهو 20 سورة، أول فائدة بدنا نتعلمها في المكي والمدني: ما هي السور المكية وما هي السور المدنية؟ السور المدنية التي نزلت بعد الهجرة تقريباً، ليش أقول تقريباً؟ وفي خلاف سيبقى في خلاف بين بعض أهل العلم.
هي 20 سورة، ما هي السور المدنية؟ البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والممتحنة، والجمعة، والمنافقون، والطلاق، والتحريم، والنصر.
واختلفت أقوالهم في اثنتي عشرة سورة، وهي: الفاتحة، والرعد، والرحمن، والصف، والتغابن، والمطففين، والقدر، والبينة، والزلزلة، والإخلاص، والفلق، والناس.
12 صورة هي محل خلاف، بعض العلماء يصنفها مكية وبعضها يصنفها إيش؟ مدنية. يعني عندنا 20 سورة هذه نقول شبه اتفاق على أنها مدنية.
عندنا 12 سورة مختلف في تصنيفها. وباقي ما بقي من القرآن، القرآن كم سورة يا مشايخ؟ 114، 20 سورة شبه اتفاق أنها مدنية و12 سورة مختلف فيها، سيبقى كم؟ 82 سورة تعتبر ماذا؟ مكية. نعم.
وما بقي من سور القرآن هي مكية فهي 82 سورة.
مسألة: هل الحكم على السورة باعتبار جميع آياتها أم أغلبها؟ شوف هذه فائدة.
لما نقول أن السورة مكية أو مدنية، هسا السور القصيرة مثل الكوثر والنصر هذه بتنزل مرة واحدة، يعني ما راح تكون في العادة آية منها نزلت قبل الهجرة وآية بعد الهجرة.
لكن هذه الظاهرة وجدها العلماء في السور الطويلة زي سورة النساء وآل عمران، وجدوا أن بعض آيات هه السورة نزلت قبل الهجرة وبعض آياتها نزلت بعد الهجرة. طب ماذا نصنف الس سورة؟ فهمتم المشكلة الآن؟
سورة بعض آياتها الآن احنا عرفنا القرآن كان ينزل متفرقاً، سورة كبيرة مثل البقرة، آل عمران، النساء، بعض آياتها نزلت قبل الهجرة وبعض آياتها نزلت بعد الهجرة، إيش أصنفها؟ فقالوا: "العبرة بالأغلب، لا العبرة مش بالخواتم، العبرة بالأغلب هنا".
فقالوا: "الحكم على السورة بأنها مكية أو مدنية لا يلزم أن تكون جميع الآيات كذلك، بل الحكم باعتبار الأغلب، ما هو الأغلب في آياتها".
وعليه إذا هذه معلومة مهمة لما نحكم يا إخواني على سورة النساء أو البقرة أنها مدنية، هل هذا يمنع وجود بعض الآيات نزلت قبل الهجرة منها مكية؟ لا.
والعكس، وجود بعض السور المكية يعني نزلت قبل الهجرة لا يمنع وجود بعض الآيات نزلت بعد الهجرة. فإذاً تصنيف القرآن على أنه مكي ومدني للسور هو باعتبار أغلب آياتها وليس شرطاً أن تكون كل آياتها، ليس شرطاً أن تكون كل آياتها.
طيب فمثلاً عن مجاهد ابن جبر قال: "سألت ابن عباس عن ذلك فقال: سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة فهي مكية إلا ثلاث آيات من سورة الأنعام ذكروا أنها نزلت بالمدينة، وهي الآيات الثلاث: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) [الأنعام: 151] تعرفوها هذه؟ آيات الوصايا تسمى آيات الوصايا.
آيات الوصايا نزلت في المدينة، ومع ذلك سورة الأنعام تصنف مكي ولا مدني؟ مكي، بس ثلاث آيات منها نزلت في المدينة.
أيضاً سورة الأنفال سورة مدنية مع أن فيها قوله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال: 30] مقاتل ابن حيان أحد المفسرين قال هذه الآية بالتحديد نزلت قبل الهجرة. تمام.
وأما باقي سورة الأنفال فهي تتكلم عن أي غزوة؟ سورة الأنفال عن أي ص بتكلم؟ بدر، بدر كانت، فالأصل أن كل سورة الأنفال مدنية إلا هذه الآية، لأن هذه الآية تتكلم عن لحظة خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة، لحظة الهجرة.
حيث تآمر أبو جهل ماذا نفعل بالنبي صلى الله عليه وسلم هل نقتله أو نأسره أو ننفي؟ فقال مقاتل أنها نزلت بمكة.
طيب إذاً، يعني أظن الفكرة وضحت كيف أن بعض الآيات قد تكون خلاف السور.
طيب ال س نذهب إلى مسألة أخرى وهي كيف نعرف أن السورة مكية أو مدنية أصلاً؟ يعني أنا لما بدي أحكم أن هي السورة مكية يعني أغلب آياتها نزلت في مكة، هل هذا أني أفتح الصورة وأصير أتأمل فيها وبالتالي بعرف؟ ولا في طريقة علمية أكثر لمعرفة هل هل أغلب هذه السورة مكية أو مدنية؟ فهمتم الآن السؤال؟
كيف نحكم على السورة أنها مكية أو مدنية؟ قال أولاً الطريقة الأولى هي بالتاكيد وهي الأهم والإثبات النقل، يعني ماق، سننظر ونستقر ما نقل لنا عن الصحابة والتابعين في أين نزلت هذه وأين نزلت هذه؟ لأنه هذا هو الأصل والمنطق.
إذا الطريقة الأولى المنقول، إذ الأصل والمرجع في الحكم على السورة بأنها مد أو مكية هو ما ورد من أقوال الصحابة في أوقات النزول.
يقول الباقلاني رحمه الله عليه: "إنما يرجع في معرفة المكي والمدني لحفظ الصحابة والتابعين". يعني ماذا حفظ لنا الصحابة والتابعون في أماكن النزول وأوقاتها، نمشي مع ما قالوا، لا نجتهد.
إذا هناك نص ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قول. الآن ما في حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قول هذه مكية وهذه مدنية، صح؟ ما في حديث.
وإنما نعتمد على ما ذكر عن الصحابة والتابعين. طبعاً لماذا لا يوجد حديث من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك؟ لعدم حاجة المسلمين إلى التنبه إلى ذلك في عصر التنزيل.
يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم وكل الأمر إلى الصحابة والتابعين حتى هم ينقلوا هذه المعرفة إلى من بعدهم، و وكل الأمر إليهم، هم يعرفون، ينتبهون لهذه القضايا.
فأنتم أيها الصحابة انقلوا هذه المعرفة لمن بعدكم، لذلك جل السور المكية والمدنية تم تصنيفها بناء على ما نقل لنا عن الصحابة والتابعين. طيب.
لكن هناك بعض السور حقيقة وقع فيها اجتهاد.
فالطريقة الثانية لمعرفة المكي والمدني هو الاجتهاد. طب كيف سأجتهد أنا يا شيخ بعد زمن الصحابة والتابعين في معرفة هل هذه الصورة نزلت قبل الهجرة أو بعد الهجرة؟ بناء على ماذا؟
سأجتهد، أحسنت، بناء على خصائص الصورة وأسلوبها وطريقة معالجتها للمواضيع، هي التي ستحدد لي هل هذه الصورة يغلب على ظني أنها نزلت قبل الهجرة أو يغلب على ظني أنها نزلت بعد الهجرة.
لأن العلماء استقرأوا القرآن فوجدوا أن السور التي صنفت أنها مكية بالاتفاق لها معاني معينة، وأن السور التي صنفت أنها مدنية لها معاني وأساليب أخرى.
فبالتالي بدأوا بناءً على يستقرئوا جميع سور القرآن، فاستخلصوا خصائص وميزات لأسلوب القرآن المدني، وخصائص وميزات لأسلوب القرآن المكي، أصبحوا يوظفوا هذه الخصائص للاجتهاد في بعض الصور التي لم يفصل لنا فيها الصحابة أو التابعون.
طبعاً ستقول طب لماذا الصحابة لم يفصلوا في كل السور ما دام الصحابة هم شاهدوا التنزيل؟ صحيح، لماذا لم يفصلوا في بعض الصور؟
في حدا عنده إجابة يا جماعة؟ حدا يتوقع شيء؟ يعني هو تفكير يعني اجتهاد، ما دام الأمر أصلاً الصحابة شاهدوه وهم أهل الباب فلماذا في بعض الصور لا نحن ذهبنا ل اجتهاد في تحديد هل هي مكية أو مدنية؟ ليش ما كله اعتمدنا فيها على النقل وسكر الملف وخلصنا؟
جيد، إيش يعني؟
ايوه تفضل، علي صوتك.
شوي، جيد، يعني ممكن، نقال لم يكن هذا أكبر الانشغال. طيب حتى أختصر المسافة شوي.
إخواني الآن بالتاكيد الصحابة مش كل صحابي، أول شي بدك تفهم شغلة، مش كل صحابي بيعرف وين كل سور القرآن نزلت، لأنه في صحابة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم في أماكن لم يصحبه في أماكن.
فالصحابة كمجموع، كمجموع يعرفون أين تنزلت الصور كلها، لكن ممكن بعض السور أي صحابي معين، عبد الله بن مسعود ما كانش حاضر فيها، فرضاً فرضاً.
وين كان عبد الله ب مسعود؟ وأكثر الناس أمم بالقرآن، ممكن صور معينة، عمر بن الخطاب ما كان حاضر لما نزلت، ممكن صور معينة، معاذ بن جبل ما كان حاضر، فأولاً ليس كل صحابي يعرف كل سورة متى نزلت، لا.
في صحابة بيعرف 20%، في صحابة بيعرف 30%، في صحابة بيعرف 70%، في صحابة بيعرف 80%. هذه أول شيء.
الآن بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام كما قلنا الصحابة توزعوا في البلدان، تمام؟ الصحابة توزعوا أين؟ في البلدان، في ناس راحت على الكوفة، ناس راحت على اليمن، ناس راحت على مصر.
فليس كل الصحابة وصل إلينا ما نقلوا في هذه الأمور، يعني وقد يكون بعضهم أصلاً لم يسأله أحد عن متى نزلت هذه الصورة. فما خطر في ذهنه أنه إيش يتكلم، مع أنه هو الذي يعرف أو جماعة الذين يعرفون وغيرهم من أهل الكوفة الذين ذهبوا إلى الكوفة من الصحابة ما يعرفون.
فبالتالي يتصور ذهنياً الآن، هو كلام عن تصور ذهني، يتصور ذهنياً أن بعض الصور لا يوجد نقل صحيح عن الصحابة أنها نزلت بمكة أو المدينة، أما لأن هذا الصحابي اللي عنده المعلومة ما حدا سأله، ما حداش انشغل بهذا لانشغالهم بما هو أهم ربما من المعارك أو الحروب أو المسائل العلمية الأكثر أكثر.
وقد يرون أن هذه الأمور يمكن تحصل بسهولة، فغض الطرف عن هذه المعلومة حتى اندرست، وبالتالي أصبحنا نحن نحتاج أن نجتهد لنحدد هل هذه الصورة مكية أو مدنية، لكن هذا بحمد الله خلينا نقول في في عدد محدود، هذا في عدد محدود من السور، وإلا أغلب السور سئل الصحابة عن أماكن نزولها وذكرت.
طيب. إذا طرق معرفة المكي والمدني إما بالنقل عن الصحابة والتابعين أو بالاجتهاد.
الاجتهاد سيكون بناء على ماذا؟ على سمات وخصائص السور المكية والمدنية.
دعونا الآن نتعرف طيب ما هي السمات والخصائص اللي وجدها العلماء للقرآن المكي وقرآن المدني؟ هناك عدة نقاط. أول قضية خلينا هيك نضع عنوان نقول سمات القرآن المكي والمدني.
أول قضية لاحظها العلماء في هذه السمات، قضية طريقة الخطاب، طريقة النداء.
طريقة النداء، لاحظ العلماء بالاستقراء أن القرآن المكي اللي نزل قبل الهجرة، الكلام فيه أو النداء فيه، النداء فيه يكون بيا أيها الناس. لكن القرآن اللي نزل بعد الهجرة النداء فيه يكون يا أيها الذين آمنوا. تمام؟
إذا لاحظ العلماء بالاستقراء أنه عادة السور المكية اللي نزلت قبل الهجرة، لأنها سور تخاطب البشرية جمعاء، الآن لسه ما فيش مجتمع مسلم، فالخطاب كان للبشرية جمعاء، فكان الخطاب يتصدر بيا أيها الناس.
لكن لما صرنا في المدينة صار في مجتمع مسلم وصارت في قضايا فقهية تعالج فكان الخطاب والنداء يا أيها الذين آمنوا.
بالتالي أصبح عندنا قاعدة أغلبية وليست كلية، أن السور اللي فيها يا أيها الناس بصنف أنها إيش؟ مكية، والسور اللي ت الخطاب فيها يا أيها الذين آمنوا مدنية.
لكن هل هي قاعدة دائماً؟ لا، إنه وجد العلماء أنه في بعض السور المحدودة هي مدنية وثبت يقيناً أنها مدنية عن الصحابة، لكنها صدرت بيا أيها الناس، مثل سورة النساء (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) [النساء: 1]. صدرت بيا أيها الناس مع أنها إيش؟ مدنية.
والعكس، صور فيها الخطاب يا أيها الذين آمنوا لكنها صورة مك. فهذا القيد، طريقة النداء بسميه قيد أغلب يعني مساعد لكنه مش يقيني، بالتالي ما بصير اعتمد عليه دائماً لتصنيف السورة أنها مكية أو مدنية.
طبعاً الكلام عن السور التي لم نجزم فيها، لأنه في صور خلص حسمت من الصحابة والتابعين، ففي داعي أنه أنت تفكر أصلاً يعني بنتهي. لكن الكلام عن الصور اللي هي مساحة اجتهاد أحياناً تعرفوا أحياناً بعض الصور اللي فيها مساحة اجتهاد، وهذ ربما نسيت أن أنبه عليها، بعض الصور التي يجتهد فيها ليس لأن الصحابة لم ينقلوا فيها رأي، بل لتعارض النقل عن الصحابة فيها.
بكون صحابي قال أنها مكية وصحابي آخر قال أنها إيش مدنية. وأنت كعالم بدك تصير إيش؟ ترجح. فكيف سأرجح؟ من خلال الخصائص والأسلوب. هذا سبب آخر للاجتهاد.
إذاً قد يكون سبب الاجتهاد عدم ورود النقل الصحيح وقد يكون لا، في نقول صحيحة عن الصحابة، لكن ماذا حصل؟ تعارض، أنه بعضهم قال نزلت في مكة وبعضهم قال نزلت في المدينة. وهذا كثير ما يحصل. فتصبح أنت تحتاج أن تجتهد لترجح بناءً على الخصائص.
إذا قلنا أولاً من حيث النداء، اثنين الطريقة الثانية: طريقة المواضيع.
المواضيع التي تعالجها الصورة تساعدك بشكل كبير أنك تعرف هل هذه السورة مكية أو مدنية. فلاحظ العلماء أن القرآن المكي معالجاته للقض، يعني السور المكية اللي نقل عن الصحابة واتفقنا أنها مكية، ما هي المواضيع التي تعالجها؟
قالوا: أولاً تعالج مسائل العقائد وترسيخها ومحا، المشركين والاستدلال على القضايا العقدية بالحجج والبراهين. تتكلم عن الآيات الكونية، الشمس، الانفطار، الانشقاق، وعبث، والنازعات. لاحظ إيش كلام عن الآخرة عن مظاهر الكون.
حتى أسماء السور المكية، يعني حتى السور المكية شوف شو اسمائها، الشمس، الليل، الطارق، الب روج، هي أسماء مظاهر كونية، أسماء الفجر، الضحى، أوقات نهار وليل، أنها بتلفت انتباه الناس لهذا العالم ومشاهدة العامه. فلذلك قالوا تتكلم عن الآيات الكونية الليل والشمس والقمر وما شابه ذلك، سواء في التوحيد أو البعث أو الوعد أو الوعيد.
أيضاً تكثر السور المكية من ذكر القيامة وأهوال يوم القيامة وعرصات القيامة، وتتكلم أيضاً عن النبوة ودلائل النبوة وإثبات الرسل والرسالات. هذا من أهم المواضيع التي تكون في السور المكية. أيضاً ذكر أحوال الأنبياء والأمم السابقة، والإشكال الذي حصل بين الأنبياء وبين أقوامهم وكيف كانت الدعوات وكيف عذب الله عز وجل المشركين وما كانت ختامات هذا كله في العادة في العادة من مواضيع أي سور؟ المكية.
طيب. ومن هنا يرون أن ما ورد فيه ذكر قصة آدم وإبليس، يعني بعض العلماء أطلق قاعدة قال كل سورة ذكر فيها قصة آدم وإبليس فهي سورة مكية إلا سورة البقرة.
أي سورة ورد فيها قصة آدم وإبليس فهي سورة مكية زي سورة ايش؟ الأعراف، ورد في الصفحة الثانية منها قصة آدم وإبليس، مثل سورة صاد ورد فيها قصة آدم مع إبليس، طه، تمام الحجر.
فهذه السور اللي ذكر فيها آدم وإبليس لأنها قصص عن أنبياء سابقين وما حصل معهم، هذه معالجات مكية. تمام.
بعدين إلا سورة واحدة طبعا سورة البقرة ذكر فيها قصة آدم وإبليس وأصل الخلق لكنها سورة مدنية. هذا إخواني يجعلك تفهم أسلوب القرآن.
أنا سأسألك سؤال، لماذا السور المكية اللي نزلت قبل الهجرة هذه طبيعة مواضيعها؟ لماذا؟
تفضل.
طيب، لأنه هذا البعد هذا الذي نحتاجه احنا، احنا مش عم ناخذ ثقافة عامة مكي ومدني، أنا بدك تفهم ليش القرآن المكي تكلم عن هالمواضيع.
لأننا نحن نتكلم مع وناس جدد على هذا الدين، فليس الفائدة الآن أن أبدأ أتكلم معه في الطلاق والنكاح وأحكام البيوع والتجارة وإقامة الحدود وقطع يد السارق، أنا لسه بدي أرسخ قواعد الاعتقاد عندهم.
فالقرآن كان يخاطب الصحابة في المرحلة المكية عن اليوم الآخر، تثبيت العقائد الإيمانية، تثبيت دلائل النبوة. أيضاً كان يواجه مشركين فبد يقيم حجاج وأدلة وينكر عليهم، هذه طبيعة الصراع، لسه أصلاً ما في مجتمع مسلم حتى أتكلم معه عن إقامة الحدود التفصيلية والأحكام وما شابه ذلك.
طب هذه الطريقة القرآنية أنا لازم أسقطها على واقع المعاصر صح؟
لما أقول أنا مستضعف وما في عندي كيان سني أستطيع من خلاله أتكلم في تفاصيل أحكام كثيرة شرعت المدينة، الأصل أن أبدأ مع الناس في ترسيخ إيش يا مشايخ؟ العقائد والإيمان. يعني قبل ما تفكر بدي حدود وبدي وهي من الدين وأساس بس أنت عارف احنا وين واصلين في الانهيار الإيماني.
تمام؟ بعض الناس هو ماسك مسألة الحدود هو بجوز ب بيته منهار عقدياً. طب مسألة الحدود أخي من الدين قطعاً، لكن أنت هل ماشي بطريقة القرآن في بناء العقائد؟
أنت لما تكون في قاع البئر بتبدأ تطلع شوي شوي، بعض الناس بقول لك لا أخي، هذه فقط حالة مرحلية كانت في زمن النبوة ولا تتكرر وشيخ الإسلام في الصس غلط في ه، هناك قرآن يطبق في مرحلة الاستضعاف وقرآن يطبق في مرحلة القوة.
هذا سبب معرفة المكي والمدني مهم جداً حتى أعرف وين أسقط الآيات. أنه بعض الإخوة متحمس مندفع يا أخي بقول لك والسارق والسارقة فقطعوا أيديهما. يا زلم هو في كيان سني حتى أبدأ أنا وياك نتكلم فيه؟
في كيان سني يحملنا احنا خمس شيوخ مختلفين مع بعض، تمام؟ خمس شيوخ مش عارفين نتفق مع بعض. الله يرحم والديك، يعني خلينا نتكلم عن تأسيس العقائد. طبعاً برجع بقول يعني لا نحن لا نقول الآيات نزلت وانتهت، وهي من الدين قطعاً، لكن التنزيل، فقه التنزيل على الواقع، أنه ما هي الملفات اللي بدي أعالجها ضمن واقع معين لا يتيح لي تطبيق آيات معينة؟
أنا مؤمن أنها من القرآن وأنها من شرع الله، لكن الواقع مش معطيني مساحة أطبقها، ما عندي كيان سني أطبقها، فبالتالي بدي أبدأ بطريقة القرآن في معرفة الأمور التي سيعالج بها دين الناس بعد هذا الانهيار الطويل والابتعاد وحجم التغريب الكبير في العقائد.
فهذه فقط فائدة سريعة. طيب. أما القرآن المدني، إذا عرفنا هذه طريقة مواضيع القرآن المكي، القرآن المدني ما هي المواضيع التي يعالجها؟
عادة في الصور المدنية خاصة صور الطوال، أن عار الصور الطوال في العادة هي بتكون مدنية، تعالج مواضيع الفرائض الشرعية، لأنه فرض الزكاة وفرض الجماع الجمعة والجماعات هذه كله وين نزل؟ في المدينة. وصدقة الفطر والأحكام، فالفراق التي شرعها الله بدأت تظهر في المدينة.
فالصور التي تتكلم عن الفرائض مدنية. كذلك اللي بتتكلم عن الحدود، حد الزنا، حد السرقة، لأنه أصبح في كيان سني، أصبح في نظام إسلامي صحيح. فهذا النظام يستطيع أن يطبق نظام العقوبات.
كذلك الأحكام التي تتعلق ب الجهاد، ومتى بدأ القتال؟ وهذا كله بدأ في المدينة. ليه؟ لأنه الفترة المكية أنت مستضعف مش قادر يكون الك كيان سني تلتئم فيه، أنت لا تستطيع أن تقاتل والمقاتلة تكون نوع من المغامرة.
بالتالي ما كان مطلوب منهم يقاتلوا، وهذا فهم هذا وعي، لما أكون أنا ما عندي مشروعي السني الذي أنتمي إليه وأكون محطب أنا ما بستطيع أخوض وأغامر بشباب جدد، وإنما المطلوب منهم ماذا؟ أن يفهموا العقائد ويرسخ في إيمانهم إلى أن يجعل الله لهم فرجاً ومخرجاً.
ممكن هذا الفرج والمخرج بعد 50 60 وبعد 20، و مش أنا اللي راح أصنعه، هذا القدر