الأربعون النووية | المجلس الرابع | برنامج إرواء
غراسُ العلمِ طريقُك نحو علمٍ شرعيّ راسخ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، صلاةً تترى، وعلى آله وصحبه ومن لنهجه اقتفى.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا علماً نافعاً يا أرحم الراحمين.
وزدنا همةً على طلب العلم وتحصيله، والانشغال به، والاستمرار في طريقه، والثبات في هذا الطريق.
فإن مجالس العلم هي مجالس ثبات على دين الله، يجد فيها الإنسان رفقة صالحة تعينه على الخير، يجد فيها الإنسان كلاماً يخرجه من ضجيج الحياة، ومن لوثها إلى ما يرضي ربه سبحانه وتعالى.
وهذا أجمل ما في العلم، أنك لا تسمع اللغو فيه، لا تسمع الكلام الذي يبعثر قلبك، ويشتت ذهنك، ويشغلك عن المقصد الذي خُلقت من أجله، وإنما تسمع كلاماً فيه صلاح للقلب، وارتقاء للنفس.
تسمع كلاماً في الفقه وفي العقيدة وفي القرآن وفي التفسير وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الكلام به تطيب الحياة، وبه تصلح النفس، وبه تأنس، فدائماً يا أيها الطبيب، يا أيها المهندس، يا أيها المبرمج، يا أيها أينما كنت في الحياة، اجعل لنفسك ورداً مع العلم، إياك أن تنقطع عنه، وتنشغل بحجة أنني لست متخصصاً.
هذا العلم وهذا الدين للجميع، نعم هناك من يتخصص ليعلم، لكن أن تتعلم الدين هذا شيء يقودك إلى الله، ولا يوجد إنسان في هذه الحياة الدنيا لا يبحث عن الوصول إلى الله.
أما تخصصات الدنيا التجريبية والحياتية، هذه دنيا نعمر بها دنيا الناس، وهذه الأرض، لكن في النهاية المقصود ما هو؟ الوصول إلى الله، والوصول إلى الله لا يكون إلا بعد العلم، والعلم يكون قبل العمل، لأن من عمل بدون علم فقد عبد الله على جهل.
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدنا وإياكم حرصاً على هذا الخير.
ما زلنا أيها الكرام نعيش في أفياء الأربعين النووية للعلامة النووي رحمه الله تعالى عليه، وانتهى بنا الحديث إلى الحديث العاشر في قوله، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) [المؤمنون: 51] وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة: 172]".
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك.
حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، هذا الحديث أصل في ضرورة كسب الحلال، هذا الحديث أصل عام في تعاملات الإنسان، وأن الإنسان لا بد وأن يحرص على اكتساب الحلال في حياته مطعماً ومشرباً وملبساً، وأن يغذي زوجته وأسرته وأبنائه من الكسب الحلال.
وفيه بيان وإشارة إلى أن الكسب الحرام هو أحد أسباب شقاء الإنسان، وعدم توفيقه في أموره عامة.
ومن أعظم الأمور التي تحتاج التوفيق فيها الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يستجاب لك.
هل يمكن أن يعيش الإنسان السوي بدون دعاء؟ هل فكرت بهذه القضية يوماً في حياتك؟ هل أنا كإنسان سوي أريد أن أصل إلى الله؟ هل أنت أيها الإنسان الفقير الضعيف الذي لا تستطيع أن تقضي حوائجك، هل تستطيع أن تعيش الدنيا بدون دعاء؟ بدون إله تستند إليه وترفع إليه يديك لقضاء الحوائج، ولرفع البلايا ولرفع الأمراض والكربات؟
هذه قضية فطرية إخواني، لذلك حتى الكفار بعموم أديانهم، لماذا يطلبون آلهة؟ اليهود والنصارى والبوذيون، لماذا الإنسان يطلب إلهاً؟ لأن الإنسان يشعر بضعفه، يشعر بافتقار، فيحتاج الشعور بقوة غيبية يستطيع أن يلتجئ إليها يطلب منها لتقضي حوائجه، ويفزع إليها عند النكبات، هكذا الإنسان فِطرة.
لكن هناك من اهتدى إلى هذا الغيب، فعرف إلهه الحق بأسمائه وصفاته، وهناك من ضاع عنه.
المهم أن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى أن يستند إلى إله يدعوه، وتتجأ إليه، وتحتاج أن هذا الإله يلبي دعائك، وإلا ما فائدة الدعاء؟ أليس كذلك؟ إذا كنت أدعو وأنا أعرف أنه لا فائدة إذاً لن تدعوه.
الذي يحرم قبول دعائك، يحرمك أيها الإنسان من قبول دعائك، والاستجابة له ومطعمك الحرام، ومشربك الحرام، وملبسك الحرام، فأنت في أهم أمور حياتك وهي الدعاء عم ترتكب خطيئة كبيرة تحجبك عن قبوله، وتجعله يفقد أثره، بالتالي أنت من سيخسر في النهاية.
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قضية الدعاء، وأثر الكسب الحرام على أنه يحرمك من استجابة الدعاء، مع أن الكسب الحرام يؤثر على حياتك عموماً، يؤثر على حياتك يحرك التوفيق في الذرية، في الأبناء، في أشياء كثيرة.
لكن أهم شيء في حياتك وهو الدعاء، الكسب الحرام يحرمك من الإجابة فيه.
فحرم الإنسان العاقل الفهم اللقنضة في نفسه، ما الذي يجبرني أن آكل حراماً، وأن أتعامل بالربا، وأن أتعامل مع البنوك الربوية، وأن أدخل في معاملات حرام، أو أتاجر بالحرام، أتاجر بالدخان ولا بالأرجيلة، ولا أتاجر بالأفلام والمسلسلات الهابطة، أو أتاجر بمنتجات لا ترضي الله سبحانه وتعالى؟
ما الذي يجعلني أشتغل داخل بنك ربوي؟ ما الذي يجعلني أشتغل في مؤسسة مالية لا ترضي الله عز وجل؟ ما الذي يجعلك تعمل في الحرام؟ وما الذي يجعلني أطعم نفسي وأولادي الحرام، وأنا أعلم بمصداقية النبي صلى الله عليه وسلم أن الحرام هو حرمان من التوفيق، وأن الحرام يعني أنك وكلت إلى نفسك.
هذا مع قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً".
واختلف أهل العلم هل الطيب من أسماء الله الحسنى أم هو فقط صفة من صفاته؟ وقع خلاف بين أهل العلم، فابن العربي والشيخ ابن عثيمين رحمه الله عليه يرى أن الطيب اسم من أسماء الله.
وأكثر أهل العلم على أنه ليس اسماً من الأسماء الحسنى، بل هو صفة من الصفات العلى.
والذين والأكثر، لماذا قالوا أنه ليس اسماً من الأسماء الحسنى بل هو صفة من الصفات العلى؟ قالوا لأن أسماء الله الحسنى تكون معرفة بال التعريف، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس.
إذا أراد الله أن يخبرنا أن هذا اسم من أسمائه فإنه يعرفه بـ "ال" التعريف، وأما في هذا الحديث ما قال "إن الله الطيب" ماذا قال؟ "إن الله طيب" فهذا إخبار يراد به وصف الله، ولا يراد به تسمية الله، فهمتم؟ لو كان الحديث "إن الله الطيب" لكان اسماً، لكن هنا هو خبر "إن الله طيب" الله يخبرنا أو النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الله طيب، فهذا إخبار عن الله بأنه طيب.
فإذاً من صفات الله أنه طيب تمام؟ والطيب هو ماذا؟ هو الذي كله طيب، فهو منزه عن النقائص والعيوب.
لذلك انظروا في المفردات، ما معنى "إن الله طيب"؟ يعني منزه عن جميع النقائص والعيوب في أسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالى.
ولذلك نحن نسير مع أكثر أهل العلم، أن الطيب ما هو؟ صفة من الصفات، وليس اسماً من الأسماء، لعدم وروده في سياق معرف بال التعريف، لو ورد في حديث آخر أو في آية أخرى معرف بال التعريف لقلنا أنه اسم من الأسماء الحسنى، لكن الذي يظهر والله أعلم أنه صفة من الصفات العلى.
إن الله طيب، هذا أول شيء، لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، يعني المؤمنون والرسل كلنا خوطبنا بنفس الخطاب، ماذا قال الله للرسل؟ (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ) هذه في الحديث (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ) إذا الله عز وجل أمر خيره خلقه بأن يأكلوا من الطيبات.
ثم قال للمؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) إذاً هناك آيتان في القرآن، آية موجهة إلى الرسل بضرورة تحري الحلال في المطعم والمشرب، وآية موجهة للمؤمنين بضرورة تحري الحلال.
لما يكون أمر موجه للرسل ثم إلى المؤمنين بهذه الصفة، إذاً هو أمر عظيم عند الله، ولذلك خُص به الرسل.
تتخيل أن الله يقول للرسول اوعك تأكل حرام، يقول لرسله، ثم بعد ذلك يعيد هذا الخطاب عاماً لهذه الأمة، مما يدل أن هذه القضية مهمة جداً وخطيرة عند الله سبحانه وتعالى.
طيب، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تأثير تأثير أكل الحرام على استجابة الدعاء، فذكر أحوال هي أدعى لإجابة دعائك، وهذه فائدة نستنبطها من الحديث وإن لم يكن الحديث جاء لذكرها ابتداء، لكنها بدلالة الإشارة تستنبط، أنه هناك إخواني حالات معينة الدعاء فيها يكون أقرب لأن يجاب.
ما هي هذه الحالات؟ لاحظوا كيف ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، قال: "ثم ذكر الرجل" إيش؟ أول صفة من صفات هذا الرجل؟ يعني ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً، ثم ذكر الرجل، من الذي ذكر رجل؟ هو النبي عليه الصلاة والسلام، يعني ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً.
أولاً: يطيل السفر.
إذاً إحدى الحالات التي يسرع فيها استجابة الدعاء أن تكون ماذا؟ مسافراً، وكلما كان السفر أطول كان أدعى لاستجابة الدعاء، لأن المسافر متعب منهك، سواء بالسيارة أو بالطائرة أو بالقطار، فالسفر أحد أماكن استجابة الدعاء، خاصة إذا طال وقته، خاصة إذا طال وقته، لذلك قال "يطيل السفر" ما قال يسافر، ماذا قال؟ "يطيل" له، كلما كان السفر أطول كانت هذه الحالة أدعى لاستجابة الدعاء، إذاً احفظ هذه الحالة إذا كنت مسافراً عبد الله وأمة الله فاستغل ساعات السفر بالدعاء، فإنها إن شاء الله سبب من أسباب الاستجابة.
قال "أشعث أغبر"، الأشعث من هو؟ كما وضعنا في مفردات عندكم، الأشعث هو الذي يكون شعره منتشر هكذا، يعني لا يمشط شعره، وهذا قديماً كان السفر في الصحراء، وبالتالي كان شيء طبيعي أن الإنسان مع السفر يعني تتبهدل هيئته، تمام؟ يكون شعره أشعث غير ممشط.
أغبر: الغبار على وجهه، وعلى ثيابه، وعلى دابته وسيارته، وهذا أيضاً من أسباب استجابة الدعاء، وهو أن يكون الحال رقيقاً.
في ناس يدعوا شبعان، هو في أحلى أو أكثر حالات التخمة من الطعام والشراب، وفي إنسان يدعو الله عز وجل وهو في أضعف أحواله.
من أسباب استجابة الدعاء أن تدعو الله عز وجل في أضعف أحوالك، أن تدعو الله في أضعف أحوالك، عندما تكون جائع ومتعب ومنهك، والهموم تراكمت عليك، هذا أدعى لاستجابة الدعاء من الإنسان الذي يكون متخم ماكل وجبة دسمة وشبعان وما أدري رجليه ويا رب، هذا دعاء لا إشكال دعاء، لكن أيهما أقرب للاستجابة؟ أكيد دعاء الأشعث الأغبر، وهي كناية عن الإنسان الضعيف المسكين اللي مبهدل الأوراق ومبعثرة، هذا أقرب للاستجابة، لذلك البذاذة من الإيمان كما جاء، البذاذة ورثاثة الحال، وأن يكون الإنسان يعني ليس منشغلاً دائماً بتخم البطن وتلبية الشهوات.
طيب، قال: "يمد يديه إلى السماء"، وهذا أدب من آداب الدعاء، أنك إذا دعوت الله تمد يديك إلى السماء، لأن بعض الناس يدعو الله عز وجل وفي حالة غفلة، هذه الحالة حاله أن تدعو وأنت تفعل هكذا هي حالة من الاستحضار.
حالة من الاستحضار، وشعور الإنسان أنه عبد يخاطب رباً وإلهاً يقصده ويطلب حوائجه، هكذا يفعل السائل بين يدي مولاه، بخلاف الذي يدعو الله وهو يلعب بالجوال، والذي يدعو الله عز وجل وهو يتكلم يعني أو ينظر يميناً وشمالاً، لا تشعر أن هذه هيئة أدب في الدعاء مع الله سبحانه وتعالى.
بالتالي من أسباب استجابة الدعاء أن تكون هيئتك هيئة مؤدبة في الدعاء، من أسباب استجابة الدعاء أن تكون هيئتك مؤدبة، وقد جمعت قلبك على الدعاء، وقد جمعت قلب بك، وهذه الهيئة تجمع القلب، فدائماً حاول أنك لا تدعو دعاء عشوائي، حاول أن يكون لك هيئة ورسم، وتأتي إلى محراب في المسجد أو في البيت وترفع يديك هكذا، وتشعر نفسك بقمة الذل والافتقار لهذا الإله العظيم، لأنه هذا أيضاً مشهد يحب الله أن يراه، مشهد يحب الله أن يراه.
قال ثم يقول يا رب يا رب، لماذا كررها مرتين؟ للإلحاح في الدعاء، والله يحب الملحين في الدعاء، الله يحب الملحين في الدعاء، فالإلحاح في الدعاء سبب من أسباب استجابته، الإلحاح في الدعاء سبب من أسباب استجابته، لذلك كرر يا رب في الحديث مرتين، يا رب يا رب، إذاً هذه أمور أربعة استفدناها من الحديث.
قضية إطالة السفر سبب من أسباب استجابة الدعاء، قضية أشعث أغبر، اللي هو أن تكون حالك فيها رثاث، وأن تكون في أضعف أحوالك وتدعو الله (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ) [النمل: 62]
ثالثاً: الأدب في هيئة الدعاء أن تمد يديك إلى الله سبحانه وتعالى، رابعاً الإلحاح في الدعاء، تخيل أن هناك إنسان ستتوفر فيه كل هذه الصفات، إنسان في سفر طويل، وفي قمة افتقاره، ويمد يديه إلى السماء، ويلح يا رب يا رب، ومع ذلك الله لا يستجيب دعائه ويعرض عنه، لماذا؟ ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي وفي رواية وغذي، يعني كل حياته جسمه نبت من الحرام.
قال: "فأنى يستجاب لذلك؟" بتعرفوا هذا بذكرني ببعض الناس اللي بيشتغلوا في البنوك الربوية، وفي الأحوال الربوية، بعدين بقولك وين يا حج السنا والله طالع حج بإذن الله، طالع عمرة، أخي جزاك الله خير يعني، هذا أمر عند الله بس ادعيلنا يا حج ادعيلنا، النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك هذا الرجل مطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، يعني هو دعاءه لنفسه مش مستجاب، بدك يدعي لك في ايه؟ يعني أنت قول له بس يا حج قبل ما تطلع حج وعمرة، الله يرضى عليك ترى الأهم أنك تطيب مطعمك، الأهم أنك تشوف لك رزق حلال، حتى الله عز وجل يبارك لك بهذه الحجة، أنت رايح تحج حتى تدعو الله، حتى ربنا يغفر لك ذنوبك.
"فأنى يستجاب لك" هذا ليس كلامي، هذا كلام محمد صلى الله عليه وسلم "فأنى يستجاب لذلك" كيف بدك ربنا يستجيب لك وأنت كل طعامك وشرابك ولباسك بماذا؟ بالحرام، أنت وأبنائك وزوجتك، أنت مسؤول عنهم، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
طبعا الأبناء الأطفال هم غير آثمين عند الله، هم مش مسؤولين، لكن أنت سبب في إطعامهم الحرام، وسبب في حرمانهم من التوفيق، يعني ممكن الابن يحرم التوفيق في حياته العملية بسبب أن أبوه غذاه من الحرام، نعم ممكن الزوجة تحرم التوفيق ولا يبارك لها، هي مش آثمة بنرجع بنقول هي مش مسؤولة، تمام؟ المسؤول الزوج، طبعاً هي مش مسؤولة بشرط أنها تكون إيه؟ تنكر عليه.
إذا هي موافقة وبطبطب عليه لا هي مسؤولة، لكن الأب الأبناء والزوجة يقولون لهذا الأب غير مطعمك، غير مشربك يا أخي اشتغل بالحلال وهو مصر، وهو مصر، الآن هم غير آثمين، إذا أنكروا عليه، وقد يكونوا في حالة من الاستضعاف لا يجدون ملجأ آخر إلا أن يأكلوا مما يدخله هذا الرجل، قد يكونوا خاصة إذا كانوا أطفال صغار، يعني يذهب يشتغل لن يعمل، فقد يكونوا معذورين عند الله في أنهم أكلوا من مال هذا الرجل الذي يدخل عليهم الحرام، لكن يكون هذا الذي غذي به جسدهم سبب من أسباب عدم التوفيق، فعلاً سبب من أسباب عدم التوفيق في الحياة.
فأنت تجلب الكارثة لنفسك ولأهل بيتك.
لكن هنا كلام أخير في قوله "فأنى يستجاب لذلك" شوف النبي عليه الصلاة والسلام ما لم يقل، ركزوا في العبارة، "فأنى يستجاب لذلك" قال شراح الحديث هذا استبعاد وليس امتناع، هذا إيه؟ استبعاد وليس امتناع، شو يعني استبعاد وليس امتناع؟ يعني يبعد جداً جداً أن يجيب له، لكن ممكن يجيبه في لحظة ما ممكن، لأنه الرحيم يعني ممكن الله يجيب دعائك يا آكل الحرام، إنه بعيد جداً، ممكن لأنه شافك في لحظة اضطرار، مش المشركين لما يكونوا في البحر كما قال ربنا في القرآن، مع أنهم مشركون تاتيهم لحظة إخلاص وافتقار وتحيط بهم ال، فيتكرم الله باستجابة دعائهم، مع أنهم مشركون قد يتكرم الله، قد يتلطف، فهو صاحب اللطف، لكن هذا نادر، لكن هذا قليل، وأنت اللي حرمت نفسك من كثرة استجابة الله لدعائك، لذلك عبارة "أنى يستجاب" هي عبارة إيش؟ استبعاد، وليس أنه مستحيل مستحيل لا، الله ممكن يشوف إنسان مريض سرطان بياكل حرام، وفي لحظة افتقار هذا المريض دعى ربنا، وربنا استجاب ممكن، فقط لحالة افتقاره وذله، وإلا فهو لا يستحق، لكنه اللطيف سبحانه الرحيم سبحانه، ولكن احذر أن تعرض نفسك لماذا؟ لقلة الإجابة، لأنه حقيقة أنت من نهارك إلى ليلك تحتاج أن يستجيب الله دعائك.
كلنا أصحاب حوائج يا إخوة، صح ولا لا؟ كلنا أصحاب حوائج، كلنا يحتاج الإله، أنت من نهارك إلى ليلك الذي يعصمك من الفتن، والذي يقضي حوائجك، والذي يقيك من المصائب، الله.
كلنا أصحاب حوائج، فمن كان يعرف أن حاجته عند ربه، فليفعل ما أمره ربه منه، ويبذل شروط استجابة الدعاء، حتى لا يحرم من هذا الخير، فتكون حياته مشاكسة لمراده.
نسأل الله السلامة والعافية.
اقرأ الحديث الحادي عشر طبعاً، خلاصة ما في الكتاب وما ذكرته، لكن أنت ما شاء الله يعني شباب كبار تقرؤون نعم.
الحديث الحادي عشر عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما، قال: "حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
تمام هذا الحديث هو قريب من الحديث السابق الذي ورد معنا في اتقاء الشبهات صحيح؟ تشعر أنه خلاصة حديث أن الحلال بين، وأن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، فالمطلوب منا في المشتبهات ماذا نفعل؟ اجتنبها، قال: "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" لكن هذا الحديث دعوني أقول هو أوسع قليلاً، هو صحيح قريب منه، وذاك الحديث هو جزء من هذا الحديث، لكن هذا الحديث أوسع منه، لأنه يشمل أيضاً أيها الكرام، أحياناً بعض صور العبادات التي أنت تحتاج فيها أن تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
ما معنى ما يريبك؟ ما يريبك، شغال المايك اه؟ يعني ما يحيك في صدرك، الريب ما هو؟ الشك، صح؟ (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ) [البقرة: 2]، راب يريب، وهي لا بدك تفعل، تعرف اشتقاقات الأفعال بتوصل لنفس النتيجة، فالريب هو الشك، دع ما يريبك، دع ما تشك فيه، واذهب إلى مربع أنت فيه متيقن، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، كأنه يقول لك النبي صلى الله عليه وسلم في حياتك انتقل من دائرة الشك إلى دائرة اليقين، حاول دوماً أن تنتقل من دائرة الشك إلى دائرة اليقين، لذلك من أعظم القواعد الفقهية الكبرى عندنا في الإسلام، قاعدة فقه كبرى تقول ماذا؟ اليقين لا يزول بالشك، هكذا اليقين لا يزول بالشك.
الآن هذه القاعدة قاعدة "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" وقاعدة "اليقين لا يزول بالشك" تطبيقاتها قد تكون أولاً في باب العبادات، أولاً أول تطبيقاتها في باب العبادات، كيف تطبقها في باب العبادات؟ أعطيك مثال، أنت الآن تصلي الظهر، ممتاز؟ وصلت إلى الركعة الثالثة، شكيت والله هي الثالثة ولا الرابعة، تقول القاعدة "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، فماذا ستفعل؟ تعتبرها الثالثة، تعتبرها الأقل، لأنه هذا المتيقن، وبتجيب ركعة رابعة وبس سجدتين سهم، مش هيك بتعمل في حياتكم؟ إذاً لاحظ أنه ها القاعدة تطبق في باب العبادات.
مثلاً من الأمثلة التي يمكن أن تطبق عليها أيضاً، شخص كان محدثاً بيقين، أنت كنت محدث، بس شكيت، أنا والله دخلت على دورة المياه وأنا توضيت ولا ما توضيت، والله يا شيخ إني شاكي، هس أنت إيش متيقن؟ أنا متيقن 100% إني دخلت على دورة المياه وقضيت حاجتي، طب متأكد أنك توضيت ولا لا؟ والله شاك، ما نقول لك دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، إذا أنت شاك أنك متوضي، إذاً الأصل أنك مش متوضي، احنا ها احنا متيقنين أننا دخلنا على دورة المياه، وشاك أنه توضي ولا لا، خلص الأصل أنك ما توضيت، بتروح ترجع تتوضى مرة أخرى وتعود.
طب العكس، لو أنا متوضي يا شيخ أنا 100% متوضي، بس أنا شاك أني أنا دخلت دورة المياه ولا لا؟ أنا شاك هون، وين الشك؟ أنه هل ذهبت إلى دورة المياه فانقضت وضوئي ولا لا؟ بقول برضه ابني على اليقين، خلص أنت متيقن أنك متوضي، شاك أنك ذهبت ولا لا، الأصل أنك ما ذهبت، وظلنا نمشي على ها القاعدة في مسائل كثيرة.
يجيني شخص سلام عليكم شيخ، أنا والله شكيت، أنا حكيت لزوجتي أنت طالق ولا لا، ترى بعض الناس فعلاً بتواصل معنا ب الطريقة، ربنا ب بعض الناس مبتلى بالوسواس الله يعافيكم، بتواصل معنا شيخ أنا شكيت والله حكيت لزوجتي أنت طارق ولا لا، احنا شو اليقين عننا الآن؟ اليقين أنهم أزواج، وإيش الشك؟ أنه طلقها ولا لا؟ فنبقى على اليقين، دع ما يريبك إلى ما، شوف، إذاً هي القاعدة تطبيقاتها في باب العبادات وفي باب المناكحات كثيرة.
إذاً هذا مجال لها، من مجالاتها هو ما ذكرناه في الدرس السابق في قضية الشبهات، إذاً معاملة فيها شبهة، وعرفنا في الدرس الماضي كيف ترد الشبهة، أنه العلماء مختلفين اختلاف شديد ولسه مش ناضجة هي حلال حرام، بنقول أيضاً ماذا؟ دع ما يريبك إلى ما لا يريب، هذا من تطبيقات القاعدة أيضاً في باب الشبهات في أي معاملة فيها شبهة من الشبهات بأنواع الشبهات اللي ذكرناها في الدرس الماضي، انتقل من دائرة الشبهة وخليك في الحلال البين، خليك في الحلال البين.
أيضاً في باب العقائد ممكن نطبق ه القاعدة، والله في فعل من الأفعال اختلف العلماء الكبار هل هو بدعة ولا مش بدعة؟ تمام؟ اختلف العلماء مش الشباب المتحمسين، العلماء حط تحت 1000 خط، اخت هو بدعة ولا مش بدعة، يا أخي اتركه، واذهب إلى عبادة الكل متفق أنها عبادة يقيناً لا إشكال فيها، بتضلك مرتاح، اليس كذلك؟ يعني بعض الأمور بعض الناس بقول لك لا هي بدعة، لا مش بدعة، طب لا بصير موحه، طب يا أخي الحمد لله الدين والله وافر العبادات مرة، والأشياء المتيقن أنها عبادات كثيرة، ليش ما اترك هذه المربع اللي احنا شاكين هو بدعة مش بدعة، ونذهب إلى العبادات اليقينية، الحمد لله، يعني أنت مادي كل العبادات اليقينية حضرتك؟ ما شاء الله قيام الليل وقراءة القرآن والأذكار والتسبيحات، يعني أظن أننا مقصرون في كثير من العبادات اليقينية، ف لماذا نختار أن نذهب إلى دائرة الأعمال المشكوك هي بدعة ولا مش بدعة؟ صحيح؟ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
إذاً قاعدة "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" في العبادات في المعاملات في اتقاء الشبهات وفي عقائد والسلوك إلى الله سبحانه وتعالى، فلذلك أوردها العلام النووي رحمه الله عليه، لأننا دائماً نحتاج ه القاعدة، اخرج من دائرة الشك في عباداتك، في معاملاتك، في سلوكك إلى الله، في عقيدتك وانتقل إلى دائرة اليقين، بتضلك مستريح ومش تعبان ولا مصدق.
لكن اللي بضل في دائرة الشك، سواء في العقائد أو المعاملات، يخطئ ويزل كثيراً.
طيب، هذا خلاصة ما ورد في هذا الحديث، بس اقرأ النقطة الخامسة والأخيرة في صفحة 59 نختم به التعليق.
قال خامساً: الخير كله يقين والشر كله ريبة وشك، ها من القواعد العلماء ذكروها دائماً، بدك الخير في حياتك، الخير أن تكون دائماً في ماذا؟ في اليقين، الخير كله يقين، بدك خير؟ الخير دائماً هو في الأشياء المتيقن منها، والشر إنما ما ياتي في ماذا؟ من الأمور المشكوك فيها أو فيها ريبة، دائماً اللي بيتعود يكون في دائرة المشكوك والريب لا يكون في توفيق من الله، وسعادة وخير، وأما الذي يعود نفسه أن يكون في دائرة ما يتيقن أنه خير وصواب يكون دائماً في دائرة الخير، لذلك قال علماؤنا: الخير كله يقين، الشي اللي أنت متيقن منه هذا كله خير، وإذا دخلت في دائرة مشكوك فيه أنت دخلت في دائرة الشر، حتى لو كان هذا المشكوك فيه فرضاً، فرضاً موافق للشريعة، لكن أنت بالنسبة لك الآن هو ماذا؟ مشكوك فيه، أن تتعود أن تبقى في دائرة المشكوك فيه هذا شر، هذا ليس من مصلحتك في حياتك، اجتنب، اتقي، وتعود دائماً أن تبقى في المربع الهادئ الواضح.
طيب ننتقل للحديث الثاني [موسيقى] عشر قال عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
تمام، هذا الحديث حقيقة عظيم جداً جداً، وكل الشباب والأخوات اليوم يحتاجون يسمعوا هذا الحديث بأسمائهم وقلوبهم، حديث يضبط لك حياتك، ومنهجك في الكلام، ومنهجك في الكلام والتدخل في حياة الآخرين، هذا الحديث يضبط لك ماذا؟ ها احفظها كخلاصة للحديث، فائدة هذا الحديث أن يضبط لي مساحة تدخلي في حياة الآخرين، صحيح؟ فالنبي عليه الصلاة والسلام بيعطيك هذه المساحة، إيش بقول لك؟ "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعني" من حسن إسلام، ولاحظوا احنا قلنا المراتب الدين ثلاثة، صحيح؟ أيما؟ إسلام، إيمان، إحسان، يعني اللي بده يوصل لمرحلة الإحسان، أن قال "من حسن إسلام المر" إذاً الذي يريد أن يصل إلى مرتبة الإحسان أن يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراك، أو أن تعضك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، من يريد الوصول له هذه المرتبة لازم يتعلم ضبط نفسه في مدى تدخلي في أعمال الآخرين، وما مساحة تعليقي على تصرفاتهم وأقوالهم، تمام؟ له بعض الناس هو شغله الشاغل الكلام في الآخرين، والتدخل في حياة الآخرين، وينسى نفسه، وينسى قلبه، وينسى إصلاح علاقته مع الله سبحانه وتعالى.
فالنبي صلى الله عليه وسلم بيعلمك هنا قاعدة تريد أن تصل إلى مرتبة الإحسان، الإتقان في التدين، إذا أردت أن تكون متقناً لتدينك، عليك أن تكتسب هذه الخص، ما هي؟ ألا تتدخل فيما لا يعني من أقوال الناس، من أفعالهم، من تنافسهم على الدنيا، من انشغالاتهم، حاول أن تتدخل فيما يعني فقط.
لكن في المقابل، هذا الحديث بعض الناس بتوظف توظيف خاطئ، كيف؟ أنت ترى بعض المنكرات في أسرتك، في بيئتك، في مجتمعك، ترى في الشارع إنسان ممكن والعياذ بالله يشتم الرب والعياذ بالله، أو يقول أقوال فيها كفر أو استهزاء، فتأتي أنت بتحاول إيش؟ تنكر عليه وتغير، بيجيك شخص بيقول لك يا أخي اشتغل فيما يعني، هذا ما بعنيك أمره، لا بدنا ننتبه، الأمر بالمعروف والنهي من عن المنكر، هذا يعتبر من دائرة ما يعنيني، ولا من دائرة ما لا يعنيني؟ من دائرة ما يعنيني، فلا تقول لي من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، بالتالي معناتها أترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليه؟ النبي صلى الله عليه وسلم شبهنا كمجتمع
مسلم أننا في سفينة، بعضنا يركب أعلاها وبعضنا يركب أسفلها. أسفلها هم أصحاب المعاصي، فالذين في الأسفل يريدون أن يخرقوا السفينة ويثقبوها وهي في عرض البحر.
الآن لو الجماعة اللي في الأعلى خلوا اللي في الأسفل يزقوا السفينة، ماذا سيصبح في السفينة؟ كلنا رح نغرق، اللي في الأعلى واللي في الأسفل، وهذا حالة أصحاب المعاصي مع أصحاب الإيمان والطاعة، أنه احنا في المجتمع المسلم كلنا في سفينة واحدة، إذا خلينا أصحاب الذنوب والمعاصي يعملوا اللي بدهم إياه، واحنا قلنا ما بعنينا أمرهم، أنا بيهمني نفسي، معناتها كل المجتمع سيغرق، وعذاب الله إذا حل يعم الجميع، يعم الجميع حتى الطائع، لأنه لم يصلح ولم يمارس الإصلاح في المجتمع.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دائرة ما يعنيك وليس من دائرة ما لا يعنيك، حتى لا تخطئ في فهم الحديث.
لكن في نفس الوقت أيضاً، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نأخذ بعد معين، وهو أنه ليس المطلوب مني أن أفتش في بيوت الناس، يعني مش مطلوب منك تروح تفتح على الناس بيوتهم، وتنبش رسائل جوالاتهم، وتفتح الأمور، تقول والله هذا يعنيني لازم أشوف، لا، أنت أترك الناس على ضواه لهم، تعامل مع الناس بالستر، وفعلاً مما لا يعني ولا ينبغي أن يتدخل في ما في البيوت.
ليس المطلوب منك أن تفتش ما في بيوت الناس، حتى لو تعرف أن فلان لقد لا يكون على استقامة، أنا ما لي علاقة أكشف عوراته، ولا أتدخل في خصوصيات حياته.
لكن متى أصبح المنكر ظاهراً، أراه أمام عيني، هنا تصبح المساحة ضمن مساحة ما يعني.
قبل ما تظهر كانت من مساحة إيش؟ ما لا يعني، مالك دخل تتدخل في بيوت الناس وعوراتهم، حتى لو عندهم أخطاء تستروا بها، لا تنتهك حرمات البيوت، لكن إذا أصبح المنكر ظاهراً بارزاً، لا هنا أصبح يؤثر على الجميع، فانتقل من دائرة ما لا يعني إلى دائرة ما يعني.
أيضاً من دائرة ما يعنيك أنت كأب، بيتك وزوجتك وأولادك، بعض الشباب اليوم بيكبر بصير يحكي لأبوه أنه هذا الموضوع ما بعنيك، كيف ما بيك؟ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
بعض البنات بتكبر بتصير في الجامعة، بتصير تقول لأبوها بقول البسي حجاب، هذا موضوع ما لا يعني، من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، هذا توظيف خاطئ للحديث، لأنه أنا إن اتبع على بيتي وزوجتي وأسرتي وأولادي، لا هذا من دائرة ما يعنيني.
فإذاً يا كرام هذا أخي خلي النافذة مفتوحة، في سلك للأعلى من دائرة ما يعنينا.
إذاً مهم جداً مهم جداً نحدد ما دائرة ما يعني وما دائرة ما لا يعني، بعض الناس بتخلط صحيح، في أشياء بتكون من دائرة ما يعني، بعض الناس ب يصورها من دائرة ما لا يعني، وفي أشياء من دائرة ما لا يعني، وبعض الناس بتصورها في دائرة ما يعني.
كثير من الأمور السياسية التي تحصل في الواقع هي لا تيك عفواً، أنك تتكلم فيها وأنت مش مؤثر فيها، صحيح؟ لكن السوشيال ميديا شو علمتنا؟ أنه أي خبر موجود لازم أتدخل فيه، صح؟ لازم أحشر فيه، إذا صارت شغلة في سوريا لازم أنا أتدخل فيه، وصارت شغلة في العراق أنا مسؤول عنها، وصارت شغلة في، طب أنت إيش علاقتك؟ تتدخل وتعطي رأي في كل شيء؟ وإذا شيخ أفتى شيء وما عجبنيش لازم أعلق، وإذا شيخ كذا طلع على موقع وقال كذا لازم أتدخل.
ترى السوشيال ميديا علمتنا كثيراً أن نتدخل فيما لا يعنينا، هي أصلاً تقوم على ه الفكرة، سوشال ميديا اليوم تقوم على فكرة أن تبقى تتدخل في الأزياء، وفي الآراء، وفي الأفكار، وفي الملابس، وفي اياب لك تجد بعض الناس تستغرب، هو من النهار إلى الليل و بسس بكتب تعليقات، بتقول من أين يملك هذا الوقت ليتدخل في كل المنشورات، وكل منشور بشوفه لازم يضع بصمته فيه، لازم يعلق، لا أنا مش عاجبني الشيخ، لا طول الشيخ لازم يصير أطول شوي، صانت، لا كذا، ليش ما قعد على اليمين، لا ليش ما يقعد على الشمال، ليش ما كذا، طيب ليش الكتاب لونه أزرق؟ تمام؟ ليش ما حكى، لا ليش ما حكى هي الكلمة؟ لا كان لازم يحكي، بعض الناس يعني هو متعود دائماً أن يتدخل فيما لا يعني.
فأتوقع أن السوشيال ميديا من أكبر مشكلات واقعنا المعاصر، لأنها أفقدت هذه الخصلة، خصلة الصمت، وأن الإنسان تكون تدخلاته على يقين لفائدة فيما يعنيه، ثم بعد ذلك يعود لنفسه لإصلاحها، للانتباه لها، لإصلاح قلبه وعلاقته مع الله.
فلا تجعل السوشيال ميديا تغير نمطك، احذر إياك أن تنزل إلى هذا المربع، لأنك ستفقد هذه الخصلة العظيمة التي بها صلاح الدنيا والآخرة.
إيش ما يعني؟ ترى أمور كثيرة، المشكلة هي بدك تنتبه على الفكرة الآن، هي المشكلة مش أنه أنت أنهيت ملف ما يعني وخلص ماضل إلا أشتغل في ملف ما لا يعنيني، لا، المشكلة اللي عم بتصير معك ما هي؟ أنه ملف ما يعني أنت ما خلصته، في كثير تقصير في حياتك الشخصية، وفي حياة زوجتك وأولادك، ورائع على المربع الذي لا يعني، أنتم فاهمين؟ يعني كل من انشغل بما لا يعنيه، اعلم أنه مقصر في إكمال ما يعنيه، لأنه حقيقة ما يعنيه ربما تموت وأنت ما أنهيته، ما يعني أنت قد تلقى الله وأنت ما أنهيت معالجته كله ما يعني.
فمن أين وجدت وقت لتشتغل في ما لا يعني؟ فهمت علي؟ من وين وجدت وقت؟ لذلك إذا هذا يدل على أنه عندك قصور أو خلل في تحديد المربعات اللي لازم تشتغل فيها في حياتك.
طيب يا رب حديث الثالث عشر، لأن الأفكار العامة ما بين، عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري ومسلم.
جميل، هذا الحديث أيضاً من الأصول الكبرى في الأخلاق بين المسلمين، ولذلك أورده النووي في مباني الإسلام، المجتمع لا يصفو حاله إلا إذا كانت الرابطة بين أهله هذه الرابطة، رابطة "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
المجتمعات أي تجمع كبير أو صغير لا تتألف القلوب إلا إذا خلصنا من الشح و والحرص، أنه كل إنسان بده كل شيء له، هذا اسمه الشح، أن تكون تريد كل شيء يكون لك أنت، ولا تريد أن يصيب الخير إخوانك، إذا خلصنا من الشح ومن الحسد، فنحن في خير عظيم.
أكثر ما يهلك التجمعات الإنسانية ما هو؟ الشح والحسد، ولذلك دائماً احنا في سورة منكررها دائماً صباحاً ومساءً سورة الفلق اللي آخرها: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [الفلق: 5] طيب ليه أنا أحرص دائماً أقول (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)؟ لأنه أكثر ما يهلك الناس في أديانهم وفي علاقاتهم، ويذهب البركة من حياتهم الحسد.
وقول ابن القيم وابن تيمية رحمه الله عليهم: الحسد بشكل عام كفكرة هي طبع في الإنسان، لكن على الإنسان أن يواجهه، لأن الإنسان بطبيعته ظلوم جهول، فهو يحب الخير لنفسه، احنا بطبائع كبشر كجنس بشري نحب الخير لأنفسنا، نحب الاستئثار، تمام؟ فيأتي الإسلام بأحكامه وآياته ليهذبك، ويحاول أن ينقي هذه الطبيعة فيك، طبيعة حب الاستئثار والتملك، ويعلمك الإسلام لا، فكر بإخوانك زي ما بتفكر بنفسك، زي ما بتحب الخير لنفسك من المال والرخاء والسعة والأمن والإسلام والجنة و و، فكر أيضاً أنه أخوك اللي معك في المجتمع يحصل هذا الخير كما أنت حصلته.
فالإسلام يأتي ليهذب طبائع النفوس، الإسلام يأتي ليهذب طبائع النفوس.
فالإنسان عنده شح، من يعطيني الآية التي تخبر أن الإنسان بطبعه الشح، (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر: 9] أيضاً أعطيني، لا في آية واضحة هي، يعني تتكلم عن طبيعة الإنسان لسه أوضح من الآية التي تكلم عنها الأخ. لا لا فيها كلمة الشح، فيها كلمة الشح، إيش هي؟ (وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ) [النساء: 128] في سورة النساء الله يقول (وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ)، يعني الشح دائماً حاضر في حياة الإنسان.
والشح حب الاستئثار، حب التملك، حب أن يكون الخير لديه تمام.
ولذلك الله عز وجل لما امتدح الأنصار ماذا قال؟ (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) [الحشر: 9] ثم ختم (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) كيف أنت تتقي شح نفسك؟ الإسلام بأخلاقه وقيمه يهذب هذه النفس الجموح، إذا قرأت القرآن وتأدبت بآدابه، وقرأت السنة وتأدبت بآداب الكتاب والسنة، يؤدبك، يهذب، يعلمك كيف تتخلص من هذا البعبع الصغير في داخلك، الذي يريد أن يكبر، ويريد أن يستأثر ويتوحد، وإذا رأيت إخوانك أصابهم خير، دائماً عينك على ما في أيديهم، لا تعرف تحمد الله، لا تعرف غنى النفس والقناعة، وأن تقول الحمد لله الذي رزقني وآواني وكفاني ولم يحوجني إلى غيري.
الأذكار، الأدعية، الصلاة، أشياء كثيرة أتى بها الإسلام وظيفتها أن تهذب هذا البعبع الذي يعيش في داخلك، ويريد أن يلتهمك، ويجعلك تلتهم من حولك.
إذاً "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وفي المقابل أيضاً، تكره لأخيك وهذا الذي سيفهم، وتكره لأخيك ما تكرهه لنفسك، كما تكره لنفسك المرض، كما تكره لنفسك البلاء، كما تكره لنفسك الفقر، كما تكره لنفسك الخوف، تكره لإخوانك أن يصابوا بهذه البلايا وبهذه الرزايا.
لذلك أيها الكرام هذه قاعدة عظيمة من قواعد الإيمان وتهذيب النفس.
أيضاً لا بد أن تهذب نفسك، ل قال "لا يؤمن أحدكم" ما معنى "لا يؤمن"؟ يعني لا يكتمل إيمانك، إذا ما عندك ها الخصلة، أنت مش كافر، لكن إيمانك ناقص، لم تحقق الإيمان الواجب بعد، ركز، احنا مش ناقص يعني ناقص في المستحبات، لا ناقص في الواجبات، إيمانك ناقص عن الإيمان الواجب، لأنه في بسمى هناك إيمان واجب وفي إيمان مستحب، أنت أي حديث ها احفظها قاعدة عامة، أي حديث يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يفعل كذا أو يترك كذا" معناتها أن من لا يحصل ه الخصلة هو ناقص في الإيمان الواجب، وليس في الإيمان المستحب، تمام؟ فعليك أن تكمل الإيمان الواجب، وإلا ستلقى الله وهناك خلل في إيمانك، أنت مش كافر بس عندك نقص مخل.
تمام، طيب، اقرأ ب النقطة الرابعة.
قال رابعاً: في مفهوم في مفهوم الحديث تحذير من الشح الذي يقدم فيه المرء أولاً من الشح، نعم، الذي يقدم فيه المرء مصلحة نفسه على كل من حوله، فلا يحب له ما يحب لنفسه، نعم، وتحذير من الحسد، الذي يكره فيه الخير لغيره، ويتمنى زواله عنه، نعم.
إخواني يوجد كذلك في البيئات المتدينة، يعني لا تظن أن هذا يوجد فقط في البيئات غير المتدينة، بل موجود في البيئات المتدينة وبين طلاب العلم، وحتى بين مشايخ ودعاة، و يعني لا تظن أن القضية هذه فقط خاصة بأصحاب المعاصي والذنوب، لا لا هذه يبتلى بها كل مرء، الشح أو الحسد، فلا بد أن تهذب نفسك، وأن تراقبها، وأن تتابعها حتى ينقذك الله.
وأقول أنت لا تظن أنك ستخلص نفسك من الحسد، أنت ستهذب هذا الأمر، يعني سيصبح الحسد مطبوع في داخلك، مطبوع، وإلا فحب الإنسان للشيء واستئثاره به، هذا طبع، فهمت علي؟ هذا طبع، أنت لن تزيله، أنت ماذا ستفعل؟ ستهذبه وتشذبه.
طيب الحديث الرابع عشر، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث، الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة" رواه البخاري ومسلم.
تمام، أ فقط تعديل المعنى الأول للثيب، الثيب الذي سبق له الزواج، مش الذي لم يسبق له الزواج، هذا خطأ عكس المعنى بالخطأ، الأخ، الثيب الذي سبق له الزواج، الذي لم يسبق له الزواج هذا ماذا يسمى؟ بكر مش ثيب، البكر هو الذي لم لم يتزوج، الثيب هو الذي سبق له أن تزوج.
طيب هذا الحديث هو يشرح كلمة وردت في حديث سابق معنا، مين يخبرني؟ هذا الحديث يشرح أي كلمة سبقت في حديث سابق، ونعطيه جائزة من الشيخ عمر الله يرضى عليه.
تمام؟ من يشرح لنا هذا الحديث؟ من يفهم هذا الحديث؟ يشرح أي كلمة وردت في حديث سابق أ ر أحسنت، أعطيني الحديث كامل تحفظه؟ حديث سبق معنا الدرس الماضي، حديث "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة" صح؟ مش قالنا "فإذا فعلوا ذلك عصبوا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام"؟ شو حق الإسلام؟ هو هذا الحديث.
متى يجوز أن يقتل المسلم؟ باختصار، متى يجوز أن يقتل المسلم؟ الآن الإنسان إخواني إذا قال "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" وقام الصلاة وأتى الزكاة، إذا الأصل أنه ماذا؟ مسلم، معصوم الدم، معصوم الدم ما بيصير أحد يعتدي على دمه، ولا يعتدي على عرضه، ولا أمواله، صحيح؟ قال "إلا بحق الإسلام"، متى يعود المسلم مهدر الدم؟ الآن الأصل أن كل واحد فينا الآن معصوم الدم، في تصرفات معينة إذا فعلتها تعود من معصوم الدم وتصبح مهدر الدم، ويصبح قتلك مطلوباً من النظام الإسلامي.
ما هي هذه الأحوال؟ ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، قال: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث"، ثلاث حالات تصبح فيها مهدر الدم.
الحالة الأولى ما هي؟ "الثيب الزاني"، الثيب هو الذي يعبر عنه أيضاً في الفقه ب المحصن، أي إنسان متزوج، متزوج وزنى، سواء متزوج وهو لسه إلى الآن متزوج، أو متزوج وطلق، خلص أنت تزوجت، تمام؟ أي إنسان تزوج وزنى، هذا ما حكمه في الإسلام؟ الرجم حتى الموت، إذا ثبت عند القاضي المسلم بالأدلة اليقينية، وبشهد الأربعة، أو بإقراره هو، تعرفوا سيدنا ماعز؟ سيدنا ماعز الله يرضى عنه، كان متزوج، وأقر عند النبي صلى الله عليه وسلم أنه زنى، فرجمه النبي صلى الله عليه وسلم حتى الموت، وقال أنه تاب توبة يعني، أو رأيته يسبح في أنهار الجنة وعبارة من كذا، فالفكرة أن في الإسلام الإنسان المتزوج إذا زنى فإنه يصبح مهدر الدم.
لكن تعرفون طبعاً أن تطبيق هذه الأحكام يرجع إلى من؟ إلى الحاكم المسلم والقاضي، يعني مش واحد ابن عمه شافه زنى، بسم الله، لا، الله يرضى عليك تجيب لناش مشاكل، وتجيب لحالك مشاكل، وليس الإسلام هكذا، لأنه هذه الحدود أصلاً الشهاده فيها شهادة صعبة، يعني تعرفون أنه لازم أربعة أشخاص يشهدوا أنهم رأوا الرجل يدخل في المراه، مش بشهد أنه شافهم الاثنين دخلوا على غرفة، ما بزبط، الأربعة بدهم يشهدوا أنهم رأوا الرجل بعينه يدخل في المراه، إذا في واحد من الأربعة ما شهد بهذا التفصيل، الباقيين يجلدوا، مش يجلدوا، يجلدوا حد إيش؟ حد القذف.
بالتالي أنت مالكش مصلحة تروح تشهد، إلا إذا معك أربعة شافوا معك اللي شفته، يعني حتى قال العلماء، تخيلوا إذا حتى تعرفوا اليوم اللي بقول لك عن الإسلام والدموية وكذا وكذا، حتى تعرفوا عدل الإسلام، وأنه لا يطبق، لأنه هي قضية إهدار دم ما فيها مزح، باختصار، تمام؟ ما في لا يمزح فيها، بالتالي في عنده شروط دقيقة.
قالوا: لو أن كل شخص وصف وصفاً مختلفاً عن الآخر، لا يطبق الحد، يعني لو شخص قال: أنا شفتهم الاثنين في زاوية هالغرفة، إجا الشاهد الثاني قال: أنا شفتهم، بس شفتهم في الزاوية الثانية، إجا الثالث قال: أنا شفتهم في الزاوية ال الثالثة، الرابع قال: لا أنا شفتهم في الزاوية الرابعة، لا يطبق الحد مع أنه كل واحد قال شفتهم أدخل هذا في هذا، لماذا لا يطبق؟ اختلف الوصف، إذاً هذا من أصعب الحدود ثبوتاً، لأنه في النهاية نحن بنتكلم عن ماذا؟ عن إهدار دم، فليس بالسهل إثباته، لكن إذا ثبت يجب تطبيقه، إذا ثبت خلص يجب تطبيقه، فهنا يهدر، أما إذا كان الزاني ليس متزوجاً، شاب غير متزوج، أو فتاة غير متزوجة وقعوا في جريمة الزنا، ما الحد؟ يجلد 100 وينفى سنة عن دلده، يجلد 100 جلدة وينفى سنة عن بلده، لكنه لا يرجم، لذلك قال "الثيب الزاني"، يعني من تزوج أو سبق له الزواج وزنى، هذا الذي يهدر دمه.
اثنين، قال: "والنفس بالنفس"، إيش يعني "والنفس بالنفس"؟ إذا أنت قتلت شخصاً مسلماً متعمداً، وأهل المقتول بدهم القصاص، أصبحت أنت مهدر الدم، إذا أنت قتلت مسلم متعمد، للأسف كثير من المشاكل اللي بتصير في مجتمعنا، بيجوا واحد بيطخ أخوه المسلم في مشكلة عائلية، ولا مشكلة بين عشائر أو ما شابه ذلك، الآن أنت قتلت مسلماً متعمداً، مش دعسته بسيارة بالخطأ أو شيء، لا أنت قتلته عن سبق الإصرار والترصد، مش هيك بحكو؟ قتله عن سبق إصرار وترصد.
في هذه الحالة أصبح دمك مهدر، ترفع للحاكم المسلم ويرفع القضاء، إذا أولياء المقتول طالبوا بالقصاص تقتل، ماشي أنت مسلم بس تقتل ودمك أصبح مهدراً، ها الحالة الثانية التي يهدر فيها دم المسلم.
الحالة الثالثة ما هي؟ هي الحالة التي أنت لن تصبح فيها مسلماً، وهي "والتارك لدينه المفارق للجماعة"، أي شخص للأسف ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام، فهذا قد ارتد، فما عاد مسلماً، يرفع أيضاً إلى الهيئة القضائية الشرعية، فإذا حكموا عليه فعلاً أنه ارتكب ناقضاً من النواقض، يبدأ أولاً مش مباشرة يقتل، بدك تعرف أنه بعض الشباب بيظنوا هي الأحكام سهلة، يعني لا، إخوان هذه أحكام إهدار دم ليست سهلة، يرفع كما قلنا للقضاء الشرعي، حتى يقتنع القاضي الشرعي أنه هذا الشخص فعلاً وقع في ناقض من النواقض، ثم إذا ارتك قال إذا اثبت عليه الردة يبدأ مشوار الاستتابة، والاستتابة أن يأتي بأهل العلم ويحاوروا مع الرجل، ويطالبونه بالعودة إلى الإسلام، ويخبرونه بأن ما فعله كبيرة من يعني يخرجك من الإسلام، وأنت خارج من الإسلام، وناقض من النواقض.
فإذا الرجل تشهد من جديد، وأعلن أنه سيعود إلى الإسلام، خلص نقبل منه العودة إلى الإسلام، يعني احنا ليس من هدفنا أنه لا بدنا نخلص منه وخلص باي طريقة، لا، احنا عندنا سعة، فنست تيبه ثلاثة أيام، لاحظ شو سعة الإسلام وقواعد الإسلام، ثلاثة أيام يناقش ويحاور، و تستدعيه الهيئة الشرعية، فإذا بعد ثلاثة أيام أصر، أنت بتعرف أنه هذا راح يعمل بلبلة في المجتمع، متخيل شخص إخواني فاهمين القضية، أنه في واحد مبوس عند القاضي، والقاضي بقول له: يا جماعة الخير، أنت بعد ثلاث أيام رح نقتلك بالسيف، وهي جايلك ثلاث مشايخ ينصحوك ويوجهك، أنت متخيل شخص يعرف أنه سيقتل وثلاثة أيام عم ينصح ويوجه، يا زلمه اسلع رقبتك من الس مش هيك المنطق؟ شو هذا العناد اللي عنده؟ أنتم متخيلين كم هذا الشخص يكون كارثي على المجتمع، إيش هذا العناد اللي عنده، اللي بعد ثلاثة أيام من الاستتابة وهو يعلم أن مصير السيف، مصر على أنه يبقى مرتد؟ شو هذا الكائن البشري؟ خكم عناده، ويعاند السلطان، ومصر على أن يقتل، وبده يضله مرتد، يعني على الأقل أنت لو واحد فكر، شو ممكن يفكر؟ يا أخي بسلم بطلع حالي، حتى لو هو مش مقتنع من الداخل، يعني يا أخي بسلم وبهرب من القتل، يعني هيك ممكن الواحد يفكر، هذا الشخص الذي يصل لمرحلة بعد استتابة ثلاثة أيام، أنه مصر على الردة، ويعلم أنه سيقتل، هذا إنسان غير سوي، وبالتالي بعض الناس بقول لك يا أخي ليش الردة وكذا، "لا إكراه في الدين" لا إكراه في الدين، سيدي، هذا قبل ما تدخل، نعم "لا إكراه في الدين" هذا متى؟ قبل ما تدخل، بدك تضلك ضلك نصراني، وبدك تعيش في الدولة المسلمة، ضلك، ما عنديش مشكلة، تدفع الجزية وخلصنا، بس إذا دخلت في الإسلام لا ممنوع الخروج، فإذا بعض الناس بقول "لا إكراه في الدين" لماذا يقتل المرتد؟ بدك تعرف ها الآية وين تطبق؟ "لا إكراه في الدين" قبل أن تدخل الإسلام، ما حدا بجبرك أنك ماذا؟ تدخل الإسلام، بتعيش في النظام الإسلامي ماذا على دينك، يعني حتى بعض المذاهب، مذهب الحنفية فيما أظن، أنه يقبل الجزية من أي دين من الأديان، يعني حتى لا لا يجعلها خاصة باليهودي والنصراني، يقبل الجزية من أي دين من الأديان، المهم، بغض النظر عن الخلاف الفقهي، لكن بعد أن تدخل في دين الإسلام لا نقبل أن تكون مصدر بلبلة، لأنه بتعرفوا اليهود ماذا قالوا في سورة عمران؟ مين يعطيني ايش كانت تصرفات اليهود؟ في آية بتحكي كيف اليهود كانوا يستغلون قضية الدخول في الإسلام والانسحاب من في تشكيك الناس بالإسلام؟ أحسنت.
اليهود قالوا لبعضهم (آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [آل عمران: 72] هذه من تصرفات اليهود.
قالوا بتيجي الصبح على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، بتقولوا أسلمنا، تصلوا معهم الظهر والعصر و تقرأوا قران على المغربيات شو بتقولوا؟ ارتدينا، والله الدين هذا ما أقنعنا، أه، هذه أسلوب إيه؟ تشكيك، أسلوب تشكيك، فلذلك أجا الإسلام بعقوبة رادعة، لا احنا ما بنسمح لك تشكك في ديننا، لا نسمح لك أن تتلاعب هذه اللعبة القذرة، تدخلي في الإسلام، اليوم الثاني تطلع منه، والله دينكم مش مقنع، بصير زي كان إيش يعني؟ ش فارطة صارت، كل واحد بدخل وبيطلع على كيفه، لا قبل ما تدخل لا إكراه في الدين، بعد ما تدخل بدك تضلك على الدين، بدك تضلك ظاهراً، يعني حتى لو أنت مش مقتنع ظلك في الظاهر، لكن إذا أبديت لنا الردة، سنست بك، إذا استتب ثلاثة أيام، وأنت مصر على البقاء على الردة، معناته أنت تشكل خطر على المجتمع المسلم، أنت تشكل خطر، أنك مصر للحظات الأخيرة، أنت معاند، معناته أنت خطر فلازم نخلص من، لذلك قال "والتارك لدينه المفارق للجمعة"، بعد الدرس "التارك لدينه المفارق لجماعة المسلمين" الذي يفارق المجتمع المسلم.
والمراد "المفارق للجماعة"، بعض الناس للأسف بدهم يلعبوا في هذا الحديث اليوم، اليوم حتى للأسف أقول أن بعض من ينسب نفسه للدين، بيقول لك: لا، ما فيش شي اسمه حد الردة، ولا شو يا مشايخ هذا الكلام، عن المرتد اللي بروح بحمل السيف ويقاتل النظام، أما مرتد هو بده يرتد بدون ما يقاتل النظام الإسلامي هو حر، أخذوا هذا من وين؟ من قوله "المفارق للجماعة"، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال "التارك لدينه المفارق للجماعة"، فإذا لازم يحمل السلاح ويقلنا، لا، كلمة "المفارق للجماعة" هو بمجرد أنه ارتد هو فارق الجماعة، مش لازم يحمل السلاح، فكانها وصف كاشف وليس وصف تقييدي، يعني "التارك لدينه" الذي يختار الردة هو إيش فعل؟ هو فارق جماعة المسلمين، سواء حمل السلاح ولا ما حمل، بدليل تطبيقات الصحابة، أن الصحابة لما قتلوا المرتدين، قتلوا مرتدين ولم يحملوا سلاحاً ضد النظام، بمجرد أنه ارتد وأصر على الردة، فقوله "المفارق للجماعة" هو وصف كاشف، شو يعني كاشف؟ يعني هو يخبر أن الذي ارتد هو بطبيعته ماذا فعل؟ هو فارق جماعة المسلمين، وليس قيد آخر احتراز، تمام؟ إذا هذه هي المسائل الثلاث التي يصبح فيها الدم مهدراً بعد أن كان معصوماً، كان معصوماً أصبح مهدراً.
طبعاً بذا لاحظ الفائدة هو أن الثيب الزاني لو تاب يبقى دمه مهدر، خلص، إذا ثبت عند السلطان أنه ثيب زاني زناه، طب إجا عند السلطان وتاب، وأعلن توبته، ويا شيخ ترى يا سلطان أنا، هل نقبل توبة في الدنيا؟ قوله والله يسامحنا يا حج، توبتك عند الله إن شاء الله مقبولة، وربنا يغفر لك، بس كحد لازم نطبقه.
كذلك القصاص، لو شخص قتل مسلماً متعمداً، ثم تاب، هل تقبل توبته عند الله؟ إن شاء الله تقبل، لكن عندنا في الدنيا إذا طورب بالقصاص، يقتص منه.
أما الحالة الثالثة، وهي الردة، لا، هي بتختلف، إذا مرتد تاب، هل نقبل توبته ونسقط عنه الحد؟ اه نعم، ففي هناك فرق بين الثيب الزاني وبين المرتد، أن المرتد تقبل توبته، يسقط عنه الحد، بخلاف الثيب بالزاني والنفس بالنفس، فهذا لا يسقط عنه الحد ولو تاب، ونقول توبتك إن شاء الله تنفعك عند الله، بس أنا كمجتمع مسلم سأطبق عليك العقوبة.
طيب الحديث الذي يليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل فليقل خيراً أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" رواه البخاري ومسلم.
تمام، رواه البخاري ومسلم، أنذر حطلنا اياها على الباردة أو مروحة شويح.
طيب، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" شوف كيف الإسلام يربط بين العقيدة والأخلاق، يربط بين العقيدة والقيم والأخلاق، يعني "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" رح تقول أنت ايش علاقة إكرام الضيف بالإيمان بالله واليوم الآخر؟ هكذا الإسلام، الإسلام منظومة متكاملة، عقيدة وفقه وأخلاق وقيم، فهذا يؤثر على ه وهذا يؤثر على هذا.
المقطع الأول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" يذكركم بأي حديث؟ أحسنت، يذكركم بحديث "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، يعني هي بتشبه ها فيها تقارب، أنه من حسن تركك ما لا يعني، يقتضي أن تقول خيراً أو إيش؟ تصمت.
الشيء مالك شغل فيه تصمت، عبودية الصمت، عبودية عظيمة، للأسف ضاعت في هذا الزمان، عبودية الصمت، والاشتغال بالنفس وإصلاح، عبودية عظيمة ضاعت عند أكثر الناس في هذا الزمان، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
لكن ايهما أولى أن تقول خيراً أو تصمت؟ أن تقول خيراً، لذلك بدأ بها، لذلك بدأ بها، إذا لو سألك الشخص ايهما أولى أن أعلم الناس الخير أو أصمت وأقعد ببيتي؟ لاعلم الناس الخير، ايهما أولى أن أقول صواباً وحقاً وأنكر منكراً، أو أصمت؟ لا قل صواباً وحقاً وأنكر منكراً، فلذلك قال: "فليقل خيراً أو ليصمت"، لماذا بدأ ب "فليقل خيراً"؟ لأنها مقدمة، فالأولى أن تقول خيراً، طب إذا مش قادر أقول خير؟ أصمت، يعني واضح، مش قادر تقول خير؟ أصمت، وتعلم عبودية الصمت.
إذا عجزت عن قول الخير، أو شعرت أنك بدك تتكلم شر، ما ماذا معنى هذا الكلام؟ الذي لا يريد أن يقول خيراً، وأما إنسان إخواني عاجز عن قول الخير، أو إنسان يريد أن يقول شرا، صح؟ وهذول أحد الاثنين، يا إنسان عاجز عن قول الخير، سعيت إيش مجاله؟ أن يصمت، أو إنسان نفسه تدعوه أن يقول شراً، أيضاً هذا شو بنصحه؟ أنه أصمت.
والصمت عن الكلام المحرم ما حكمه؟ واجب، والصمت عن فضول الكلام ما حكمه؟ مستحب، فصن قد يكون واجب إذا كان عن كلام محرم، عن غيبة، والله إجاك وأنت جالس في
المجلس، اجاك الشيطان قال لك استغيب فلان، ما حكم الصمت هنا؟ هذا واجب، مش مش فضاء الأعمال، هذا واجب.
طب أما اجاك الشيطان قال لك شو رأيك نقعد مع الشباب ثلاث أربع ساعات نحكي كلام فاضي عن المباريات وعن أسعار الأبصر شو عن، والله الصمت هنا مستحب، تمام؟ ما دمت لم تقل حراماً يبقى الصمت ضمن دائرة ماذا؟ المستحبة، فالصمت قد يكون واجباً، وقد يكون مستحباً، وأما إذا كان عندك خير تستطيع أن تقوله، الصمت خلاف الأولى، والأولى أن تقول خيراً، وإذا كان هذا الخير يجب أن تقوله، كالأب الذي ينصح ابنته أو ابنه بترك الحرام، هنا صمت الأب، سؤال، صمت الأب عن منكر يراه في أسرته، ما حكمه؟ حرام، إذاً الصمت بكون ممكن يكون حرام، الصمت؟ اه، نعم، إذا كنت ترى منكراً في أسرتك، أو منكر أنت مسؤول عنه في شركتك، في مكان عملك، وأنت تستطيع أن تغير بيدك وبلسانك، الصمت هنا حرام.
إذاً الصمت قد يكون حراماً، وقد يكون خلاف الأولى، وقد يكون الصمت واجباً، وقد يكون مستحباً، على حسب الوظيفة التي يؤديها الصمت.
طيب، القاعدة الثانية قال: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره".
خلينا يعني سريعاً قضية إكرام الجار أظن واضحة، لكن نقرأها مع بعض صور إكرام الجار، اقرأ لي إياها يا عمر صفحة اي 73 73 واكرام الجار، ماذا يشمل؟ تصرفات لازم تهتم بها بجارك، شوف الإسلام والله الإسلام عظيم وجميل يا إخوان، إنسان يعتز بدينه، الدين اللي بوصيك بالجار، مش زي الرأسمالية الأمريكية اليوم اللي الهم الواحد فيهم بس هو يأكل ويشبع ويعبئ شهوة بطنه وفرجه، وجاري الله لا يرده، هيك حياتهم في أمريكا، إلا يعني بعض الناس اللي عندهم قيم هيك شخصية، بس ما في عندهم في قوانينهم ما يعزز هذه القيم، رأس مالية، المهم أنه أنا أشبع، طب جاري؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع" الإسلام يوسع دائرة أفقك، أنه هذا الحياه ليست فقط لك، لك ولإخوانك.
طيب دعونا نقرأ صور إكرام الجار، قال: "يشمل كف الأذى عنه"، فإذا يعد كبيرة من الكبائر، ففي الحديث "لا يدخل الجنة من لا يامن من لا يامن جاره بوائقه" بوائق هي الأذى، "من لا يامن جاره بوائقه" يعني اذاه، ما بدخل الجنة، نعم.
قال: "تحمل أذيته والصبر على سوء خلقه ومقا"، إذا أول شيء أنه أنا ما أذيه، وإذا هو اذاني بدي أصبر وأتحمل، طبعاً ضمن سقف المعقول، يعني والله جاري اليوم عنده حفلة وفيش فيها معازف وكذا بس أنه يعني طول شوي، بدي أتحمل لي شوي، والله جاري عنده ورشة عم بدق الساعة 9 بالليل، هذا بعض الناس بجيب له الشرطة وال، والحقيقة بدها رو قولين و مشايخ، بس ضمن طبعاً ضمن سقف المعقول، يعني مش كل يوم بدق، وكمان ناخذ نعطي شوي يعني.
طيب قال: "مقابلة الإساءة بالإحسان"، قال الحسن رحمه الله: "ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار احتمال الأذى" شوف هذا الكلام الجميل، ليس حسن الجوار أن تكف اذاك، حسن الجوار أن تحتمل الأذى، صح؟ يعني مش شي كثير أنك تكف اذاك عن جارك، الشيء الكثير أنه إيه؟ أنه تتحمل أذى جارك، يعني هذا معناته أنه أنت صبور، أما أنك تكف اذاك عن جارك أظن هذا شيء أساسي، يعني ما بيصير إنسان يذي الناس، لكن وين الصبر؟ وين القيم؟ أنه إذا هو اذاني أتحمل، صفت السيارات دائماً بصير قدام البيوت مشاكل على صفات السيارات، مشاكل على عدادات المياه، مشاكل ابن الجار دخل على الحديقة، يعني بدها شويه حلمة، ما يكون الإنسان يعني كأنه في حالة ستاند باي، يعني وضع الاستعداد، أنه أي واحد مشكلة اقسم الجار، تحمل، خليك شوي رايق، نعم.
قال: "وفي الصبر على جار السوء العوض الحسن من الله"، ومنه ما يروى من حديث أبي ذر يرفعه: "إن الله يحب الرجل يكون له الجار يؤذيه جواره، فيصبر على اذاه حتى يفرق بينهما موت أو ضعن"، ضعن يعني سفر وانتقال، نعم.
نعم، قال: "ويشمل الإحسان إليه وبذل المعروف له"، ومن ذلك نعم، الصورة الثالثة الإحسان إليه، إذاً أن تكف اذاك، اثنين أن تتحمل اذاه، ثالثاً أن تحسن إليه، تشاركه طعام، شراب، والله احتاج شويه شاكوش، احتاج له مفكه، احتاج له شغله، احتاج له نت، احتاج أشياء من الحياة، تساعد تحسن إليه في هذا البعد، نعم.
قال، قال: "ومن ذلك ملاقاته بالبشاشة والكلمة الطيبة، وحسن المعاملة، وستر عورته، وستر عورته، وعدم إفشاء سره، وغض البصر عن عن حرماته"، انتبهوا إخواني، غض البصر عن حرمات الجيران، أحياناً قد يفتح الباب بالخطأ، تكون زوجة الجار، أو بنات الجار، احذر أن تنتهك حرمات الجير، وأن تنظر إلى عوراتهم، فيسلط الله من ينظر إلى عورتك، ومن ينظر إلى زوجتك، ومن ينظر إلى حرماتك، كما جاءت القصة، دقة بدقة ولو زدت لزاد السقه، ما تفعل بالناس يفعل بك، فمن الإحسان للجار أن تصون حرماته، لا تنظر في بيته، والله زرته في بيته إذا فتح الباب بالخطأ، طفل صغير أو انفتح الباب مباشرة، تصرف وجهك مكان جلوسك في بيت الجار، هذه كلها أدبيات لازم نتعلمها، نعم.
قال: "وحفظ ماله، وصيانة عرضه في غيبته، وبذل الهدية والطعام له"، في الحديث حفظ ماله، جارك ممكن يكون مسافر، والله مش خطا طلطل على سيارته ما حدا اذاها، شقته ما حدا ش يعني أدب وأخلاق، نعم.
قال: "وفي الحديث يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فاكثر مائها وتعاهد جيرانك" قال "وتفقد أحواله، ومواساته عند حاجته، والوقوف بجانبه في نوائبه، وفك رباته" قال صلى الله عليه وسلم "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع" وفي الحديث: "ايما اهل عرصة اصبح فيهم امرؤ" عرصة يعني حي او منطقة، نعم.
قال: "أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم دمة" الله عز وجل، يعني الله بريء منهم والعياذ بالله، تخيل الله بريء من أهل حي شبعانين ويعرفون أن جارهم جائع وما أحد سأل عنه، الله شوف الإسلام كيف يعلي من القيم.
نعم قال: "وعدم منعه من الانتفاع بسوره فيما يحتاجه أو ما يشترك معه فيه"، في الحديث لا، أثناء البناء، أثناء البناء ممكن أنت تحتاج أو جارك يحتاج يسند خشب على سور بيتك، تساعده يعني تتعاون معه.
قال: "وفي الحديث لا يمنعنا أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره"، نعم.
قال ثالثاً، فل ثالثاً: "من كان يؤمن بالله هو اليوم الآخر فليكرم ضيفه"، أيضاً الإسلام يهتم بالضيف كما اهتممنا بالجار، اهتممنا بالضيف، والضي ايش الفرق بين الضيف والجار؟ اه مشايخ؟ مين الضيف؟ نعم الضيف اللي بزورك يعني بزورك مرار طريق يعني، أو صاحبك يزور ساعه ساعتين ويغادر، هذا يسمى ضيفاً، نعم.
يمكن طبعاً الضيف يجلس عندك يوم، أحياناً إذا جاي من سفرة، تمام، وانقطع تنزله عندك، ممكن يات عندك ليلة، والضيافة أعلاها ثلاثة أيام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
نعم، قال: "وضيفه هو من يفد عليك وينزل بذلك سواء عرفته أو لم تعرف، وإكرامه من خلق الأنبياء وأشراف الناس"، قال عبد الله بن الحارث بن جزء: "من لم يك ضيفه فليس من محمد، ولا من ابراهيم، ولا من ابراهيم عليه السلام" ابراهيم (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) [الذاريات: 24] إبراهيم أستاذ في إكرام الضيف، قد علقنا على هذا المقطع في تفسير النسفي، وبينا ما فيه من الأخلاق الجميلة في إكرام سيدنا ابراهيم لضيوفه، هو أستاذ في هذا.
نعم، قال: "ومن إكرامه أن تلقاه بالبشر والسرور، وترحب بقدومه، ولا تشعره بثقله على نفسك"، هذا أول صورة من صور إكرام الضيف، ألا تشعره أنه أتى في وقت غير مناسب، يلا أفضل الله بعينا، لا، ما بينفعش، تمام؟ ابتسم، اضحك، أعطيه بشاشة في الوجه، تمام؟ حتى لا يشر أنه ثقيل.
اثنين، قال: "أن تحفظ له ماله ومتاعه"، نعم.
قال: "وأن تقدم له القرى والطعام بحسب الميس" القرى وهو الطعام الذي يستحقه والشرا، نعم.
قال: "من غير تكلف" قال: "وأن توفر له المبيت من غير تكلف"، انتبهوا لها يعني أنت ليس مطلوباً أن تحمل ميزانيتك المالية فوق ما تضيق، تمام، ضمن السعة والقدرة، نعم.
قال: "وأن توفر له المبيت ان احتاج اليه وكان في بيتك متسع"، هذا إذا احتاج إليه، وقديماً كثيراً ما كانوا يحتاجون لذلك، أنه ما كان في مثلاً في المدن والأمصار فنادق كما هو واقعنا الحالي، فاللي كان يدخل على قرية وهو غريب يحتاج أنه أحد يؤويه، أما اليوم أصبحت في ثقافة الفنادق والبيوت الخاصة، هذه يعني خففت قديراً، نعم.
قال: "وفي المقابل ينبغي على الضيف ألا يثقل على مضيفه في طول الزيارة وتكرارها"، في الحديث نعم، يعني كما أن هناك حقوق للضيف، هناك واجبات على الضيف أيضاً عليه أن يراعيها، أولاً أن يطيل في الزيارة، ولا يكررها كل يوم كل يوم يزور الناس، هذا مؤذي.
"زر غباً تزدد حباً" شو يعني "زر غباً"؟ الغب هو اللي بزورك يوم يومين وبيغيب له يوم يومين، أو حسب رتبته، ما هو في ناس رتبته عالية، وفي ناس أصلاً أن طبيعة علاقتك معه سطحية، كان المفروض أنك تشوفه مرة في الشهر، فقول له: "زر غباً تزدد حباً" اللي بيزور بشكل متقطع بتحبه، مثلاً بزور كل يوم كل يوم كل يوم تقول الله يسهل عليك، يعني الله يرضى عنك.
طيب قال: "ولا يتطفل عليه في متاعه ومقتنياته" أو لا يتطفل، دخل يصبح ينظر، هذا المكيف من وين جبته، والله هذه السيارة من وين، كذا، والله هذه الميدالية ما شاء الله، والله هذه الطاولة، بضل يسال عن مقتنيات البيت والأثاث و يا أخي لا تسأل، من حسن، هنا نطبق كل الأحاديث، "من حسن اسلام المرء تركه م لا يعنيه"، خلص، يعني أدخل، احكي كلمة خير.
نعم، قال: "وعليه أن يغض بصره عن محارمه ويستر"، غض البصر عن المحارم، كما أن الجار يغض البصر، كذلك الضيف الذي يدخل إلى الدار، نعم.
ثم يدعو له ولاهل بيته بالخير والبركة عند انصرافه، ويذ الدعاء أيضاً لمن استضاف أن تدعو له بالبركة في الخير في طعام وشراء.
طيب، قال الحديث السادس عشر، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني، قال: "لا تغضب"، فردد مراراً، قال: "لا تغضب" رواه البخاري.
هذا حديث مختصر لكنه عظيم، الصحابة كانوا يحرصون على الخير، ولذلك كانوا دائماً يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أنه إيه؟ يوصيهم بما يصلح حياتهم، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يتفرس في كل رجل، فيعرف ما هي الوصية التي يحتاجها هذا الرجل، في صحابي يعطيه وصية معينة، هذه يعطيه وصية أخرى، فالنبي صلى الله عليه وسلم تفرس في هذا الرجل، فرأى أن هذا الرجل شخصية ماذا؟ أو كان يعلم من حاله، شخصية غضوبة، أنه شديد الغضب، فقال له: أوصني، هذا الرجل، فقال عليه الصلاة والسلام: "لا تغضب".
الآن إخواني بدنا نفهم قضية كل إنسان فيه قوة غضب، احنا كبشر فينا قوتين ربنا يبتلينا فيهما، قوة الغضب وقوة الشهوة، هذا كل علماء السلوك تقريباً يتفقون على هذا، أن النفس الإنسانية ربنا ابتلاها بشغلتين، الغضب، والغضب هو الذي يولد الانتقام، يولد الحسد، يولد التنافس، يولد يعني الأفعال، القتل، يولد كثير من الجرائم، السب، الشتام، الغيبة، والشهوة، والشهوة هي القوة الشهوانية، هي التي تولد الزنا، والنظر إلى النساء، والعلاقات المحرمة، والأكل الحرام، للمال، أنانه شهوة مال قد تكون، وقد تكون شهوة جنس، فنحن مشكلتنا كجنس بشري في قوتين، القوة الغضب، والقوة الشهوانية.
الآن القوة الشهوانية في كثير من الأحاديث تعالجها، هنا النبي صلى الله عليه وسلم يوجهنا إلى ضرورة إدارة القوة الغضب، طب هذه القوة الغضب هي طبع في الإنسان، فكيف يا رسول الله لا أغضب؟ هذه طبع، ما أنت بتقول هي قوة فيا، تمام؟ يعني كيف شخص تقول له ايه؟ لا تفكر في النساء؟ تحقيقه هذا الكلام ما هو صحيح من حيث الأصل، ليه؟ لأنه هذه شهوة، (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ) [آل عمران: 14]، أنت كأنك بتقول له اخرج عن كونك إنساناً، أنت لا يمكن أنك تقطع الشهوة، لكن يمكن أنه إيش؟ توجهها بالشكل الصحيح، فالغضب أيضاً قوة، فما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا تغضب"؟ يعني احذر أنك تغضب، تصير إنسان فيش عندك مشاعر؟ لا.
ايوه، نعم، المراد ب "لا تغضب" ليس يعني أن تق اقطع الغضب، وإنما المراد لا تظهر آثار الغضب على نفسك، واضبط التفاعلات التي تحصل منك عندما تغضب في داخلك، فالنهي إذاً ليس عن الغضب بنفسه، وإنما النهي عن إظهار آثاره، لكن من البلاغة أنني إذا أردت أن أبالغ في النهي عن الآثار، أن أطالب بنفي الشيء، وإن كنت أعلم أن الشيء بنفسه لا ينفى، وإنما المراد نفي آثاره، أصلاً علمياً الإنسان إذا شتم فلم يغضب داخلياً يعني في مشكلة، صح؟ يعني معناته أنت متمسح بالعربي، يعني سامحوني هذه أفضل مصطلح، الآن أن إذا انان شتم، سب، إجا أحد استفزه، ولا يغضب، هذه حالة غير سوية، الإنسان يتحرك من الداخل، طب أنا ما المطلوب مني؟ أن لا تظهر الآثار علي، إذا غضبت، إلا أضرب، وانتقم، واشتم، بل أتعرف كيف أدير الغضب في داخلي، وكيف اضبطه، وكيف أوجهه، وكيف أحسن المواقف.
فإذا "لا تغضب" ليس نهياً عن الفطرة، لأن الفطرة تغضب، إذا شتمت، إذا سبت، إذا تطول على عرض الإنسان، وإلا أصلاً لا تكون إنساناً سوياً، فالغضب مهم أصلاً حتى نوجهه في أماكن أخرى، فإذا رأيت منكراً ما هو لازم تغضب، إذا رأيت حرمات الله لا تنتهك ولازم تغضب، إذا رأيت أعداء المسلمين يذبحون المسلمين ولازم تغضب، فهذه قوة مهمة، لكن مهم أن أوجهها بالاتجاه الصحيح وفي المكان الصحيح.
الغضب إنما يجب أن يظهر آثاره كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر آثاره، متى كان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر آثار الغضب؟ نعم كان لا يغضب لنفسه، بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه، إذا أحد شتمه، أو مسكه، أو يتجاوز، لكن يظهر أثر الغضب عليه إذا انتهكت حرمة من حرمات الله.
فإذاً الغضب عليك أن تفهم فيه بعدين، أولاً متى أظهر آثاره؟ أقول لك إذا كان هناك منكر وانتهكت حرمات الله، طيب.
وأما إذا كان شيء يتعلق بحقك الشخصي، فتعلم ألا تظهر الآثار، وأن تضبطها، فهمتم هذان البعدان؟ إذاً الأثر عفواً، الغضب مطلوب أن يظهر اث، لكن أين؟ في المكان الصحيح، في المكان الصحيح، على أعداء الدين، على أصحاب الفجور والمعاصي، على الذين ينتهكون حرمات الله، اه، هنا مطلوب أن يظهر أثر الغضب، طبعاً بفق قواعد الشريعة، لكن إذا كان هناك منطقة أخرى في حقوقك الشخصية، في أحوالك التي ليس فيها انتهاك لحرمات الله، فهنا المطلوب منك ماذا؟ أن تظهر آثار الغضب وأن تحسن معالجة هذا الملف.
طيب، كيف الآن سنتعلم كيف أستطيع أن أضبط الغضب؟ هذه وصية النبي عليه الصلاة والسلام، كيف أستطيع أن أضبط الغضب في حياتي؟ هل هناك أمور بتعين يا شيخ على هذا؟ كثير من الناس رجال أو نساء شخصية غضوبة، وإذا غضب تقول أعوذ بالله من شره، أعوذ، تستعيد من شره، فكيف يمكن هناك آليات ووسائل تعينني على أن أضبط آثار الغضب؟ اقرأ لنا يا شيخ، وضعنا لكم هكذا مجموعة من القواعد، ثالثاً صفحة 77، قال النهي عن إنفاذ الغضب والعمل بمقتضيات التي لا ترضي الله تعالى من الاقوال والافعال، ويكون ذلك بك لا إذا عفواً عفواً، أرجع صفحة 79، صفحة 79 خامسة، قال: "من الحلول الشرعية المناسبة لمن يعاني من عدم سيطرة على غضبه"، الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند الغضب، هذه أول حل شرعي، وهذا علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم، أولاً إذا غضبت اجعل على لسانك "أعوذ بالله"، لأنه الشيطان يستغل لحظة غضبك حتى تعمل مصيبة، الشيطان يستغل لحظة غضبك، لأنه يعرف أنك في أضعف أحوالك، يستغلها حتى يجعلك تفعل مصيبة، تشتم، تسب، أو تضرب، أو تقتل، أو تفعل، فاستعذ بالله من الشيطان حتى لا يحضر في هذه اللحظة.
اثنين، قال: "أن يلزم نفسه الصمت وعدم الكلام في أي شيء، حتى تسكن نفسه، ويسكن عنه غضبه"، يتعوض الصمت، أنه لا تسرع في الرد، لو أحد اعتدى على حقلك، اصمت قليلاً، حتى توزن الكلمة التي ستخرج منك.
طيب وتغيير الهيئة والانتقال والحركة، فلو كان قائماً فليجلس، ومن كان ثالثاً تغيير الهيئة، إذا غضبت مباشرة غير هيئتك، إذا كنت جالس وقف، إذا كنت واقف اجلس، إذا كنت في مكان انتقل لمكان آخر، يعني حتى تجدد الدماء في العروق، وهذه من الحلول الشرعية أيضاً، نعم.
قال: "والجلوس على الأرض حال الض اقرأ".
قال العلامة الخطابي على الفكرة الثالثة: "قال القائم متهيئ للحركة والبطش، والقاعد دونه في هذا المعنى، والمضجع ممنوع منهما" ممنوع منهما، يعني لا يستطيع البطش ولا الضرب لأنه نايم، نعم، "فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم انما امره بالقعود والاض جاع لالا يبدر منهم في حال قيامه وقعوده بادره يندم عليها في ما بعد والله اعلم" وأن كان بعض أهل العلم يقول، لا ما هو حتى لو كان جالس، المأمور أنه ايه؟ ممكن يقف أو يغير هيئته، فكلام الخطابي هو ينصب أنه إذا كان واقف، لماذا يجلس؟ طب إذا كان جالس هل يقف أو يغير مكانه؟ يمكن أن يقف ويغير مكانه لبعد آخر، وهو تغيير الجو، لأنه دائماً هي حالة الغضب هي حالة انفعالية في لحظة معينة، إذا أنت غيرت الجو، يعني نوعاً ما بتتفك فك شوي بتلح الامور.
نعم، قال: "والجلوس على الأرض حال الغضب" في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته: "الا أن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أفما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن احس من ذلك شيئا فليلزم"، وهذا إخواني مهمه جداً لأي شخص، أنتم بتعرفوا أنه ابتر بكثرة الطلاق عند الغضب في مجتمعنا الأردني، في كثير من المجتمعات، أكثر حالات الطلاق بيتصلوا معي ناس، السلام عليكم يا شيخ، أنا طلقت زوجتي بس والله يا شيخ أني كنت غضبان، بقول له هو في واحد بطلق زوجته وبيضحك؟ يعني هو الوضع الطبيعي أنه واحد بطلق زوجته يكون غضبان؟ يعني بعض الناس فكر أني رح اقول له لا لا خلص كنت غضبان معناتها خلص ربنا عفى عنك، ما هو هذا الوضع عمره ما حد رح يطلق على هي ل الحالة، ما ب اثنين بكونوا مبسوطين بيفطروا مع بعض بيضحكوا، يلا أنت طالق يا حجة، يعني ما فيش يعني، يعني ما فيش حدا بيعمل هيك، يعني فالمجتمع لازم يفهم هي القضية، أنه ما تحكي للشيخ لما تستفتي أنا طلقت بس والله كنت غضبان، لأنه هو الوضع الطبيعي أنك تكون غضبان، هذا مش علاج، تفكر أنه الشيخ رح يعفو يقول لك خلص معناتها الله يعفو عنك.
الغضب الطلاق لا يكون إلا في حال الغضب، ومجتمعنا بشكل عام، حتى ربما معروف في باقي المجتمعات أنه مجتمع شوي حامي، تمام؟ يعني الغضب عننا درجة أعلى من مجتمعات أخرى، بالتالي للأسف كثير من حالات الطلاق عم بتصير، أنه الزوجة عملت تصرف أغضب الزوج، كيف أدير هذا الملف فلا أطلق، خاصة لمن كلمة الطلاق للأسف على لسانه، أنها بتهدم بيوت، إخواني، المجتمع في بلادنا، أعرف كثير من الأسر تعيش بالحرام، الزوج يطلق في اليوم ثلاث أربع طلقات، كل يوم، طب على 20 سنة يعني بجوز طلق صارله ألف طلقة، يعني الحياة حرام بينهم، حرام، شو يعني حرام؟ يعني علاقة الرجل مع المراه علاقة زنا، الناس مش فاهمه هذا البعد، وبيجيبوا أولاد بالزنا، أولاد بالزنا، ربنا ما بارك فيهم، بتلاقيهم أولاد غير مباركين، لأنه أنتم عايشين بالحرام، أنت طلقتها 100000 طلقة خلال 20 سنة، وبفكر أنه هي كلمة سهلة عند الله.
فدائماً نن بنوجه الشباب مش متزوجين أو المقبلين، واللي متزوجين، انتبه لحظة الغضب كيف تتفاعل مع الزوجة، بعض الشباب ممكن يكون شوي متدين أكثر ما بتستعمل كلمة الطلاق، بس للأسف بستعمل كلمات دفش شوي، يعني إذا أغضبته زوجته، شتائم عليها وعلى أبوها، وعلى تربيتها، وع اللي جابك هون، وع، فبتلاكي أنه دائماً العلاقة متوترة في الأسرة، صحيح؟ لأنه ملف الغضب عنده هو لا يعالج، فلما نحكي آداب الغضب، أو كيف تتعامل، ما تفكر هذا ملف، اه، لا للجار اللي بيغضب، هذا ال والك، وأنه بكرة ح تنحط في مواقف ما تتزوج، الأبناء مواقفهم المستفزة، ابنك استفزك في موقف، يا أخي كيف تضبط غضبك؟ تمام؟ كيف أني ما يكون في شتائم، سب، ضرب، لا، أنه افهم أنه هذا ابن وجاهل ومسكين، ويغضب عفواً يخطئ، وبالتالي أنا بدي اغضبني في تصرف، بدي اتوازى، بدي أعرف كيف أتعامل مع هه اللحظة، حتى لا أسبب له أزمة نفسية، بعض الأطفال عندهم أزمة نفسية بسبب التعامل الشرس من آبائهم، بسبب التعامل الشرس، أصبح الولد خارج للمجتمع بنفسية عدوانية، بتيجي تقرأ ملفه، بتعرف أنه أبوه كان هيك، أبوه كان عصبي، وغضب، وكل شي ضرب وذبح وشبح وتعليق وشاط وكذا، فتعرف أنه هذا الولد هو تربية أبوه، فخرج عدواني للمجتمع، فمال الغضب ما تفكر أنه هي بس لحظة معينة، أنت تشكلت مع زميلك، لا، أنت بتغضب مع زوجتك، أنت بتغضب مع أولادك، أنت بتغضب مع أقاربك، مع إخوانك، مع عائلتك، في المسجد، في الحياة الدعوية، بين المشايخ، بين الدعاة، يعني هي حالة مستشرة اليوم، وسببت فساداً كبيراً في المجتمعات، فأنك تفكر في كيف أعالج الغضب وأعالج توابعه في نفسي هذا موضوع مهم.
طيب، أكمل قال: "والوضوء عند الغضب، فهو يطفئ حرارة الغضب التي يجدها" قال رسول الله صلى الله عليه، الوضوء عند الغضب أيضاً يعالج.
أيضاً النقطة اللي بعديها، قال: "وأن يستشعر أنه عبد ضعيف لا حول له ولا قوة أمام غضب الله"، يعني إذا غضبت على زوجتك، فاعلم أن غضب الله أعلى، إذا غضبت على زوجتك، فعلم ضعفك وافتقارك وأن غضب الله أعلى من غضبك، فإياك أن تعتدي عليها، وكذلك الكلام للزوجات برضه، الزوجات إذا غضب الله ي وجيك شو بتسوي، فك، تمام؟ فان تتقي الله في زوجها، وتعرف أن الله أعلى وأجل منها، نعم.
قال: "وأن يستحضر أجر كظم الغيظ وما أعده الله لمن ملك غضبه"، نعم، الله عز وجل قال (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) [آل عمران: 134] نعم.
"وأن يعلم أن التحكم بالغضب والحلم والهدوء سمات أشراف القوم وكبرائهم" ط، تم النقطة الأخيرة.
"أن يعلم أن التحكم بالغضب والتحلي بالحلم والهدوء سمه الكبار" يعني الإنسان الكبير، بعض الناس بفكر أنه أن يظهر غضبه هي الرجولة، هذه تنشأ في المجتمعات وفي بيئات الشلل العصابات، أنه اللي بيظهر غضبه وبينتقم وبذي هو الرجل، وأنه اللي بحلم وبسكت هو الضعيف، مش عارف تاخذ حقه، النبي عليه الصلاة والسلام قال "ليس الشديد بالسرعة"، مش الشديد الذي بيسرع الناس وبضربهم مش هذا هو الرجل الشديد، طب قالوا من الشديد يا رسول الله؟ قال: "الذي يملك نفسه عند الغضب" اللي بيقدر يضبط مشاعره وأحاسيسه، وما يستفزه إغضاب الناس له، لأن يقول حراماً أو يفعل حراماً، هذا هو الرجل الشديد، الشديد يعني القوي، الرجل القوي القادر أن يتوازن مع مشاعره وأحاسيسه، أما الرجل بالعكس، أنه أنت دائماً مشاعرك دائماً طالعة برا، دائماً كل ما واحد استفزك ما بتعرف تضبط نفسك، معناتها أنت شخصية ضعيفة، ماشي بروس، أنت ايدك ضخمة وبتضرب، بس هذا جسد، لكن كروح ومشاعر أنت ضعيف، لأنك لا تستطيع أن تتحكم بأعصابك ونفسك التي بين جنبيك.
طيب، قال: "وفي الحديث إنما الحلم بالتحلم، فمن عود نفسه على كتم الغيظ، وألزم نفسه بالحلم، فإنه مع اسمرار المحاولات يك اقرأ سادساً".
قال: "من الغضب ما يكون محموداً مرغب فيه، وهو ما كان لأجل الله تعالى إذا انتهكت حرماته، أو انتهكت حرمات المسلمين"، هنا هنا غضب، لا بالعكس، نريد أن تظهر آثاره هنا، هذا الغضب جزاك الله خير، لا أريد أن تخفي آثاره، هذا النوع من الغضب أريد أن تظهر آثاره بس بشكل منضبط طبعاً، بس بشكل منضبط، ما هو إذا رأيت رجل مثلاً يشتم الله، بتقول: لا، أنا بدي أضبط نفسي الآن عند الغضب، لا، مش حينفع، بدك تظهر الآثار، لكن بحجم ما تقتضيه المصلحة، أما بالصراخ، أو بالبهو، ببعض العوامل الأخرى التي تعين عليها المواقف، لكن بالشكل الذي طبعاً ما يوقعك في مأزق أكبر، لكن ما بينفع إذا رأيت محارم الله تنتهك تقول: أنا علموني أني ما أغضب، لا، ما تغضب، هذا في حقوقك في حياة دنيوية، ماشي، هناك لا تظهر أثر الغضب، لكن إذا انتهكت حرمات الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب، وكان يعالج الموقف بما تقتضيه المصلحة، نعم، وأصلاً الجهاد في سبيل الله إنما هو غضب، غضب لحرمات الله، هذا هو الجهاد في سبيل الله.
نعم، قال: "كما كان غضبه صلى الله عليه وسلم ف في الحديث "ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى اليه حتى تنتهك حرمات الله عز وجل، وقد غضب رسول الله من اس صلى الله عليه وسلم من اسامه حين اراد ان يشفع في المخزوميه التي سرقت"، ومن معاذ حين علم انه يطيل الصلاه بالناس، ومن علي حين الله يرضى عنه كان يطيل الصلاة بالناس، فغضب منه النبي عليه الصلاة والسلام، قال: "أتريد أن تكون فتاناً" غضب، لأنه فعل شيء غير شرعي.
أسامة أراد أن يشفع في امرأة سرقت ألا تقطع يدها، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "أتشفع أن يقام حد من حدود الله؟" نعم.
قال: "ومن علي حين رآه لابساً حلة سيراء" حلة سيراء يعني حلة من حرير، علي رضي الله عنه لبس حلة من حرير، هل يجوز للرجل يلبس الحرير؟ فغضب النبي عليه الصلاة والسلام، قال له: "ايش هذه الحلة يا علي؟" نعم.
قال: "وغضبه من عائشة حين رأى الستر المعلق الذي فيه تصاوير" نعم، رأى ستر، يعني كانت واضعة زي نقول برداي، عليها صورة تماثيل، عليها رسوم ذوات أرواح، ومعلوم أن الإنسان لا يجوز أن يعلق في بيته صور ذوات أرواح، صور يعني جمال وأحصنة، فغضب وأزال هذه البردايه نقول، نعم.
قال: "وغضب حين رأى نخامة في المسجد"، رجل بسق في المسجد، رأى نخامة، يعني هو البلغم، رأى بلغم على ساحة المسجد، غضب النبي عليه، هذه ليست أخلاق، فأنكر عليه، نعم.
وكان يغضب أن خشي الشدة على أمته من سؤال بعضهم، وكان يغضب إذا شخص سأل سؤالاً، خشي أن يسبب شدة على الناس، فيغضب، أنه ليش تسأل؟ مش مره معنى هذا الحديث، كان يقول للصحابة: "لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم".
طيب إذاً نختم قال شوقي: وإذا غضبت فإنما هي غضبه في الحق لا ضغن ولا بغضاء، كان يصف شوقي في بردته التي وصف فيها النبي صلى الله عليه وسلم، يقول في وصف الحبيب المصطفى، أن غضبه، قال: "وإذا غضبت فإنما هي غضبه في الحق، يغضب في الحق، لا ضغن ولا بغضاء"، مش ضغاءن نفسية وأشياء نفسية.
اللهم علمنا ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
غراس العلم طريقك نحو علم
شرعي راسخ.